دروب العشق بقلم ندي محمود
الطريقة
قبل ما تتوفي بيومين كان بتكتبلي على الورقة دايما وتقولي أنا حاسة إني هروح لسيف قريب أوي وأنا كنت بضايق منها وبقولها وهتسبيني إنتي كمان زيه انا مليش غيركم وهفضل وحدي وأهي سابتني وبقيت لوحدي مليش حد حتى عمي ميعرفش إنها ماټت أساسا ولو عرف مش هيسأل فيا مفضليش في الدنيا دي ناس غيرك
آخر كلمة نطقت بها جعلته ينظر لها باستغراب
بسيط ولكنه لم يعرف بماذا يجيب عليها فأطال النظر إليها لثواني يحاول إيجاد الكلمات ولكنها لا تأتي وحين وجدها ستلتفت برأسها ناحيته فأشاح بنظره فورا وثبته على الطريق لتبتسم هي بخفة رغم الكآبة المهيمنة عليها عندما فهمت أثر كلمتها الأخيرة على نفسه الخجولة وفهمت اضطرابه وعدم إيجاد الكلمات المناسبة نفسه الخجولة التي لا تزال حتى الآن تستعجب منها ولا يستوعب عقلها أن هناك رجل يخجل من النساء هكذا فقررت إصلاح ما تفوهت به وغمغمت في رزانة
اتاها صوته أخيرا وهو يبتسم بساحرية متمتما
فاهم ياشفق ومتقلقيش هفضل دايما معاكي وجمبك لغاية ما اسلمك بإيدي لعريسك اللي يصونك عشان سعتها ابقى مطمن عليكي وأكون وفيت بوعدي لأخوكي واحنا بقينا اهلك خلاص وإنتي بقيتي واحدة مننا فمش عاوز اسمعك بتقولي تاني إنك لوحدك وملكيش حد
عادت تنظر للطريق وهي توميء له بتفهم وإيجاب لتجده يهتف بدفء بعد لحظات من الصمت بينهم
أنا عازمك على الفطار النهردا أعتقد معندكيش مانع
هدرت في رفض رقيق وصوت ناعم
مليش نفس والله ياكرم للأكل نهائي
رفضها الهامشي بالنسبة له
تمام يبقى موافقة على العموم احنا خلاص قربنا نوصل للمطعم أهو !
حدقت به لثلاث ثواني بالظبط ثم اشاحت بنظرها وهي تهز رأسها متنهدة بابتسامة مغلوبة على أمرها فلم يترك لها حق الاختيار واصبح حتى تناول الطعام بالإجبار مثل الحارس وغيره !!
نزع حذائه بجانب الباب ثم اتجه صوب غرفته وقام بتبديل ملابسه و القى نظرة على ساعة الحائط يتفقد الساعة ليجدها الثالثة عصرا فيتنهد بإرهاق ويقترب من الفراش يلقي بجسده عليه سامحا لعيناه بالانغلاق حتى ترتاح قليلا من مشقة العمل منذ الصباح الباكر ولكن صوت ارتطام إحدى الأدوات المعدنية الخاصة بالمطبخ على الأرض والتي اصدرت صوت مفزع جعلته يثب جالسا بزعر بعد أن كانت عيناه ستنصاع خلف رغبتها في الراحة وتشوقها للنوم
على شيء آخر يتفحص ملابسها بتمعن ووقاحة حيث ترتدي ثوب منزلي قصير يصل لركبتيها ضيق بعض الشيء وتثبت شعرها لأعلى بمشبك الشعر وينسدل بعضا منه على وجنتيها من الجانبين رغم نقمه وبغضه لها هذه الشيطانة إلا أنه لا يمكنه كان يتابع حركاتها العفوية بجمود ظاهري تارة ترفع مشط قدمها لتلتقط شيء في الاعلى وتارة تنحني لتلتقط شيء آخر في الجزء السفلي من المطبخ إلى أن وجدها التفتت بجسدها تلقائيا ناحيته غير منتبة لوجوده وبمجرد ما وقع نظرها عليه انتفضت واقفة وسقط الصحن من يدها فتكسر وتناثر لجزئيات صغيرة متفرقة على الأرض فانحنت للأسفل فورا وبدأت تلم في جزئياته وجرحت أصابعها عن غير قصد فامسكت بالصابع المجروح تضغط عليه حتى لا يذرف الډماء ثم رفعت نظرها لتجده كما هو ينظر بجمود وثبات مما استفزها بشدة فصاحت به مغتاظة
لم ينطق ببنت شفة فقط القي عليها نظرة مريبة ثم استدار وانصرف غير مكترثا لچرح أصابعها الذي هو سببه أما هي فانشغلت بتنظيف الأرضية من الزجاج ثم قامت بوضع ملصق طبي على صابعها المجروح وبعد دقائق بدأت في وضع الصحون على طاولة الطعام في الصالون وجلست على مقعدها تبدأ في الأكل دون انتظاره وبعد لحظات رأته ينضم لها ويجلس في مقابلتها على أحد المقاعد فلم تعيره اهتمام وركزت على طعامها فنظر هو لها مخټنقا مجرد جلوسها معه على نفس الطاولة لا يتحمله ولن يستطع تحملها سينهي هذا الزواج في أقرب فرصة باتت نفسه تضيق كلما يعود ويجدها
بمنزله اخفض نظره للصحون الممتلئة بالطعام المتنوع ثم التقطت معلقة وبدأ بتناول أول لقمة من الصحن الذي أمامه فتصنع التقزز من مذاقه والقى بالمعلقة جانبا هاتفا في قسۏة وغلظة
لو مبتعرفيش تعملي أكل قولي بدل ما إنتي بتأكليني حاجة ملهاش طعم إيه القرف ده !!
ثم امسك بالصحن وسكبه في سلة القمامة الصغيرة بجانبه وهب واقفا عائدا لغرفته تاركا إياها معلقة نظرها على سلة القمامة ثم التقطتت قطعة خيار والقتها بفمها وهي تهمس محاولة تمالك أعصابها
خليكي relax يايسر اساسا ده مستفز وميستهلش تعصبي نفسك عشانه قال قرف !!
تقلب في البوم صورهم كان يجمع الألبوم