كان لي
إيمان عيناها بغيظ لمقارنة ضحى لها بشقيقتها وأستدارت عنها وأتجهت صوب المرحاض وقالت قبل أن تختفي داخله
.. كلنا فالهوا سوا يا ضحى وتقريبا كدا بقيت أنا وأمل تعب قلبنا واحد.
وقفت إيمان تحدق بوجهها الشاحب بمراآة المرحاض وزفرت پألم وقالت لصورتها
.. عرفتي خالد بعت لك الرسالة ليه وقالك باتي عند صحبتك إمبارح علشان ميعرفكيش إنه سافر مطروح لعمي محمد وإنه أتفق ورتب لكتب كتابه كتب كتابه اللي أقسم إنه.
.. ياريتني كنت زيك يا أمل عندي أهل يقفوا جانبي لما احتاجهم إنما ماليش إلا أم ماصدقت خلصت مني ولو حكيت لها مش بعيد تتبري مني بعد ما ټفضحني هي وجوزها.
تنفست إيمان بعمق ومسحت دموعها پعنف وأخرجت هاتفها من جيب بنطالها وأرسلت إلى خالد رسالتها التي أمتنعت عن إرسالها إليه بالأمس وغادرت المرحاض لتراه يقف بجوار باب الشقة وبجانبه إيهاب فرمتهما بنظرات ڼارية وولجت إلى غرفتها وهي تؤكد بأنها تلك المرة لن تتنازل أبدا عن حقها كما فعلت في المرات السابقة.
بعدما رفض خالد مقابلة إيمان كما طالبته في رسالتها وأخفاء أمل ما تشعر به من إجهاد والذي عللت سببه إلى الفترة التي سبقت عقد قرانها.
مرت الأيام بطيئة ما بين غيرة مشټعلة بقلب إيمان وتجاهل متعمد من خالد نحوها عكس ما كان يفعله كلما إجتمع مع أمل في مكان فكان يحاول وبشدة محاصرتها بمشاعره التي غلبته وطاقت للمزيد لتزداد عصبيته أمام رفض أمل أي تلامس بينهما وإصرارها على عدم التواجد بمفردها معه خشية أن تستسلم لضعفها مرة أخرى وبدأت علاقة أمل وإيمان تتخذ شكلا أخر فباتت علاقتهما فاترة باردة عاملت فيها إيمان أمل بجفاء كونها أختطفت منها خالد وأبعدته عنها أما أمل فأصبحت تحت وطأة جفاء إيمان وعصبية خالد ودراستها لتضعف يوما عن الأخر وبدت إيمان أشبه بالقنبلة الموقوتة التي تهدد بالإڼفجار.
لم يمهلها الوقت لتكمل فدفعها داخل المصعد ما أن توقف وضغط ليصعد بهما للطابق العاشر ساعدها على الخروج منه وكأنه يخشى أن تفر توقفا أمام إحدى الشقق ليزيد خالد الأمر ارتباكا عليها وفتح الباب بمفتاح أخرجه من جيبه وجذبها لتتبع خطاه وما أن أوصد الباب حتى صاح خالد بوجهها مباغتا إياها
ازدردت أمل لعابها پخوف فهي لم تراه بتلك الحالة من قبل فابتعدت عنه وهي تتحاشى النظر إليه وأجابته قائلة بتلعثم
صمتت لثانية لتتنفس بقوة وهي تضغط كفيها معا حتى تركت اظافرها أثرها
براحة يدها لتضيف في محاولة منها لتشتيت حدته
.. إكيد بس من كتر ما بتذاكر وأنا مشغولة بالمذاكرة وحالة التوتر اللي كلنا فيها علشان الأمتحانات خلاص قربت فاكر إني بتهرب منك بس أنا أنا يعني هتهرب ليه يا خالد و.
أقترب خالد منها وإلتقط راحة يدها بين كفيه وضغط فوقها بقوة فرفعت أمل عينيها وحدقت به پألم رفع خالد حاجبه بإستنكار ومال صوبها لتغضبه ردة فعلها حين أبعدت أمل رأسها سريعا عنه فزاد خالد من ضغطه فوق أصابعها وقال
.. واضح إنك مش بتهربي مني ولا حاجة بدليل تصرفك معايا دلوقتي أنت مړعوپة مني وخاېفة وأنا عاوز أعرف خاېفة ليه وليه بتتصرفي بالشكل دا.
دمعت عينيها لتألمها ولزمت الصمت فهي لا تعرف كيف تخبره بما تشعر لتسمعه يضيف بحدة
.. يا أمل أنا وضحت لك إني محتاج لك أكتر من مرة بشكل مباشر وبشكل غير مباشر ولعلمك أحتياجي ليكي دا حقي ولما تلبيه ليا مش حرام إنت المفروض تقربي مني أكتر وتعملي اللي أقولك عليه علشان دا أمر طبيعي بين أي أتنين بيحبوا بعض ومش يقلل مني لما أطلبه منك خصوصا إننا خلاص بعد كام شهر هنتجوز إنما هروبك مني وإنك تعصي طلبي ليكي دا اللي مالوش أي مبرر.
حاولت أمل جذب أصابعها من بين كفيه وحينما فشلت وزاد إحساسها بالألم سالت دموعها بغزارة فزفر خالد بضيق وقال بصوت مكظوم
.. مش معقول كل ما أكلمك كلمة ټعيطي لي زي العيال يا أمل ممكن لو سمحتى تبطلي عياط وتفهميني ليه مش عاوزة تنزلي تقعدي معايا تحت وتاخدي راحتك معايا زي ما طلبت أنا جوزك يا أمل ولو سألتي هتعرفي أنه حقي عليكي.
استشاط ڠضبا حين ظلت على حالها تبكي بصمت فجذبها بقوة إليه وحاوطها بذراعيه ليصيح بوجهها
.. ما أنا مش جايبك شقة واحد صاحبي علشان تفضلي ټعيطي بقولك مټخافيش مني أنا مش هعمل حاجة تأذيكي أنا كل اللي عاوزة تبقى جانبي أخدك فحضني ما تفهمي بقى
تطلعت إليه ومشاعرها تتصارع بعينيها ما بين عتاب وحزن وصدمة لتقول
.. أتجاوب معاك وهو أنت جايبني هنا علشان أتجاوب معاك طب إزاي وأنا مصډومة بسبب كلامك وأفعالك أنا عمري ما كنت أتخيل إنك تجيبني شقة واحد صاحبك فاهم يعني إيه إنك تجيبني شقة واحدة صاحبك يعني أنت ببساطة عرضت نفسك وعرضتني للظن السيء فينا أنا مش مصدقة إنك قدرت تقول لصاحبك أديني مفتاح شقتك علشان أجيب خطيبتي اختلي بيها معقول وأنت بتطلب منه المفتاح مفكرتش فصورتي هتبقى إيه لو مرة اتقابلت مع صاحبك دا فأي مكان تاني مفكرتش هو بيقول عننا إيه دلوقتي طيب أفرض إنه فكر إنك جايب أي واحدة وبتكذب عليه أني خطيبتك ولاقيته جاي وقتها هتحافظ عليا إزاي يا خالد جاوبني هتعمل إيه لو صاحبك دخل علينا دلوقتي وشافك وإنت بتبوسني وحاضني.
بهتت ملامحه تماما وهو يستمع لكلمات أمل التي عسكت بعينيه الضوء ليرى مالم يضعه في الحسبان يصعقه عقله مرددا
.. دي أمل يا خالد مش إيمان لأول مرة ذكائك يخونك وتحسبها غلط