قلب ارهقته الحياة
يامنى انتى شوفتى كدة قبل كدة ...
اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول ... بصراحة أل ...
ثم التفتت لهدى مرة أخرى ...بس يال احنا كدة اتأخرنا اوى
...
هذا كله والشاب مازال مكانه معجب بكالمها وردود أفعالها
صعد أحدهم من خلفه وهو يقول ...يال ياخالد جبت التذاكر
خالص ...
69
قالت هدى ... اسمك خالد ..
...أيوة ...
...اسم حلو اوى وأنا هدى ...
حاجة على الصبح يال ...
أكملت هدى السلم بسبب شد منى لها لكن عينيها مازالت
معلقة به وهى مبتسمة وتلوح بيدها بباى باى وهو اتبعها
بعينيه حتى اختفت من أمامه
الټفت الشاب لمرافقه وهو يقول .... شوفت البت بتقول ايه
....
...وايه يعنى هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها .....
70
...طب يال عشان نلحق وكمان العربية مركونة صف تانى.
.......
ال تصدق منى ما تفعله هدى هى بالتأكيد غير طبيعية
وبالطبع غير مؤتمنة على استالم حالة وهى فى هذه الحالة.
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد اإلمضاء
فقررت عرض هدى على طبيب لتجد مبررا لما يحدث لها
وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص األقراص التى
حقنة معينة استطاعت عكس مفعول األقراص وأعادت هدى
ألرض الواقع .
ثم قال الطبيب بابتسامة
أول مرة اعرف انك من أصحاب الترامادول ياهدى
71
الفصل السابع
عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى
كانت عليها كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول
ال أن تعطيها منه بصفو نية
يجب أن تنهى العاجل من عملها أوال حتى تستطيع التفكير فى
كيفية التعامل مع الموضوع.
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها فوجدت سجدة
موجودة على كونتر الدور
...صباح الخير ياساسو ...
...صباح الخير ياهدى...
....إيه التكشيرة دى مالك على الصبح...
مدام سامية...
72
...بس بس ايه اللى حصل..
...ال حصل وال وصل استلمى حالتك ياستى ومش هتتكرر
تانى لو هسيب المستشفى حتى...
استلمت الحالة من سجدة واخبرتها أن األمير فى غرفة
األشعة بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير
وتجهيز أدوية اليوم ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب األدوية
وفى خضم كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها
ألقراص الترامادول هى تتذكر كل ما حدث بل كانت واعية
تماما له لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به كأنها
آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها.
أثناء ذلك دخل األمير على كرسيه المتحرك يدفعه عامل الدور
ومعه ممرضة األشعة
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة
73
عندما رأاها األمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
...ياهال ياهال بمالك الرحمة خاصتى وين كنتى للحين...
...أفندم..
...إيش طرشتى
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه فهو ليس
من خرج من غيبوبته على يدها أمس
أشار للعامل بالتقدم للسرير الخاص به مدت هدى يدها له
لتساعده على الوقوف لكن بمنتهى اإلهانة أبعد يدها من
أمامه ورفع يده لحرف سريره ووقف وحده واستدار
ليجلس عليه ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج
ودون أن ينطق أحدهما سحب العامل الكرسى وخرج
وتبعته الممرضة األخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة
األشعة.
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى
74
بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام
لكنه تعثر بشكل بسيط رفع عينه لهدى وهو يقول
...ليش واقفة هيك مش مفروض تساعدينى..
...جيت أساعدك مرة رفضت استنيتك تطلب لوحدك...
...من غير طلب تعملى اللى ابغيه.. .
...وهعرفه منين إال إذا قلت...
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من اإلرهاق فاشفقت
عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه فتح
عينه ونظر لها
...اتركيه أبى انام شوى...
أبتعدت هدى وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله تدرجا من
األمس لليوم وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح البنى
آدم بق فى الفاضى...
75
فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف
أمامه
...بتضحكى على إيش أبيكى معجبة يمة ... .
...ههههه ياريت بس انا مرتبطة...
قالت كلماتها األخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه
...إيش هاد...
...ميعاد الحقن وبعديه الفطار وبعديه مساج الضهر
وبعديه...
...بيكفى إيش كل هاد قلتلك ابغى انام...
...خالص الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام والباقى نكمله
لما تصحى...
يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه فهى ثلثة التعامل مع
المړيض حتى وإن كان غاضبا
76
خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد نام وجلست فى
الصالون تراقبه من خلف الشباك الزجاجى
أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى وبمنتهى الهدوء أجرت
معها هذا الحوار حتى تصل منها للحقيقة
...ايوة يادودى روحتى وال لسة عند ماما...
...كويس بصى والنبى ياهايدى عايزاكى تصوريلى
الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على
الواتس.. .
...اشمعنى يعنى...
...بصراحة عجبني الصداع راح على طول وكنت عايزة
اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه...
...مش هتالقيهه مبيبقاش موجود فى الصيدليات.. .
77
...وانتى عرفتى منين سألتى عليه قبل كدة
...ال ابدا بس لما اداهولى قاللى كدة...
...مين ده المعدول جوزك
...أه تانى يوم فرحك كان عندى صداع جامد ادانى
قرص عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه قام
ادانى الشريط ده...
...يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة...
....أه من اليوم المنيل بنيلة يوم فرحك ده...
...يعنى حوالى كام قرص كدة...
...باين تالتة بس ليه كل االسئلة دى قلقتينى...
...قوليلى األول أمك جمبك...
..ال دا انا فى الشقة إللى فوق بلم الغسيل...
78
...كويس اوى عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى
بصراحة...
...متقولى ياهدى قلقتينى....
...جوزك مدمن ياهايدى
...مدمن ! يعنى إيه
...مش عارفة يعنى ايه مدمن بيتعاطى حاجة...
...معرفش بس ليه...
...عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة.. .
...ترامادول يانهار اسود يعنى انا دلوقتى مدمنة...
...ال ياستى مش مدمنة انتى بتقولى مخدتيش منه غير
مرتين أو تالتة...
79
...أه وهللا مش اكتر من كدة...
...خالص يبقى مش مدمنة انا عايزاكى بس تهدى
وتسمعينى كويس...
...اهدا اهدا ايه ابن الكلب كان هيخلينى مدمنة بس أما
اروحله وربنا ألفضحه وهللا ألجيب طين واحط على دماغه
ودماغ اللى خلفوه...
...الو الو هايدى ردى يابنت المچنونة قال اسمك
هايدى قال حقهم يسموكى عطيات.. .
اتصلت هدى بهوايدا أختها الكبرى وشرحت لها باختصار
ما حدث.
...سيبك من اللى هتعمله هايدى انتى عاملة ايه...
...ياستى انا كويسة حمدت ربنا أن منى كانت معايا واال
كانت هتبقى مصېبة المهم الحقى البت بس وخليها
متعرفوش أنها عرفت وكلمينى وانتى معاها...
80
لم يمر أكثر من 01 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى وهى
أمام هايدى ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث
...ها ياهوايدا لحقتيها.. .
...لحقتها على السلم كانت فعال خارجة خالص...
...اديهالى اكلمها...
أعطت هوايدا لها التيليفون
...إيه ياهدى...
...إيه ياهايدى انا كنت فاكراكى أعقل من كدة..
..فين بس العقل فى حاجة زى كدة....
...العقل مايكونش إال فى كدة..
...يعنى إيه.. .
81
..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط..
...قولى ياهدى...
...الشريط اللى معاكى مترموهوش يفضل معاكى وتفضى
منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف كأنك
بتاخدى منه زى ما قالك...
..وبعدين...
...تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك
عارفة إذا كان هو مدمن فعال وفكرة انه اداكى حاجة زى
كدة عادى يعنى وال هو متعمد يعمل فيكى كدة...
...كمان يانهار اسود يعنى ممكن يكون عايز يخلينى
مدمنة...
...أه وليه أل ما انتى عارفة