لمن القرار
لينعم بطراوة جسدها..رنين هاتفه كان يعلو ثانية ولكنه كان في جنته غير عابئ بأحد غير التي بين ذراعيه.
القت ملك الهاتف فوق فراشها بعدما يأست من إجابته عليها... جلست على الفراش ولم تشعر بدموعها التي انسابت على خديها
لديها شعور قوي أن هناك شئ سيحدث... شئ سيعكر صفو حياتها الهادئه
مسحت دموعها تبث في نفسها العزيمة
أنتي قوية يا ملك... سامعه أنتي قوية
نهضت من فوق الفراش تلتقط هاتفها وحقيبتها... وقد اتخذت قرارها أخيرا ستذهب لرؤية أولاد مها.. ستذهب لتجلبهم حتى يعيشوا معها وستقف أمام تلك العائله التي جارت عليها يوما
...........
كل شئ تم إعداده بدقة... والمطعم أصبح مهيأ لإستقبال الوافدين... نظرت نحو ساعتها بقلق... ف جنات قد تأخرت عليها وأيضا أحمس
تعلقت عينيها بالسيارات التي اصطفت خارج المطعم فارتجف قلبها تهتف بصوت قلق تخاطب حالها
اتأخرت عليا ليه يا أحمس.. هعمل إيه دلوقتي
ثواني وكان الوافدين يدلفوا المكان ينظرون إليه بنظرات فاحصة مما زاد توترها فعلى ما يبدو أن مطعمها البسيط لم يروق لهم.. اسرعت نحوهم بأدب ترحب بهم
فابتسم البعض إليها محركين رأسهم بتحيه متمتمين بلهجة لم تفهمها هتفت داخلها وقد ازداد توترها بشدة
هتعملي ايه يا فتون لوحدك... دول شكلهم ناس تقيلة وأجانب
حاولت تجاوز خۏفها تمسح يديها المتعرقة في ثوبها.. طالعها الرجل الذي أتى أمس لحجز المطعم يسألها
كل حاجة اتعملت زي ما طلبت
اماءت برأسها تنظر نحو الطاولات والمقاعد.. واسرعت إليهم حتى تساعدهم مع ابتسامة لطيفة جلعت دقات قلبها المتسارعة تهدء
أدركت فداحة خطاءها بعدما نظرت نحو الطاولتين .. فأين زجاجات الماء... عادت بأدراجها نحو المطبخ بنظامه المفتوح حيث يكون كل شئ يتم إعداده أمام الزبائن كالنظام الأوربي
شكرا ليكي
واخيرا نطق أحدهم بعدما أرتشف من زجاجة الماء... اتبعت الأمر بوضع السلطة والشربة وما يخص وجبة الأسماك الدسمة.
شهقت بفزع عندما ارتطم جسدها بشئ صلب...فهتفت أسفه وهي تخفض عينيها أرضا
أسفه
خدي بالك
وهل نسيت صوته يوما... رفعت عينيها نحوه وقد إرتجفت اهدابها تبتلع ريقها تقاوم تلك الرجفة التي انتقلت لسائر جسدها
سليم بيه .. الضيوف
نظر خلفه نحو مساعده وكان يوما ما صديقه... حركة من عينيه جعلت الأخر يتقدم من الضيوف والمترجم بدء دوره في ترجمة كل شئ يريدونه
اندفع أحمس داخل المطعم ولكن سرعان ما تمالك إندافعه ورتب هيئته بعدما علقت به أعين الجالسين.
رحلة طويلة دامت بينهم عندما تلاقت عيناهم... الكلمات تريد أن تخرج من بين شفتيه.. يريد أن يخبرها كم إشتاق إليها وافتقدها وبحث عنها
فتون معلش أتأخرت عليكي.. المواصلات صعبة
افاقها صوت أحمس من تلك الحالة التي أصبحت فيها... ويا للأسف مازال يحمل ذلك السحر الذي اسقطه فيها يوما ولكن هي ليست فتون الضعيفه الخادمة التي ترى العالم من نافذة صغيره
بللت شفتيها بلسانها تتمالك حالها ثم تجاوزته... نعم تجاوزته سليم النجار تجاوزته امرأة.. قبض على كفيه بقوه يلتف نحوها وكيف اتجهت نحو ذلك الشاب الوسيم ذو العينين الخضراوين
أنتبه على نظرات ضيوفه... فجاهد نفسه للعودة لهيئته المنمقة الجادة
مالك يا فتون... وشك مخطۏف كده ليه
وضعت يديها فوق الرخامة تلتقط أنفاسها تنظر نحو أحمس الذي اسرع في ارتداء ثياب المطعم وعاد إليها يحمل معها الأطباق ويخرج الصواني من الفرن
مافيش يا أحمس... خلينا نشوف شغلنا
وها هم أعدوا كل شئ كما تم طلبه منهم.... والضيوف منهمكين بتلذذ ومتعة في تناول وجبتهم.. أما هو كانت عيناه عليها من حينا إلى أخر وكيف تتهامس مع ذلك الشاب ويضحكون
تجمدت يده فوق شوكته وقد علقت عيناه بأحمس وهو يلتقط منها الورقه والقلم بعدما دفعها بيده برفق
سليم بيه... الضيوف بيقولوا لحضرتك أد إيه اختيارك للمطعم نال إعجابهم... وإنهم أحبوا بساطة المكان
أنتبه على صوت المترجم بعدما اخذ شادي مساعده يتنحنح حرجا حتى يلفت إنتباه
أماء برأسه إليه يحاول تمالك نفسه ولكن عيناه أبت ان تبتعد
نهض عن مقعده بعدما مسح شفتيه بالمنديل وعينين مساعده عالقة به
اندفع إليها ينظر إلى ذلك الشاب بمقت
فتون
طالعه أحمس مدهوشا من نطقه لاسمها وكأنه يعرفها وكيف اشاحت هي عينيها منشغلة في ترتيب اطباق الحلوي التي ستقدم بعد قليل
افندم يا سليم بيه.. في حاجة ناقصه او مش قد المستوى
فتون بصيلي
اقترب منها حتى يجذب ذراعها ولكن أحمس وقف بينهم يحدق به
حضرتك ممكن تكلم معايا أنا... أنا هنا المسئول لو في مشاكل مع الزباين
تعلقت عينين سليم بيد أحمس
التي قبضت فوق ذراعه.. اغمض عينيه ثم ازاح قبضة أحمس
هنتكلم يا فتون... هنتكلم كتير أوي
وعاد لطاولته يبتسم بدبلوماسية إلى ضيوفه ثم مال نحو مساعده يهمس بخفوت
تحاول تتصرف مع الولد اللي واقف هناك... قبل ما الضيوف يمشوا تكون اتصرفت فاهم يا شادي
وشادي يفهم وينفذ في صمت
.............
هل ما يسمعه من خادمته حقيقي أم هو أصبح يتوق لذلك .. لم ينتظر سماع المزيد من خادمته واندفع نحو غرفة صغيريه ينظر إليها متلهفا... فالخادمة لم تخطئ ...
تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء
نهضت من جوار الصغيرين بعدما قبلتهم ومسحت فوق وجنتيهم.. والتحدي وحده ما كان يحتل كيانها
جيت عشان أخد ولاد اختي يعيشوا معايا يا دكتور... ياريت نعرف نتفاهم بهدوء لأني مش هتنازل عنهم
ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية
مسمعتيش اللي قولتيه يا مدام ملك
ضغط على أحرف كلماته ينظر إليها بشوق استطاعت عيناه إخفاءهم ولكن قلبه خانه... اقتربت منه تعيد عليه حديثها
ولاد اختي أنا اللي هربيهم... اظن إنك سامع كويس
ومين اللي هيسمحلك بكده
أنت... وده الأفضل ليهم...
واردفت متهكمه ترمقه بتحدي
أنت لسا فاكر إن ليك ولاد يادكتور
غامت عينيه ينظر نحوها بملامح قاتمة
وانتى كنتي فين... مش المدام برضوه پتكره العيلة بكل افرادها
واستطرد بجمود يقطع عليها حديثها حتى يستفزها
ولادي أنا هعرف كويس أربيهم.. هما مش محتاجين غيري
واولاها ظهره مغادرا الغرفة
نورتي البيت يا مدام ملك... وتقدري تشوفي ولادك أختك زي ما أنتي عايزه
ولكن توقف في مكانه ينظر نحو قبضة يدها فوق ذراعه مدهوشا من فعلتها
من أمتي انت حبتهم... أنت كنت سيبهم ومسافر بره وعايش حياتك... كفايه أوي عليهم لحد كده مع عيلتك ومعاك... كفايه ظلم ليهم
التف إليها وقد أنتبهت للتو إنها مازالت تقبض فوق ذراعه وقريبة منه للغاية
قولتلك انا أبوهم... سامعه كويس ولا محتاجه اكرر كلامي
وأنا خالتهم... مها عايزانى انا أربيهم
طالعها بنظرة غامضه فاشاحت عينيها بعيدا عنه
أقول للخدامة تحضر العشا ولا معندكيش وقت
إستطاع إثارت حنقها من تلك البرودة التي يتحدث بها فمال نحوها ينتظر سماع إجابتها
ولاد اختي هعرف اخدهم منك كويس يا رسلان..