اسرار عائلتي
بدور بإهتمام وتساءلت
_ مين
_ بنت عمتي جاية هي وبنتها وبنتها هتفضل هنا أسبوع .
هتفت بدور بإبتسامة حماس _ بجد طب إسمها ايه وعندها كام سنة احنا هنبقى صحاب أكيد !
قوس أكرم جانب شفتيه وتمتم ساخرا
_ لا أكيد هتبقوا صحاب اوي وهتحبيها أكتر من حبك لمريم .
لم تصل تمتمته إلى بدور ولم تهتم بسماعها فقد بدأت بتناول الإفطار وهي تفكر في تلك الفتاة الجديدة التي ستنضم إلى قائمة صديقاتهاكما تظن فهي وبالرغم من كل ما مرت به مع خالها إلا أنها كانت تهرب من مشاكلها عبر تكوين صداقات مع هذه وتلك وهذا ما جعلهافتاة إجتماعية أكثر حتى من دينا .
شعرت بالقلق وإتصلت بها سريعا حتى أتاها صوتها من الطرف الآخر يقول
هدأت بدور عندما سمعت صوتها ونبرتها الهادئة فأجابت بإبتسامة إرتياح
_ صباح النور عاملة ايه يا دودي
أجابتها دينا پغضب مخالف لنبرتها التي تحدثت بها لأول مرة
_ مش كويسة خالص وكله بسبب ابن عمك !
ضحكت بدور بخفة ثم قالت بغباء مصطنع قاصدة إستفزاز صديقتها
تحدثت دينا بنبرة ساخرة
_ بصوا مين الي بيتكلم .. البنت الي شايفة الراجل الي بتحبه زي أخوها .
زفرت بدور بضيق وقالت
_ ممكن متجيبيش سيرة الموضوع ده تاني
_ حاضر بس لما تفكيني من سيرة ابن عمك انت كمان .
هزت بدور رأسها سريعا تريد إنهاء الموضوع قائلة
_ كنت هسألك لو كنت عارفة مكان هناء لأنها اتأخرت امبارح اوي .
عقدت بدور حاجبيها بقلق وتساءلت بلهفة
_ لا معرفش هي مرجعتش لحد دلوقتي
_ ايوة بس هي بعتت مسج امبارح قالتلنا فيه منقلقش عليها لانها عايزة تفضل لوحدها .
سكتت لثوان قبل تردف
فكرت بدور قليلا قبل أن تهتف
_ أنا هطلب من أخواتي يدوروا عليها هما أكيد هيعرفوا يلاقوها !
أنهت المكالمة معها بعد دقائق ثم خرجت من غرفتها لتنزل إلى الأسفل ثانية لكنها تراجعت وهي ترى الدرجات الكثيرة التي ستضطر لنزولهافتكاسلت عن ذلك .
أغلقت الباب فور دخولها ثم تنفست براحة قبل أن ترفع نظرها وتجول به حول الغرفة محتارة من أي نقطة ستبدأ .
إستنشقت هواء الغرفة الممتلئ برائحة عطره التي يستخدمها فبحثت بعينها تلقائيا عن زجاجة العطر حتى وجدتها على مكتب صغير يحملبعض الأدراج .. إتجهت نحوه ومدت يدها إلى زجاجة العطر لكنها توقفت وهي تنتبه إلى ذلك الدرج بالمنتصف والذي لم يغلق بإحكام .
غيرت مسار يدها نحوه وفتحته بفضول لتتسع عيناها وهي ترى القصاصات التي كانت تضعها أسفل باب غرفته كل ليلة مرمية جميعا به .. رمشت بعدم تصديق تحاول التأكد من أن ما تراه حقيقي وليس مجرد وهم رسمه خيالها فقد كانت تظن بأنه يلقي بهم بعد قراءتهم بعدمإهتمام وذلك بسبب تجاهله لطلبها الدائم له بالإبتسام .
أعاد ذلك الحوار بعقلها فجأة ذكرى قريبة ظهر فيها وهو يخبرها بأنه سيبتسم في حالة واحدة وهي موافقتها وكان ذلك قبل معرفتها بأنهتقدم لطلب يدها .. ولكنها كانت تفكر في الرفض .
توقفت عند تلك النقطة وهي تسأل نفسها سؤالا لطالما تهربت من طرحه على نفسها .. لماذا لم توافق هل هي حقا تعتبره أخا لها كباقيإخوتها أم أنها توهم نفسها بذلك حتى لا تعترف بمشاعرها أمام نفسها وأمام الجميع
تنهدت وهي تنظر إلى تلك القصاصات بشرود وقد بدأت تفكر في أمر مشاعرها نحوه بكل جدية لكن تفكيرها لم يدم طويلا بسبب سماعهالصوت خطوات تقترب من الغرفة .. جالت بنظرها حول الغرفة تبحث عن مكان لتختبئ فيه لكنها لم تجد سوى الحمام .. وفور دخولهاوإغلاقها لبابه فتح باب الغرفة من قبله .
دخل رسلان وخلفه مريم التي أوصدت الباب وهتفت بحماس
_ هتجيبلي الرواية امتى
ألقى رسلان بنفسه على السرير مجيبا
_ أول ما عمتو بثينة تجي هنسلم عليها ونطلع على طول لاني مش عايز افضل هنا كتير وهي موجودة .
_ أوك .
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وهي تلصق أذنها بباب الحمام وتستمع إلى حديثه متسائلة مع نفسها عن هوية تلك التي تدعى بثينة لكنهاربطت كلامه سريعا بحديث والدها وفهمت أن بثينة هذه هي إبنة عمته .. ولكن ما سبب عدم قبول رسلان بالبقاء في مكان هي موجودة فيه
قاطع تفكيرها صوت رسلان الذي قطع الصمت قائلا بشرود
_ مريم ..
تطلعت إليه مريم بترقب فأردف بنظرة تحمل بعض الرجاء
_ مش هتتضايقي لو طلبت منك تقولي لبدور تجي معانا صح
ظهرت ملامح الإعتراض على وجهها وهتفت بضيق
_ وتجي معانا ليه ان شاء الله رسلان أنا مقدرة انك عايز تتجوزها بس انت كمان قدر اني مش بطيقها !
إعتدل رسلان في جلسته وتحدث بهدوء محاولا كسب موافقتها
_ اتحمليها المرادي عشان خاطري أنا مش عايزها تحتك بعمتو بثينة وبنتها اوي .
زفرت مريم بملل ثم أومأت بعدم إقتناع
_ اوك عشان خاطرك .
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة دون أن تضيف كلمة أخرى .. بينما كانت بدور بالداخل تلوي شفتيها بقرف متمتمة مع نفسها وهي تقلد مريم
_ بس انت كمان قدر اني مش بطيقها ! على اساس انا الي مېتة في هواها يعني ! وبعدين يعني ايه رسلان مش عايزني احتك ببنت عمتوبثينة هو كان جوزي والا اخويا والا ابويا عشان يتحكم فيا !
_ يعني دلوقتي بس مبقتش أخوك
إلتفتت بدور إلى مصدر الصوت بفزع فوجدت رسلان يستند على باب الحمام الذي لا تدري متى فتح وهو ينظر إليها بحاجب مرفوع وملامحساخرة .. إبتلعت ريقها وهي تبتسم بغباء وهمست
_ أهلا !
يجلس جميع الشباب مع جدهم وآبائهم حول المسبح عدا رسلان وياسين .. ويجلس محمد بين إبنيه خالد وعدي اللذان لا يكفان عن تذكيرهبأفعال إبنة عمته وإلتصاقها به في الماضي محاولين إزعاجه .. لكن محمد رفض التخلي عن بروده وإستطاع الحفاظ عليه متجاهلا كلامهمحتى ذكر خالد لذلك اليوم الذي كادت فيه يمنى أن ټقتلها جاعلا محمد يعود بذاكرته إليه ..
كان ذلك قبل طلاقه ليمنى بسنتين تقريبا