مزيج العشق
دافئ يريح عضلاتها المتشنجه من التوتر.
انتهت كارمن حمامها وخرجت تتوجه الي الدولاب تطلع ملابسها باللون الاسود كما اعتادت في الأيام الأخيرة.
و لم تضع اي ميكاب ولبست حذائها واخذت هاتفها ومفاتيحها وهي تغادر الغرفه.
نزلت كارمن السلالم بهدوء وهي تسمع ضحكات ابنتها من الصاله.
توجهت اليهم لتري والدتها تلاعب ملك.
مريم بتساءل رايحة فين !!
تنحنحت كارمن قائلة بإحراج كلمت ادهم.. وهقابلو بالمطعم اللي جنب الفيلا.. مش هتأخر
مريم بفهم ماشي حبيبتي خدي بالك من نفسك
كارمن بإبتسامة صغيرة تمام يا مريومة.. سلام
ارسلت قبلة لها في الهواء وهي تغادر المنزل
في مطعم فاخر علي النيل
تجلس كارمن تنظر في للساعه بتوتر وهي تنتظر حضور ادهم.
ادهم بصوت رجولى جذاب مساء الخير
رفعت رأسها تنظر اليه يقف امامها بشموخه الذي يليق به.
كارمن بخفوت مساء النور
مد يده لمصافحتها نظرت إلى يديه الممدودتين وصافحته للحظة شعرت بالكهرباء من ملمس يده القاسېة كانت هذه هي المرة الأولى التي يمسك فيها بيدها لكنها تجاهلت هذا الشعور.
سحبت كارمن يديها في توتر واضح وأجابت الحمدلله.. وانت اخبارك ايه !
ادهم بهدوء الحمدلله.
صمتت كارمن لبرهة وهي تنظر الي يديها الموضوعه علي المنضدة لا تعرف كيف ستبدأ الحديث.
أما بالنسبة له فقد نظر إليها بتمعن لأول مرة دون أن يشعر أن هذه خېانة لأخيه.
شعر أدهم بتوترها هذا وبدأ في الكلام قائلا بتشجيع كنتي عاوزة تقوليلي حاجة
تمتم أدهم بهدوء الموضوع يخص الوصية !
قالت كارمن بإندفاع اه بالظبط
لاحت علي وجه ادهم ابتسامه طفيفه وسأل بلباقة تحبي تشربي حاجة الاول
أشاحت كارمن ببصرها عنه وردت بعفوية شاي بلبن
اتسعت ابتسامته مستفسرا اشمعنا شاي بلبن ! دا ميعاد غداء !!
ضحك ادهم بخفوت وهو يضع قدم فوق الأخرى ثم تكلم بنبرة عذبة اتكلمي الاول وبعدين نطلب الغداء لينا
تمتمت كارمن بعد أن بدأت تسترخي قليلا تمام
استأنفت الحديث بتنهيدة حزينه انا كنت عايزة اقولك اني فكرت في بنود الوصية.. انا ممكن اعمل اي حاجة عشان بنتي.. واكيد عمر الله يرحمه.. كان بيفكر فيها قبل اي حاجة وهو بيكتب وصيته.. عشان كدا اختارك انت الاب اللي هيخاف عليها زيه بالظبط.. وانا بقت اهم حاجة عندي هي ملك مش بقي فارقه عندي نفسي.
اما هي اخذت نفسا طويلا وهي تفرك يديها بتوتر
وواصلت حديثها بخجل انا موافقه علي الجواز.. بس لو سمحت انا ليا طلبات.
كانت مازالت تنظر الي يديها ولا تستطيع النظر اليه من احراجها وترددها
اجاب ادهم بترقب وايه هي طلباتك
كارمن بنبرة خافته انا عاوزة يبقي جوازنا علي الورق وبس.
زم شفتيه بإنزعاج من طلبها هذا مع انه كان يتوقعه
لكنه اجاب ببرود عكس مايشعر به من ڠضب تمام
رفعت نظرها اليه وقالت بتعجب يعني انت موافق !!
تاه في زرقاوتيها التي تنظر اليه ببراءة واضحة ولكنه تماسك يجاوبها بنفس البرود ممزوج بالكبرياء انا مش هفرض نفسي عليكي.. ولا هقرب منك غير لو انتي عايزة كدا.
كارمن بإحراج شكرا.
ادهم بذكاء ايه هي باقي طلباتك
تنفست كارمن بعمق وهى تشعر بثقة أكبر فى نفسها لتقول على الفور يكون ليا اوضة لوحدي !
رد ادهم وهو يحاول تمالك نفسه قابضا علي كفه فوق الطاولة مش ملاحظة ان كدا كتير !!
اهتزت مقلتيها لكنها حافظت على ثبات نبرتها الهادئة مستحيل تكون متوقع مني اني اتقبل الوضع بسهولة
حرك أدهم رأسه بنفاذ صبر وقال بنبرة قوية ماشي يا كارمن.. بس هتكون الاوضة في جناحي بأخر دور بالقصر.. وملك كمان هجهزلها اوضة الاطفال
سألت كارمن بحرج هي نادين مش بتنام في جناحك
أجاب ادهم بعدم اهتمام لا ليها جناحها الخاص في الدور الثاني
اندهشت كثيرا من حديثه البارد عن زوجته هي كانت زوجه اخيه ولكنها كانت لا تعلم عن حياته الخاصة اي شي.
حاولت ان تصر علي قرارها وهتفت بعناد طفولي طب وليه انا كمان ماتكونش ليا اوضه خاصة !!
ادهم رفع حاجبيه ليقول بصرامه انا اللي اقرر ومفيش نقاش في الموضوع دا تاني.
انزعجت كارمن منه كثيرا لتهمس بصوت منخفض لكنه وصل اليه مستبد!
قال أدهم مبتسما بجانبية بتقولي حاجة !!
________________________________________
نظرت كارمن اليه وقالت على الفور امتي هقدر ابدأ الشغل في الشركة
أجابها أدهم في عملية وعدستيه تأسر عينيها الوقت اللي يريحك تقدري من بكرا تيجي الشركة.
سعدت من موافقته لكنها توترت قليلا فهي تحتاج الي وقت اطول لذا قالت بتردد ممكن نأجل الشغل الفترة دي مش حاسة اني هقدر اركز فيه الفترة دي
ادهم بهدوء علي راحتك
أطبقت كارمن شفتيها ثم همست بنبرة ناعمة ممكن طلب اخير.. لو سمحت
ابتسم ادهم من اسلوبها الطفولي يشعر انه الأستاذ وهي التلميذة وتمتم بنبرة جذابة رجولية اطلبي
توردت وجنتيها وقالت بخجل انا عايزة ماما تعيش معايا بعد الجواز.. انت عارف اني ماقدرش اسيبها تعيش لوحدها
رد أدهم بعد أن أخذ شهيقا قويا ليزفره ببطئ اكيد عادي.. مفيش مانع
هتفت بسعادة وقد ارتاحت نوعا ما اتفقنا
ابتسم أدهم قائلا بنبرة غامضة اتفقنا
نهاية الفصل التاسع
الفصل العاشر هوس
لن يتوقف الزمن عند أحد
الصغير سيكبر
القوي سيضعف
المظلوم سينصر
والظالم سيحاسب..مساءا بالصعيد
في منزل الحج عبد الرحمن
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يشاهدون التلفاز
كانت روان تنظر الي التلفاز ولكن عقلها يفكر في كلام صديقتها رنا الذي قالته لها صباح اليوم عن تغيير اسلوب كلامها والاعتناء بمظهرها.
تحدث ماجد بصوت مرتفع رورو.. مالك بكلمك يا بنتي
افاقت روان من شرودها وقالت بتشوش ها ايوه انا معاك يا ماجد
ماجد بسخرية معايا فين يا اختي.. واضح ان الفيلم عجبك اوي
روان بإرتباك ايوه فعلا قصته حلوة
كان ينظر اليها زين وهو متأكد انها لا تتابع التلفاز
نظر الي جده وهو يتحدث بهدوء جدي انا مسافر بعد اسبوع مصر عندي مؤتمر طبي مهم هناك
الحج عبدالرحمن بتساءل عن ايه المؤتمر دا يا ولدي
اجاب زين بثقة دا يا جدي مؤتمر يخص دكتور ليا بالجامعه وطلب مني احضره معه
هتفت حياة بسؤال هتقعد قديش هناك يا حبيبي
رد زين بنبرة هادئة لسه معرفش يا امي بس فرصة اخلص كام حاجة هناك
الحج عبدالرحمن بتفهم ماشي تروح وترجع بالسلامه يا ولدي
نظرت روان اليه في حزن وهي تفكر انها من الان ستشتاق اليه ولكن ماذا عساها ان تفعل اخذت تدعي له في صمت.
لاحظ هو نظرتها ولكنه تظاهر بإنشغاله في الحديث مع والدته.
ماجد بمرح ابقي افتكرنا بأي حاجة يا عم زين في السفرية دي
زين بضحكة وانا اقدر انسي ماتقلقش
هتف ماجد بظرافة وهتجيب معاك ايه بقي لروان
قال زين ابتسامة جانبية خليك في حالك انت وخلاص
ماجد بسماجة ماشي.. تسلملي يا معلم
ابتلعت روان الغصة التي تشكلت بداخلها وهي تسمعه يتكلم بأسلوبه البارد عن سفره هذا ولم يحاول حتي مشاركتها معه بالحديث كأنها غير موجودة بحياته.
حاولت الجلوس في مقعدها بهدوء تنصب نظراتها بتركيز علي الصحن الموجود بحجرها ولكنها فأة لم تعد تحتمل