انا جوزك بقلم شيماء سعيد
معه خطوات الدرج حتى وصلت إليه أقتربت منها سمارة قبل أن يأخذها شعيب و ضمتها إليها بحنان أم كان لديها رسالة طويلة مع صافية و ها هي وصلت معها لمنتصف الرحلة تشبثت بها صافية بقوة مرددة
_ نفسي أقولك يا ماما و بابا كمان يا سمارة لو ينفع
ابتعدت عنها سمارة و هي تزيل دمعتها التي خانتها و سقطت منها ثم أردفت بابتسامة سعيدة
دارت بوجهها لشعيب قائلة
_ خد بالك منها دي تعب العمر كله
أومأ إليها شعيب بابتسامة مشرقة و سحب منها صافية قائلا
_ شكرا يا سمارة بسببك دخل السعد و الحب قلبي و قلب أخويا
بعد ساعة لم يتحمل صالح البقاء بحفل الزفاف أكثر من ذلك يكفي رؤيته لوالدته أمام عينيه و هو غير قادر على الاقتراب منها حتى سعادتها المرسومة على ملامحها لم يراها له أبدا فقام من مكانه ثم قال لسمارة
قامت هي الأخرى مردفة
_ هروح معاك
أشار إليها بالجلوس ثم انحني مقبلا رأسها هامسا
_ مينفعش صافية كل اللي ليها في الفرح ده أنت بلاش تكسري فرحتها
عادت للجلوس بقلة حيلة فهو معه حق تركها و خرج من المكان ليري شعيب ذلك و ذهب خلفه سريعا دون أن يلاحظ أحد
_ مع إنك كنت مظلوم و مالكش ذنب بحكاية حب بابا لماما رغم أنها مرات أخوه و شيلت الليلة لوحدك أنت و حبيبة بس مع ذلك أنت ظالم يا صالح زي ما أنت مكنش ليك ذنب أنا كمان زيكم ليه دايما مصمم تبعد عني
هل حان وقت المواجهة الآن و بداخل حفل الزفاف! حرك رأسه بنفي هو غير مستعد لهذا الآن و لا بعد ألف عام رفض النظر إليه وجها لوجه و أردف بقوة
من متى و صالح بهذا الضعف صمم شعيب على قراره و جذب الآخر من كتفه ليكون أمامه دون هروب قائلا بنفس القوة
_ مش مهم عندي أي حاجة يا صالح غير إنك أخويا و مش هسمح لك تفضل بعيد عني و أشيل الذنب الكبير ده لوحدي مع إني كنت طفل أصغر منك و مش فاهم أي حاجة
الي هنا و لم يتحمل صالح فصړخ به قائلا
ترقرقت عيناه بالدموع ليأخذه شعيب بين أحضانه صالح هاش من الداخل اعتاد دائما على تحمل ما هو فوق طاقته الآن فقط ترك هذا الحمل من فوق رأسه و قرر الضعف أمام أحدهم يعلم أنه سيكون سترا لهأخذ شعيب نفسه الذي ېحترق و رد عليه
عاد صالح خطوة للخلف بإرهاق و تعب من كل شيء مسح على خصلات شقيقه عدة مرات بحنان مثلما كان يفعل بالماضي ثم قال
_ بلاش سيرتها يا شعيب لو عايز نبقى أخوات أنا عايزك أنت و حبيبة و بس
سقطت دموع شعيب بسعادة قائلا و هو يمد يده لصالح قائلا
_ ماشي موافق أنا كمان مش عايز غير كدة يلا خليك كبير الفرح زي ما أنت طول عمرك كبير
ابتسم إليه صالح ثم أومأ له و سار معه للداخل متنهدا بارتياح و روح جديدة
صباح اليوم التالي كان الجميع على أعتاب منزل سند الكبير لحضور حفل زفافه حتى شعيب أتى بصافية مع صالح و سمارة تقدم سند بجلبابه و عصاته التي تعتبر صديقته و وقف أمام سيارة صالح يستقبله بحفاوة قائلا
_ الدكتور بنفسه عندنا و كمان معاه كاتبنا العظيم انتوا الاتنين سوا طب إزاي!
قهقه الثلاثة برغم من صداقة صالح و سند إلا أنه على علاقة طيبة بشعيب سلم عليهم بحرارة ثم نادي على الخادمة بقوة قائلا
_ دخلي الحريم لستك الحاجة جوا
نظرت سمارة لصالح بتوتر ليقول لها بهمس حنون