لمن القرار
والإجابة لم تكن تعجبه.. حرك رأسه بيأس يحدق بالطريق
انا شايف ان الأفضل مخدش رأيك
..............
اتسعت عيناها ذهولا لا تصدق انه أخذها للمكان الذي أرادت الذهاب اليه ابتسم وهو يرى سعادتها التي انارت ملامحها المشرقة
أشار إليها ان تتقدم منه صاعدين نحو الجزء الأعلى بالمكان
جذب لها المقعد واقفا خلفها للحظات ورغما عنه كان يغرق في رائحتها الدافئة
أدرك فعلته بعدما انكمشت تضم جسدها بالطاولة.. كانت لحظة خاطفة لم يشعر بها سوي القلب الذي اخذ يرفرف معلنا حاجته للمزيد
تخضبت وجنتيها بحمرة قانية قد فتنته
المكان عجبك
كان يعلم انه يعجبها ولكنه كان يريد ان يخلق اي حديث بينهم.. لا يريدها ان تصمت يريدها كحال باقي النساء امرأة ثرثارة لا تصمت ورغم انه رجلا لا يهوي الثرثرة ولكن معها كل شئ ينافي ما لا يهواه
انا ومياده كنا مقررين نيجي نتغدا فيه بعد يومين
اتسعت ابتسامته يشكر داخله شقيقته يخبر نفسه انها تستحق تلك السيارة مهما كان ثمنها
اطلبلك اكل على مزاجي ولا تحبي تطلبي انتي لينا
أعطته القرار وليتها لم تعطيه... لقد أصاب اليوم هدفه ببراعه وهاهي تأكل الطعام الذي اختاره على ذوقه وماكان الا الطعام الذي تحبه بشده
غامت عيناه بها يتسأل داخله متى وكيف وجد نفسه غارق بحبها والحقيقه التي اعترف بها لنفسه انه كان يحبها منذ أن كان مراهقا ولكن هدفه ان يصبح طبيبا جعله يتناسي حبه ساعيا وراء حلمه والده علمه ان الرجال لا يحبون الا عندما يكونوا رجالا بحق.. وهاهو طبيب ذو شأن في الثالثة والثلاثون من عمره
اشټعل وجهها توردا من نظراته التي لا تحيد عنها فتشيح وجهها بعيدا عنه
بصيلي ياملك
بلاش يارسلان
ورغما عنها كانت تتعلق عيناها به... اطرقت عيناها نحو كفوفها المتشابكة وقد اخذت تفركهما بقوة تكرر لحالها بصوت مسموع
بلاش ياملك
بلاش ليه ياملك... ملك انا بحبك
..............
انفرجت شفتيها رغما عنها وهي تتقدم بأدوات التنظيف نحو غرفته بعدما نبهتها السيدة ألفت لمرات عديدة ان تنتبه لكل شئ فالسيد سليم عاشق للنظام
اقتربت من الفراش تتحسسه بأناملها صحيح ان باقية الشقة راقية ولكن تلك الغرفه بمساحتها جعلتها تقف مبهورة
اغمضت عيناها وهي ټشتم رائحة عطره التي مازالت عالقة بأرجاء الغرفة ولا تعلم لما تلك الصوره لا تترك عقلها وهو يمد لها يده يساعدها علي النهوض معاتبا حسن علي فعلته
سرحت بخيالها تتخيل لو كان حسن زوج حنون ولكنه بعيدا جدا عن ما تتمناه
انتفضت مذعورة وصوت السيدة ألفت ينتشلها من شرودها
فتون انتي لسا منضفتيش أوضة سليم بيه
الټفت نحو السيدة ألفت تخفض عيناها
هخلصها اه يامدام ألفت
رمقتها السيدة ألفت بنظرات فاحصة متمتمه قبل أن تعود بأدراجها الي مطبخ
نص ساعه والاقيكي في المطبخ مفهوم
اماءت برأسها تزفر أنفاسها تنظر حولها لتعرف من اين تبدء مهمتها
...........
خلعت السيدة ألفت عويناتها بعدما انتهت من تدوين بعض الأغراض التي يحتاجها المطبخ.. حدقت بفتون الواقفه أمام غسالة الأطباق تنظر إلى نظام تشغيلها
نهضت مقتربه منها تشرح لها كيفية استخدامها
فأنتبهت لتلك الكدمه فوق حاجبها الأيسر فعقدت حاجبيها متسائله
هو حسن متعود يضربك يافتون
باغتتها السيدة ألفت بسؤالها ترمقها بترقب تنتظر جوابها... رمشت بعينيها هاربة بنظراتها بعيدا عنها تداري كدمتها بكفها
لا انا اتخبط في الباب
ورغم يقين السيدة ألفت بكذبتها إلا انها أكتفت بإماءة بسيطة
وعادت تنشغل بمهامها
دقت الساعة السادسه مساء تعلن عن موعد وصوله من عمله
استقبلته السيدة ألفت بأبتسامتها الهادئه تخبره ان بعد نصف ساعه سيكون الطعام جاهز
غرفت معها الأطباق التي تحتوي جميعها على أطعمة صحية
الفتره ديه انتي بتتعلمي مني كل حاجه خاصه ب البيه ايه اللي بيحبه وايه اللي بيكره...
وماكان عليها إلا أن تومئ برأسها وتحفظ كل ما تخبرها به
أشارت لها السيدة ألفت أن تسرع بجلب طبق الفاكهة
ولحظها العثر تعرقلت ليسقط منها طبق الفاكهة بكل ما عليه متناثرا زجاجه حولها كحال الفاكهة
اتسعت حدقتيها وعيناها ترصد نظرات السيدة ألفت
ڠصب عني ڠصب عني
رددت عبارتها تخشي ڠضبها.. والتقطت حبات الفاكهة من فوق الأرضية تمسحها في ثوبها مما جعل حنق السيدة ألفت يزداد منها ولكنها صمتت وهي ترى اشاره رب عملها
خلاص قومي من مكانك لأحسن تتعوري
تجمدت أطرافها ترفع عيناها نحو صاحب الصوت وقد جف حلقها من نظراته
فتون قومي روحي المطبخ خلاص
هتفت بها السيدة ألفت فلم تسعفها قدميها على الحركة لتظل جاثية على ركبتيها
مدام ألفت روحي هاتلها كوباية ميه
تحركت السيدة ألفت نحو المطبخ تجلب لها كأس الماء ممتعضة من سخافة الموقف
اقتربت منها تعطيها كأس الماء ولكن خۏفها جمد حركتها
التقط سليم كأس الماء منها بعدما شعر بخۏفها من نظرات السيدة ألفت
تراجعت السيدة ألفت بضعة خطوات.. فأنحني نحوها يضع كأس الماء امام شفتيها المرتجفتين
حاولي تشربي شويه ميه
ارتشفت بضعة قطرات تطالعه بعينيها الواسعتين وقد علقت الدموع بهما
ابتسم لها ابتسامة مطمئنه يهمس لها
بقيتي احسن
ونحو قلبها الصغير كانت تسير همساته فتخترقه
الفصل السادس
_ بقلم سهام صادق
سلطت السيدة ألفت عيناها نحوها تراقب تعثراتها وسط أغراض المطبخ حدقت بملامحها المتوتره وكيف بدت بعدما أنتهت لحظات لطف رب عملها
تدرك تماما ان مافعله رب عملها ليس إلا شفقة عليها خاصة مع صغر سنوات عمرها ولكن تخشي ما لا يحمد عقباه.. فماذا لو احبته واستنتجت من لطفه انه يبادلها مشاعر خاصة
سيناريوهات عديدة ارتسمت في خيالها فالواقع ملئ بمثل تلك الحكايات وقصص الأفلام كثيرا ماجسدت عن تلك الأمور السيد والخادمة
سقط الوعاء من يدها فأنتفضت السيدة ألفت من خيالاتها وعيناها كانت مازالت مسلطة عليها
تعلقت عين فتون بها تخشي نطق المزيد من الاعتذارات فنطرات السيدة ألفت لا توحي لها إلا انها تريد الفتك بها هكذا كان ينبئها حسها وكيف لا ينبئها والسيدة ألفت لا تحيد نظراتها الجامده عنها
غلطاتك في أول يوم ليكي هنا كتير يافتون وده ميبشرش بحاجه كويسه... انا عديت اللي حصل قدام سليم بيه لكن لو
واردفت بباقية عبارتها ترفع سبابتها محذره
لو اي غلطه تانيه.. اظن ان سهل اجيب غيرك وسليم بيه سايبلي القرار ده
انا.. انا
حجج كتير مبحبش اسمعها في الشغل... انتي هنا بتشتغلي كأنك مش مرئية انتي او غيرك مهمتنا بنقضيها في سكون.. مفهوم
أماءت برأسها تطرق عيناها أرضا تستمع لتوبيخ السيدة ألفت في صمت
انا هنبه على حسن يفهمك ايه اللي ينفع أو مينفعش في شغلنا
أصابها الذعر فور ان نطقت السيدة ألفت بأسم حسن فرفعت عيناها نحوها تستجدي عطفها
بلاش حسن يامدام ألفت... بلاش حسن ابوس ايدك
اشاحت السيدة ألفت عيناها بعيدا عنها حتى
لا يرق قلبها
خلاص يافتون انا هنسي اي غلط حصل النهارده واتمنى اختياري ليكي يكون صح
وعادت تطالعها بنظرة خالية من العطف