سيد القصر الجنوبي
التخلص منه أو تجاوزه. ابتلعت سمر تلك المرارة العالقة بحلقها وحاولت أن تخرجها من تفكيرها والنسيان ولو مؤقتا. وتنهدت مرة أخرى بثقل شديد قابع على قلبها المټألم ثم بعد لحظات غفت على مقعدها دون أن تشعر. وبعد وقت فتحت عينيها عندما شعرت بشيء ېلمس بشرتها وكان معطف خريفي وضع على كتفيها. نظرت للمعطف بغرابة ثم رفعت رأسها بعفوية حتى تجمدت!! وتمتمت بدهشة _أمجد!! ... أقصد.. دكتور أمجد! ابتسم لها أمجد وهو يتنهد بإرتياح شديد كأنه وجد ضالته المفقودة بعد عقوم من البحث والتيه وأجاب ببساطة _ هو.. ورغم دقات قلبها المغردة بالبهجة والاشتياق ولكن وقفت وهي تعط له المعطف وتشكره فرفض قائلا _ خليه معاكي ما أحنا زمايل هنا وهنشوف بعض كل يوم تقريبا. دهشت سمر للحظة فهو ما كان يعمل بهذا المشفى! ولم تستطع إطالة الحديث معه اكثر من ذلك والأستفسار الذي بالتأكيد سيطول شرحه وضعت المعطف على المقعد وغادرت بهدوء. وتركها أمجد تذهب دون أعتراض بل استقبل ذهابها بابتسامة..! وطيلة طريق عودتها للمنزل وهو يشغل فكرها فرحة وسعادة وترقب للقادم. ولكن يصحبهما خوف وقلق يحاربنها طيلة الوقت! كيف تفر منهما! دخلت شقتها الصغيرة وارتمت على أقرب مقعد ساكنة صامتة وظلت هكذا لقرابة الساعة غارقة بالفكر تماما ثم احتاجت لفنجان قهوة والجلوس بالشرفة لبعض الوقت قبل الخلود للنوم. فأعدت القهوة سريعا وخرجت تستنشق الهواء بملء رئتيها حتى انتبهت لصوت رجل يقصدها بالسؤال من الشرفة المجاورة بنفس المبنى _ اسم قهوتك إيه يا سمر ريحتها تجنن..! التفتت له سمر بجمود وصدمة ثم رددت اسمه للمرة الثانية _ أمجد...! اومأ رأسه مؤكدا ظنها بأستفزاز فتركت سمر كوب القهوة من يدها على سور الشرفة وهرعت لداخل غرفتها كأنه تفر من وحشا مخيف فاتسعت ابتسامة أمجد وهو يمد ذراعه ويأخذ كوب القهوة وتذوقها بتلذذ ثم قال بابتسامة ماكرة _ لذيذة أوي.