رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن
تعبان أوى
قال باقتضاب تعبان ماله يعنى
حرارته عالية أوى وبيترعش وعمال يخترف
نهض حسين بعد كلمتها الأخيرة وهو يقول مكررا بيخترف بيقول ايه يعنى
قالت عفاف بتعجب يا حسين هو المهم بيقول ايه المهم انه تعبان ولازم نجيبله دكتور.
طيب أنا نازل دلوقتى
وأغلق الهاتف ثم الټفت إلى مريم قائلا أنا هنزل اشوف الندل اللى تحت ده وهبقى اطلعلك تانى. ولو عوزتى حاجة ولا حسيتى انك تعبانة كلمينى على طول وياريت لو تحاولى تكملى نومك علشان أعصابك ترتاح.
كاد أن يغادر ولكنه قلق أن ترى آثار الډماء عندما تعود إلى غرفتها فيحدث لها اڼهيار مرة أخرى فدخل المطبخ وأخذ حقيبة بلاستيكية كبيرة سوداء ووضع فيها كل ماتبقى عليه من آثار للدماء من ملابس حتى غطاء السرير لم يتركه وهبط إلى الأسفل في هذه الشقة المهملة وجمع ما بها من بقية ملابسهما وألقى الحقيبة في صندوق القمامات الكبير خارج المنزل لتنتهى آثار تلك الذكرى الأليمة تماما.
أتصلت بالدكتور
كان ينظر إلى يوسف بشرود معقول. انت تعمل كده! يخسارة تربيتى فيك
سمع زوجته تكرر عبارتها الأخيرة أتصلت بالدكتور ولا لسه
فأخرج هاتفه واستدعى الطبيب.
وعندما جاء وأجرى بعض الفحوصات القليلة ثم أعاد سماعة الكشف في حقيبته الطبية وهو يقول بعملية
عنده حمى.
أصحى يا عبد الرحمن يالا قوم
تثائب عبد الرحمن وهو مازال نائما ويقول سيبينى شوية يا إيمان
ألتقى
حاجبى إيهاب وهو يقول إيمان مين يابنى. انت معندكش تمييز كمان قوم يالا
أنت ايه اللى جابك هنا. انت ورايا ورايا في كل حتة حتى وانا نايم.
هتف إيهاب مستنكرا أحنا داخلين على العصر ومراتك الغلبانة بتصحى فيك من قبل الظهر. قوم يالا عاوزين نخرج وانت معطلنا
وضع عبد الرحمن الوسادة على رأسه وهو يقول ما تخرجوا وانا مالى
نزع عنه الوساده وهتف به أنت متأكد أنك عريس وفشهر العسل. ماتقوم يابنى آدم خلينا نخرجهم شوية يتفرجوا على البلد.
ثم خفض صوته وقال إيمان شكلها مضايق أوى بتصحى فيك من بدرى وانت ولا انت هنا وقعده لوحدها من ساعة ما صحيت من النوم. قوم بقى متخليهاش
نهض عبد الرحمن بكسل وأخذ منشفته ودخل الحمام بتكاسل بينما خرج إيهاب لإيمان وفرحة غرفة المعيشة الملحقة بغرفتهم قائلا بنفاذ صبر
جننى لحد ما قام
قالت ايمان باستياء أومال أنا أعمل أيه ده عذبنى من الصبح وانا قاعدة لوحدى ومش راضى يقوم.
أرتدى عبد الرحمن ملابسه وخرج إليهم معتذرا توجه الجميع إلى ردهة الفندق ومنه إلى الشاطىء كانت فرحة تمشى على الشاطىء بجوار إيهاب وهو ممسك بيدها وتتشابك أصابعهما في حب بينما كان عبد الرحمن يمشى وهو واضع يديه في جيبه وايمان بجواره تنظر للبحر في وجوم فقال وهو ينظر للمياة
لم ترد عليه فالټفت إليها فوجدها شاردة فقال الشط هنا فاضى تحبى تقفى في المية شوية.
أشارت برأسها نفيا وقالت لا مش هينفع هدومى لو اتبلت هتبقى لازقة على جسمى وهتفصله.
لفت نظره فرحة وإيهاب وهما يمزحان أمامهما على الشاطىء يتقاذفان الرمال وبعض المياة التي تأتى إليهم مسرعة على الشاطىء وكأنها تشاركهما سعادتهما ومرحهما وشاهد إيهاب وهو ممسك بعصاة ويكتب بها على الرمال بحبك يا فرحة ويرسم حولها قلب كبير أبتسم ونظر إلى ايمان التي مرت بجوار القلب الذي رسمه أخيها ولمعت عيناها بالدموع وأسرعت الخطى أسرع إليها عبد الرحمن بخطوات واسعة قائلا
في حاجة يا ايمان
قالت بتحفظ لا أبدا بس بردت شوية
عبد الرحمن تحبى نرجع الفندق
ايمان لا مش هينفع ايهاب قال هنتغدى مع بعض
قال موافقا زى ما تحبى...
19 الفصل التاسع عشر
صعدت الفتاتان كل منهما إلى حجرتها في الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لصلاة العشاء دخلت ايمان غرفتها توضأت لصلاة العشاء واختارت جانبا بعيدا نسبيا في غرفتها ووقفت للصلاة وعند أول سجدة انهار تماسكها بشكل كامل ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل أن يصرف عنها الهم والحزن وأن يقذف حبها في قلب زوجها كانت تبكى وتدعو بمرارة كبيرة حتى انتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل وأصابها ما أصابها مرة أخرى عند السجود البكاء والألم.
تذكرت ليلتها الماضية كيف كانت مثل أى عروس يكسوها الخجل والحياء تحتاج إلى زوجها ليطمئنها ولكنه تعامل مع خجلها منه بالعزوف عنها هو في الأصل لم يكن مقبلا عليها لم يكن شغوفا بها مثل أى زوج ليلة الزفاف
________________________________________
بل كان الأمر وكأنه استغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها.
تذكرت كيف استيقظت باكرا لتوقظه بحجة الخروج مع ايهاب وفرحة كانت تتصور أنه فعل ذلك بالأمس لإجهاده بسبب السفر وحفل الزفاف وسيتغير بمجرد أن ينام ويرتاح ولكنها وجدت