الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية بقلم سلمى نصر1

انت في الصفحة 30 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


انا هقوم
صاح بتحذير وهو يمدد ظهره_
يومك أسود لو اتحركتي من مكانك يالا نامي
هزت رأسها بيأس لتقول بخجل وهي تشيح بنظرها بعيدا عنه_
طب ألبس حاجة وبطل قلة أدب
ظهرت شبح ابتسامة خبيثة على شفتاه ليهتف بهدوءه_
ملكيش دعوة بيا وانا كمان مليش دعوة بلبسك هنا حتي لو مش عايزة تلبسي خالص
قال الأخيرة بنبرة عابثة لتشهق عاليا ثم أبتعدت إلى طرف الفراش ثواني و وجدت نفسها داخل أحضانه يشدد من احتضانه لها بينما تتململ هي في أنزعاج دقائق و فقدت الأمل في ذلك المچنون واستكانت مستسلمة لسلطان النوم

إيه رأيكم انا في الرومانسيه معنديش ياما ارحميني 
وفي صباح يوم جديد
استيقظت نورا تفتح عيناها ببطيء سرعان ما رفرفت بأهدابها عندما وجدت وجهها ملتصق بوجهه مراد و واضعة قدمها فوق ساقيه محتضنة إياه لطمت خدها تتمتم پصدمة_
يا فضيحتك يا نورا لو كان صحي قبلي كان زمانه عمل حوار ادي آخرة عناده
كان يستمع إليها ولكنه تظاهر بالنوم ببراعة نهضت من الفراش بخطوات هادئة ليهتف هو_
على فين أن شاء الله
زفرت بملل من اسألته التي لا تنتهي لتقول بتهكم_
هو انا هفضل هنا طول النهار ولا ايه هروح أغير هدومي وأشوف عمر
أماء لها بالموافقة ببرود سرعان ما اڼفجر ضاحكا عندما خرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة
أما هي فما أن خرجت حتي رأت فاتن ممسكة بعمر و مرتدية ملابس للخروج لتناديها فالتفتت إليها فاتن وهي تنظر إليها قائلة بقلق_
كنتي فين يا حبيبتي انا دخلت أوضتك مش لقيتك
تنهدت نورا ثم حملت عمر تقبله قائلة_
كنت نايمة عند مراد و متفهميش غلط عشان أنا عارفة أفكارك
غمزت لها فاتن بمشاكسة_
على ماما برضوا ربنا يسعدكم و يحميكم
ثم أكملت قائلة بجدية_
جدك عايز يشوف عمر أتصل عليا من امبارح بليل و كان مصر عليا اخده واروح غريبة جدك بيحبه حب غريب بالرغم أنه مكنش بيطيق حازم
زمت نورا شفتيها بضيق_
يعني انا مش هشوفك انتي ولا موري و هفضل محپوسة هنا طول اليوم طب والله عيب
ضړبتها فاتن بخفة_
مش هختأخر برا وبعدين اقعدي مع عمك رأفت اللي قالبها كآبة ولا روحي مع مراد الشركة
لمعت عيناها تفكر في كلام والدتها ثم ودعتها هي و صغيرها و توجهت نحو جناح مراد مرة ثانية طرقت الباب مرتين فسمح لها بالدخول وجدته أرتدي بدلة من اللون الكحلى وقميص من نفس اللون فاتحا أول أزرارين و يرتدي ساعة يد ذو ماركة عالمية و صفف شعره إلى الوراء بطريقه جذابة!
ابتسمت بوله وهي تنظر إلى تفاصيله الرجولية فآتاها صوته الرخيم قائلا بابتسامة
ثقة_
هتفضلي واقفة تبصيلي كدا كتير عايزة ايه
أقتربت منه ثم حاوطت عنقه بذراعيها تنطق بأسمه بدلال أفقده عقله فهمهم لها لتبتسم في داخلها ثم أكملت بدلال_
ممكن أطلب منك طلب وعشان خاطري بلاش ترفض
ابتلع ريقه ثم احاط خصرها مقربها أكثر لتقول بابتسامة_
ممكن اجي معاك الشركة و ارجوك مش ترفض ماما مشيت هي عمر وكدا هفضل في البيت طول اليوم
فكر لبرهة ثم قال ببرود_
كلمي أصحابك يقعدوا معاكي ولا اقعدي مع الحج رأفت
زفرت بحنق و ودت لو صفعت ذلك البارد لتكمل بدلال وهي تقرب وجهها من وجهه_
عشان خاطري عشان خاطري وانا والله هفضل ساكتة مش هقول ولا حرف
نظر لها مبتسما بخبث_
بس في شرط
أومأت له برأسها سريعا ليمسد على شعرها مقبلا جبينها ثم صاح بنبرة آمرة بعد أن أولاها ظهره_
البسي بسرعة عشان مش أتأخر
صفقت بمرح تثني على تمثيلها مسكينة لا تعلم بشرط ذلك الثعلب المكار البسي يا حبيبتي 
أرتدت فستان لونه أسود و يوجد به ورود باللون الاحمر يصل إلى ركبتها ذو أكمام طويلة و أرتدت حزام عريض من اللون الأسود في منتصف خصرها و تركت شعرها الطويل منسدلا خلف ظهرها ثم أرتدت حذاء أحمر ذو كعب عالي و ضعت القليل من المكياج الهادئ
خرجت من الغرفة لتجده يخرج من غرفته أيضا نظر لها متفحصا إياها من رأسها إلى قدماها ليقول بحدة_
شيلي اللي انتي حطاه في وشك ده يا هانم
تنفست بعمق ثم أردفت قائلة بهدوء_
ماله وشي يعني ما خلاص يا مراد بلاش تكبر الموضوع و يالا
أشار لها بسبابته محذرا إياها وهى تحدث بين أسنانه الملتحمة_
شيلي الزفت ده واخلصي واياكي اشوفك حاطة كدا تاني وبعدين رجلك ظاهرة ليه أن شاء الله
تآففت في ضيق لتدلف إلي الغرفة صافعة الباب في وجهه ليقول هو بحدة_
لو مكنتيش هتيجي قولى عشان أمشي
مرت دقيقتين ليجدها تفتح الباب تنظر إليه بإقتضاب و أزالت آثار المكياج من وجهها و أرتدت جورب أسود خفيف نظر لها ببرود_
يالا بسرعة
توجه إلي الأسفل بسرعة لتتبعه هي بخطوات حاولت أن تجعلها سريعة ولكنها فشلت بسبب ذلك الكعب العالي
في الأسفل
كانت ديما جالسة واضعة قدما فوق الأخري بغرور تتبادل النظرات هي و علي بينما تجلس أسما تهز رأسها بضيق فقد لاحظت نظرات ديما الجريئة لزوجها مقررة بداخلها أن تخبر والدها بما يحدث حتي يتصرف معهم فنظراتهم تلك تقلقها للغاية!
نزل مراد على الدرج واضعا يده في جيبه و تتبعه نورا لتصيح أسما قائلة_
أقعد يا مراد أفطر الأول قبل ما تمشي وانتي يا نورا هتروحي معاه ولا إيه
أومأت لها نورا بابتسامة ليقول مراد_
احنا هنفطر في الشركة صحيح تيتا أتصلت بيا و قالت أنها عايزة تشوفك انهارده
هزت أسما رأسها إيجابا_
اتصلت عليا وقالتلي بقولك يا مراد اوعى تضايق نورا أنت شايفها اهى عاملة زي البسكوتة
صاحت ديما پغضب_
وأنت واخدها معاك ليه يعني مش فاهمة ايه لازمة الدلع بتاعها ده
لم يعيرها مراد اهتمام أو ينظر لها حتي إنما أكمل طريقه متجها إلى الخارج ماسكا بيد نورا
وصلوا إلى مقر الشركة ليفتح لهم السائق السيارة باحترام ثم دلفا إلى الشركة بينما كانت تتطلع نورا إلى الشركة بإعجاب من تصميمها الراقي و الفخم ولأول مرة تدخل هذه الشركة فهي لا تحب أجواء العمل لذا لم تأتي من قبل كان يسير هو بهدوء و ثقة كالعادة أعين الجميع عليهم منهم الفتيات من ينظرون إليه بإعجاب ومنهم من ينظرون إليهم بابتسامة
دلفوا إلى داخل المصعد الخاص بمراد ليدخل هو اولا ثم وقفت هي أمامه لم يستطيع إخفاء ابتسامته عندما وجدها تنظر حولها ببراءة ليقترب منها وهو يستنشق رائحة شعرها التي تشبه رائحة عبير الورود ! التفتت تنظر إليه لتجده موصد عيناه باستمتاع وكزته في كتفه قائلة بخفوت_
احنا وصلنا هتفضل واقف ولا ايه
حمحم باضطراب وساروا حيث مكتبه لتجد سكرتيرته ترتدي ملابس ملاصقة لجسدها و قصيرة للغاية ثم أبتسمت لمراد باڠراء وتبعته للداخل متجاهلة وجود نورا التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة الوقحة دلفت إلى غرفة مكتبه سريعا ثم جلست على الأريكة تتابع تلك السكرتيرة الشمطاء التي تخبره بمواعيد اليوم و تتحدث برقة مصتنعة ولكن ما جعلها تشعر بالراحة هو أن مراد لم يرفع نظره عليها إنما كان ينظر إليها بمكر وأخيرا خرجت تلك العقربة لتتنهد براحة ثم نهضت تتفحص ذلك المكتب الواسع و الفخم الذي يلائم تلك الشركة الضخمة و يليق بمديرها
صاح مراد بخبث وهو ينظر لها_
قربي يا نورا ثواني
ضيقت عيناها باستنكار
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 82 صفحات