الأربعاء 25 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قلبي وعيناك

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

لمساحات الحقول الشاسعة التي ارغمته أن يهجره التوتر لبعض الوقت ويسبح بهذا المنظر الطبيعي الباعث للارتياح .... وفي الطريق ...... وقف الرجل الفلاح بالعربة فجأة عندما مر بجانب السوق ....نظر للفتاة التي تقف حائرة وعلى رأسها حقيبة محاكة من خيوط سميكة تشبه الجريد ويبدو أن بداخلها كثير من الفاكهة والخضروات ...... هبط الرجل من الصندوق الجالس عليه بالعربة واقترب إليها مستفسرا _ واقفة كده ليه يابنتي ! ابتسمت له رضوى بوجهها الدائري السمين وقالت بترحاب _ أزيك يا عم محمود عامل ايه رد عليها الرجل بود فكان والد صديقة لها فتابعت رضوى قائلة بحيرة _ والله ياعم محمود بقالي ساعة واقفة ومش عارفة أمشي في الطينة خالص ....مش عارفة هرجع البيت أزاي ومحتار دليلي .... خصوصا بالشيلة اللي معايا دي ..!! عرض عليها الرجل الطيب أن يقلها بعربته حتى مدخل القرية حيث يكون منزل خالها العمدة على بعد مترات قليلة تستطع عبورها بسهولة...... وافقت رضوى بابتسامة شاكرة واتجهت للعربة وهي لا تعرف أن هناك غريب قد سبقها واستنجد بالرجل أيضا....... نظرت له بحرج من الأسفل ولكن تشجعت لأن والد صديقتها هذا الرجل الطيب سيكن حاضرا.... إذن لا خلوة ولا انفراد بينها وبين غريب ..... تسلقت الى العربة واستطاعت الصعود بسهولة وبرشاقة تعجب لها رعد ولكنه ابعد عينيه عنها بلا اهتمام .... وضعت رضوى حقيبتها القماش أمامها وجلست بأبعد مساحة عن الغريب ..... حرك الرجل العربة وهو يقول مبتسما بحنين _ عارفة يارضوى يابنتي ....كل لما بشوفك بفتكر خديجة بنتي الله يصبحها بالخير ......فات سنة على جوازها ...سابتنا أنا وامها وفضى البيت علينا ......والله لو بإيدي ما كنت جوزتها بعيد عني بس أبن عمها بقى ومن العيلة مقدرتش اخالف رأي أخويا ......ربنا يهنيها ويوعدك أنت كمان بأبن الحلال ..... تذكرت رضوى صديقتها خديجة وابتسمت قائلة _ تسلم ياعم محمود .....والله وحشتني أنا كمان أوي ..... ابقى سلملي عليها بالله عليك .... قال الرجل بطيبة _ يوصل ..... ياريت كان عندي ولد كبير والله ما كنت سيبتك .... اتسعت ابتسامة رضوى فرمقها رعد بابتسامة بسيطة لضحكتها ذو الغمازات على وجنتيها ....ابعد عينيه سريعا وعاد ناظرا للحقول ......أخرجت رضوى من الحقيبة خبز محشو بالعجوة واحتارت كيف تعطي الرجل الكبير منه وهي على بعد خطوات منه والعربة تتحرك أيضا .....تنحنحت بحرج وهي تشير للغريب بالخبز ..... نظر لها رعد بتعجب فقالت وهي تنظر امامها بعيدا عنه _ وصله لعم محمود .... فهم رعد مقصدها وأخذه منها سريعا واعطاه للرجل الذي يواليه ظهره ويقود العربة ......قال الرجل وهو يأكل الخبز _ حتى في دي زي خديجة ......كانت بټموت في عيش ابو عجوة ده وكنت بجيبهولها مخصوص من السوق كل جمعة ..... تسلم ايدك ..... أخذت رضوى واحد من الخبز وتوجهت ناحية رعد فظن أنها تقصد اعطائه للرجل فقالتسربعا ببعض الحرج _ لأ ده ليك .... ابتسم لها رعد بشكر وقال _ لأ شكرا جدا مش جعان ..... هزت رضوى رأسها وأصرت على أخذه... فأخذه رعد وبدأ ياكل منه ليختبر مذاقه ...... ابتسمت رضوى وهي تبعد عينيها عنه وبالأخص عندما وجدته التهم الخبز سريعا ويبدو أنه تلذذ بمذاقه ..... ابتلع رعد آخر قطعة ولم يدرك كيف أكل الخبز بهذه السرعة !! .....نظر لها مرة أخرى وابتسم بصمت كأنه يرسل لها شكر خاص ..... احمرت وجنتيها بحياء وتماسكت الا تبتسم ........ قال والد صديقتها مرة أخرى _ لما تيجي خديجة هبعتهالك ...... مش كنت وافقتي على أبن أخويا التاني وكان زمانك سلفتها دلوقتي وكنت اطمنت عليكوا انتوا الاتنين ! تبدلت ابتسامة رضوى بحرج وبعض الضيق للتحدث بهذا الأمر وخصوصا أمام غريب ....ولكن الرجل تحدث بعفوية وخصوصا أن هذا الأمر الجميع يعرفه ...قالت رضوى بصدق _ مافيش نصيب ياعم محمود ..... وأنا مرتاحتش بصراحة ....بس هو محترم والله ....بس القبول من عند ربنا بقى ..... قال الرجل بتلقائية وبساطة _ يابنتي القبول بعد الجواز ...ما احنا اتجوزنا والله ما كانت حتى أعرف شكل أم خديجة ايه ! ضيق رعد عينيه من اجابة الرحل الغريبة حتى استمع لرد رضوى _ القبول مهم عشان أوافق وأنا مرتاحة وفرحانة .....أنما الود والمحبة بيجي مع العشرة والأيام ...... هو ينفع أقول آه وجوايا بيقول لأ ! يبدو أن الرجل الكبير لم يفهم مقصدها تماما ففصل الصمت ولكن رعد قال فجأة _ لا ماينفعش .... تفاجئت رضوى بمقولته وشعرت بشيء يسري بقلبها ....شيء يبغض ويحب تدخله في آن واحد ...! تابع رعد ونظرته لا زالت بعيدة عنها _ لو ماحستيش أنك مبسوطة وقابلة الموضوع يبقى بلاش ..... محدش بيعيش مرتين ....ماينفعش تتجوزي وخلاص .....القبول مهم جدا ..... قال الرجل الكبير بإعتراض _ جيلكم عجيب وغريب.... يعني هو الصح يعني يعرفوا بعض الأول وبعدين يتخطبوا !! قالت رضوى برفض _ لأ طبعا مش صح...... تعرف ياعم محمود ...أبويا الله يرحمه زمان قالي أن الحب ده رزق .... بس الحب اللي مايغضبش ربنا يعني ..... يعني لما واحدة تحب جوزها حرام اكيد لأ ..... يبقى مش حرام طالما بالحلال ..... ماهي دقة المحبة دي بدايتها قبول ! قالت ذلك وهي شاردة ....ادركت ما قالته فاشټعل وجهها احمرار والتزمت الصمت وساد الصمت بالفعل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بعد ذلك ..... ظل رعد ينظر لها للحظات ....كلمات بسيطة ولكنها دافئة ..... خطفت انتبائه ..... هذه الفتاة تريد الحب .....تريده بشده ....واضح بعينيها التي شردت بعد انقطاع حديثها .....ولكنها أيضا تريده دون عصيان لرب العالمين ...... مرت خاطرة سريعة امام عينيه .....كيف لو وجدت الرجل الذي تحلم به ...وتزوجها ...كيف ستكن تلك الفتاة بالتأكيد ستغمره بنعومة مشاعرها ...بحيائها وانوثتها أيضا.... شيء مثير للمشاعر ...... وللحظة عابرة رسم خياله انه هذا الرجل لا يعرف كيف ! خرج من شروده ليجدها على شرودها فابتسم بدفء ..... وقفت العربة بعد قليل عند مدخل القرية وهمت رضوى بالهبوط سريعا .....كادت أن تأخذ حقيبة المشتريات وتبتعد حتى فكرت قليلا واخرجت كيس ورقي به أربع اعداد من خبز العجوة....قالت للرجل الكبير بابتسامة وهي تعطيه أثنان _ ماتنساش تسلملي على خديجة ياعم محمود .... ابتسم لها الرجل بمحبة وأشار لها مودعا وهو ياخذ الخبز ونظرت رضوى للغريب والقت الأثنان الآخران عليه قائلة وهي تحمل الحقيبة رأسها بعد ذلك _ بالهنا والشفا ابتعدت سريعا بحياء وتفاجئ رعد من ما فعلته ولكنه تتبع خطواتها المبتعد وابتسم لها ..... خمسة عشر دقيقة مرت ....نسجت بينهما حكاية لم تبدأ بعد ! جلست جيهان بمكتبها في المشفى في ضيق شديد..... منذ الأمس وهو كأن أحد سرق منه كنزه الغالي أو اغلى ما لديه ! لم يغفو لحظة ! ظل طيلة الليل بمكتبه في المنزل لم يريد حتى النظر اليها ! هل يشك بها أم غضبه
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات