لمن القرار
صديقتها
تحرك بسيارته بعدما انعطفت نحو الطريق الأخر..
وفي المكان الذي كان يجمعه برفيق دربه كان يقف بسيارته ويخرج منها ينظر نحو رسلان الذي وقف جوار سيارته يتكئ عليها ويعقد ساعديه أمام صدره
بقالك كتير
رمقه رسلان بنظرة خاطفه ثم عاد ينظر نحو ظلام الليل
متعود ديما استناك
جاوره سليم في وقفته مبتسما
تعرف إني مش مصدق لحد دلوقتي رجوعك... كفايه هروب بقى يا رسلان
جيهان خرجت من حياة جسار
تعلقت عينين سليم به ينتظر أن يستطرد في حديثه اكثر
مش هدمر حياتها ولا حياة حد... هبص لولادي ومستقبلي
التقط سليم أنفاسه بعدما شعر بالراحه من قرار صديقه وما فعله
تعالا رنين هاتفه فابتلع الحديث الذي في جوفه وأخرج هاتفه.. هتف بقلق في مربية أبنته
مالها خديجة يا مدام ألفت
أنتبه رسلان على صوت صديقه القلق وقد ابتعد عنه ينصت للسيدة ألفت
مدام شهيرة مبتردش على التليفون... والبنت سخنه جامد.. مكنش قدامي حل غير إني اتصل بيك يا بيه
أغلق هاتفه وأسرع في تشغيل سيارته تحت نظرات رسلان القلقه
مالها خديجة يا سليم
حرارتها مش راضيه تنزل والأم العظيمه كالعاده مشغوله عن بنتها
انطلق سليم بسيارته وخلفه رسلان الذي اتبعه... مر الوقت وها هي الصغيره تفتح عينيها تنظر نحو والدها تهتف اسمه
بابي
ضمھا لحضنه يلثم جبينها الذي لم تنخفض حرارته إلا قليلا
كده يا ديدا تقلقي بابي عليكي
وقف رسلان يطالعهم ودون شعور منه كان يبتسم... خفق قلبه وهو يري ابوة صديقه.. وكيف تتمسح الصغيره بوالدها
حاله من الإنتشاء المحب للقلب كانت تغمره
أندفعت شهيرة نحو الغرفه تنظر نحوهم
مالها خديجة يا سليم
ابتعد سليم عن صغيرته يسحبها خلفه حتى لا تري الصغيره شيجارهم
المربية رنت عليكي كام مره... ردي يا هانم
نفضت يده عنها تدلك ذراعها
كان عندي عشاء عمل مهم والتليفون كان صامت
عشاء عمل.. اجتماع.. سفر... ندوة... حفله.. إيه مافيش في حياتنا غير كده.. بنتك فين من كل ده
بنتي هتكون فخوره بأمها وهي شيفاها واصله لأعلى المناصب
دار حول نفسه قبل أن يفقد صوابه
بنتك عايزه ام مش عايزه سيدة أعمال
واردف متهكما
وقال إيه عايزه نخلف طفل تاني
تعلقت عينيها برسلان الذي أراد الإنصراف دون رؤيته حتى لا يشعرهم بالحرج من وجوده... انسحبت من المكان تتمتم بكلمات حانقه مما جعل رسلان يزداد حرجا
مكنش ليه لازم لكل ده يا سليم
رمقه سليم ساخرا يربت فوق كتفه
ده العادي في حياتنا انا وشهيره يا رسلان
............
طرق على سطح مكتبه بقوة
بعدما ضاق ذرعا من إيجادها وها هي المعلومه الأخيرة تصل إليه إنها رحلت من البلد بأكملها.. لا يستوعب إلى الأن أن جيهان تركته ورحلت
اغمض عينيه بقوة يتذكر الليله الأخيره التي اتفقوا فيها على الزواج بعدما لم يعد يتحمل قربها دون أن تكون زوجته
دلفت ملك مكتبه تحمل بعض الأوراق تنظر نحوه قلقلا من هيئته تلك
عرفت عنها حاجة
طالعها بعدما تهاوي بجسده على مقعده يفرك خصلات شعره
لسا هعرف على أي بلد سافرت
واردف وقد كاد شدة تفكيره يسلب عقله
كنا كويسين مع بعض يا ملك
اقتربت تضع الأوراق أمامه وقد أدركت أن تلك المرأة جعلته مهوس بها
جسار أنت مش شايف تعلقك بجيهان بقى مرض... جيهان مش هي..
وقبل تردف بباقي عبارتها كانت ترى رجلا غير جسار الذي عرفته بعدما أنتهت رحله علاجه وعاد له نور عينيه
جيهان هي ريماس.. كل حاجه في جيهان كانت في ريماس مراتي... القدر بعتهالي عشان اعوض اللي كان نفسي اعيشه معاها.. فاهمه يا ملك فاهمه
ابتلعت لعابها پخوف تتراجع للخلف من هيئته ... وقد سقط قناع الحقيقة أمامها اليوم
جسار لم يشفي بعد من حاډث زوجته... جسار تحرر من الظلمة التي غشت عينيه ولكن ذلك الحاډث لم يشفي منه .. مازال يريد زوجته الراحله مازال ضميره يؤنبه بسبب مۏته
.............
وقف بسيارته أمام المصحة النفسية التي تتعالج بها خالته... اغمض عينيه واخذ يلتقط أنفاسه يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله
للأسف مقدرناش ننقذ الأم.. البقاء لله
إنهارت ناهد صاړخه تهرول نحو الغرفة التي مازالت قابعة فيها أبنتها تهتف بها راجية أن تستيقظ...تحرك جسدها بين يديها والكل يقف يطالعها في ذهول ... أما هو كان يقف يطالع كل شئ بعينين جامدتين حتى تعلقت عينين ناهد به وركضت نحوه تدفعه وتصرخ به
أنت اللي مۏت بنتي... أنت اللي مۏتها..
ولم تكن مها هي من ماټت اليوم وحدها هو أيضا ماټ ولم يعد كما هو.
فتح عينيه بعدما تلاشت تلك الذكرى من عقله... يلتقط أنفاسه المتلاحقة يقبض فوق عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل أصابعه .
ترجل أخيرا من سيارته يسير نحو الداخل...التقي بطبيبتها التي لم يكن لديها ما تقوله إلا أن الحاله كما هي ولكن اسم واحد أصبحت تردده هذه الأيام ملك
ارتجف قلبه عند سماع اسمها ... إنه يصارع رغبته في نسيانها والبعد عنها وتركها في حياتها.. فما الذي جانته من عائلتهم
والحنين أخذه إلى أول ذكرى رأها فيها بعدما عاد من لندن بعد رحله دامت لسنوات ليحقق اسمه... عاد ليري ابنة خالته ليست كالتي كانت قبل ذهابه نحو مستقبله.... خطفت قلبه وعيناه بضحكتها...
ارتجفت عينيه وشعور قاټل يحتله.. إنها كانت في حياة رجلا اخر كما أعطي هو اسمه لأمرأة خائڼه انجب منها طفلان.
اقترب من غرفة ناهد بعدما أشارت إليه ممرضتها بالدلوف واغلقت الباب خلفها لتتركه معها.. تقدم منها ينظر إليها كيف أصبحت وللحظه إهتز قلبه شفقة ولكن سرعان ما تلاشت شفقته ولم يبقى إلا الحقد داخله
فتحت عينيها بعدما شعرت أن هناك من يقف قرب فراشها... لم تكن تصدق إنها ستراه ثانية.. ها هو رسلان جاء إليها.. سقطت دموعها ترفع كفها نحوه ولكنه ظل جامد في وقفته يطالعها بملامح باردة
تمتمت اسمه بصعوبه بعدما تمكنت تلك الجلطة منها
رسلان... مها
ارتسمت السخريه على شفتيه... يعلم من نظراتها له ماذا تريد أن تعلم... واعطاها الجواب الذي اراحها
مټخافيش مفضحتهاش في النهايه هي أم ولادي يا ناهد هانم
اغمضت ناهد عينيها وانسابت دموعها
مبسوطه دلوقتي
وعندما لم يجد منها إجابه التف بجسده وقد فضل الرحيل...فهو لا يريد تذكر ذلك اليوم و مها تخبره على فراش المشفى تلفظ أنفاسها الأخيرة إنها لم تكن عذراء واجهضت جنين كان في رحمها نتج عن تلك الليلة وإنه لم يقربها ضعفا منه ولكنها هي من وضعت له المخدر حتى يقترب منها وتحدث علاقه بينهم.. زيجة كانت باطله وضعته داخلها بل وجعلت أولاده ينتجون عنها
ملك
تجمد في حركته عندما أستمع لصوت ناهد الخاڤت...ف اكمل خطواته نحو الخارج
ولاد مها.. ملك بس اللي هتحبهم.. متخليش حد غيرها يربيهم..
ملك مش