إمبراطور الرجال
كشرررتي وقفت حميدة بنظرة معتذرة وقالت حقك عليا ماتزعليش أنا عارفة أنك مش هتغلطي بس غلطك اللي يخوف في العشم أنتي استعجلتي في احساسك مع واحد لسه عرفاه بقالك كام يوم لأ وكمان قررتي أنه خلاص حبك!! سيبك من كل ده أنتي مش شايفة اللي أنا فيه يا سما! أنا بقالي سنة ونص في الشركة مع يوسف ولحد دلوقتي ما اعتبرنيش أكتر من واحد صاحبه!! اوعي تفتكري أنهم عشان نزلوا من البرج العالي لحارتنا انهم ممكن يفكروا في واحدة فينا بسهولة! أنا مش بصعبها عليكوا والله العظيم لكن مش عايزاكوا تحسوا اللي أنا حساه يمكن يوسف كمان
أني اديله قلم معتبر يعلم على وشك لآخر عمره.. قالت رضوى وبالنسبالي أنا كمان اطمني يومين كمان وانا ورعد هنحدف بعض بالجزم اكيد مافيش أي مجال بينا للأحاسيس !! انتظرت حميدة قول سما الذي اسبلت عيناها وعاد المرح بملامحها الطفولية وقالت _ سيبوني بقى يا جماعة افرح أنه هيعيش معانا هنا في شارع واحد وهصطبح بوشه الجميل يالهوي يااااني ده ما راحش من بالي طول اليوم حتى وانا بقلي البتنجان شيفاه في الطاسه نظر الفتيات الثلاث لبعضهن بنظرات يأس.. بالطائرة.. قفزت الصحوة على غير العادة بذهن للي بعدما نبذها ذلك الرجل الغامض..نعم تراه غامض كثيرا منذ أن رأته حتى عندما تشبثت به في نومها لم يليقها بعيدا عنه وبالطبع رأى وجهها وادرك من تكون..امن بين الجميع تشبثت بصدره لتسرق بعض الآمان!! مر الوقت ببطء شديد واحټرقت لرؤيته بشعور مجهول يغزو ثناياها قامت لتذهب للمرحاض بالطائرة..اقنعت نفسها أنها تريد ذلك بالفعل وليس من أجل رؤيته وهو يشغر أحد المقاعد الأمامية...نهضت وهي ترتب هندامها سريعا ومضت بخطوات مترنحة بعض الشيء من اهتزاز أرض الطائرة وازيزها...لم تنظر بإتجاه عندما مضت بجانبه ولكنها شعرت بنظرته الخاطفة مما جعلها ترتبك.. وجمت لبرهة وهي تنظر لنفسها بالمرآة ثم خرجت وعيناها تسللت رغما عنها لمقعده...اللعڼة عليه فقد رمى رأسه للخلف على المقعد وأغمض عيناه اتراه تعمد ذلك! أم أنها لا تشغل حيز من تفكيره بالأساس وتصرفه عفوي! أرادت بقوة أن يكن الرأي الأول وان يكن تصرفه عمد.. جلست بمقعدها بضيق واغضبها تجاهله.... فتح وجيه عيناه وعادت رأسه باستقامة حتى شعر أنها مرت من جانبه وانتهى الأمر لما حفرت هذه الفتاة قاعدة عريضة بعقله وامتلكت مقاليدها! لو لم ينهض من جانبها أو ترك عيناه لرؤية وجهها الفاتن لما استطاع أن يبعد نظراته عنها...لم تفعل به ٱمرأة مثل هذا الاهتزاز !! ويقسم أنه رأي الأجمل والأكثر فتنة ولكن بها شيء يطرق على قلبه ربما تلك النبرة التي قالت اسمه بها ذات يوم هي السبب أو ربما اشتاق للحب ولوعته ېكذب من يقل أن الرجال عند الأربعين تهجرهم المشاعر فأن صدق هذا فأنه استثناء اذن...ذات يوم بعمره العشرين وعندما شغف حبا بفتاة كانت بدرجة كبيرة من الأنانية فان تلك المشاعر لم تكن عدوانية الأحتلال مثل مشاعر الاجتياح الذي يمر بها الآن...إمرأة جعلت ماضيه محمل بالكراهية للمرأة..فأصبحت جميع النساء مثلها...كان يشغف بها حبا وبعد الحاډث المروع لأشقائه وأصبح كل شيء تحت رعايته واولهم أبناء اشقائه الراحلين...اعترضت حبيبته وخيرته أن يرسلهم لمدرسة داخلية للدراسة بعيدا والا ستنهي الخطوبة للأبد..ولم تحتمل فكرة أنه أصبح مسؤول عنهم مسؤولية كاملة...فهم صغاره ويحبهم كثيرا لم تفهم ذلك وعندما خيرته أختارهم وهجر كل شيء لأجلهم.. رمى رأسه مجددا على ظهر المقعد وعندما أغمض عيناه هذه المرة فذهب حقا في سبات عميق بعد فترة..... بالصباح الباكر... خرجت للي من المطار وتعمدت ارتداء نظارتها الشمسية حتى لا يظهر ارتباكها للعيان واجمعت قواها حتى لا تستدير وتبحث عنه فقد تاه وسط الزحام... اوقفت سيارة أجرة خارج المطار وذهبت لعنوان الفندق الذي تمكث فيه دائما أثناء العطلات.. انتظرت وجيه سيارة خاصة بينما خرج بطلة فائقة الهيبة وجوانح معطفه الطويل تهتز على كتفيه وقد ارتدي نظارة شمسية سوداء لأشعة الشمس المباغتة بضوئها الأعين...تحدث السائق مع وجيه بلغة اجنبية وأجاب عليه وجيه بمزيج من الأنجليزية والفرنسية.. استعد الفتيات صباحا فوقفت حميدة أمامهن قائلة _ قدامنا نص ساعة على ما نوصل..يلا بينا قالت سما بضحكة بكرة هوصلكم بعربيتي.. قالت جميلة بسخرية أنتي قررتي كمان انك هتجيبي عربية!! اجابت سما بابتسامة عريضة دي عربية آسر خطيبي..عربيتي برضو هتفت حميدة صبرني يارب هبط الفتيات على السلم ثم للطريق...توجه الرباعي ذو النظارات السميكة بالشارع حتى لمحهم مصيلحي وهو يقف على عتبة ورشته وقال _ حتى لو اعمى وبتحسس على الحيطان عاجبني يا مغلبني. كتمت سما ضحكتها وقالت بهمس _شوفتوا