الأربعاء 27 نوفمبر 2024

زوجه ولد الابالسة للكاتبة هدى زايد

انت في الصفحة 49 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


متأججة داخل قلبه يريد أن يلمسه لآخر مرة قبل أن يغلق الباب ر طيفه يجوب المكان و إبتسامته لا تفارق شفتاه كسابق عهده مد بشار يده و قال بخفوت 
مترحش يا صاحبي خليك وياي أني محتاچاك يا صاحبي خنت العهد اللي بينتنا ليه أني عملت لك إيه عشان تروح و تهملني لحالي يا صاحبي رد عليا على فين كده !!
ربت الجد سالم على كتف بشار و قال بأسى 

ما دايما إلا وجه الله يا ولدي
بدأت الناس تغادر المكان بعد ډفن الجثامين 
حتى بقى الجد سالم و احفاده سار بشار بخطوات هادئة و كأنه عجوز لا يستطع الحرك بخطوات أسرع من هذه سقطت على ركبتيها 
ثم وضع رأسه على الجدار طرق ب يده بخفة قائلا بخفوت 
جوم يا صاحبي كلهم مشوا جوم بجى التمثيلية خلصت خلاص
نظر الجد سالم لحفيده رجب و قال
احنا لازم نعملوا حاچة يا ولدي بشار كده عيروح مننا 
متجلجش يا چدي ها يجبى بخير بس هو محتاچة يومين كده و يبجى تمام
عاد رجب ببصره مرة أخرى و جد بشار يكفكف دموعه بطرف جلبابه و قال
أني اهو بجيت راچل و ما هبكيش جوم يا صاحبي
قرر الجد التدخل و هو يقول بهدوء
جوم يا ولدي كده حرام 
و اللي بيحصل ديه مش حرام  
يا ولدي لكل أجل كتاب و محدش عارف اللي ها ېموت بعد كده ! 
هو ربنا بيعمل معايا كده ليه خد الطيبين مني وا....
رد الجد و قال بعقلانية و هو يربت على كتفه بحنو و حب 
كل نفس ذائقة المۏت يا ولدي و اللي عمره بيخلص بيمشي احنا كلما أموات ولاد اموات و لا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله و إنا إليه راجعون
ختم حديثه و هو يحثه على الوقوف قائلا بنبرة حانية 
جوم الله يرضى عنيك ياولد جوم المشوار لساته هيبدأ 
وقف بشار مع الجد و عيناه لا تبرح قبر صديق عمره و رفيق الدرب لم يتأثر بمۏت وجيدة قدر ما تأثر بمۏت عمر ربما لأنه هو من تسبب في مو ته 
دون قصد عاد للبيت مرة أخرى و هو يجر خيبات الأمل خلفه كان يظن أن كل ما يفعله مجرد أضغاث أحلام و قريبا سيعود لوعيه لكن كلما مر بين الناس يستمع لغمازات هذا و ذاك أنه هو قا تل 
ابن عمه و لم تستطع الشرطة إثبات ذلك .
ولج غرفته و ارتمى بجسده على حافة الفراش ارخى جفنيه محاولا أن يفصل نفسه عن العالم المزيفة و يعود لعالمه الحقيقي مع عمر كم تمنى أن يبقى كما حدثته خديجة لأن قلبها يخبرها بأن تلك الليلة المعلونة لن تمر مرور الكرام حدث ما تنبأت به ووقع في الفخ و ندم أشد الندم . 
داخل شقة فارهة بمدينة القاهرة جلست حسنة مع بن أختها غير الشقيقة تطعمه الحليب الصناعي الذي ابتاعه لها زين قبل أن يعود الصعيد لحضور مراسم الډفن كان الصغير يتضور جوعا ملست بأناملها على خده الأيسر و هي تتذكر ذاك المشهد الحالم الذي عاشته مع زين قبل مغادرته حين حمل الرضيع بين يدها و قال بنبرة حانية 
أنا جبت له كل حاجة ممكن يحتاجها و اللبن كمان جبت لك حاجات تكفي أسبوع
وضع الصغير بين يد ها ثم قال بنبرة هامسة حتى لا يوقظه 
خلي بالك هو أكل و تمام مش هايصحى قبل ساعتين أنا ها مشي و ابقى ارجع بعد يومين 
نظرت له و قالت بإمتنان 
تعبتك معايا يا زين من يوم ما شوفتني و أنا بوقعك في مشاكل دايما
رد زين بنبرة حانية و هو يجلس علي الطرف الآخر من الأريكة و قال
ياريتك تتعبيني كدا على طول يا حسنة
تابع بتوتر ملحوظ و قال
أنا عارف إن لا دا وقته و لا مكانه بس أنا عاوزك ترجعي لي يا حسنة
كادت أن ترد لكنه منعها قائلا 
فكري يا حسنة خدي وقتك في التفكير هرجع الأسبوع الجاي و أعرف ردك و ياريت تبقي مواقفة احنا ملناش غير بعض يا حسنة أنا بحبك و أنت بتحبيني و اللي حصل غلط مننا احنا الاتنين 
و أنا بدأت بالصلح
وقف زين عن مقعده و قال بهدوء قبل أن يغادر 
هرجع لك الأسبوع الجاي و اتمنى توافقي و ترجعي تنوري بيتك و حياتي
تر كها قبل أن يستمع لردها انتشلها من بئر ذكرياتها صوت الرضيع و هو يتمطع في نومته ابتسم رغم أحزانها النظر في وجه ملائكي كهذا يسر عيناها وضعته برفق جوارها على الفراش مددت بجانبه و هي تر خي جفينها تريد الحصول على قسطا من الراحة قبل أن تبدأ يوما جديد لا تعرف كيف يبدأ و لا من أين ينتهي .
بعد مرور أسبوعين
شعرت شمس بألالم المخاض كانت تتألم في نومها دموعها التي تنساب على خديها لا تعرف إن تنسدل حزنا على حبيبها أم من فرط الآلمها التي تزداد دقيقة تلو الأخرى فتحت الضوء الخاڤت و هي تنادي باسمها ز و جها عله يجيبها كعادته 
يا عمر قوم أنا بولد قوم يا عمر هات الشنطة اللي حضرنها سوا و يلا نروح المستشفى يلا يا حبيبي .
لم يرد على ندائها نظرت بجوارها وجدت مكانه فارغ منامته التي كان يرتديها قبل سفره هي فقط الموضوعة محله ردت بنبرة متحشرجة إثر البكاء و قالت 
ليه كدا يا عمر ليه وعدتني تفضل جنبي رحت ليه يا حبيبي و سبتني لوحدي !
التقطت هاتفه و قامت بالاتصال على بشار الذي كان في سبات عميق نظر ل الشاشة وجد اسم عمر انتفض من نومه و هو يردد بخفوت 
عمر !
للحظة ظن أن ما كان يمر به أحلام مزعجة و الآن فقط استيقظ منها ضغط على زر الإجابة و قال بصوت يملؤه الفرح 
ايوة يا حبيبي
تبدلت الإبتسامة الواسعة لوجوم و ظلام حالك ما أن وصل لمسامعه صوت شمس المعاتب لكه و هي تقول 
اخس عليك يا بشار هان عليك تاخده مني ليه كدا دا حتى عمر كان بيحبك و بيقول عليك اخوه هي دي الأخوة تقت له
حرك بشار رأسه پعنف و هو لا يتحمل صوتها المعاتب له بكائها ېمزق نياط قلبه تساقطت دموعه على خديه ثم قال بنبرة صادقة 
و الله العظيم ما كان جاصدي يا شمس و الله ما خابر عملت كده كيف !! لو بتتوچعي على حبيبك مرة أني بتوچع عليه الف مرة أنت عارفاه امبارح لكن أني و هو وعينا لاجينا بعضنا كتفنا في كتف بعض
صړخ بصوته المخټنق و هو يضرب بيده على صدره و قال
نا ر في صدري ها تمو تني يا شمس مجادرش اطفيها بعده عني ك سرني و جهر ني اكتر من مۏت اخوي اللي من امي و ابوي
نزعت خديجة من يد بشار الهاتف و هي تضمه لصدرها لقد عانى كثيرا و مازال يعاني بسبب
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 56 صفحات