الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قلب متحجر

انت في الصفحة 39 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


من غرفة مكتبه تشعر بثقل كان يجثم أنفاسها وتخلصت منه اخيرا لتعود إلى مقرها في العمل والذي لم يعد مضمونا من الان أما هو فقد ظل على حالة الشرود فيما حدث بينه وبينها وهذا التخبط الذي شعر به بعد مقابلته بها مزيج من القوة والجمال والجاذبية جمعتهم بطمع لها وحدها وكأنها ترفض ان تكون عادية كباقي النساء.
بداخله فضول للمعرفة جعله يسأل مدير الفندق لديه عنها مباشرة قبل مجيئها

البنت اللي شغالة مع شادي دي من امتى موظفة عندنا
تبسم حمدي ليجيب وهو يلملم الأوراق التي انتهى من اخذ التوقيع عليها من رئيسه
دي صبا حضرتك جابها شادي هي وبنت تانية اسمها مودة الاتنين مختلفين في كل حاجة دوكها وظفتها في النظافة عشانها مؤهلها المتوسط وامكانياتها كمان أما صبا بقى فدي بجد كان نفسي اشغلها استقبال نظرا طبعا لهيئتها اللي واضحة زي الشمس ومؤهلها كمان دي واخدة تجارة انجلش بالإضافة لعدة كورسات مهمة بس للأسف شادي أصر انها تبقى في القسم معاه دي هتكمل معانا شهر دلوقتي.
شادي .
تمتم بالإسم وهو يستفيق من شروده ليتذكر ايضا الإسم الاخر وصاحبته. 
مودة.
قلقتي عليا
سألتها مجيدة وهي لاتزال تقبض على كفها وكأنها تمنع عنها الهروب او تقيدها حتى تظل بجوارها وقالت شهد تجيبها بعفويتها
طبعا يا طنت انا معرفتش اتلم على اعصابي اصلا من ساعة ما قولتيلي خۏفت جدا لملحقكيش وانا اساسا معرفش العنوان.
يا حبيبتي .
تمتمت بها مجيدة بصوت متحشرج تتابع
عارفة يا شهد اهو انا كان نفسي اخلف بنت عشان تخاف وتقلق عليك كدة ولادي الاتنين ربنا يحرسهم الاتنين صالحين والحمد لله بس بقى الراجل مهمها عمل لا يمكن يبقى زي الست لا يعرف يطبخ ولا ينضف ولا حتى عنده زوق في حاجة.
ظلت شهد تستمع صامتة وتظهر التأثر حتى فاجئتها بالسؤال
بس انتي بتعرفي تطبخي بقى يا شهد
قطبت متفاجئة لها الاخيرة قبل أن تجيبها
حمد لله اينعم انا طول اليوم في الشغل بس دا ميمنعش اني بحب اعمل حاجتي بنفسي والأكل دا بالذات بعمله في اي فرصة اخد فيها اجازة من الشغل.
هلل وجهها فجأة بالفرح ولكنها تمالكت لتذكر التعب وتعد إليه فقالت بمكر
برافوا عليكي طب تصدقي بإيه أنا بقالي سنين مكلتش برا بيتي لا في عزومات ولا خروجات بس وربنا لو انتي لو عزمتني ما هرفص انا عندي رغبة ادوق أكلك نفس ادوق اكل المقاول شهد.
تبسمت لها شهد تقول بحرج
حاضر من عيوني الاتنين ادوقك أكلي في أقرب فرصة بس انتي قومي.
يا حبيبتي تسلملي عيونك. 
قالتها مجيدة قبل أن تجفل على اقټحام ابنها للغرفة يحمل على يديه صنية لكوب ساخن وأخرى علبة مشروب غازي بوجه متجهم قائلا
الساقع لشهد والمشروب السخن ليكي يا ماما..
قالها وهو يدنو بالمشروبات نحوهن القت مجيدة نظرة ممتعضة قبل أن تعقب مخاطبة شهد وتشير بي ديدها
واخدة بالك يا شهد جايب الصنية عليها نقط مية الخايب ابن الخايبة بذمتك دا لو بنت مش كان خدت بالها من الحاجات اللي تكسف دي. 
استشاط الاخير من الڠضب والإحراج ليهتف بوجه مكفهر
جرا إيه يا ماما دا انا جايبلك الصنية نضيفة وغاسلها بنفسي دي جزاتي يعني
انتقل الحرج إلى شهد لتنهض عن التخت مستغلة انشغال مجيدة مع ابنها وتستأذن بحرج
طب عن إذنكم يا جماعة انا يدوبك بقى احصل شغلي.
ردت مجيدة بلهفة
هو انتي لسة لحقتي قعدتي طب حتى اشربي العصير بتاعك.
همت شهد أن تجدد عذرها ولكن حسن كان الأسبق
شهد مش فاضية للقعدة يا ماما دي وراها أشغال ياما هي مش خلاص اطمنت عليكي وانتي بقيتي تمام اهو.
قال الاخيرة بمغزى نحو والدته والتي فهمت عليه فقالت
الحمد لله ربنا يباركلها بنت أصول.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى لتردف لها 
طب سماح المرة دي يا شهد بس بقى لازم تاخدي واجبك دي أول مرة تدخلي بيتنا حتى على الأقل اشربي الساقع. 
خالتي والله ....
لا والنعمة ما تخرجي من غير ما تضايفي.
هتفت بيها مجيدة تقاطع شهد بإصرار زاد من حرجها وزاد من احتقان الاخر ليخطف علبة الكنز قائلا
وادي علبة الساقع معلش يا شهد اشربي وانتي بتسوقي لجل عيون ست الكل. 
اضطرت الاخيرة لتتناولها منه وتحركت لتغادر وهو خلفها ولكن مجيدة أوقفتهما
شهد متنسيش اللي اتفقنا عليه. 
تعقد حاحبي الأخيرة بتفكر قبل ان تتذكر سريعا وتجيبها
حاضر من عيوني.
تسلم عيونك. 
قالتها مجيدة وانتظرت حتى وصلت الأخرى لمخرج الباب فهتفت عليه مرة أخرى
أنا كدة اتأكدت إن دي نمرتك يا شهد وانتي كمان عرفتي نمرتي هتقبلي بقا لما اتصل بيكي ولا تتبرعي وتتصلي انتي بنفسك
الاتنين يا طنتهقبل بالاتنين.
رددت بها ثم غادرت سريعا قبل ان توقفها مرة أخرى والتف حسن بنظرة خاطفة متوعدة قابلتها مجيدة باستخفاف قبل أن يعود ليلحق بالأخرى لتمصمص هي بشفت يها وتعتدل لترتشف من كوب المشروب الساخن رشفة كبيرة جعلتها تردد على الفور ساخطة
يا ابن الجزمة عامل فيا مقلب ومخليها من غير سكر خالص.... ماشي يا حسن
في غرفة الكشف وأمام الطبيب الإنجليزي والذي كان يلقي بنظره شاملة على الملف الذي امتلاء بالأشعة وصور التحاليل التي طلبها منهم سابقا بتوتر مهيب كانت تتنقل بنظرها من الرجل وإلى زو جها الذي كان متكتف الذراعين بسأم وقد مل من تكرار التعب في شيء يعلم نتيجته سابقا. 
مستر مصطفى و مدام عزام
هتف بها الطبيب بلكنته الأجنبية فور ان رفع رأسه عن الأوراق أجابته نور بلهفة وتوتر
نعم يا دكتور.
تنهد الرجل يخلع عن عينيه النظارة الطبية ثم قال بلغته يوصف بشكل دقيق عن نتائج الاختبارت التي طلبها والتي تظهر بشكل واضح السلامة الجس دية لكلاهما من أي عيب يمنع عنهما الإنجاب. فهتفت به نور بعدم تصديق
ازاي يعني لما انا وهو معندناش عيب في أي حاجة أمال مش بنخلف ليه مفيش حمل حصل حتى ولو كاذب لييبه
عصبيتها أجفلت الطبيب حتى جعلته يطالعها پصدمة ارتدت على مصطفي ليهدر بصوت حازم وكفه تطرق على سطح المكتب بينهم
إهدي يا نور الدكتور مغلطتش. 
الټفت إليه تسأله برجاء
ولما هو مغلطتش يبقى العيب فين إيه اللي منعني ومنعك عن الخلفة يا مصطفى
زفر الاخير يتمتم بالإستغفار ويناجي ربه بالصبر وتدخل الطيبب يخطابها بهدوء
مدام عزام لا يجب عليكي أن تنفعلي بهذا الشكل نحن الأطباء لا نملك الحيلة أنا أخبرك بسلامة جس دك 
ليستقبل طفل والصحة السليمة لزو جك أيضا وهذا يخبرك أن المسألة مسألة وقت. 
رددت خلفه بسأم وتعب
تاني هتقولي وقت هو انا معنديش في قاموس حياتي غيرها الكلمة دي
أمال عايزاه يقولك إيه
صاح بها مصطفي ليتابع بصرامة
يطلعلك عيب بالعافية! انا كنت عارف من الأول إن هي دي النتيجة وعشان كدة كنت ممانع المشوار من أوله. 
انتبه فجأة على نظرة الطبيب الذي طالعه باستهجان ققال باعتذار
أنا آسف يا دكتور بس ارجو منك تقدر الوضع اللي انا فيه.
قالها ونهض لينهض امرأته والتي كانت على
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 106 صفحات