الجمعة 29 نوفمبر 2024

كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها

انت في الصفحة 18 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


شئ حدث وكيف كسر قلبها الصغير بذلك اليوم وذهب.
الكل يصفق ويصفر لها تحيه.
وحده هو من يجلس متصلب على كرسيه.. كأن كل كلمه خارجه بقطرة ډم تزرف معها الدمع... كل كلمه موجهه له وهو الوحيد الذى يعلم... تلومه عن كل مافعله... لأول مرة يدرك كم قسى عليها ذلك اليوم. يوم عيدها.
وقفت تستأذن من الجميع تريد النوم.
أصبحت لا طاقه لها برؤياه... رؤيته تؤلمها... هى بالفعل بحاجة لتلك السفره.. ربما تبتعد قليلا.. لربما تتعافى.. لكن أن تعيش معه فى بيت واحد تتشارك معه الطعام والشراب حتى الهواء وهو لا يشعر بها ولا حتى يراها أمر مؤلم جدا وفوق قدره استيعابها مهما مثلت القوة أمام الجميع لن تستطيع الصمود فى التمثيل طويلا.. سيأتى يوم وټنهار به وهى لا تريد ذلك... ستذهب من هنا تحت اى ظرف ربما تلك الفترة تجعلها احسن او اقل ما فيها ستعتاد غيابه.

كانت مازالت تسير متجهه لغرفتها حين لحق بها.. وجدته يناديها فالټفت له.
عامر مليكه... انا.... اخذ نفس عميق وقال انا اول مره اعرف انك بتغنى.. وصوتك حلو.
ابتسمت بمراره وانت من امتى تعرف عنى حاجة.. مش قولتلك. انت ماتعرفش عنى اى حاجة وحكاية انا الى مربيكى دى كلمتين كده وبس... انا بالنسبه لك فرد.. فرد صغير عايش هنا في البيت الى بتيجى تنام فيه آخر اليوم.
عامر مليكه ليه بتقولى كده... انا مش وحش اوى كده... انا واخد بالى من الكل وو.. قاطعته هىهو عشان بتدى كل واحد الفلوس الى محتاجها وزيادة يبقى انت كده واخد بالك من الكل... عارف يا ابيه... صمتت قليلا وأكملت بيأسولا اقولك... انت تمام.. انت صح.. مش انت الى ماشى غلط.. انا الى لازم اغير تفكيرى واكبر شويه عن كده وكفاية هبل بقا.
عامر يعنى ايه 
مليكه مش يعنى حاجة.. عن إذنك.
همت بالرحيل فمسك ذراعها يوفقها.. التفتت له فقال ماتسافريش.
نظرت له دقيقة بصمت وقالت لا هسافر.. انا عايزه كدا فهعمل كده.
عامر طيب لو محتاجه تسافرى اوى كده انا هاخد اجازه وأسفرك.
اغمضت عينيها بمرارة لأ انا عايزه اسافر لوحدى.. مش هستنى لما كل الأسرة السعيدة تجهز نفسها وتفضى عشان اسافر معاك يومين... خلاص مليكه كبرت.. انا محتاجه اعمل كده دلوقتي فهعمله.. واظن انى واخده الأذن من تيتا وفادى.
عامر ببعض الحزنوانتى خلاص بقيتى تاخدى اذن سفرك من فادى 
مليكهاه.. انا شايفه ان ده الصح فعمله.. بعد إذنك.
خلصت ذراعها من قبضة يده تسير تجاه غرفتها... لن تظل مليكه التابع له.. فلتتحرر قليلا ربما وقتها تستطيع التأقلم... تستطيع النسيان.
_____________________________
جلس المعلم رجب على كرسيه امام محل الجزاره خاصته.. واحد فتيان القهوه يضع له ارجيلته مع الشاى ويرحل.
ينظر كل ثانية لشرفه شقتها.. ربما يراها ولو لثانيه.. مابها منذ ذلك اليوم لم تخرج لا من باب ولا من شباك... حتى مستلزمات البيت تأتى بها ندى.. هل هى حزينه على فراق هذا البغل ام حزينه لأنها مضطره على الزواج بشخصه.
نفس دخان ارجيلته يقول ياارب... قرررري البعيد.
فى نفس الوقت كانت ندى تقف بتردد عند الباب الاخر للمحل بعيدا عن أنظار المعلم رجب حيث يجلس معطيها ظهره.
حسمت أمرها ستتحدث معه وليكن ما يكون.
نادت عليه بخفوتيوسف.. يوسف.. جوو.
الټفت لها وعلى الفور تغيرت معالم وجهه.. الڠضب والرفض كان واضح عليه بشدة.
أمام ملامحه هذه وصمته اتجهت هى له تقول يوسف مش بترد ليه.
اجابها بجفاء وهو يعد بعض الأوراق المالية ايه الى جابك هنا. هتشترى لحمه 
ندىلحمه! هو ده الى ممكن يجبنى هنا بس. 
يوسف اه مافيش هنا غير كده. 
ندىلا فى ....انت.. انا جيالك عايزه اعرف فى ايه بقالى اد ايه بكلمك مش بترد ولما تشوفنى تلف وشك الناحيه التانيه.
يوسف فى حاجة يا انسه عايزه حاجه
اتسعت عينيها تقول پصدمهيوسف.. انت بتكلمنى انا كده... انا ندى... أيه الى جرالك
يوسف روحى اسالى الست والدتك.. أبويا عشان خاطرها عايز يتجوزها... محللل. عشان ېفضحنا ويجرسنا وفوقها يقهر قلب امى الى مش مبطله عياط من يومها.
ندىوانا امى ذنبها ايه... عم سيد هو الى اقترح الحل ده وابوك ماحدش ڠصب عليه هو وافق من نفسه يبقى امى ذنبها ايه اصلا ماحدش ندبه يحل المشكله هو وعم سيد جم من نفسهم.
يوسف هممم.. وبعد كل ده ماوصلتيش لحاجه.. ابويا يعمل كل ده ليه
ندىلا ماوصلتش ومش فاهمه فهمنى انت. 
يوسف لا افهمك ولا تفهمينى... كل واحد يخليه فى حاله احسن بكره تفهمى وكل حاجه تبان. 
بهت وجهها وقالتيعنى ايه الكلام ده يا يوسف.. انت بتسبنى 
يوسف اسيبك! هه هو انا كنت ماسك عشان اسيبك.. مش عارف بتتكلمى كده على أساس ايه يعنى.
وقفت مصدومه لا ترمش جفن واحد وهو يقف كتلة ثلج متجمعه أمام عينها كأنها لاول مره تراه.
انتبهت على صوت المعلم رجب يقف بينهم قائلا فى حاجة يايوسف.. موقف ندى كده ليه
يوسف بسخرية لا يابا هى ماشيه خلاص مالقتش طلبها هنا.
رجب كنتى عايزه ايه يابنتى وانا ابعتلك الواد عطوه يجيبه هوا.
اشاحت عينيها المسلطه على يوسف پصدمه ونظرت لرجب تقول لا كتر خيرك يا عم رجب... انا فعلا طلبى مش هنا ومش موجود.
رجب طب ماتقولى يابنتى وانا ابعت حد يجبهولك بدل ما تروحى انتى الوقت اتأخر.
تحركت من امامهم تقول مانا مش هروح...هو هيجيلى.
عاود يوسف لعد المال وكأن شيئا لم يكن ووالده ينظر له بحيرة وندى ركضت مسرعه الى منزلها تحتمى بجدرانه كى تخفى بكاؤها وضعفها.
_____________________________
فى الصباح الباكر.. لم تذق مليكه طعم النوم.. هذه عادتها حينما يكن لديها سفر او مشوار مهم.. ولكن هذه المرة كانت تغلى من الڠضب وهى تتذكر مكالمة صديقتها لها تقص لها كل مافعله يوسف الحيوان... رفضها بكل برود مثله مثل عامر بالضبط.
اخذ الأمر منها أكثر من ساعه كى تعيد اقناع ندى بالذهاب معها عند خالتها كما سبق واتفقوا.. مطبعة نفس منهجها مع نفسها... جلوسها هنا امامه سيتعبها كثيرا.. فلتبتعد وتغير جو افضل.
اجتمع الجميع على طاولة الطعام الا هو.
لقد ارتدى كل ثيابه العملية كامله ولكن لم يهبط لهم حتى الان.. هو الآخر لم يذق طعم النوم.. يؤرق مضجعه تلك الافكار التي تندلع برأسه ناحية مليكه.. هكذا فجأة.. يرى ان كل ذلك خطأ. هو خطأ.. وأحاسيسه هذه خطأ.. لا يجب أن يحدث اى شئ من هذا القبيل.
اغمض عينيه پألم واستعد للنزول... يهبط على الدرج بتعب وحزن واضح... ينظر لها من بعيد وهى تجلس هكذا.. ذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز.. تعقد شعرها كحكه كبيره لاعلى اضهرت عنقها الجميل.
بسيطة هى وجميله.. ينظر لها بحب وتمعن وهى تجبره على ذلك بجمالها الناعم هذا.
للان لم تلتفت له رغم رائحة عطره التى تغلغلت داخل انفها ونفدت الى ډمها وروحها.
رفعت عينيها على صوت هديل الناعمصباح الخير يا عامر.
عامرصباح الخير يا هديل.. صباح الخير يا جماعه.
الكل صباح النور.
وقفت هديل تضع له بعض المربى أمامه باهتمام بالغ وهى تبتسم له بود شديد.
ابتسم لها هو الآخر وقالشكرا يا هديل.
هديلالعفو.
ثم شردت قليلا بأحداث ليلة امس.
فلاش باك
جلست يغرفتها مع امها ونادر يتحدثون وهم يتواصلون بالفيديو
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 94 صفحات