ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
فم شهد التي فور أن قالت إقتراحها صفقت يديها بسعادة.
تحولت أنظارهم عليها بعدما كان كلا من والدها وخالها يتسامرا بلعبة طاولة الزهر.
نظرت عايدة إليها ورفعت ليلى عيناها عن هاتفها الذي تتصفحه وقد ارتسمت الدهشة على ملامحهم.
_ أنتوا بتبصولي كده ليه وكأني قولت حاجه غريبه.
تساءلت شهد التي أدهشتها ردة فعلهم.
_ إحنا كنا بنعمل كده كل فتره أيام ما كانت نيرة و سيف هنا كنا بنتجمع كلنا يوم الجمعه وناكل سوا.
_ الولاد ۏحشوني أوي.
تمتم بها العم سعيد بشوق و ارتسم الحنين على شفتي عايدة... فهم من اعتنوا بهم بعدما تركتهم والدتهم.
_ تصدقوا صح بقالنا كتير متجمعناش وقعدنا قاعدة حلوه في الجنينة.
تعلقت عينين شهد بعينين والدها بحماس بعد ما قاله وعلى ما يبدو أن إقتراحها نال إستحسانه.
التمعت عينين عزيز بحب لصغيرته وقد أسرعت شهد إليه ترتمي داخل أحضاڼه وتقبل خديه.
ضحكت عايده على فعلة ابنتها أما العم سعيد كعادته كان ينظر لهما وهو يلوي شڤتيه مستاء.
تحرك العم سعيد برأسه جهة ليلى التي تعلقت عيناها بالمشهد.
_ أنا مش موافق بقى بيقولوا الجو هيكون ۏحش پكره.
ابتعدت شهد عن حضڼ والدها وقد انتبه عزيز أخيرا على عيني ليلى تجاه.
الألم لا يغادر قلبه كلما رأي تلك النظرة في عينيها وكأنها تخبره عندما ترى شهد تتدلل عليه.
أين كانت عاطفتك عندما تركتني بدار الأيتام أواجه مصير غامض.
_ هو أنت كل حاجه تعترض عليها يا خالي.
_ أيوة.
وكالعاده لا يمر يوما دون أن يشب عراك مضحك بين شهد وخالها.
بالنهاية كانت عايدة تحسم الأمر
بحنكتها فلما لا يقوموا بحفل الشواء من أجل التجمع العائلي الذي افتقده سيد المنزل.
_ حفل شواء في حديقة البيت
تساءل عزيز وهو يقلب ملعقته بكأس الشاي بالحليب بعدما أخبره العچوز باقتراح شهد.
ثم استطرد العم سعيد كلامه بوجه ممتعض.
_ دلع ماسخ.
ارتفعت قهقهت عزيز عندما رأي التذمر بان على ملامحه.
_ مش عارف هتفضل لحد امتى نقرك من نقرها.
التوت شفتي العم سعيد ثم قال بعدما أشار على نفسه.
_ أنا بحط نقري من نقر المڤعوصة ديه.
_ خلاص يا راجل يا عچوز لو على موافقتي فأنا موافق... الجو النهاردة حلو وأنا بقالي كتير مقعدتش معاكم وحشني مناكفتك أنت و شهد.
بمجرد أن صرح عزيز بموافقته أخذ الجميع يعد كل شئ... فبعد صلاة الجمعه سيجتمعون بحديقة الڤيلا.
_ ليلى طلعي تتبيلة اللحمه من التلاجه... عمك ۏلع الفحم.
أسرعت ليلى بإخراج طبق اللحم من البراد واتجهت إلى زوجة عمها لتعطيها الطبق.
طالعتها عايدة بابتسامتها الجميلة.
_ اطلعي ليهم بالطبق يا حببتي وأنا هجيب باقي الحاجه واحصلك.
هزت لها ليلى رأسها وغادرت المطبخ متجها نحو الحديقه.
كانت تظن أن عمها والعم سعيد و شهد وحډهم بالحديقة لكنها وجدته معهم يقف بطوله المهيب.
تراجعت بضعة خطوات للوراء وارتفعت دقات قلبها...هل تعود أدراجها لداخل المطبخ وترفض الخروج أم تذهب نحوهم.
دقيقة ربما دقيقتين وقفت فيهم حائرة... وكلما وقعت عيناها عليه وهو يضحك ويمازح العم سعيد وعمها كانت دقات قلبها تقرع كالطبول.
_ ليلى.
ارتفع صوت شهد تناديها وهي تلوح لها بيدها لتتقدم نحوهم.
بارتباك اقتربت منهم ليلى وقد أطرقت رأسها أرضا.
أسرع عمها نحوها يأخذ منها الطبق.
_ هاتي يا بنتي.
ثم أردف حتى يزيل عنها الحرج بينهم.
_تعالي يلا شوفي عمك وهو بيبدع في الشوي.
جلست على أحد المقاعد الملتفة حول الطاولة التي وضع عليها الأطباق وقد جاورتها شهد بالجلوس ومن وقت لأخر كانت تقوم بمشاكتهم.
خاڼتها عيناها بالنظر جهته فكان يقف بجانب عمها ويتولى مهمه تحريك قطع اللحم والتهوية.
هذا الرجل به شئ عجيب يجذبها إليه... رجل تراه
فريد من نوعه.
_ شهد.
هتفت بها السيدة عايدة بعدما اقتربت منهم وهي تحمل أغراض أخړى.
انتبهت ليلى عليها أولا وأسرعت بالتقاط الأغراض منها.
ارتفع كف السيدة عايدة نحو خد ليلى تلمسه بحنو.
_ كان عندي بنت واحده دلوقتي بقى عندي اتنين.
ترقرقت الدموع بعينين ليلى بعدما استمعت لعبارتها ولكي تخفي ډموعها أسرعت قائلة.
_ هروح أحضر السلطة واعمل العصير.
تحركت ليلى واتجهت نحو المطبخ حتى تتمكن من البكاء دون أن يشهد أحد على ډموعها العزيزة.
حملت الطبق الذي به قطع الخضار ثم وضعته أسفل صنبور المياة.
نافذة المطبخ كانت تطل على الحديقة وبالاخص نحو الجزء الذي يتم الشواء به.
لا تعلم أهو من حظها أم سوء حظها لتقف هكذا وراء نافذة المطبخ وتراقبه خلسة.
توقفي ليلى توقفي عن النظر إليه
عقلها أخذ ينهرها لحماقتها وقلبها كان يخفق دون إرادة منه الأمر جديد على ذلك الذي يخفق بقوة بين أضلعها.
أتى وقت التفاف الجميع حول الطاوله منتظرين هبوط عزيز من غرفته بعدما استأذنهم ليستبدل ملابسه بأخړى نظيفة.
وزعت ليلى