الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عاشق ظالم

انت في الصفحة 38 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


مازالت على التلفاز قائلا بصوت غير مبالى وهو يزيد يزيد من لهيب غيرتها
عروسته وفرحان بيها ..خلينا فى حالنا احنا
جلست بجواره تدفع فى كتفه بيدها قائلة بحنق
فى حالنا اكتر من كده مانت قاعد اهو عينيك هتطلع على التلفزيون عاوز ايه تانى
لم يجيبها وقد علم ان اطال معها فى الحديث لن يمر الامر وهو يريد متابعة المباراة الان لا يشغل عقله سوى فريقه فقط لذا تجاهلها وهى يراها تجلس مكانها تتطلع الى السقف بعيون واذان منتبهة يمر بهم الوقت على هذا الحال حتى عاودت الجلوس متحفزة مرة اخرى عند عودة حركة الاقدام مرة اخرى فوقهم لتعتدل سائلة حسن بفضول

ياترى بيعملوا ايه دلوقت ..معقولة بيجرى وراها تانى
ضحك حسن هاتفا بمرح قائلا
لو صالح اخويا اللى اعرفه ..يبقى لا مش ده اللى بيعمله
التفتت اليه سمر تسأله بلهفة
اومال هيكون بيعمل ايه يا بو العريف
الټفت اليها حسن هو الاخر يهز حاجبيه بخبث مرح قائلا ببطء كانه يتعمد استفزازها
بيرقصوا .....صدقينى انا عارف بقولك ايه
اتسعت عينيها پصدمة تتطلع اليه لعلها ترى مزاحه على ماقال لكنها وجدته عاود الاهتمام بمباراته مرة اخرى كأنه لم يقل شيئ قبل ان تنهض سريعا من مقعدها تجرى بأتجاه غرفة النوم والتى لها نافذة داخلية مثلها مثل باقى شقق المنزل ترهف السمع خارجها لبرهة حتى تجمدت مكانها تشتعل نيران الحقد والغيرة بها مرة اخرى ان لم يكن اكثر حين صدق حدس حسن وقد وصل لها صوت الاغانى الاتية من فوقها ..... 
حين كان صالح فى هذا الوقت يقف خلف فرح يضع يديه حول خصرها يتمايل معها ببطء بينما صدحت كلمات الاغنية والتى اختارها لها بعناية بعد محاولاته المستميتة لاقناعها اخيرا لتنفيذ طلبه فأخذت تتمايل بجسدها بنعومة تميل عليه بحركات راقصة خجلة وهو يهمس لها مرددا كلمات الاغنية بشغف لاهب فى اذنيها حتى وصلت الى هذا المقطع يرفعها بين ذراعيه يتمايل بها راقصا فيتعالى صخب ضحكاتها السعيدة وهو يردد وعينيه تلتمع شغفا بها قائلا
احلى من الحلوين مفيش منك اتنين
خلى قلبك يلين وهنبقى عال العال
من الدنيا انا هاخدك ..اه من جمال خدك
هو انت مين قدك يا ماركة فى الجمال....
وقبل انتهاء الاغنية وكانوا قد انتهوا هما ايضا فوق الفراش مرة اخرى تتعالى انفاسهم بصخب بعد
صالح ...عارف انا نفسى فى ايه
عقد حاجبيه يسألها بنظراته عن طلبها يقسم بداخله ان يلبته لها فى الحال لكنه تجمد تسرى البرودة فى اوردته تجمد الډماء بها وهى تكمل بحب ووجه يشع بالامل والسعادة
ان ربنا يرزقنى بابن يكون زيك كده .. حلم حياتى فى صالح صغير شبهك فى كل حاجة ..لو بنت برضه عوزاها شبهك انت ..انت وبس 
حين اخبرته بأمنتيتها تلك كانت تتوقع اى رد فعل الا ماحدث منه حين شعرت بجسده يتجمد اسفل لمساتها وعينيه تقسو بنظراتها فوقها وهو يقبض فوق ذراعها يبعدها عنه بحدة ثم ينهض عن الفراش يرتدى ملابسه بعجلة تحت انظارها المصډومة من ردة فعله تلك لكن لم تكن هذا كل مالديه من ردود الافعال وهو يلتفت اليها قائلا بصوت حاد بارد برودة الجليد وكلمات كانت كحاد السکين فى قلبها
انسى موضوع الخلفة ده خالص ..ومش عاوز اى كلام منك فيه مرة تانية ...واضح كلامى
ثم تركها مغادرا الغرفة فورا يغلق بابها خلف پعنف ارتج له اركان الشقة بينما هى جلست هى مكانها لا تفعل شيئ سوى التحديق الباب المغلق خلفه بعيون لاترى شيئ وجسد بارد شاحب شحوب المۏتى 
الفصل الخامس عشر
مرت عليها لحظات بعد كلماته الحادة المقتضبة تلك مذهولة عينيها تنسكب منها العبرات وقد عاودتها هواجسها مرة اخرى تهاجم بضراوة وشراسة هامسة لها كفحيح افعى تنشر سمها ببطء داخل عقلها جلست هى مستسلمة لها لتتلاعب بها للحظات قبل ان تصرخ پعنف رافضة لها هذه المرة وهى تنهض من مكانها تبحث عن ردائها للذهاب خلفه والبحث لديه عن اجوبة فلن ترضى هذه المره بالصمت والاحتراق ببطء بسبب ما قاله لذا خرجت سريعا خلفه تبحث عنه فى ارجاء المكان حتى دلها اخيرا الهواء البارد الاتى من خارج الشرفة المفتوحة عنه وقد وقف بها يستند الى سورها بكفيه وهو يرفع رأسه عاليا نحو السماء عارى الصدر وقد القى بقميصه البيتى خلفه على ارضية الغرفة لتتقدم هى بخطوات بطيئة هادئة نحوه تقف خلفه على باب الشرفة تتطلع اليه بصمت وهو واقفا بتلك الطريقة كأنه فى عالم اخر لا يتفاعل مع شيئ ولا تهزه برودة الطقس المحيطة به يقف بجسد ثابت لا يتأثر بشيئ كما تهيئ لها
لكنها كانت مخطئة فقد شعر بها على الفور وجسده يتفاعل بشدة مع عطر جسدها والذى حملته اليه نسائم الليل الملطفة من حرارة جسده المشټعلة بعد شعوره بالحاجة لتلك البرودة لتخرجه من حالة التشتت والاهتزاز والتى اصابته كلماتها بها منذ قليل لكنها لم

تمهله الفرصة للتمالك اوالثبات تلحق به الى هنا فتقف خلفه الان لتواصل بعثرته كالشظايا بسؤالها الخاڤت له وصوتها مرتجف وهى تسأله برفق كأنها تخشى اجابته وما ستأتى لها من آلام بسببها
ليه يا صالح ! ..على الاقل من حقى اعرف ليه
زفر بقوة وهو مازال يتطلع للسماء كأنه يبحث عما يجيبها من خلالها قبل ان يتحرك ببطء الى الداخل يقف فى منتصف الغرفة يعطى لها ظهره فترى فى ضوء الغرفة الضعيف عضلاته المشدودة من شدة التوتر يسود الصمت لبرهة طويلة انتظرت فيها اجابته باعصاب على الحافة تهم بالصړاخ عليه ليجيبها حتى التفتت اليها اخيرا ببطء شديد وحاجبيه معقودين بشدة وشفتيه متصلبة فتتسارع انفاسها وضربات قلبها تصم الاذان فى انتظار اجابته لكنه فاجأها حين سألها هو الاخر ردا على سؤالها بسؤال اخر قائلا بهدوء شديد
مهم عندك اوى موضوع الخلفة ده يافرح
وقف مكانه يتطلع اليها بنظرات مټألمة شعرت معها كانها بأجابتها تلك عليه قد قامت بأهانته او اوجعته لكن سرعان مااختفت تلك النظرة سريعا من عينيه يحل مكانها نظرة شديدة البرود وعلى وجهه يمر تعبير خاطف لم تستطيع التعرف عليه وقد مر كالطيف فوقه قبل ان تكسو ملامحه هى الاخرى البرودة وهو يلتفت مرة اخرى الى الناحية الاخرى قائلا بقسۏة
طيب ولو الراجل اللى اختارتيه زى ما بتقولى رافض الفكرة دى من الاساس ومش عاوز حتى الكلام فيها ..ردك هيكون ايه
وقفت تتطلع اليه ذهولا ټقتلها كلماته وټحرقها ببطء وهى تراه يكررها عليها مرة اخرى ولكن هذه المرة لم تجد له ما يبررها سوى انه بالفعل لا يريد ما يربطه بها ولا مجال هذه المرة بتكذيب هواجسها وهى ترى منه كل هذا التعنت والقسۏة تقف تتطلع الى ظهره وهى تلهث لطلب الهواء وقد خنقتها عبراتها تهتف به غير عابئة بشيئ بعد الان فهى تحارب كل يوم فى معركة خاسرة منذ زواجها منه تريد ان تألمه كما المها بوقوفه الغير مبالى وهو يلقى عليها بسهام كلماته لترشقها دون رحمة او شفقة بها قائلة بصوت قاسى وبارد تقصد بكل حرف تنطقه ان توجعه وتألمه كما يفعل معها 
تبقى انانى
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 78 صفحات