تراتيل الهوى بقلم ديانا ماريا
من عمره أحبته أكثر من الحياة وبسبب عدم قدرتها على الإنجاب أعطته كل حبها واهتمامها دون أن تبخل عليه بأي من حنانها ورعايتها ولم تفكر أبدا أنه سيأتي يوما ويذكر تاج أمرا كهذا كدليل على عدم حبها له بل هى بالفعل طلبت منه ذلك باعتباره ابنها هى هذا ما شجعها على أن تكلمه في الأمر وإذا كان ابنها الحقيقي فكانت ستطلب منه نفس الشيء.
سمعت هاتفها يرن فأسرعت إليه بلهفة ظنا منها أنه تاج ولكنها نظرت بخيبة أمل للرقم الغريب الذي يهاتفها قبل أن تقرر الرد عليه.
أتاها صوت سيدة يقول حضرتك أستاذة سميحة
سميحة باستغراب أيوا أنا مين
ردت السيدة مع حضرتك الممرضة اللي متابعة حالة أستاذ نصير أخو حضرتك وهو سأل على حضرتك وكان عايز يتواصل معاك بأي طريقة وأداني رقمك علشان أتصل بيك.
ردت سميحة بقلق نصير ماله
طمأنتها السيدة مټخافيش هو كويس بس عايز يشوفك ضروري.
ثم أغلقت الهاتف وارتدت ملابس الخروج واستعدت للذهاب قبل أن تتوقف بتردد فتاج في الخارج وسروة وحدها ووضعها غير مطمئن ولا تشعر بالراحة لتركها وحدها إلا أنها أخبرت نفسها أن سروة نائمة وستظل نائمة فترة كافية حتى تذهب وتعود بسرعة قبل أن تفيق في أي حال لقد أعطاها الطبيب حقنة مهدئة وهى نائمة منذ ساعات خرجت بسرعة من الشقة وأغلقت الباب ورائها بإحكام.
زفر بقوة وهى يضرب رأسه بيده ويؤنب نفسه غبي!
لم يفكر يوما أنه سيوجه كلمات كتلك للمرأة التي اعتبرته ابنها وقامت برعايته على مدار سنين حياته منذ زواجها بوالده لقد ڠضب كثيرا من اقتراحها كما أنه كان مصډوما مما علمه للتو عن حمل سروة دون زواج وأن ذلك سبب مرض خاله ولم يسيطر على أعصابه.
لم ترد من المرة الأولى فحاول ثانية مفكرا أنها ربما تكون نائمة.
ردت حينها بعفوية أهلا تاج! أخبارك إيه
رد تاج ببرود كويس يا روفان وعموما أنا وصلت مصر من كام ساعة لو حابة تعرفي.
قالت
روفان بحرج معلش يا حبيبي نسيت أكلمك بس انشغلت شوية.
مرر تاج ذلك العذر الذي لم يصدقه تماما وقال طيب أنت نايمة أصلك مردتيش من أول مرة.
ردت روفان بمرح لا أنا برة مع أصحابي بنعمل شوبينج وخارجين يعني.
أجاب تاج باستهزاء أكيد دي الحاجات المهمة اللي اتشغلت بيها.
لم يرق لروفان نبرته وردت بانزعاج جرى إيه يا تاج هو أنت متصل علشان تتريق عليا
قال تاج بجدية مش وقته الكلام ده المهم أنت هتيجي مصر امتى
قالت روفان بحيرة مش عارفة هو الجواز هيخلص في خلال كام يوم بس يمكن معرفش اجي علطول.
رد تاج بتساؤل وده ليه
أجابته روفان بحماس علشان صحباتي طالعين رحلة وأنا عايزة أطلع معاهم ورتبنا كل أمورنا خلاص.
قال تاج بحدة أنا بكلمك في مستقبلنا وأنت تقولي لي رحلة! رحلة إيه دي أصلا اللي أنا لسة عارف عنها ويا ترى كنت هتقوليلي ولا هعرف بالصدفة زي دلوقتي!
أجابت روفان بضيق تاج أنا مش بحب الأسلوب ده وبعدين فيها إيه يعني لما أتأخر شوية الدنيا مش هتطير تأجل الموضوع لحد ما أخلص وأرجع.
زفر تاج بشدة وهو يفكر أنه يرزح تحت ضغط هائل بين الكوارث التي عاد ووجدها في انتظاره وبين روفان التي يجدها غير مبالية.
قال تاج بشدة من بين أسنانه روفان أنا صبري بدأ ينفذ ومش فاضي للدلع ده لازم تيجي في أسرع وقت مصر علشان موضوعنا لأنه الأمور عنا ملغبطة شوية.
ردت روفان بلامبالاة يعني ذنبي إيه في الأمور دي أنا عايزة أروح الرحلة دي لبلد تجنن ومع صحباتي ومش هفوتها.
توقف تاج للحظة قبل أن يقول بجمود لو مجتيش مصر خلال يومين اعتبري علاقتنا منتهية.
أجابته روفان بذهول أنت