السبت 23 نوفمبر 2024

دروب العشق بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 6 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز


أعمله إيه يا أمي ما إنتي عارفة ابنك كلنا حاولنا معاه في موضوع مراته ده ومفيش فايدة فيه وبتشوفي لما حد بيحاول يكلمه في الموضوع ده بيعمل إيه 
تشاير الشړ والغيظ من عيناها وهي تهتف پغضب عارم 
وأنا قولت إنه معندوش حق عنده حق طبعا والبنت اللي يرحمها لغاية دلوقتي لما بفتكرها قلبي بس أنا مش مستعدة اخسر ابني كمان ومتنساش إن سيف ظابط وأكيد هيساعده 
هتف بنفاذ صبر وخنق شديد 
وهو المفروض بقى مياخدش حقها يعني !!
تلفتت حولها مجددا ثم عادت بنظرها من جديد له في صرامة مغمغمة بصوت خفيض 
وأنا كمان والله عايزة حقها يرجعلها بس من غير خساير ابوس إيدك ياحسن أعمل حاجة أنا متكلمتش مع زين عشان هو دماغه قفل زي أخوه ومش بعيد هو كمان يعمل في الواد حاجة لو وقع تحت إيده

ضحك بخفة وقال مستنكرا 
ده على أساس إن أنا اللي عاقل يعني ومش هعمل فيه حاجة !
قالت بثقة تامة ويقين 
أيوة أنا عارفاك مش متهور زي أخواتك عشان خاطري يابني اعمل حاجة بدل ما يضيع نفسه المچنون ده
صمت لبرهة من الوقت ثم تمتم باستسلام 
طيب ياماما حاضر هحاول اوصله أنا قبل كرم وهسلمه للبوليس بس موعدكيش إنه يروح للبوليس سليم لأن حتى أنا مش هرحمه لو وقع تحت إيدي ده وربنا يستر بقى وابنك ميعرفش عشان لو عرف مش بعيد 
ربنا يرضى عنك ياحبيبي ويريح قلبك زي ما ريحتني أنا دايما بقول حسن ابني اللي مبيرفضليش طلب !
رفع حاجبه اليسار قائلا وهو يقهقه بقوة بسخرية 
لا والله ده على أساس إن في حد فينا أصلا بيقدر يرفضلك طلب ما كلنا مبنرفضلكيش طلب بتثبتيني إنتي بالكلمتين دول يا لئيمة ماشي يا دودو هقبل الرشوة بس في رشوة أكبر عايز الكفتة اللي بحبها النهردا على الغدا
بس كدا من عنيا !
ربنا يخليكي لينا ياست الكل
وأثناء مروره من أمام المرآة لفت نظره الندبة التي في يمين ظهره من الأعلى فتجول بذهنه ذكريات ذلك اليوم المشؤوم الذي نتيجة لتهوره وانعدام مسئوليته فقد والده وكان هو على حافة المۏت يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة وعندما عاد للحياة كان مشلۏلا ! ظل لسنة كاملة يتجول بكرسى متحرك ويخضع لمختلف أنواع العلاج وأخيرا بعد عناء مع المړض أعاده الله لحياته الطبيعية 
ولا يصف ما حدث معه في الماضي سوى عقاپ من الله عن ذنوبه الذي حتى الآن يبذل كل وسعه في أن يكفر عنها بكل السبل صدقات وصلاة واستغفار ودعاء وزيارة بيت الله الحړام فقد كان في غفلة وأفاقه الله من غفلته قبل فوات الآوان 
استفاق على طرق الباب وهو يسمح الطارق بالدخول التي كانت شقيقته البالغة من العمر 20 عام 
رفيف صغيرة هذا المنزل وتمتلك مكانة متميزة ومختلفة في قلب كل واحد من اشقائها فمثلا كرم يصفها بأميرته الصغيرة وزين ابنته وحسن يراها صديقة له ربما لتقارب سنهم العمري 
صباح الخير
قالتها بابتسامة عذبة فيجيبها هو بنفس ابتسامتها ثم تكمل هي في نبرة عادية 
لو خلصت تعالي يلا عشان ماما حضرت الفطار
لا أنا مش هفطر دلوقتي
إيه اللي مدايقك بس
على أنا فكرة مبحبش اشوف آبيه زعلان !
أيوة آبيه ! هي كلمة غريبة الصراحة فعلا بس ده ميمنعش إنك زي بابا اللي يرحمه بنسبالي يازين وحتى لما كان بابا عايش أنا كنت بحس أني عندي أتنين مش واحد ويعتبر إنت اللي ربتني يعني ومش إنت كمان بتقولي دايما إني بنتك
حدجها بنظرة أخوية دافئة وأبوية حانية 
طبعا بنتي وإنتي عارفة مكانتك عندي إزاي يارفيف
سرعان ما تذكرت بعد لحظات ونكزته في كتفه بلطف هامسة بمكر 
أيوة ياعم هتوقع واقف ماما لقيتلك عروسة قمر بس إيه عسل بجد يازين ومحترمة مؤدبة أنا عارفاها أكمن مامتها صاحبة ماما فشوفتها كام مرة يعني على ضمانتي ده حتى اسمها جميل
تهجمت
ملامحه وقال بجدية تامة وشيء من الڠضب 
عروسة إيه ! هي أمك عملت اللي في دماغها برضوا !!!
تعجبت من انفعاله ولكنها حاولت أن تظل على
طبيعتها المرح وتهدأ من حدة الجو 
الله في إيه يازين عايزين نفرح ونبل
الشربات ياراجل وإنت مش كنت بتتحجج إنك مش عايز تتجوز غير لما تلاقي وحدة كويسة وأهي ماما لقيتها
ثم صمتت قليلا عندما خمنت سبب انفعاله ورفضه الزواج فلم تتمكن هي أيضا من إخفاء سخطها واعتراضها على طريقة تفكيره الخاطئة حيث هبت واقفة وقالت باستياء دون أن ترفع نبرة صوتها عليه 
ولا إنت لسا بتفكر في اللي حصل زمان وهو ده اللي مخليك ترفض الجواز كفاية يازين إنت الحمدلله دلوقتي زي الفل ليه لسا بتفكر في اللي حصل انسى وعيش حياتك إنت معملتش حاجة بإرادتك إنت كنت الضحېة في كل حاجة حصلت بلاش تفكر بالطريقة دي ارجوك
ثم لململت شتات ڠضبها ورحلت تاركة إياه يفكر
 

انت في الصفحة 6 من 114 صفحات