كنت عائدا من عملي بالمدينة
استطيع أن أخبرك بالحقيقة في تلك اللحظة كنت في بيت عمي وكانت معي فتاة لتناول هناك
وماان نطقت كلمتي الاخيرة حتي انتفض اخي پغضب وركل المنضدة فتتطايرت اكواب الشاي واحمرت عيناه وقال معك بنت
فقاطعته قائلاارجوك اهدأ واسمعني للأخير ولا تظلمني وانت أكثر واحد مفترض منك أن تفهمني وانت تعرف أخلاقي وصفاتي جيدا
فقلت له سوف احكي لك كل حاجة
بدأت احكي لاخي كل ماحدث منذ ان قابلت إحسان بالطريق حتي اوصلتها الي منزل خالتي.
فأستغرب اخي من الأمر وبدأ يسألني قائلا والبنت هذه ليس عندها اي أحد هنا
فقلت لا فهي يتيمة ما اخبرتك.
اخيحسنا وماذا ستفعل وكيف ستتصرف الأن
اخيحتى انا لا أعرف لكن أتركها الأن تجلس مع خالتي لحد نرى ماذا سيحصل ولازم البنت تعود تكمل دراستها و لو كانت حتاجة اي حاجة كلمني وأنت إعتبرها فرد من أسرتنا ويبقى واجبنا أن نهتم لها ونرعاها
فقلت له فرحا يعني انت موافق
اخي البنت مقطوعة من الشجرة ولن نتركها وانت تعرف مجتمعنا لا يرحم والان هي بيننا آمنة وانا سوف أتكلم مع خالتي وسوف تسكن معنا هنا ان شاء الله تكون أمامنا ونقدر نرعاها
لقد اسعدني قرار اخي كثيرا واخيرا شعرت براحة نفسية كبيرة جدا فلم يعد هناك ما اخشاه اخي اصبح يعلم بأمر إحسان فطلب مني اخي ان اذهب معها غدا الي الكلية لتواصل دراستها.
مرت تلك الليلة وفي صباح اليوم التالي ذهبت الي منزل خالتي لمقابلة إحسان.
وصلت واخبرت خالتي بما اخبرني به أخي فوافقت علي ان تذهب إحسان للكلية لمواصلة دراستها ولكنها رفضت ان تغادر إحسان المنزل واصرت ان تبقي معهم بالمنزل حتى تجد الالفة مع بنات خالتي
فخرجنا من المنزل وذهبنا الي الكلية بعد ان ذهبنا الي السوق وقمت بشراء ماتحتاجه من اوراق واقلام.
اوصلت إحسان الي الكلية وعدت الي الورشة لمواصلة عملي مع اخي ثم طلبت من إحسان ان تتصل بي بعد ان تخلص محاضراتها.
عندما وصلت الي الورشة سألني أخي عن مافعلته فأخبرته بأن كل الامور على مايرام
اتصلت بي إحسان فذهبت لمقابلتها فطلبت منها ان نذهب لمكان هادئا لشرب القهوة لتكمل لي ماتبقي من قصتها.
فذهبنا وجلسنا علي شاطئ ثم طلبت من إحسان ان تكمل لي قصتها
قلت لها كيف كان يومك في الكلية
أنا لا داعي ان تشكرني نحن الأن أخوان واحسبني أخاكي وليس هناك شكر بيننا لاكن أوعدني انك لو إحتجتي أي حاجة لا تترددي أبدا
إحسان حاضر وسوف أكمل لك قصتي
قالت إحسان بعد أن خرجت من البيت لم أكن أعرف اين اذهب وليس لدي أي مكان أعرفه بدأت أتمشى في الشارع حتى حل المساء فقررت أن أتصل بصديقة معي في الكلية
بعد خروج إحسان من بيتهم لم بصوت مبحوح الو سمر كيف حالك
سمر بدهشة مرحبا إحسان لماذا تبكي ماذا حصل لك
إحسان بحزن انا متعبة جدا ياسمر وولا أعرف أين سوف أذهب
سمر بقلق والله أخفتني أين أنتي أخبرني ماذا حصل
إحسان انا في الشارع
سمر بدهشة ماذا تفعل هناك
إحسان بحزن سوف أحكي لكي كل شيء أنا حاليا محتاجة منكي خدمة هل يمكنني أن أنام معك في بيتكم هذه الليلة
سمر بإستغراب إحسان صراحة أقلقتني كثير لو كان معك نقود خد أطلب أي سيارة الأجرة وأنا أنتظرك في البيت وان لم يكن معك المال سوف أدفع أنا لا يمكنني أن أخرج من البيت بسبب والدي
إحسان شكرا لك ياسمر معي النقود
سمر بحزن ليس هناك شكر بيننا أنا في إنتظارك
انهت إحسان المكالمة واستوقفت سيارة الأجرة ليأخذها الي منطقة حيث تقيم صديقتها سمر
قصة_إحسان_الجزء_الثالث_عشر
... وصلت إحسان إلى منزل صديقتها سمر فأستقبلته هي وأسرتها بحفاوة رغم أنهم لا يعرفونها إنها المرة الأولى التي تزورهم بالمنزل ولكنها صديقة لإبنتهم سمر
بعد الاستقبال والترحاب جلسوا لتناول وجبة العشاء
ولكن إحسان لم تكن لديها رغبة بالطعام رغم انها جائعة ولم تذق شيئا منذ الصباح ولكن المها وحزنها كان اشد من الجوع
فكانت تشعر بغصة في حلقها وترغب في كتف حنين للتتكئ عليها لتفرغ مابداخلها من هم وغم كانت ترغب في البكاء بشدة كانت تحتاج الي روحا تآلفها لترتمي في احضانها وتبوح لها بكل مافي داخلها من الم وحزن ولكن للاسف تلك الارواح المآلوفة لم تعد في عالمها القاسې هذا لقد فارقتها وودعتها دون رجعة
كانت إحسان تتمني ان تذهب اليهما لتخبرهما بظلم الحياة الذي تعرضت له ولكنها كانت تعلم جيدا بأن هذا مستحيل
وبعد إصرار من والدة سمر تناولت إحسان القليل من الطعام مجبرة ثم صعدت إلى غرفة سمر.
جلست سمر مع صديقتها إحسان التي كانت عيناها لا تكفان عن الدمع وبدأت وكأنها اكبر من عمرها بسنوات ووجهها شاحب وعيناها قد احمرت من البكاء المتواصل.
فسألتها سمر عن ماحدث ولكنها كانت تجهش بالبكاء كلما حاولت ان تتكلم
فحاولت سمر مؤاساتها وتخفيف احزانها فطلبت منها ان تتوضأ وتصلي ركعتين ثم تتلو بعض الايات القرآنية فلا شيء يطمئن النفس ككلام الله عز وجل.
وبالفعل فعلت إحسان ذلك وشعرت براحة كبيرة وبعدها استطاعت ان تخبر صديقتها سمر بكل ماحدث
إستغربت سمر مما حدث ولم تستطيع ان تصدق الامر وشعرت بالحزن لما حدث مع صديقتها.
ثم وعدتها بإنها سوف تساعدها ولن تتركها وحيدة
ولكن إحسان كانت إنسانة حساسة جدا فهي لا تريد ان تكون عالة على احد
لذا طلبت من سمر ان تساعدها في البحث عن شقة بسعر معقول ثم العثور على عمل بدوام جزئي حتى تستطيع ان تصرف على نفسها وتكمل دراستها
مرت تلك الليلة طويلة خانقة مظلمة بائسة حزينة كئيبة تحمل كل الالم والحزن علي إحسان التي لم تذق طعم النوم طوال الليل بل كانت تآن في حزن لقد اشتاقت إلى والدها ووالدتها ومرت ذكريات حياتها امامها وكأنها شريط فلم
فكانت تبتسم لموقف مضحك وتشعر بالحزن من موقفا محزن وتبتسم بحزن لوقت جميل ولازالت على تلك الحالة حتي اشرقت الشمس معلنة عن بداية يوما جديد يحمل الامل الجديد والتفائل لكل الناس عدا إحسان التي حذفت كلمة تفائل وامل وحلم من قاموس حياتها تماما.
اشعة الشمس الذهبية تتسلل من خلف الستائر البيضاء إلى داخل الغرفة فشعرت سمر بحرارة الشمس ونهضت من فراشها متكاسلة لتجد إحسان جالسة على مقعدها الذي لم تفارقه منذ البارحة في حزن عميق وقد تغيرت ملامح وجهها تمام فبدأت اكبر من عمرها بأعوام
نعم لقد ذبلت تلك الزهرة اليانعة وتساقطت اوراقها منذ ان غادر ساقيها هذة الفانية فحاولت ان تكون قوية كافحت وجاهدت ولكن الظلم الذي لحق بها كان