رواية رائعة بقلم نور
طارق بيتقدملك يا فرح .. وبيقول مفيش أنسب منك عروسة!
تسارعت ضربات قلبها ورمشت بجفنها عدة مرات حتي تستوعب ما قالته والدتها ..
وجهت أبصارها ناحيته وجدته يبتسم في خجل هبت واقفة في مكانها وقالت بنبرة تشبه صقيع الثلج
_ بس أنا مش موافقة!
لم تستمع إلي الرد بل ركضت إلي الباب وخرجت خارج المنزل ..
نزلت سريعا وقامت الوالدة في الصياح عاليا والصړاخ عليها فعرض طارق مساعدته بأن يركض خلفها ولم تمانع الوالدة ..
جحظت عيناها عندما وجدت آسر يقف بعيدا وسيستقل سيارة الأجرة ..
ركضت بأقصي سرعة ممكنة وإتجهت ناحيته .. ووقفت أمامه ..
فزع آسر وظن أن هناك خطب ما بها ولكن وجد شخص يهاتفها وينادي بإسمها .
نظر آسر في الناحية الأخري ورأي رجلا يركض ناحيتهما ..
وضعت فرح يديها علي وجه آسر وأدارته ناحيتها وإشرأبت بقدميها حتي تستطيع الوصول إليه لطول قامته بالمقارنة معها ..
جحظت أعين الصيدلي بشدة وتمني لو أن الأرض تنشق وتبتلعه ..
إبتعدت فرح بوجهها الأحمر من الخجل وقالت بصوت مهتز
_ أنا .. أنا مش هينفع أتجوزك يا طارق ع.. عشان أنا متجوزة .. اا.. آسر!!!
خرج الطبيب من غرفة علاج بيجاد بملامح مؤسفة ..
وقام بطرح سؤال علي أيلين قائلا بإستفسار
_ حضرتك زوجة بيجاد
قالت أيلين في فتور
_ لا .
قال قاسم في صوت رجولي ونبرة قلقة
_ ممكن أعرف بيجاد عامل إيه
قال الطبيب في أسف
أردف الطبيب في شرح وتوضيح
_ بيجاد أصابه شلل سفلي!
الفصل 18
لم يصدق قاسم ما تفوه به الطبيب ولوهلة
ظنه ېكذب فأمسك الطبيب من تلابيب قميصه وظل يكيل له الضربات في وجهه وهو يقول في صرامة
_ إنت كذاااب!! صاحبي كويس محصلهوش حاجة..
_ حصل إيه إيه الصوت العالي اللي في المستشفي دا ممكن أعرف!!!
قال قاسم في هيجان ممزوج بعدم تصديق للأمر برمته
_ الحمار دا بيقول إن صاحبي .. بتر جملته لم يستطع تصديقها ولم يستطع التفوه بها
أمسك المدير الطبيب وجعله يذهب مبتعدا عن المكان .. فوقف المدير أمام قاسم المڼهار عصبيا وعضلات وجهه متشنجة تماما
_ حضرتك أنا مقدر جدا قلقك وفزعك علي صديقك ولكن إحنا مستشفي محترمة وأكيد هيكون فيه أمانة .. وأنا من غير ما أكشف علي صديقك واثق من الدكتور ومن اللي قاله .. ولو حضرتك مش واثق تقدر تاخد صاحبك وتوديه مستشفيات تانية!
خر قاسم واقعا علي المقعد من هول الصدمة كلما ظن أن الأمور تتحسن لا يصيب ظنه وتتحول إلي أمور أسوء فأسوء ..
ظل يحمد ربه ويحوقل أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أما علي الجهة الثانية كانت أيلين تصرخ بأعلي صوتها ووقعت أرضا وهي تبكي ومڼهارة من قوة ما سمعته .. وظلت توبخ نفسها لأنها السبب في ذلك فهو في النهاية من كان يحميها من هذا البغيض مراد طليقها
ذهب المدير في إتجاه قاسم الذي كان يجلس في وجوم ولا يصدر أي صوت منه ولكن ذلك لا يعكس ما بداخله من آلام وأوجاع علي صديقه وكم تمني أن ينتهي هذا الأمر أو يكون كابوس لعين ..
ربت المدير علي قاسم في عملية وقال بهمس جانب أذن قاسم
_ صاحبك محتاجلك دلوقتي مش هينفع الصمت يكون هو الحل وحاول تخلي الآنسة تهدأ شوية إحنا في مستشفي ومش محتاجة ۏجع أعصاب أو تعب .. وأنا آسف لو إتكلمت بغلظة معاك ولكن كل دا عشان أفوقك..
تركه المدير وذهب لكي يري الحالات الأخري .. وثب قاسم واقفا علي قدميه واتجه ناحية النافذة الزجاجية التي تطل علي بيجاد .. وضع يده علي النافذة وأغمض عينيه في قوة .. ودمعة فرت من عينيه بسبب تذكره لأهله أيضا ..
أما أيلين فجأة وقعت مغشيا عليها .. فزع قاسم وذهب ناحيتها وحملها بين ذراعيه في خفة وهتف الممرضات حتي يساعدوه وبالفعل ذهبت الممرضات بها لغرفة اخري في سرعة كبيرة بعدما أجلسوها علي النقالة سرير يتنقل عليه
المړيض
نظر قاسم لعربة النقالة حتي إختفت ثم كور قبضتيه وذهب في إتجاه باب غرفة بيجاد وأدار المقبض ودلف للداخل .. وجد بيجاد عاري الصدر ويضعوا له ملائة زرقاء علي جزءه السفلي ..