لمن القرار
إحسان تطالع باب شقتها پخوف جسدها كله بات يرتعش وكأنها في ليلة قارسة البرودة.. طرقت فوق شراعة الباب بطرقات ضعيفه تهتف بأسم السيدة إحسان
تلقفتها السيدة إحسان بين ذراعيها بعدما تعالت شهقاتها من هيئتها المعبثرة ووجهها الشاحب
فتون مالك يابنتي ايه اللي حصلك.. هو البعيد ضړبك تاني
اتطردت من الشغل... الست ألفت كانت عايزه تبلغ عني.. حسن لو عرف هيموتني
خرجت همهماتها بضعف تتشبث بأحضان السيدة إحسان التي ضمتها بدورها بقوة
للحظات شعرت انها تناست كل ماعاشته تلك الليله فحضن السيدة إحسان الدافئ وحنانها جعلها تنسى وحدتها وقسۏة الناس عليها
وضعت السيدة إحسان كأس العصير الطازج بين كفوف يديها المرتعشتين
خدي اشربي يابنتي.. منهم لله اللي ظلموكي.. بقى انتي تسرقي.. حسبي الله ونعم الوكيل
انحدرت دموعها كالسيل وهي تتذكر نظراتهم إليها.. صړخت وتوسلت واقسمت انها ليست سارقة ولكن كيف سيصدقوا خادمة. الحقيقه التي أصبحت تدركها كلما مضت الايام بها انها لاشئ.. انها من الأساس لم تعد شئ والزواج الذي اخبروها عنه انه خلاص لها وبداية جديدة كان هو أول شئ يعلمها معنى ازدراء النفس
تألم قلب السيدة إحسان وهي تراها هكذا اشاحت بعينيها بعيدا عنها حتى لا تبكي على حالها
يابنتي اشربي العصير وكفايه عياط وجعتي قلبي
حسن هيضربني... البيه بتاعه هيقوله... انا معملتش حاجه
ووقفت تنفض ثيابها وحافظة نقودها للمره التي لا تذكر عددها
شايفه ياماما اه مسرقتش حاجه
اجتذبتها السيدة إحسان لحضنها تربت فوق ظهرها تطمئنها
بلاش نسبق الأحداث يافتون خلي عشمك في ربنا كبير مش يمكن البيه ميقولش حاجه لحسن
طالعتها والأمل عاد يدب في روحها وعيناها الباهتة
بس انتي حاولي تقولي لحسن قبل ما البيه يقوله... مش معقول مش هيصدقك
واردفت بمقت من ذكر اسمه
يعني مظنش هيصدق الغرب ومش هيصدق مراته
وداخلها كانت تتمنى ان يخيب حسن ظنها تلك المره وتظهر رجولته
يعني اقول لحسن.. هيصدقني مش كده
اكيد يابنتي
واشاحت السيدة إحسان وجهها تهمهم بأمل
اتمنى ميطلعش راجل ناقص
.............
اتسعت عينيه يرمق شقيقته التي تجاوره في وقفته أمام دار الأوبرا
أنتي مش دعيتي ملك انا مش شايف غير مها
انت عارف خالتك مش هتوافق تجيب ملك لوحدها.. فقولتلها تجيب مها وكنت هتصرف بعد كده
زفر أنفاسه حانقا فأشاحت ميادة عيناها عنه تتسأل
هي ملك مجتش ليه
أنتي بتسأليني انا ياميادة
رمقها بمقت ملتفا بجسده نحو الداخل... اقتربت مها من ميادة الواقفة وعيناها لا تفارق خطواته
هو رسلان راح فين
طالعت شقيقها بحنق فلما يلومها هي ولا يلوم حظه هو
فين ملك يامها
هندمت مها ثوبها القصير تجذبه قليلا لاسفل وترطب شفتيها بلسانها
تعبت فجأه ياميادة.. عن اذنك لما الحق رسلان
واسرعت بخطاها نحوه تاركة مياده مذهولة تفكر متى مرضت ملك
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مها كلما اقتربت من صيدها الثمين تتهادي في خطواتها وحديث والدتها يتردد في اذنيها يطربها
وريني شاطرتك بقى ميادة لما تعرف ان ملك تعبانه وتفضل ترن عليها ومتردش هتيجي جري وديه فرصتك لا مياده ولا ملك معاكم
..............
رفرفت أهدابها تنظر نحو الكتاب الذي تتظاهر في قرأته تستمع لحديث والدتها عما ستحققه تلك الخطة من ثمار إذا آسرت مها رسلان بجمالها الساحر
تفتكري ميادة اتأخرت ليه ديه مش بتستحمل عنك حاجه وبتيجي جري
واقتربت منها تربت فوق شعرها المنسدل
اختك لو اتجوزت رسلان قلبي هيرتاح
غصة مؤلمة حړقة فؤادها وهي ترى وتستمع وماعليها إلا الصمت والرضوخ
أنتي مش حكتيلي عن المدرس زميلك اللي كان معجب بيكي راح فين.. ملك انتي سمعاني
همست بحړقة تخشي اهتزاز صوتها فېفضحها
سافر إعارة السعودية
ياخسارة .. اه كنت افرح بيكي مع اختك
ابتعدت ناهد عنها وقد تهلل قلبها عندما استمعت لصوت ميادة.. فثمار خطتها اليوم قد اتي بنتائجه المنتظره
أندفعت مياده داخل الغرفه تنظر نحو ملك وخالتها
مالها ملك
واقتربت من ملك تفحصها تدور بعينيها بين خالتها وملك التي نكست رأسها نحو الكتاب الذي لم ترى سطوره
رجليها اتلوت ياميادة
وانصرفت ناهد تزفر أنفاسها براحه تدعو داخلها ان يتحقق مرادها
ملك بصيلي
والدموع وحدها من كانت تفيض منها.. أسرعت ميادة في ضمھا دون حديث
رسلان كان مستنيكي ياملك.. حجز التذاكر عشانك
والاجابه كان ينطقها قلبها وحده
...............
نفض يدها پعنف يرمقها بنظرات قاتله.. فضمت يداها ببعضهما تطالعه بخجل يدرك تماما انه بعيدا عنها
سوري يارسلان.. اظاهر من اندماجي مع الموسيقى اتحمست
اشاح عيناه مستاء يعود لشروده في ملاكه الذي يهرب منه
عاد يطالع مها التي ظنت انه يرمقها بحب ولكنه كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الکاړثة التي امامه
أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده
همست بحماس تطالع الجالسين حولها في عالم آخر
عجبك
يقرف
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه.. تطالع ساقيها العاړيتين بخيبة
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتما
انا ماشي
بس انت بتحب الأوبرا يارسلان
تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سړقت قلبه... اتبعته مها تزفر أنفاسها حانقه.. فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده
صړخ بها بعدما ضجر من أفعالها
مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق
وبنبرة مستكينة تمتمت
حاضر يارسلان بس بليز متزعقش..
مبحبش اشوفك متعصب
امتقع وجهه يلعن شقيقته داخله يتوعد لها على تركها له واغلاقها لهاتفها هي الأخرى
استكانت مها بوداعة في مقعدها تسبل جفنيها كالقطط تنظر اليه بهيام وتبحر في خيالها حينا يتزوجون
...............
طالعها بنظرة معبأة بالاشتهاءيدقق النظر في تفاصيل جسدها
كانت ترتجف وهي تضع أمامه الطعام.. تنتظر اللحظة التي تخشاها.. تعالا رنين هاتفه فتجمدت اوصالها تطالعه پخوف
ايوه يامسعد... اه على ميعادنا بكره..ظبط بقى لينا الليله
تنهدت بأرتياح دون أن تهتم بمغزي حديثه مع صديقه
مالك واقفه متخشبه كده ما تقعدي كلي
حاضر
نطقتها پخوف وهي تجلس فوق المقعد الخشبي تلتقط رغيفها.. اغمضت عيناها تحضر بعض الكلمات حتى تخبره بما حدث معها اليوم... عادت تفتحهما وتطالعه وهو يأكل طعامه بنهم وبمزاج عال
حسن
رفع عيناه نحوها يهمهم وهو يمضغ لقمته
قولي عايزه ايه.. النهارده مزاجي رايق
اصل
قضمت شفتيها بتوتر تفرك يداها بأرتباك
اصل ايه ما تحكي... الليل مش قدامنا بطوله عشان اصل ولا مأصلش
فلتت شهقتها وهي تجده يجذبها من ذراعها يسحبها خلفه نحو غرفتهما
نالها بكل الطرق الممكنه ولم يكن عليها الا الرضوخ حتى ينتهي منها... كان هو هائما في رغبته اما هي