رواية شيرين
موقف صعب اوي!! منه لله غطت وجهها بيديها الرقيقتان في حزن بالغ وهي على مشارف البكاء
شيري يا حبيبتي متقلقيش من الحاجات دي هاتيلي بس نسخة من العقد عشان اقراها وإن شاء الله خير هنا تدخلت حبيبة محاولة طمأنتها على قدر ما تستطيع
يوسف أنا مفيش قدامي حل تاني مش كده! زفرت بضيق ويأس وهي تحاول للمرة الأخيرة أن تبحث عن حل آخر أقصد يعني إنك ملقتش أي حد تاني وافق إني أشتغل معاه بعد اللي حصل! لم تحصل على إجابة غير نظرة مطولة من يوسف بإتجاه الأرضية وملامحه لا تبشر
ماشي يا يوسف أنا فهمت خلاص.. تنهدت مجددا امتى معاد المقابلة!
هاعرف لما أكلم مراد وأقوله إنك موافقة نظر لها بقليل من الأمل متقلقيش يا شيري وكل حاجة هتبقا تمام يا حبيبتي ابتسم لها ثم توجه يوسف للتحدث مع مراد بعد أن أرسل له السيرة الذاتية الخاصة بشيرين وهو يأمل بداخله أن يتم الأمر دون منازعات أخرى أو عناد من كلا الطرفين.
يوسف ايه عامل ايه اجابه مراد سائلا
أنا تمام اهو.. أنت عامل ايه
آدماتصدم طبعا لما عرف إن أنا هاسيبه ورد فعله مطمنيش.. غير كده كل حاجة ماشية تمام
ومين سمعك.. شيرين بردو الموضوع بالنسبالها كان صعب تريث لبرهة ثم تابع أنت عارف يعني عشان حوارات الإغتصاب والتحرش والكلام ده و...
هو أنت لسه زي ما أنت كده يا مراد مبتتغيرش! ضحك بخفوت بتطلع من أي مصېبة حاجة تضحك عليها وخلاص
يا عم أنا لسه زي ما أنا ومتغيرتش.. إنما أنت اللي مبتسألش غير لما بتحتاج حاجة بس
تصريحات ايه يا ابني! اتحرشت بيك ولا أغتصبتك ضحك مراد وسمع يوسف يضحك على الطرف الآخر
مش أنا قولت!! بتطلع من اي مصېبة حاجة نضحك عليها أنا مش عارف صراحة ازاي بتقدر تعمل كده!
تمام.. وأنا هاستنى مكالمتك
بعد مرور الوقت واعجاب مراد بما تملكه شيرين من شهادات وخبرة عند قرآته لسيرتها الذاتية بالرغم من صغر سنها ولكن عرف جيدا ما هي المشكلة الوحيدة التي ستواجهه عند إخبار آدم بأن شيرين ستعمل كمديرة لأعماله خصوصا أنه رجل أعمال مخضرم وادارته لشركة أبيه جعلته خبيرا في كل ما يتعلق بالأموال والحسابات ولن يتقبل بسهولة عند معرفته أنها الوحيدة المتاحة بعد خبر سرقتها أموال كريم لطفي! كما أنها فتاة وهو لا يتقبل بسهولة أن يعمل مع النساء فهن بالنسبة له للمتعة ليس إلا!!
في المساء حين انتهى مراد من الإجتماع في الشركة ومتابعة بعض الأعمال توجه لمنزل آدم وأستعد للمناقشة الحادة التي ستحدث بعد قليل وهو يعرف جيدا أن مناقشته بهذا الأمر لن تكون سهلة أبدا!
فاطمة ازيك عاملة ايه وإبراهيم أخباره ايه! صاح مراد بود متحدثا
أستاذ مراد.. أنا بخير الحمد لله ازي مراتك وبنتك يارب يكونوا بخير! أجابت فاطمة مديرة المنزل في منتصف عقدها الخامس من العمر وجهها يحمل ملامح طيبة وبشوشة وهي أيضا المرأة الوحيدة المسموح لها بدخول منزل آدم فهي بمثابة أم له منذ أن ټوفيت والدته ولم تنجب وتعيش هي وزوجها إبراهيم بمنزل ملحق بالقصر.
كلهم كويسين وبخير.. متعرفيش آدم فين!
ده مسابش اوضته من الصبح وقاعد فيها من امبارح.. أنا خاېفة اوي عليه بس بردو أنت عارف هو عامل ازاي يوم كده ويوم كده مزاجه ده محدش يعرفله
اه.. أنتي هتقوليلي! هز رأسه في ضيق وآسى على حاله يالا أنا طالعله وربنا يستر
لا خير إن شاء الله.. مش محتاج حاجة أعملهالك
لا شكرا.. كمان الوقت أتأخر.. ريحيلك شوية
شكرا يا أستاذ مراد.. تصبح على خير
توجه مراد وهو يعلم جيدا أنها لن تكون مهمة هينة هو لا يريد أن يترك آدم كمديرا لأعماله ولكن ماذا يفعل بعد بلوغه الخامسة والأربعين من عمره وزوجته لا تكف عن تذمرها من سمعة آدم وعمله معه منذ سنين وقد وعدها أنه سيترك العمل معه وسيكتفي بعمله في الشركة فهي من كبرى شركات الإلكترونيات في الشرق الأوسط وتتوسع في جميع
أنحاء
العالم وهو أيضا ورث جزء من أسهمها من أبيه فهو الآن شريك آدم بها.