الجمعة 29 نوفمبر 2024

سلسلة الاقدار

انت في الصفحة 27 من 379 صفحات

موقع أيام نيوز

أن يكون
هو ذلك الصدر الذي يستوعب أحزانها 
عند تلك الفكرة نهر نفسه وبشدة فهي ليست نوعه المفضل من النساء كما أنه لا يحب المرأة التي تناطح الرجال و يفضل إن فكر بدخول إحداهن إلي حياته أن تكون هادئه مطيعه تكن مصدر راحه له من عناء رحلته الشاقه لا أن تكن عقبه أمامه و يخوض معها الحروب التي لا تنتهي !
و هنا خطړ علي بالها سؤال لا يعلم مصدره و لكنه توقف أمامه لثوان يفكر بالإجابة
هل سيثير خضوع إحداهن شغفه مثلما يفعل عنادها 
لا يعلم الإجابه أو يفضل تجاهلها فقط تذكر كلمتها التي قالتها بمنتهي الڠضب
أنت طلعتلي منين 
توهج ملامحها في تلك اللحظه جعله يقسم بأنها النقيض تماما من تلك الصورة الهادئه الجامدة لهيئتها التي تحاول الظهور بها دائما و قد أتي مظهرها اليوم ليجعله يتأكد من صدق حدثه !
فجأة رن هاتفه و لدهشته وجدها هي من تتصل فإرتسمت إبتسامه علي شفتيه لا يعلم سببها و لم يفكر كثيرا في ذلك بل أجاب بلهجه متناقضه تماما مع ما يعتريه في تلك اللحظه
الو 
جاءه صوتها مشټعلا يتناسب تماما مع هيئتها في هذه الصور
إحنا لازم نتكلم !
يبدو أن الحظ في صفه اليوم فقد كان يتوق لرؤيتها بهيئتها الجديدة تلك و يحادثها و هو أمام عيناها مباشرة بعيدا عن تلك القضبان الزجاجيه التي تهدر نصف
جمالها 
جاء صوته جافا كما العادة حين قال آمرا
مستنيكي في الشركه بعد ربع ساعه بالظبط 
جاء صوتها مستنكرا 
ربع ساعه ! دا إلي هو إزاي أنا علي ما أجهز و آجي فيها نص ساعه علي الاقل 
لاحت شبح إبتسامه تسليه علي شفتيه تناقضت مع نبرته حين قال بفظاظه
لو حسبنا الوقت من عندك للشركه هتلاقيه في حدود عشر دقايق بالعربيه ! و خمس دقايق تجهزي فيهم أعتقد كدا كفايه أوي و لا أنتي من البنات إلي بتاخد وقت قدام المرايا !
قال الأخيرة ساخرا و نبرته كان بها بعض التحدي فزفرت بحنق و هي تتوجه إلي سيارتها قائله پغضب لم يخطئ في تمييزه بين كلماتها
كفايه أوي ! عشر دقايق و هكون عندك 
هكذا حسمت قرارها و قد أيقنت بأن الوقت الذي يمنحها إياه لن يكون كافيا إذا ذهبت إلي البيت لتستعد لذا قررت بأن تذهب كما هي فلم يكن مظهرها يشغلها كثيرا في تلك للحظه فإستيائها من وضعها هذا كان هو المهيمن علي تفكيرها 
كان يقف أمام النافذه العريضه في غرفه مكتبه و يداه معقوده خلف ظهره و علي شفتيه إبتسامه لا يعرف مصدرها و لكنه كان يتأهب داخليا لمعركه داميه و قتالا عڼيفا بنكهه لذيذة مع صاحبه الشعر الغجري التي أنطبعت صورته في مخيلته و العينان الزيتونيه التي لأول مرة ستكون أمامه بلا حصون 
أعلنت مديرة مكتبه عن وصول ضيفته المنتظرة فأمرها بإدخالها قبل أن يأخذ مكانه علي مقعده خلف المكتب الخشبي الكبير ينتظر قدومها بترقب و حماس جديد كليا عليه لتطل عليه أخيرا بمظهرها الجديد و الذي خطڤ أنفاسه للحظه و قد كانت عيناه ترصد تفاصيلها بنظرات غامضه تحوي إعجابا كبيرا بين طياتها نجح في إخفاؤه و قال بلهجة خشنه مستفسرة متعمدا إحراجها
آنسه فرح عمران !
علي الفور تذكرت سؤاله المتعجب في المرة الأولي حين أتت إلي مكتبه فارتبكت قليلا و خاصة حين تواجهت مع نظراته و قد شعرت بأنها مجردة أمامه من دفاعاتها و أسلحتها و شعرت بالحاجه لوقارها الذي يمدها بقوة تحتاجها كثيرا في مواجهته فعادت إلي سبه داخلها بكل الألفاظ التي تعرفها فهو لم يمهلها الوقت حتي تستعد لتلك المواجهه وقد بدا حنقها علي ملامحها و لكنها حاولت أن تخرج لهجتها هادئه حين قالت
دا سؤال و لا إجابه 
سالم بتسليه
اللتنين !
بمعني 
سالم بهدوء
سؤال إجابته جواه 
فرح بسخريه
يبقي إيه لازمته 
تعمقت نظراته أكثر و أشتد تحديقه بها وكأنه يخبرها بدون حديث بأن مظهرها الجديد هو السبب و قد جعلها ذلك غير مرتاحه
و ودت لو أنها لم تأت لمقابلته و قد كان هذا الإحساس الدائم بداخلها بكل مرة تجتمع معه فتود لو أنها لم تقابله أبدا 
فاجأها حديثه حين قال بجديه
خير 
رفعت إحدي حاجبيها بدهشه لتأتيها إجابته بلهجه ساخرة
إيه السبب القوي إلي مخليكي
عايزة تقابليني مع العلم أننا لسه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه !
إغتاظت من وقاحته و جعلتها تستعيد قوتها التي تجلت في نبرتها حين قالت
أولا أنا أتحفظ علي كلمه كنا مع بعض من حوالي كام ساعه دي !
سالم بإختصار
ليه 
فرح بإيجاز
معجبتنيش !
ثم تابعت بنبرة محشوه بالڠضب
ثانيا بقي ممكن أعرف إزاي تحطني في الموقف دا 
سالم ببراءه أغاظتها
موقف إيه 
أخذت نفسا طويلا لتهدئ من روعها قليلا قبل أن تقول بهدوء ظاهري
أنت عارف كويس بتكلم عن إيه! و مع ذلك حاضر هقولك إيه خلاك تقول لجنه إني وافقت آجي معاها عندكوا 
سالم متصنعا الدهشه
أنا مقولتش كدا أنتي إلي قولتي 
جن چنونها في تلك اللحظه و لكنها بأعجوبه حاولت البقاء هادئه
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 379 صفحات