علي الحسيني
لرؤيته لابنته بهذا الحزن والشحوب...ركضت اليه باكيه و قالت پاختناق خليني اشوفه لاخر مره يا بابا ارجوك
ربت علي رأسها و قال بحنان جدك كويس يابنتي
رفعت رأسها اليه و صډمه و خرج علي من غرفته علي جملة عمه احمد
قالت بتلعثم و قد اتسعت عينيها بعدم تصديق يعني ايه
اجابها احمد بحنو ما انتي جريتي و ما استنيش الدكتور ..الحمدلله سيطر علي الوضع و لسه عايش
نظر احمد الي علي الثابته عينيه عليه و علي ابنته ...اقترب منه ببطئ حتي وقف قبالته يتملي من رؤية ابن اخيه اخيرا ..يشبه والده و جده بشبابه ..التمعت عينيه با لفرحه امام علي المرتبك امامه ...
و فجاءه جذبه احمد لاحضانه بقوه يكاد تقفز دموعه برؤيه ابن اخيه شاب يفرح القلب ..قطعه من اخيه الراحل قبل ذهابه...
ابتعد احمد بعد وقت و ابتسم له باعتذار انا اسف يابني حقك عليا ..و الله غيابك مأثر فينا العمر اللي فات كله
تابعت حسنا الموقف
باحساس غريب ربما الفرحه لا اكيد فرحه و لكن مترقبه الآتي..
قالت حسنا بترقب لوالدها بابا عايزه اشوف جدو
قالت هدي هي الاخري علي الفور انا جايه معاكي يا بتي
اتجهت انظار الجميع الي علي بترقب الذي اخفض رأسه ارضا و قد اصاب البعض بالخيبه اثر صمته الطويل الا هي التي كانت تترقبه بعينيها و تعرف بما يدور بعقله كله الآن...
الا يخذلها و امامها هو ليس بشئ سوي عاشق لحسنا... خصوصا بعد تلك الليله العصيبه التي مرت علي كلاهما و احساسه مجرد احساسه بفقدانها..
و قد انتصرت اخيرا ست الحسن عندما قال علي و كأن حديثه موجها اليها دون الجميع انا هاجي معاكم...
وقف يأخذ نفس عميق تلو الاخر و رغم ارتجافه امام غرفته يشعر بالتوتر او ربما الارتباك وقفت بجانبه و نظرت اليه ووأومأت برأسها اليه بتشجيع وفتحت الباب امامه علي مصراعيه...
رأه لاول مره مريض ملازم الفراش و لكن لم يفقد و قارة و هيبته التي دائما ما كان يسمع عنها ...
اتخذت حسنا ركنآ منذوي تاركه هذه اللحظات الفارقه و الاولي بينهما...
ابتلع ريقه بصعوبه و لم يبادر بفعل اي شئ سوي النظر اليه هذا لاول مره بحياته...
شعر الاخر به ربما بطيف بأحلامه و لكنه يشعر انه هنا ..فتح عينيه التي تشبه حفيده البكري بشده يتأمله و قد عرفه قلبه ..تأمله من اول شعره لأمخص قدميه ..بشوق ولهفه ..رفع يديه و كانه يتاكد انه حقيقي وليست اوهام ثم حاول الاعتدال ليلمسه و كانت المفاجاه عندما مد علي يده اليه دون تفكير ليسنده و تشبث به عماد بقوة رغم ضعفه و جذبه من يده لاحضانه و صوت بكائه تسمعه حسنا من عندها و قد شاركته ايضا البكاء ..
ضمھ عماد بقوه يشتمه من كتفه و كأنه يشتم رائحه الغالي به ...الغالي ابن الغالي بين ذراعيه قادمآ اليه لهنا ...
قشعر جسد علي من هول ما شعرة من عناق جده و من لهفته وم ن عبراته ايضا التي بللت قميصه ..ادمعت عينيه و لم يستطع وئدها و تركها اخيرا تعبر عنه و عن مشاعره الآن ...
يستشعر قبلات جده علي كل وجهه بشوق ولهفه اثرت به بشده و قد ازدادت عبراتهم...مرت بضعه دقائق بينهما و هم هكذا و عماد يجذبه اليه اكثر و يتشبث به اكثر و اكثر.
ابتعد علي قليلا يأخذ انفاسه و لكن تشبث به جده و مد يده و مسح عبرات حفيده و خرج صوته متحشرجا لاول مره الي علي قائلا سامحني يابن الغالي ...سامحني يا حبيبي
اومأ له علي براسه و قد شعر بعدم قدرته علي الحديث ..و لكن رجاء جده الخاڤت جاء متوسلآ اليه عايز اسمعها قبل ما اموت و اقابل ابوك
جعله يقول
بصوت خاڤتا مسامحك
خرجت آه خافته من فم عماد و هو يجذبه اليه مره اخري و تنهيده مرتاحه من حسنا التي شعرت الآن انها تملك الدنيا و ما فيها...
دخلت هدي بترقب و قد ادركت ان كل شئ فاني لا الانسان و لا الظلم و لاحتي الدنيا والدليل امامها الآن..
ابتعد علي تاركا لها المساحه قليلا و قالت هدي سلامتك يا باشا
نظر اليهت بأسف وجهها يدل علي