الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قلبي وعيناك

انت في الصفحة 49 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

بقاله شهر .... يلا بالهنا والشفا على قلبه ..... ونخلص بقى عشان ورانا غسيل ياختي .... ضحكت سما بمرح ثم تساءلت بعد قليل _ هي جميلة ورضوى فين ! اختفوا فجأة !! ردت حميدة عليها وهي ترمي ما بيدها على الصينية الفضية لتشير بها لسما حتى تدسها بالفرن لتنضج _ قالتلي الصبح أنها رايحة تجيب التموين من عند عمك حامد في أول البلد .....زمانتها في الطريق .... بهذا اليوم كانت عنايات تطوف بغرف الطابق بالمشفى طوفا ....وعينيها على ليلى كأنها تنتظر أن تشاهد اي شيء خطأ لتعلق عليه ..... لاحظت ليلى ذلك ولكن عرض جيهان كان يشغل تفكيرها ...... اقتربت منها بثينة وهي تجلس بجانبها بوقت الراحة في منتصف اليوم _ عنايات النهاردة ناوية جزا شكلها كده !! خلي بالك يا ليلى وتجنبيها خالص.... تعجبت ليلى وطرحت سؤال شغلها تفكيرها كثيرا _ هي ليه عنايات بتعاملني كده رغم أنها عارفة أن دكتور وجيه هو اللي شغلني ! .....يعني بما أنه ليه نسبة في المستشفى وكده ! ابتسمت بثينة وقالت بسخرية _ عنايات تبع مدام جيهان .... هي اللي شغلتها ....يعني زي ما دكتور وجيه محدش يقدر يكلمه ...هي كمان محدش يقدر يكلم حد هي شغلته .... عشان كده عنايات متفرعنة....وحاسة أنها خاېفة تاخدي مكانها ....بالذات أنك خريجة كلية وتعليمك عالي ....ابعدي عنها يا ليلى دي مؤذية... تنهدت ليلى وهي تفكر جديا بعرض جيهان ....يبدو أن القادم ليس سهلا.....لما طريقها كله يملأه الشوك بهذا الشكل !! كلما ذهبت ...وكلما وطأت قدميها في أي مكان ..... وقفت الحافلة في مقدمة دخول البلدة الريفية وترجل منها الفريق الطبي ...... وقف أحد عاملي الوحدة البيطرية امام الحافلة وقال _ معلش يا دكاترة....الوحدة الصحية غرقانة من الشتا ....هنخلي الخيمة في مبنى الوحدة البيطرية عشان صرفها اتصلح السنة اللي فاتت وكانت غرقانة برضو.... على ما نصلح الصرف بس ونجهز الوحدة بكل شيء ..... لم يكن الأمر بالفارق الشديد مع الاطباء فالأهم أداء واجبهم أينما كانوا .....ولأن مظاهر الريف مستوطنة في كل شيء ..... سأل أحد الأطباء وهو يحمل حقيبته _ طب الوحدة البيطرية فين ! أشار العامل لمكان قريب على يساره وقال _ اللي هناك دي يا دكتور .....تعالى اما أوصلكم لهناك ..... اتجه الأطباء للخيم الكبيرة التي كانت تضم أجهزة طبية نظيفة معقمة بشكل مقبول .... دخل جاسر أحد الخيم وتبعه آسر ...القوا نظرة رضا عن المكان وقال جاسر _ احسن مما توقعت .... بس الشتا برضو ممكن يطولنا هنا ولا ايه رد عليه احد العمال بالمكان وأشار لسقف خرساني أعلى الخيم وقال _ لأ الشتا مش هيطولكم لأن الاستراحة دي سقفها صبة خرسان ....حطينا بس الخيم عشان الترابة والساقعة ....كام يوم وهنضبط كل حاجة بأذن الله ..... اجاب العامل أيضا على عدة اسئلة ثم تركهم ودخل المبنى الجانبي يباشر عمله .....دخل رعد على الخيمة الذي اختارها جاسر وآسر وقال بغيظ _ نفسي أعرف هشتغل هنا إيه ! سمعه يوسف وهو يبتلع مشروب الكوكاولا وأجاب _ اكيد هتلاقي حاجة تضيع وقتك بيها ...انت بصراحة مالكش لازمة هنا .. كاد يلكمه رعد بغيظ فأوقفه يوسف بضحكة _ أقضد تخصصك يعني ....يابني الناس هنا بسيطة وعلى الطبيعة والفطرة أوي ...مش هتلاقي هنا مرضى نفسيين .... شامم ريحة الخبيز تحفة أزاي ! ....حاجة منعشة جدا ابتسم جاسر بمرح وقال _ همك دايما على بطنك ! وكز يوسف بمشاكسة ثم اه لفاتحة الخيمة ليخرج فسأله يوسف _ رايح فين ! أجاب جاسر وهو ينظر لاتجاهات كثيرة _ عايز اكتشف المكان ....هتمشى شوية في الأراضي الزراعية دي .... وافقة يوسف قائلا بحماس _ استنى هاجي معاك .... هتف جاسر باعتراض _ لأ ...عايز اتمشى لوحدي ماتبقاش غتت بقى !! عبس وجه يوسف وقال لنفسه بتمتمة _ أنت اللي غتت...! أخذ آسر يتفحص الاجهزة المرتبة بنظام ودقة وتحدث مع رعد في بعض الأشياء.....تسلل يوسف من بينهنا وخرج أيضا ليستكشف البلدة التي ورغم بساطتها ولكن كأنها تحمل عبق الأصالة وبعث الراحة للنفس ..... خرجت جميلة ورضوى من دكانة العم حامد موزع التموين بالبلدة ...تشاركا الأحاديث والضحكات وهم يسيرون بالطريق ويحملون صندوق ورقي به علب الزيت وأكياس السكر والشاي...مرا الفتاتان بجانب الترعة التي تبسط على طول المراعي والحقول الواسعة الخضراء ....أشارت رضوى لأحد الاراضي وقالت _ جوافة عمك ابو الحسن زي السكر يا جميلة ...نفسي هفاني عليها .... هو هناك اهو في أرضه ...تعالي نستأذن منه ونقطف لنا شوية .... ضحكت جميلة بعفوية وقالت _ والله الراجل ده طيب أوي...المرة اللي فاتت قال للبت سمكة تيجي تاخد اللي عايزاه في أي وقت ومن غير ما نستأذن منه ....بس تعالي نقوله برضو ... بعد خطوتين تعثرت قدم جميلة والتوى كاحلها بثرى الأرض الموحل ....تألمت بشدة وهي تنحني وتمسد كاحلها پألم وتوترت رضوى لحالتها .....قالت بقلق _ سلامتك يا جميلة...هتعرفي تمشي عليها ولا اجري على البيت اجيب الواد نعناعة .... وقفت جميلة وهي تحرك قدميها قليلا وتحاول أن تتحرك ...استطاعت بعض الشيء فقالت لرضوى _ خدي التموين وروحي أنت....أنا هروح لعمك ابو الحسن وهخليه يقطفلي جوافة ...شوية وۏجع رجلي هيروح ما تتوغوشيش عليا... ترددت رضوى ولكنها انصاعت للأمر بالأخير وذهبت ..... تحركت جميلة اتجاه الأرض الزراعية التي يلتف أسوارها بأشجار الجوافة والموز والكافور العالي.....استأذنت صاحب الأرض
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ورحب الرجل بطيبة ولكنه لم يلحظ وهن قدميها وغادر عائدا لمنزله جالسا على عربة خشبية يجرها حمارا أبيض.... نظرت جميلة للشجرة القصيرة التي لولا الم قدميها لكانت استطاعت تسلقها بسهولة .....وقفت تنظر للأعلى في ضيق وحيرة ....وكلما حاولت الوقوف على أطراف أصابعها للتسلق يشتد الألم بها ..... كررت المحاولة واستطاعت بعد محاولات عدة أن تجلس على أقرب فرع وجذب ثمار الجوافة الناضجة منها وريقاتها ..... جمعت الكثير من الثمار والقته للأسفل على نبات البرسيم المنتشر بالأرض الزراعية ثم عادت حيرتها الأولى ....كيف ستهبط ! أخذت قرارها بأن تدفع نفسها على الأرض وفعلت ذلك .....سقطت بين نبات البرسيم وهي تتأوه پألم عندما خدشت قدميها بچروح أخرى ! جلست على الأرض ورفعت عبائتها السوداء لتكشف عن نصف قدميها وتكتشف الچروح ....نظرت حولها جيدا قبل ذلك ولم تلمح أحدا .....تأوهت پألم مرة أخرى وهي تلمس الخدوش بساقيها ..... سار جاسر بالطريق الحقول وهو يحرك هاتفه بغيظ ويحاول ايجاد شبكة اتصال لا سلكية ...ولكن الشبكة كانت ضعيفة جدا بالحقول ..... زفر بغيظ حتى استمع لصوت آنين يصدر من الأرض الذي يسير من أمامها الآن وعلى يساره ...... تقدم للصوت حتى لاحظ أنه يصدر من اتجاه شجرة الجوافة فأقترب لها بحذر ...... فغر فاه وهو يرى ساق يظهر منها ما يقرب الربع متر ورغم ذلك تبدو صاحبتها فتاة يافعة ...صبية .... اقترب والابتسامة الماكرة تظهر
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 71 صفحات