الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اشرقت بقلبه

انت في الصفحة 38 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


علي ما لا تريد.
أنا لسه عايز أشرقت يا عم سلامة. 
دون مواربة أو لحظة تردد قالها رضا أضحى هذه اللحظة كأنه يحارب كل أشباح خوفه التي تحوم بروحه وتحذره. 
لا تحبك. 
سوف توافق مجبورة. 
الناس ستصدق ما قيل عنكم. 
جميعها هتافات تحاول عرقلته لكنه صامد وسبظل هكذا
لن يتخلي عنها ويترك فرصة أن ينالها.

ابتسم العم بثقة من كان يتوقع خطوته هذه مغمغما برفق للدرجة دي بتحبها يا رضا يا ابني
تنهيدة هي ما وشت بمكنون قلبه قبل ان يهمس مش بمزاجي يا عمي بحبها رغم انها مش عايزة تديني فرصة عارف انها ممكن ترفضني تاني بس. 
سيب كل حاجة علي الله ثم علي عمك الطيب. 
نظر له رضا بنظرة مفعمة بالأمل وهو يصيح بجد يا عمي يعني هتحاول تقنعها بيا
أومأ له العجوز مبتسما مع قوله ربنا يقدرني يا ابني واكون سبب يجمعك بيها أنا عارف كويس انك تستاهلها وهتحافظ عليها اديني بس فرصة أكلمها تاني وهبلغك بالنتيجة وربنا يقدم اللي فيه الخير ليك وليها.
انحني رضا يلثم كفه بتقدير بعد أن بثه الأمل ثم رحل.
بينما هي قابعة بغرفتها تكاد تأكل أظافرها وهي شاردة فيما أتي لأجله تحاول استبعاد خاطرها القوي انه جدد طلبه ثانيا هل يظن انه هكذا يساعدها بشهامة أفتراض علاقتهما المشينة سوف يتأكد حينها للجميع لو صار ما تتوقعه. 
لا لن يحدث خالتها والعم سلامة لن تغيب عنهما عاقبة أمر گهذا فلتطمئن ولا داعي للقلق. 
كفاية بقا قرقضة في ضوافك من وقت ما ډخلتي الأوضة. 
رمقت سارة بشخوص غارقة بأفكارها لتربت عليها الأخرى هامسة سيبي نفسك لمقادير ربنا ده مفيش أحسن من تدبيره يا أشرقت. 
سيبيني مع بنت خالتك شوية يا سارة. 
هتف بها العم سلامة
بعد ان طرق بابهم لتفسح له ابنته مجالا لحديثه المصيري مع ابنة خالتها ويدعو الله أن يعينه عليها. 
يعيد قراءة رسالتها المقتبضة مبتسما وهي تعتذر عن عدم مجيئها لم تذكر أسباب لكنه يعرف بل كان يخطط لذلك يبدو أن ذهاب رضا أبطل خطة رحيلها من بيت خالتها كما توقع. 
صوت رسالة أخرى من هاتفه وصلته منها تقدم شكرها وامتنانها له لأنه لم يخذلها حين لجأت إليه.
اضجع رفعت علي فراشه براحة ولا تزال ابتسامته الساخرة من كل شيء تظلل شفتيه يتذكر الخاطر الأحمق الذي سيطر عليه لفترة قصيرة بعد طلاقه من قمر. 
لما لا يتزوج أشرقت
ربما لو كان نصيبه أن يتزوجها هي أولا لكانت حياته أفضل كثيرا ولم يكن يخوض زيجة فاشلة گهذه أشرقت تختلف عن قمر في كل تفاصيلها وأجمل منها بكل شيء. 
مثلا لم تكن لتتخلي عن طفلها لم تكن تطمع له. 
تشرد عيناه بعيدا هو يتذكر كيف رآها خلسة تحصي نقودا ثم تخبئها بدولاب ملابسها كان يعرف انها تقتص منه ما تقدر عليه بل والأكثر أنها كانت تسرق من جيبه وهو نائم ما تطاله يدها من نقود رغم انه لم يكن يرفض لها طلبا متي شاءت.
لم يكن غافل عن كل هذا ومرره برغبته. 
كأنه كان يتلذذ بالمزيد من مساؤها التي طفت علي السطح يوم بعد يوم حتي إذا ما تركها لا يندم عليها وحين ساومها علي التنازل كان علي يقين انها ستختار المال وتقتل أمومتها وقد كان.
تنهيدة أخري صدرت منه وهو يحمد الله أنه وئد رغبته الحمقاء هذه ولم يطلب يد أشرقت. 
هو يحترمها لكن لا يحبها مثلما يحبها رضا. 
لو الأنتقام غايته لما تردد بزواجها لكنه لم ولن يكن هدفه. 
لن يضيع عمره باڼتقام ليس له ضرورة قمر لا تستحق أن يثأر منها الزمن كفيل بتلقينها عقاپ رادع سوف يسوقه لها القدر في حينه فهذا عدل الله بين عباده. 
أما أشرقت حقا تستحق رجلا مثل رضا يعرف كيف يعشقها. 
و هو يعلم أن يوما ما سيزدهر قلبه بحب جديد يستحقه. 
لن ييأس من هذا. 
أخيرا أوقف سيل أفكاره هذه عنوة وأسبل جفناه كي ينام. 
لديه عطلة اليوم سوف يقضيها كاملة مع أبنه الغالي ووالدته الحبيبة وربما يخطط لأخذهما في نزهة ما. 
صدح صوت استغراقه في النوم وأطياف الأمل تحلق فرق رأسه أن حقا في يوم ستنبت لقلبه براعم وتولد قصة حب تخصه وحده مع إحداهن. 
من يوم ما جيتي بيتي حد أذاكي في حاجة
هكذا بادر العم سلامة بقوله لتهز أشرقت رأسها وتقول بحمية صادقة حاشا لله يا عمي بالعكس الأمان والرعاية اللي شفتهم في بيتك عمري ما حسيت بيهم غير هنا. 
ولما هو كده ليه كنتي عايزة تأذينا هو انتي لما تمشي بالطريقة دي كان هيبقا عادي تفتكري سمعة خالتك مكانتش هتتأثر وسمعة سارة اللي بتحبك زي أختها وأكتر كانت هتسلم من كلامهم الناس كانت هتفضل تجيب سيرة الست اللي بنت اختها خرجت عن طوعها وسابت البيت وعايشة لوحدها وهي مطلقة.
نحرت قلبها كلمات العم سلامة ونبرته الفاترة تؤلمها حد المۏت لتدافع عن نفسها باكية بقولها 
والله يا عمي أنا كنت عايزة اعفيكم من الحرج أهل الحي بقوا خايفين مني علي ستاتهم وبناتهم أنا سمعتهم بودني بيقولو كده يبقا أفضل عشان ايه
عشان تردي الجميل لعيلة سمعتها بقيت علي المحك بسببك.
شهقة ذاهلة صدرت من أشرقت وهي تطالعه بعين متسعة غير مصدقة المزيد من كلماته التي جلدتها بقسۏة نبرة صوته طوقت عنقها بلوم وهو يحملها مسؤلية تشويه سمعتهم. 
أي كابوس هذا بل اي چحيم تحياه الأن. 
ليتها ما أتت هنا تحتمي بهم. 
ليتها ما تزوجت عزت وتخلت بالشجاعة لترفض زيجته
بل ليتها ما ولدت وكتب أسمها بين الأحياء يوما.
فاضت عيناها بنهر جارف من الدموع وأثر كلمات العم تمزقها لتغمغم پانكسار شديد من بين بكائها المفطر للقلب 
وأنا مايخلصنيش يحصلكم كده وتتفضحوا بسببي. 
لتواصل بنبرة کسيرة كأنها تستعد لذبحها مثل شاة
ايه يرضيك يا عم سلامة قولي أعمل ايه وأنا أوعدك انفذه من غير ما اكسر كلمتك مهما كان حكمك عليا هقبل به.
رمقها مليا دون أن تلين نظرتها الجامدة ظاهريا بينما داخله يشفق عليها كثيرا مما تعانيه لكن لا مفر من اصطناع غضبه حتي يرضخها لما يريد فما يريده لها هو صلاح حالها حتي لو لم تدري هي كيف تخطو خطواتها نحو سعادتها سيدفعها دفعا لتفعل هو ألقى لها عصا نجاة تتوكأ عليها قبل أن تقع دون أن تجد من يعينها علي النهوض ثانيا.
رضا طلبك مني تاني يا أشرقت لو مهتمة فعلا برد الجميل اللي لينا في رقبتك وافقي علي طلبه المرة دي بدون نقاش.
لم يصدمها قولها تلك المرة وهي تربط زيارة رضا لهما بهذا التوقيت تحديدا متوقعة طلبه ببساطة وربما نظرته الغريبة التي رمقها بها قبل ان يختفي مع العم هي ما أخبرتها بنيته لا يزال الرجل يتأمل بها
خيرا وهي التي أضحت روحها خاوية من كل شيء جميل يمكن أن يترجاه منها هي بقايا أنثي ما عادت تثق بنتيجة خطوتها إن وطأت عالمه عالم تبغضه بقدر ما ذاقته من ظلم وتخافه بقدر ما نالته من عذاب.
احترم هو صمتها وهو يراقبها بصبر مراهنا بقوة علي طيب أصلها ومعزته لديها أشرقت لن تكسر كلمته تلك المرة. 
وكان رهانه صائب
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 94 صفحات