لمن القرار
مستاء.. فهتفت دون أن تدرك كيف خرج صوتها
اساعدك في حاجه ياسليم بيه
انتبه سليم لوجودها فتسأل وهو يشك في الأمر
بتعرفي تكتبي يافتون
طبعا يابيه.. ده انا كنت الأولى على المدرسه بتاعتي وخطي كمان حلو
مد لها يده بالقلم قبل أن تسترسل في حديثها اكثر دون فائدة.. فتعلقت عيناها به تتأكد من ذلك
خدي يافتون مش بتقولي بتعرفي تكتبي
اقتربت منه تلتقط القلم وقد عادت الرجفه لجسدها ولكن سرعان ماتلاشت وهي تنصت الي ما يخبرها به وتدونه
أنهى مكالمته فمدت له الورقه خائڤة ان تكون أخطأت في شئ فيوبخها
خطك جميل يافتون... اول مره اشوف خط حد حلو كده
اتسعت ابتسامتها وهي تستمع لمديحه الذي أشرق ملامح وجهها وروحها الذابلة
بجد يابيه
طالع سعادتها الكبيرة من مجرد مديح بسيط تستحقه
حقيقي يافتون خطك جميل.. صراحة مكنتش فاكر انك متعلمه
اطرقت عيناها وانطفأت سعادتها
انا معايا الاعداديه يابيه
وسؤال كان يجر خلفه الأخر وفضوله جعله يتسأل
سيبتي تعليمك ليه واتجوزتي يافتون
رفعت عيناها نحو تنظر له بعينيها الواسعتين
ظروف يابيه
تمتمت عبارتها بقلة حيلة تخفي خلف ملامحها حزنها على أحلامها التي دفنتها ورثتها لليالي
غادرت غرفة مكتبه تحت نظراته ومشاعره المتعاطفه معها.. طيف جميل عاد يسير أمام عينيه سيلا الجميله بأحلامهم معا
اغمض عيناه لعله يطرد تلك الذكريات من عقله وبالفعل قد نجح ف سنوات عمره التي لم تمضي هباء فقد تعلم كيف يخفى مشاعره وكيف يكون رجلا لا تقوده مشاعره
نظر للورقه التي خطتها بقلمه.. وعاد لعمله دون المزيد من التفكير في أمور لا تفيد
...........
نامت تلك الليله مطمئنة ورغم انهاك جسدها إلا ان الراحه كانت تغمرها.. اليوم مدحها رب عملها اليوم طاب خاطرها فطابت روحها
التي هدها حسن بقسوته
تجمد جسدها تشعر بيدين تعبث بجسدها وصوت ينادي اسمها.. ولكنها لم تكن تريد ان تستيقظ من غفوتها الهادئه... ازدادت يداه جراءة فأنتفضت مذعوره تتراجع للخلف تنظر اليه
مالك اټفزعتي كده
واقترب منها بأنفاسه المخموره.. يمد يداه نحو جسدها
بقيتي تتدوري وتحلوي يافتون
ابعد عني... وهتفت غير مصدقه انه يحتسي الخمر
انت سکړان ياحسن
دفعته عنها فسقط مترنحا فوق الفراش
أنتي بتبعديني يافتون
ارتجف قلبها وهي تراه ينهض مقتربا بعدما تمالك نفسه يرمقها بوعيد
متقربش مني... مش ھتلمسني ياحسن
تسمر في مكانه يطالعها.. فتون الضعيفه تصرخ به
بتعلي صوتك عليا يافتون... اظاهر انك نسيتي حړق رجلك
تحركت من فوق الفراش هاربه من أمامه ولكنه كان اسرع منها..
صفعها حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها بين ذراعيه
غفا بعد أن نالها منتشيا بسعاده برجولته الساحقه.. عضت فوق شفتيها المچروحه تكتم صوت شهقاتها تضم جسدها تطمئن روحها بأن الۏحش قد تركها أخيرا
وبعدما كانت تطير في حلمها البسيط سقطت في بئر واقعها المظلم
..............
مضوا اليومان دون أن تشعر بهما يومان سرقتهما من الزمن عاشتهم وقلبها يؤنبها ورغم ذلك كان سعيد بل سعيدا بشدة
لوحت لهم بيدها بعدما هبطت من السيارة تحمل حقيبتها ووقفت بالقرب من الجمعيه الخيريه التي تدرس فيها للأطفال
طالعها رسلان وهي تصعد سيارة الأجره زافرا أنفاسه بقوه.. حدقت به ميادة بعدما انعطفت سيارة الأجرة نحو الطريق الاخر
متسمعش كلامها يارسلان واطلب ايدها من عمي عبدالله.. ملك هابله هتفضل سعادة مها على سعادتها.. ومها ولا خالتي عمرهم ماهيحسوا بيها
واردفت تمقت أفعال خالتها
انا مش عارفه خالتو بتفرق بينهم كده ليه.. مش معقول حاډثه مها عملتلها هوس... ما الحمدلله بقت كويسه ومافيش حاجه حصلتلها
مسح فوق وجهه المرهق يطالعها.. يتذكر الحقيقه التي عرفها منذ سنوات من والدته
ملك مش بنت خالتك.. ملك بنت من الشارع خالتك وعمك عبدالله ربوها وعطفوا عليها
لم يقتنع يومها بما تخبره به والدته.. فالجميع يعامل ملك بحب ولكن ما اكتشفه مع السنين انهم يعملوها بعطف وإحسان لا أكثر وهاهي الايام تريه.. والدته تسعي لابنة شقيقتها رغم اقتناعها التام بأن ملك فتاه يحلم بها الكثير وخالته تحبها ولكن ابنتها هي الأهم
رسلان انت معايا
تحرك بسيارته دون حديث وقد احترمت شقيقته صمته وصوتها الراجي مازال يتردد في أذنيه
بلاش يارسلان اوعدني اننا هنستني شويه لحد... ولم تكن لديها كلمه أخرى تضيفها وماكان عليه إلا أنه احترم رغبتها لبعض الوقت لا أكثر
............
وضعت سماعه الهاتف مصډومة تنظر إلى مها الجالسه أمامها تنفخ اصابعها حتى يجف طلاء الأظافر
مش معقول ملك تكدب عليا.. اومال سافرت مع مين
رفعت مها عيناها وقد انتبهت أخيرا لهذيان والدتها
مالها ملك ياماما
تعلقت عين ناهد بها ومازالت الصدمه جالية فوق ملامحها
رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغها انهم عندهم ندوة بكره الصبح
مقولتيش ليها لي أن ملك مسافره يومين
ما تفوقي يامها.. اختك المفروض طالعه الرحله ديه تبع الجمعيه
تعالت شهقت مها تنظر لوالدتها متفاجأه
ملك.. لا لا مصدقش ان ملك تكدب علينا
ما انا عشان كده هتجنن.. ملك عمرها ماكدبت
ونهضت ناهد تدور حول نفسها تحادث حالها إلا أن استمعت لصوت الخادمه
ست ملك حمدلله على السلامه.. البيت من غيرك مكنش ليه حس
أندفعت ناهد صوبها ومها خلفها
كنتي فين
ارتفعت وتيرة أنفاسها وسقطت حقيبتها أرضا كما تلاشت سعادتها وهي ترى نظرات والدتها ومها فشحب وجهها وهي تدرك ان كل شئ قد انكشف
جذبتها ناهد من مرفقها نحو غرفتها تدفعها داخلها
ردي عليا.. كنتي فين ومع مين.. بتكدبي علينا ياملك.. اه كذبتك انكشفت
ياماما براحه بس خلينا نفهم منها
اقتربت مها منها تقف بينها وبين والدتهم
ملك.. رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغك ان في ندوة بكره الصبح
ابتلعت لعابها ودارت بعينيها بينهم... فماذا ستخبرهم ومن اين سيكون الخلاص
ابعدي يامها من قدامي... اختك العاقلة المحترمه شكلها بتوهمنا ومقضياها من ورانا.. ردي عليا كنتي مع مين وفين
وقفت ساكنة الجسد تذرف دموعها فهزتها ناهد پقسوه وقد نهش القلق قلبها
مين اللي كنتي معاه .. انطقي
الفصل العاشر
_ بقلم سهام صادق
كل شئ أمامها كان يغلفه الحسړة والآلم .. آلم تعرف انها وحدها من اختارت الطريق اليه لقد وهبتها الحياه فرصة طالما تمنتها وحلمت بها وهاهو الحبيب قد احبها وصار عاشق لها وبعد ان كان ليس لديها رفاهية الحلم به أصبح هو من يخبرها انها صارت في أحلامه تورق مضجعه
انطقي.. ردي عليا
يئست ناهد من صمتها وأصبحت ساقيها كالهلام فأنهارت فوق الفراش تلتقط أنفاسها تتمتم لحالها بعبارات كانت تصل لقلبها كنغز السکين
والدتها تشك بها تظنها عاهرة ترافق الرجال... والسخريه كانت ترتسم فوق شفتيها فما الفرق انها كانت ترافقه تسرق من الزمن لحظات خدرت مبادئها من أجل عيشها معه
صراع كانت تحياه وناهد تلتقط أنفاسها بصعوبه ومها جوارها تمسد فوق ذراعها تطمئنها
اهدي ازاي يامها.. اهدي ازاي قوليلي
وتعلقت عيناها بها.. والشك يزداد بقلبها
أنتي شايفه منظرها عامل