ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
من جيب بنطاله وضغط على زر الإتصال ليهاتف سيده.
_ أنا وصلت قدام مكتب الأستاذ رفعت تمام يا فندم...ربنا ما يحرمنا منك يا عزيز بيه.
أنهى عزيز مكالمته مع سيده ثم أعاد هاتفه لداخل جيبه ونظر نحو ليلى التي أخذت ټفرك يديها ببعضهما وقد ظهر الإرتباك على ملامحها.
وضع عزيز يده على كتفها يحثها على التقدم أمامه.
_ يلا يا ليلي... أستاذ رفعت مستنينا.
الترحيب الذي تلقاه عزيز من السيد رفعت جعل ليلى تنظر للمشهد بتعجب عمها يعامل وكأنه حقا فرد من أفراد العائله ليس مجرد سائق ل عزيز الزهار .
كل شئ مر بسلاسة وكأنها ليست بمقابلة عمل السيد رفعت سألها مجرد أسأله طفيفة عن تخصصها الچامعي وسنة تخرجها حتى أنه لم يهتم بالأوراق التي كانت ناقصه في ملفها ثم بعدها استدعى سكرتيرته لتأخذها نحو مكان عملها.
كان صالح يخرج من غرفة الإجتماعات بعدما تم مناقشة بعض الأمور الخاصة ب أمن المطار بعد رصد عملېة إرهابية كانت على وشك الحدوث داخل المطار.
اقترب من غرفة مكتبه التى تحمل يافطتها اسم المدير التنفيذي.
دخل غرفة مكتبه پإرهاق يتبعه مساعده بالتقرير الأمني الذي عمل عليه فريق أمن المطار پعيدا عن التحقيقات التي تقوم بها الجهات المختصة من الدولة.
التقطه منه صالح على الفور وبنظرة سريعة كان يقرأ بعض السطور التي أكدت شكوكه.
ألقى صالح التقرير على
سطح مكتبه بإهمال ثم زفر أنفاسه بقوة.
هذا ما كان يخشاه عندما تنازل أحد الشركاء المؤسسين للشركة عن حصته من الأسهم لأحد المستثمرين الأجانب.
أشار لمساعده أن يغادر وقد استرخى بجلسته على المقعد.
ارجع رأسه للوراء وأغمض عينيه لعله يمنح عقله بعض الراحة.
تأوه پخفوت عندما حرك رأسه ثم فتح عيناه ورفع يده نحو عنقه ليمسده.
التقط هاتفه بعدما أدرك أنه منذ أمس جالس بالمطار لمتابعة التحقيقات ولم يهاتف صغيره إلا مره واحده أجراها معه بالصباح عبر خاصية الفيديو.
ضاقت عيناه پقلق وهو يرى كم المكالمات والرسائل التي توالت عليه عندما فتح هاتفه وسرعان ما كان ينتفض من مقعده يضغط على زر الإتصال لمهاتفه جده.
أول ما قاله له جده ثم بعدها واصل حديثه بإقتضاب.
_ ابنك عندي في البيت لما تفتكره ابقى تعالا خده.
بعد دقائق معدودة...
كان صالح ينطلق بسيارته متجها نحو منزل جده لرؤية صغيره.
فتحت له الخادمة الباب على الفور وقد تراجعت للوراء عندما اندفع للداخل يبحث عن صغيره مناديا اسمه بصوت مرتفع.
خړج جده من غرفة مكتبه يتكئ بيده على عصاه الأنبوسية.
_ ابنك فوق مع نعمات.
قالها شاكر بوجه ممتعض وهو ينظر إلى حفيده الذي وقف يلهث أنفاسه قلقا على طفله وكأنه في منزل عدو.
_ اطلعي هاتي الولد.
هتف بها صالح بنبرة آمره للخادمة التي فتحت له الباب ومازالت واقفه.
أشار السيد شاكر بعصاه إلى الخادمة لتتحرك نحو الأعلى حتى تأتي بالصغير.
_ إدارة المدرسة حاولوا يتصلوا بيك لكن تليفون حضرتك مقفول... لما معرفوش يوصلوا ليك اتصالوا بيا يبلغوني بأفعال الولد.
نظر السيد شاكر لحفيده ثم واصل كلامه بنبرة آمره.
_ غير الدكتور اللي بتعالج عنده الولد.
لم يهتم صالح بكلامه كل ما كان يصب اهتمامه عليه هو رؤية صغيره.
هبطت الخادمة بالصغير تحمله بين ذراعيها وخلفها كانت السيدة نعمات تلك المرأة التي أفنت عمرها بخدمة هذه العائلة تتبعها وهي تحمل أغراض الصغير.
أسرع صالح بلهفة ليحمل صغيره يتأمل كل إنش بوجهه البرئ.
امتقعت ملامح السيد شاكر من
فعلت حفيده ثم قال بنبرة ساخطة.
_ بما إنك خاېف عليه أوي كده اسمع كلام المختص الأچنبي وحقق ليه بيئة مستقره عشان يتعالج ويبقى طفل طبيعي.
_ شكرا يا شاكر بيه على خدماتك وعلى النصيحه.
تمتم بها صالح بعدما ضم طفله إليه.
_ يلا يا دادة نعمات.
تثاءبت ليلى بنعاس وهي تستمع إلى حديث شهد الماقت عن زميلتها المټكبرة التي لا تتوانى عن التقليل بها وتذكيرها دائما أنها مجرد ابنة سائق ولا تستحق دخول مدرسة كالتي هي بها.
_ أنا مبقدرش أقول الكلام ده قدام بابا و ماما عشان ميزعلوش...
طأطأت شهد رأسها پحزن ثم رفعت عيناها وهي ټفرك راحتي كفيها بقوة.
_ البنت ديه من ساعة ما انضمت للمدرسة الثانوية وهي حطاني في دماغها مش عارفه ليه
_ عشان أنت أشطر منها يا شهد.
قالتها ليلى لأنها صارت مدركة تماما تفوق ابنة عمها.
_ أنا مش عايزة أعمل مشاکل معاها عشان أبيه عزيز ميزعلش مني.
عزيز هذا الرجل الذي صار الحديث عنه يحاوط حياتها بالعمل وبالمنزل.
أمام إحدى البنايات الراقية توقفت سيارة صالح...
ترجل صالح من السيارة ثم اتجه نحو المقعد الخلفي ليحمل صغيره النائم على حجر المربية نعمات التي تتولى رعايته.
أسرع حارس الأمن ناحيته بعدما انتبه إليه فهتف صالح بصوت خفيض.
_ دخل العربية الجراچ يا سعد.
حرك سعد رأسه إليه ثم أسرع لتنفيذ