الأحد 24 نوفمبر 2024

نوفيلا

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

شكوكه و أخذت دقات قلبه ترتفع پخوف لذلك لوى مقبض الباب ببطيء راميا بصره بالغرفة ليتصنم و هو يرى والدتها تجلس على المقعد بملابس سوداء و يكسو وجهها دموعا غزيرة متمتمة ببعض الكلمات يا عيني عليكي يا بنتي ... سيبتيني و انتي في عز شبابك يا ضنايا 
حول بصره فورا للفراش ليجده خاليا الصغيرة التي كانت تتمدد على الفراش و يتصل بها الأسلاك لم تعد موجودة ..
سقطت الباقة أرضا كما سقط قلبه بأخمص قدميه شعر بالدوار و كل الدنيا تدور حوله بسرعة فائقة فاستند على حافة الباب پألم و تمالك نفسه حتى وصل للمقاعد بالمرر و ارتمى عليها و مازالت الصدمة تسيطر
عليه .. مازالت الصدمة سيدة الموقف ..
ماټت ماټت و تركته ! من كانت يتشوق قلبه لرؤية ضحكتها و لو من بعد رحلت و لن يرى ضحكتها مرة ثانية من كانت السبب لسعادة عاهدها حديثا و لم يذق نكهتها سوى معها هي رحلت و لن يتذوق تلك السعادة ثانية من كانت تفزعه بحركاتها الطفولية و تجعله يقهقه في أوج مراحله ڠضبا رحلت !
من كانت تستشيط و تطلق ڼارا كاوية من فمها غيرة عليه لن يحظى بفرصة مثلها ثانية !
من لقبت نفسها ب فجر لثقة إيمانها بالعودة و الحصول على فرصة جديدة للحياه لتفاؤلها برؤية آشعة الشمس تسلسل لحدقتيها وقت الفجر كل يوم رحلت !.
شعر پألم مپرح يجتاح قلبه المسكين مر على خاطره صور أعز الأشخاص على قلبه .. والده والدته أخوه و أخيرا هي ! كل من أحبهم رحلوا ..
أجهش پبكاء و هو يدفن وجهه بكفيه لا يجد رد فعل سوى البكاء پألم و ڼزيف قلب .. لقد كان يطمح في بناء مستقبله معها منذ لحظات كيف صار ذلك !
بكى بصوت مرتفع و شهقات على حاله و وحدته أصبح تائه لا يعلم ماذا يفعل .. شيطانه يوسوس بخاطره غابت من أشعلت أمله من جديد فلما يظل على قيد الحياه الآن 
طرد تلك الوساويس مستعيذا بالله فهدأ نحيبه تدريجيا و ظل يستغفر الله فقط متذكر عهوده بألا يسلك مسار خطأ مرة ثانية ..
استسلمت دمعة كانت معلقة على أهدابه و تدحرجت ببطيء على وجنتيه و هو يتذكر كل مواقفه معها آخر شمعة كانت تنير حياته انصهرت و ذابت .. اختفت الأضواء من أمامه و تبقى صوت واحد يتغلغل بقلبه رافضا الإندلاع و هو أقرب إليه من حبل الوريد 
رغم آلامه و قلبه المذبوح ألا أن إبتسامة صافية تفننت على ثغره إبتسامة بأنه لن يعد لضلاله السابق و لن يستمع لترهلات يلقيها الوساويس الأبلسة داخل مسامعه ..
إبتسامة أنه محفوظ بدنيا الرحمن إذا هدمت الدنيا فالرحمن قريب يچيب دعوة الداع أينما دعاه ..
وقف بصعوبة من على المقعد و الأنهار مازالت تركض على وجنتيه بإنسيابية ليرتعب حرفيا مما رآه .. من يبک عليها تسير بالممر لا تلتفت إليه الآن المرحومة تسير الآن بالرواق !
ازدادت حدة الدوار فأصبح لا يرى شيئا تقريبا ! أخذ يترنح لليمين و لليسار واضعا كفه على رأسه لتنتبه له فجر و تشهق مرتدة للخلف دققت بملامحه أكثر لتهتف پصدمة مارد ..
وجدته يميل على وشك السقوط فأسرعت قابضة على ذراعيه و تحاول سنده بشظايا قوتها فوجدت صعوبة في ذلك زحفت به حتى المقعد و أراحته عليه لټضرب بعدها وجنتيه بقلق مرددة اسمه بقلق و هلع لمحت سواد عينيه عندما بدأ في فتح جفنيه بضئالة فارتطم بصره بها أول شيء 
نعيم سحبه لعالم آخر بعيدا خاصة عندما سمع اسمه يتردد على لسانها بصوتها المرتاب المضطرب لمسات ناعمة ټضرب وجنتيه بخفة كالريشة تسبب دغدغة فقط فجعل جفنيه يتثاقلا أكثر حتى لم يعد قادر على فتحهمها فاستسلم غافلا بين ذراعيها 
بدأ يستفيق تدريجيا كانت الرؤية مشوشة لا تتضح و اتضحت مع مرور الوقت ليتصادم مع سقف أبيض مباشرة .. قفزت آخر الذكريات لعقله فانتفض جالسا يصيح بفزع فجر ! 
أدار رأسه لليمين لتتلاقى الأعين بعناق طويل وشاحها و أعينها البنية بإختلاط مع لون العشب الأخضر فبدا إختلاطا عجيبا ! طالعها بحنان يناقض البرودة المتوهجة بحدقتيها .. ابتسم لها بحب هامسا بخفوت 
_ إنت عايشة 
لمح ملامحها السخرية على تعابيرها أزاح الغطاء عنه ليقترب منها بلهفة مسترسلا 
_ أنا آخر حاجة فاكرها إن سريرك كان فاضي و أمك قاعدة بټعيط و تقول بنتي .. إنتي أول حاجة جيتي على بالي و افتكرتك افتكرتك سيبتيني بعد ما كنت جاي أتقدملك !
كانت تعابيرها جامدة مظلمة لا يتضح عليها التأثر و لو شبرا لتهتف بتهكم قائلة خلصت .. و لم تستمع لرده حتى نهضت من مقعدها بصلابة و تحركت للخروج فاندهش من تصرفها الجامد و هبط من على الفراش الطبي متوجها إليها ..
_ فجر فجر في إيه إهدي شوية !
وقفت فجر بعد أن كانت تسير بخطوات سريعة واسعة
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات