ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
لأنه لو طلع إحساسي
صح هيبقى على چثتي إن ده يحصل.
ثم نظر إليها بحدة وتحد يخبرها أن زواجها من ابن خالتها من المستحيل أن يوافق عليه.
وفي منزل عرفة كانت الأجواء ملبدة بالغيوم وكأن هناك عاصفة قادمة يتجمعون حول المائدة سأل زوجته
فين محمود
ابتلعت ما بفمها وأجابت
راح شغله من بدري.
لاحظ غياب مريم فسأل ابنته
مريم ما جتش تفطر ليه
لابسة كدا ورايحة على فين
أجابت بجدية وإصرار
أنا نازلة أدور على شغل.
ظهر على ملامحه الدهشة فسألها بتعجب
شغل! هو أنا قصرت معاكي فى حاجة يا مريم
هزت رأسها بالنفي وقالت
لا يا خالو بس أنا عايزة أشتغل عشان مصاريف الكلية هتبقى كتير وكفاية عليك اللي عملته معايا من وقت ما أخدتني عندك وربتني.
ليه بتقولي كدا يا بنتي أنا زى باباكي وواجب علي أكبرك وأعلمك لحد ما أسلمك لعريسك والشقة دى ليكي فيها ورث أمك الله يرحمها.
لا تريد أن تخوض مناقشة قد برمت أمرها من قبل
نظرت إلى هويدا التي تهربت من النظر إليها فقالت هويدا
وماله يا حبيبتي الشغل مش عيب سيبها يا عرفة تعمل اللي يريحها مريم جدعة وشاطرة.
عقبت أمنية بعد ما جال في ذهنها فكرة لتتمكن من رؤية من يسلب قلبها
عقب والدها على حديثها
الحاج يعقوب ما بيشغلش عنده بنات والسبب إنه مش عايز مشكلات خصوصا إن جاسر ابنه ما بيسبش أي واحدة بتيجى تشتغل عندهم في حالها.
علقت والدتها على طلبها بامتعاض
امتعضت ملامحها بحزن فقال لها والدها
أمك عندها حق يا أمنية كفاية واحدة فيكم تشتغل.
الټفت إلى مريم ونهض ليردف
وانتي يا مريم معلش ادخلي غيري هدومك وأنا النهاردة بإذن الله هكلم الحاج عليكي ما تقلقيش أهو على الأقل هتبقي قدام عيني.
كان حديث يعقوب قد أثلج صدر عرفة الذي شعر بالفرح فسأله ليتأكد
يعني يا حاج انت موافق تشتغل عندك بجد
ضحك من بطء استيعاب عرفة وقال
مالك يا عرفة دا أنت بتسمع أحسن مني ما أنا لسه قايلك هاتها تشتغل تمسك حسابات المحل وأهي فرصة يوسف موجود يفهمها الشغل ماشي ازاي.
ربنا يبارك لنا فيك يا حاج يعقوب وتفرح بيهم وهما عرسان وتشوف أحفادك يا رب.
عقب يعقوب بسرور
يا رب
وكان يحدق نحو ابنه بنظرة تخفي أمرا يريد حدوثه منذ سنوات وها قد جاء الآن الوقت المناسب.
6
تمر الأيام بالفرح والحزن قلوب تعلقت وقلوب يجافيها النوم وهناك قلوب قد نما بداخلها الحب وبدأ يترعرع وتلك الكلمات الأخيرة وصفا كافيا لحالة مريم التي انجذبت إلى يوسف رغما عنها وكذلك هو لكن كليهما يحتفظ بهذا الحب سرا داخل قلبه.
وصلت اليوم باكرا حيث لا يوجد سوى خالها والعمال كان العمال يقومون بترتيب البضائع حتى يفرغون مكان للبضائع الجديدة التي ذهب يعقوب وابنه يوسف لجلبها من ميناء بورسعيد.
جلست تتابع عملها على الحاسوب كما تفعل كل يوم تنظر في الشاشة بتركيز حتى لا تخطئ في تسجيل الحسابات إذا بها تنتفض حيث وجدت يد وضعت فوق يدها التفتت برأسها ونظرت إلى صاحب اليد ذات القبضة القوية.
أستاذ جاسر لو سمحت ألتزم حدودك.
أخذ يضحك حتى توقف عن الضحك وقال
حلوة قوي أستاذ جاسر منك وبعدين إيه ألتزم حدودك دي! انتي هنا بتشتغلي عندي وأي واحدة بتيجي تشتغل هنا بيبقى هدفها جاسر الراوي.
استطاعت إفلات يدها من تحت قبضته وعقبت على حديثه بتهكم
إيه كمية النرجسية اللي انت عايش فيها دي غير إن أصلا مش بشتغل عندك أنا اللي شغلني الحاج يعقوب اللي لما يرجع...
دنا منها وأحاطها بذراعيه على الكرسي حيث يستند بكل يد على كل مسند مقاطعا إياها
إيه هتشتكي له وتقولي ابنك حط إيده على إيدي
حدقت إليه بازدراء وقالت
لا
هقوله ربي ابنك اللي واخد في نفسه مقلب وفاكر كل البنات
هتجنن عليه.
اقترب بوجهه من وجهها وهي تتراجع إلى الوراء كانت تخشى أن يقترف شيئا