قصر الدويري
انت في الصفحة 1 من 27 صفحات
الفصل الاول ...
يجلس على حافة سريره واضعا رأسه بين كفي يده ... جسده الضخم جامد لا يتحرك ...مشاعره مبهمة ... عيناه مغمضتان وكأنهما تهربان من هذا الواقع المحيط بهما ... ورغما عن كل هذا الجمود والثبات هناك شيء في داخله محطم ... ليس لكونه قد خسرها فقط... بل لكونه ادرك بخسارته لها مدى قوته وجبروته الذي طغى على الجميع ... وادرك بأنه حطم بهما قلوب الكثير واولهم قلبها هي ... هل كانت تعاني ...! هل كانت تتعذب وهو لا يعلم ...!
تنحنحت الخادمة بحرج وقالت موضحة سبب مجيئها
السيد عادل وزوجته في الخارج ينتظران مجيء حضرتك ...
اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته ... وضع رأسه أسفل صنبور المياه بعدما فتحه ... لم يشعر بالماء يغسل روحه او يبرد قلبه كما ظن ... رفع رأسه من اسفل صنبور المياه واعاد شعره المبلل الى الخلف ... ثم حمل المنشفة واخذ يجفف شعره ... خرج من الحمام واتجه الى خزانة
دلف الى صالة الجلوس ليجد والدته تترأس المكان ... ترتدي ملابس سوداء انيقة مع شال اسود يغطي شعرها ... ومن الجهة الاخرى يوجد عادل وزوجته ...
نعم ...!
سألهما ببرود ليتنحنح عادل حرجا من بروده الواضح معهما ويقول بصوت مبحوح
هنا تدخلت زوجته وقاطعته قائلة نيابة عنه
جئنا لنأخذ سيف معنا ....
اتجه ببصره نحو والدته التي رفعت حاجبها بسخرية مما تسمعه ثم عاد ببصره نحويهما متسائلا
بل ابن ابنتي ...
كان هذا رد الزوجة والتي تدعى رجاء ...
عاد وتحدث بدوره قائلا بنبرة متحفزة
وهل تظنين بأنني سأمنحك ابني ...!
قالت رجاء بنبرة حادة وقد بدأت تفقد اعصابها تدريجيا
اخبرتك بأنه ابن ابنتي ....
صوت شيء ما ضړب الارض اثار انتباهم جميعا ...لقد كان صوت العصا التي تستند عليها والدته ...
كان هذا تصريح الام صفية والتي كانت حازمة صارمة فيما تقوله ...
بعيد عن والده ....تريدنه يصبح يتيم الام والاب ايضا ...
تدخل عادل في الحوار قائلا
ولكن سيف طفل رضيع ... من سيهتم به ... اعلم أن لديكم خدم كثير ... ولكن طفل صغير بحاجة الى ام تعتني به ... تعوضه فقدان امه الحقيقية ...
انا قادر على ان امنح ابني كل ما يحتاجه ...
قالها فارس بينما يتابع ابتسامة رجاء التهكمية والتي قالت بعدها
ولكن الزواج سنة الله ورسوله ... وبالتأكيد ابني لا ينوي البقاء عازبا لفترة طويلة...
انت قلتيها ... ابنك سيتزوج عاجلا ام اجلا ...وسينجب بدل الولد عشرة ...ولكن انا لم يتبق لدي سوى سيف ... من حقي ان اطمئن