القلب يهوي قاتله
عند رؤيته كأنه يتعمد ايلامها غير عابئا أنه ېمزق روحها ويبخس من حقها في نسيان من لم ينظر لها من الأساس لكزة خفيفة لمرفقها من يد الجد فاستدارت له مبتسمه وقالت بخفوت..في ايه يا جدى .
أجابها بابتسامة وقورة ..في ان الباب بيخبط من الصبح يا روح جدك .
أمسكت الوشاح لتلفه حول رأسها ثم نهضت لتعرف من الطارق عينان ثاقبتان ينظران اليها بجمود لا تعلم هوية صاحبهما فقط يقف بجوار والدها الذى قبل رأسها بابتسامته المعتادة ثم دلف معها للداخل ومعه الرجل المجهول جلس الجميع في صالة الجد ماعدا والد فرحة الذى استأذن كي يهبط ليباشر عمله وفرحة التي ذهبت لتحضر للضيف شيئا كي يشربه تنحنح الرجل بخفوت قائلا بهدوء ..أولا كده يا حاج أنا اسمي مراد عندى مكتب استيراد وتصدير علي قدى وجايلك في موضوع مهم .
تنحنح مراد بخفوت يجلي حلقه ثم قال بتنهيدة عميقة..بص يا حاج أنا جاي بخصوص حفيدتك خديجة .
تجعدت ملامح الجد أكثر من تجعيدتها الطبيعية وقال بجمود ..ما تنطق يبني في ايه ومالك ومال خديجة .
رد مراد ببساطة ..أنا صاحب طليقها السابق حازم وجيت علشان أحذرها منه حازم بسبب قضية الخلع اللي فضحته بيها خديجة علشان تطلق منه بقي زى المچنون وعمال يدور عليها .
صمت مراد منتظرا حديث الجد الذى قال بنبرة تحمل القلق بين طياتها ..طيب حازم ده ناوى علي ايه لو لقاها .
فرك جبينه بضيق قائلا ..مش عارف والله بس حازم مش سهل.
رد ببساطة ..أنا عرفت انها اتجوزت ابن عمها وبما انها رجعت لهنا واتجوزت يبقي عايزة تستقر وربنا هداها وبعدين صحيح أنا ضد حياتها الغلط لكن متمناش الأذية ليها أبدا وطالما في ايدى أساعدها مش هتراجع أبدا .
كرر السؤال مرة أخرى ..برده ليه جيت ليا أنا بالذات مرحتش ليها قلت الكلام ده ليه هي صاحبة الشأن .
ابتسم الجد برضا لاجابته تلك ونادى علي حفيدته التي كانت تقف منزوية شاحبة الوجه لما سمعت فحضرت وقدمت المشروب للضيف وانصرفت علي الفور .
تحاملت تلك المټألمة علي نفسها لتفتح الباب ثم سقطت علي الأرضية وهي تشهق پعنف..الحقيني بسرعة ابني .
دلفت خديجة للداخل بسرعة تبحث عن ملابس لحبيبة حتي تستطيع اخراجها وأمسكت بعباءة سوداء ألبستها اياها بسرعة وحاولت اسنادها حتي تتمكن من الذهاب بها للمشفي كانت تهبط الدرج بذهن شارد فلفت نظرها ما يحدث ثم انطلقت اليهما بقلب ملتاع قائلة..في ايه .
سنديها معايا بسرعة نوديها المستشفي مفيش وقت تحملت عليهم حبيبة وهبطوا للأسفل سويا وتكفل احدى السكان بنقلهم لأقرب مشفي بسيارته التي يعمل عليها وقفتا بقلب يرتجف أمام غرفة الكشف بعد أن رفض الطبيب دخولهما مع حبيبة جلست خديجة علي أقرب مقعد بعد أن أنهكها القلق والشعور بالخۏف لا تدرى ماذا تفعل فقط تنتظر أن يخرج أحد ويخبرهم ما يحدث مع تلك المسكينة يجرى بين أروقة المشفي الحكومي القديم يجوب طرقاته بحثا عن شقيقته وزوجته بعد أن أخبره بعض الرجال ما شاهدوه فأتي بقلب يرتجف بين جنباته وصل اليها هاتفا بقلق وأنفاس متسارعة ..حبيبة حصلها ايه .
رفعت وجهها الباكي اليه ووقفت لتواجهه ..معرفش سمعتها بتصرخ فجبناها هنا أنا وفرحة ولسه مفيش حد خرج من عندها .
جلس علي المقعد واضعا وجهه بين يديه قلقا علي شقيقته والحالة السيئة التي وصلت اليها أسبوع وهي ليست علي ما يرام يراقب شرودها الدائم وحزنها الواضح بأيدى مكتوفة كيف يساعدها وهي ترفض المساعدة أمسك هاتفه ليخبر المسمى بزوجها عن ما يحدث وان كان يرفض التواصل معه من الأساس .
يقف بمكان منعزل يجتمع فيه برجاله لمعرفة أخر الأخبار زأر بقوة كالأسد يرفض ما يتفوهون به ويرددونه دوما ..يعني ايه موصلتوش لبيتها احنا بنلعب ولا ايه قدامكم 48ساعه أخركم معايا ويا توصلوا ليها يا أوصلكم أنا للنهاية .
أمسك هاتفه ليجيب عن المتصل بكلمات مقتضبة ثم أغلقه متجها الي منزل رفيقه فتح له الباب بوجه جامد الملامح فدلف حازم بعنجهيته وسخريته المعتادة قائلا ..عايز ايه يا مراد .
أجابه بقوة ..عايزك تفوق بقي وتركز في حياتك وشغلك أسهمك في البورصة بتقع وده مش كويس .
زمجر بخشونة قائلا ..تتحرق الأسهم بس لازم أوصل لخديجة مش هسيبها تفلت مني بعد اللي عملته .
جلس علي المقعد
المجاور شابكا يديه ببعضهما ومنحنيا للأمام قائلا بسخرية ..كل ده علشان كانت عايزة تطلق وانت رفضت فخلعتك صح .
انطلق اليه بسرعة يمسكه