السندريلا
زهرة لأحد الآرائك لتزيل القطعة القماشية من فوقها ووقفت تنفض يدها من الأتربة التي غمرت كفيها ... زفرت بضيق وهي تلتفت ل ياسر ورددت
محتاجه حملة نضافة للصبح دي .
بقالها سنة مقفولة طبيعي يعني .
ردد جملته وهو يضع هاتفه فوق الطاولة وتبعها فتحه لأحد الحقائب وإخراجه لثياب له ثم أردف بمرح
تعالي بقى طلعيلك حاجه لزوم الشغل .
تسائلت بها وهي تتجه لحقيبتها ليجيبها بهدوء
لأ عندنا تنضيف مش فاضي .
وقفت تطالعه بإندهاش وهي تردد
أنت هتنضف معايا بجد
اعتدل بعد أن التقطت ثيابه وهو يجيبها بتأكيد
طبعا .. اومال هسيبك في الشقة دي كلها تنضفيها لوحدك ! معنديش ډم للدرجادي !.
ايوه يا حبيبي بس الشقة مبهدلة وهتتبهدل تراب غير إنها محتاجه مجهود .
ويعني أنت مش هتتبهدلي تراب وهتبذلي مجهود ! ايه الفرق بقى ! يلا هروح أغير وأنت غيري عشان نبدأ .
أنهى حديثه متجها لأحد الغرف لتقف تطالع أثره بإبتسامة محبة كل يوم ترى عوض الله لها في هذا الرجل تأخرت في الزواج ربما ولكن حين اختارت أحسنت الإختيار ..
لا كفاية بقى أنا مبقتش قادرة .
الموضوع صعب أوي كل حاجه متربه بغباء بقلك ايه أنا شايف إننا مش هنحتاج أي عفش من الشقة التانية كفاية البلاوي الي هنا .
أكدت على حديثه وهي تردد
طبعا مش هنحتاج أنا جهازي كله هنا والفرش الي اشتريناه سوا قبل الجواز برضو هنا ... بصراحه كان عندك حق لما فرشت الشقتين .
كنت فاكره إننا مش هنحتاج للشقه هنا .
هز رأسه وهو يجيب بسخرية مبطنه
أنا بقى كنت واثق إننا هنحتاجها .. بقلك ايه هقوم اطلب دليفري وبعدها ادخل استحمى واغير هدومي وبكره نكمل بعد الشغل ومش ضروري تيجي أنت عشان متبقيش تعبانه لما نييجي ننضف .
أومأت وهي تنهض معه مرددة
وأخيرا بعد ساعات شاقة أصبحا على فراش النوم يريحان جسدهما المنهك ولكن عقلهما لم يرتاح بعد .. أحاطها بذراعه وهي نائمة على صدره وردد
متفكريش في حاجه يا زهرة .. احنا خلاص ارتاحنا وحياتنا إن شاء الله هتبقى هادية ومستقرة .
ليه مفضلناش هناك وقدرنا نتفاهم مع مامتك ونبقى عيلة واحدة أنا مكنتش اتمنى إنك تسيب أهلك يا ياسر .
تنهيدة قوية صدرت منه قبل أن يقول
ولا أنا يا زهرة كنت اتمنى بس مش كل الي بنتمناه بيحصل هي دي الدنيا .. ومين عالم يمكن في يوم أمي تعرف إنك مش وحشة زي ماهي شايفة وتفهم إنك أحسن اختيار اختارته في حياتي .
دفنت رأسها في صدره وهي تغمغم
وأنت أعظم اختيار يا ياسر وهفضل أقول إنك عوضي الحلو .
قبل أعلى رأسها بحنو وهو يهتف بحب
كانت أحسن صدفة في عمري يوم ما اشتغلتي في شركتي وشوفتك .
التاسعة صباحا ..
كيف لها أن تتأخر على عملها لهذا الحد ساعة بأكملها تأخير منذ متى وأنت تتأخرين عن عملك يا زينب هذا ما كانت تحادث به ذاتها وهي تركض في أرجاء الغرفة حتى انتهت من ارتداء ثيابها والتقطت حقيبتها تسرع للخارج وقبل أن تصل لباب الشقة استمعت لصوت والدتها يصدح من خلفها
استني يا زينب افطري .
رددت باستعجال
معلش يا ماما متأخره افطروا أنتوا .
وصلت للشركة التي تعمل بها أخيرا لتلتقط أنفاسها بصعوبة فقد وصلت في تمام التاسعة وخمسون دقيقة جلست في غرفة مكتبها تتابع الأعمال لتدلف لها السكرتيرة الخاصة بعد ساعة تطلب منها الذهاب لمدير الشركة لأنه طلبها في أمر هام ..
قطبت حاجبيها باستغراب فلم تتعامل من قبل معه رأته مرة تقريبا أثناء اجتماع لجميع المسؤلين في الشركة ولم تراه من حينها فجميع تعاملاتها مع نائب رئيس مجلس الإدارة .. وقفت تعدل من بذلتها النسائية ذات اللون الأخضر القاتم وأسفلها قميص أبيض ناصع اتجهت لمكتب مدير الشركة ودقت الباب بعد أن أشارت لها السكرتيرة بالدخول دلفت بعد أن سمعت صوته
________________________________________
يأذن لها بالدلوف وبخطى واثقة كانت تمتثل أمام مكتبه وأخذت تطالعه بتفحص فهذة المرة الأولى التي تراه عن قرب .. شاب يبدو في الثلاثينات بشعر أسود غزير وملامح وجه غير واضحة لأنه وضع وجهه في الورق الذي أمامه يتابعه بدقة حمحمت بخفوت ليرفع رأسه لها .. فوقعت عيناه على فتاة ترتدي بذلة لاقت لها كثيرا بلونها الجذاب وشعرها الأسود الذي جمعته على هيئة كعكة فوق رأسها مع القليل جدا من مستحضرات التجميل وحددت عيناها البنية بكحل أسود رسم بإتقان رغم بساطة ملامحها إلا أنها جميلة وجذابة بشكل ما خاصة مع بشرتها المائلة للخمرية تنحنح بهدوء حين لاحظ إطالة تحديقه بها وأخفض عيناه الخضراء التي تشبه غابات الزيتون وهو يردد بهدوء
اتفضلي يا ...
صمت وهو يحاول تذكر اسمها لتجلس وهي تردد بنبرتها الهادئة
زينب سعد .
رفع نظره لها وردد بابتسامة
اتشرفت يا دكتورة .. طبعا ده أول لقاء لينا وأكيد مستغربة إني طلبتك .. أولا أحب أعرفك بنفسي .
أكمل حديثه مشيرا على اللافتة الصغير الموضوعة على المكتب أمامه
أنا دكتور ياسر الدميري مدير الشركة ..!
يتبع
الفصل الرابع
أنا ياسر الدميري مدير الشركة ..
أومأت بابتسامة مرددة
غني عن التعريف يافندم .
بادلها ابتسامة طفيفة وهو يقول
كنت طلبت من عادل أخويا يدورلي على موظف من الي عندنا يكون عامل دراسات عليا في المواد الفعالة فيه في دماغي فكرة لتصنيع دوا جديدة وهحتاج أعرف أدق التفاصيل عن المواد الفعالة في التركيب الجديد وعادل رشحك ليا وقالي إنك عاملة ماجستير في المجال ده .
أومأت بتأكيد وهي تقول
ايوه وحضرتك تقدر تسألني عن اي حاجه وأنا هجاوبك وممكن برضو تعرضلي التركيب الي في دماغ حضرتك وأقولك رأيي فيه .
وبعد نصف ساعة كاملة من الحديث كانت ابتسامة راضية ترتسم على ثغر ياسر وهو يردد
ترشيح موفق جدا من عادل بجد مبهور بكمية المعلومات الي عندك .
ابتسمت تردد
أنا قعدت 4 سنين مبعملش حاجه غير إني بتعمق في دراسة المواد دي وغالبا قرأت معظم الرسايل والأبحاث الي اتعملت عنهم .
ردد بإعجاب
هايل هتفديني كتير الفترة الجاية .. ايه رأيك تشتركي معايا في التركيبه الجديدة
اتسعت عيناها بذهول وهي تسأله
بجد !
ايوه متفاجئه ليه
ذمت شفتيها قليلا بحيرة وأردفت
اعذرني بس .. يعني دايما أصحاب الشركات بيفضلوا يعملوا التركيبة لوحدهم عشان تبقى بإسمه هو بس وده بيضيف لإنجازاته المهنية وبيرفع من شركته فإن حضرتك تعرض عليا أشاركك فيه حاجه غريبة .
ضحك بخفوت وهو يردف
لأ أنا مش أناني .. ومعنديش أي مشكله إن اسمك يتكتب مع اسمي وفي النهاية الدواء