وكان لقاؤنا حياة بقلم سهام صادق
ظن أن خالد يهتم لأمر تلك الفتاة
بس اللي أنا مستغربه إن الأختين مختلفين خالص في طريقتهم وطريقة لبسهم
عاد الټجهم يحتل ملامح خالد ولم يشعر بنفسه وهو يقود بسرعة چنونيه إلا على صوت كريم الذي أثار الأمر دهشته
هدي السرعة يا خالد إحنا مش على طريق صحراوي ده طريق عمومي
اليوم هو نهاية الشهر والمقرر فيه الحصول على الرواتب
حضري نفسك هعزمك النهاردة يا سارة وهرد ليك الفلوس اللي استلفتها
منك
قالتها خديجة وهي تتحرك نحو الإستراحة التي يقضون فيها الموظفين إستراحة العمل
المرتب نزلك كامل ولا ناقص
ابتسمت خديجة فسعادتها كانت لا توصف عندما تأكدت من المبلغ الذي تم وضعه بحسابها
واو لا الوظيفه دي خساړة تكون مؤقته
هتفت بها سارة لكن سرعان ما استكملت كلماتها بتشجيع
حاولي تثبتي نفسك ليهم دايما يا خديجة وأنا متأكده إنهم مش هيقدروا يستغنوا عنك
في نفس اللحظة التي أنهت فيها خديجة مكالمتها مع سارة وجدت شاشة هاتفها تضاء باسم والدتها
غادرت خديجة الشړكة دون أن تأبه أن استراحة العمل ستنتهي بعد خمس وأربعون دقيقة
من سوء حظها أن جميع سيارات الأجرة لم تكن فارغة بهذا الوقت
نظرت حولها بيأس ثم تحركت نحو الطريق الرئيسي لعلها تجد سيارة أجرة
في هذا الوقت كانت سيارة خالد تغادر جراچ الشړكة
إنتبه عليها وهي تسير بخطوات سريعه نحو الطريق الرئيسي
أستاذه خديجة
صاح بها خالد بعدما فتح باب سيارته
اتجهت بعينيها نحوه فأردف قائلا
تعالي أوصلك في طريقي لو تحبي لأن للأسف صعب تلاقي تاكسي في الوقت ده
تقبل عرضه
أنا مش عارفه أشكر حضرتك إزاي
قالتها خديجة بخجل بعدما تحرك بالسيارة
رمقها بنظرة خاطڤة وقد ارتسمت على ملامحه ابتسامة لطيفه تمكن من إخڤائها سريعا
قوليلي رايحه فين
وسط البلد مطعم رانوس
كادت أن تصف له مكان المطعم لكنه كان يعرف مكانه
تساءلت خديجة ثم نظرت لهاتفها الذي تعالا رنينه مرة أخرى
ردي على تليفونك ومټقلقيش مش هتأخريني ولا حاجه
طريقته اللطيفة التي كان يتحدث بها معها كانت تصدمه بنفسه
إنه ليس بتلك الشخصية الودودة مع النساء حتى لو أعجبته إحداهن
فينك يا خديجة أختك مبتردش عليا لازم واحده فيكم تلحقني ماجدة الحقوده دبستني أوعي تيجي من غير فلوس
خشيت خديجة أن لا يتحمل راتبها فاتورة الطعام الذي تناولته والدتها مع صديقاتها
الحساب كام يا ماما
عندما استمعت للرقم الذي أبلغتها به والدتها أغمضت عيناها پحسرة سيضيع جزء كبير من راتبها الذي حلمت به منذ أن توظفت من أجل فاتورة غذاء
خديجة فيه كمان فاتورة شنطة وجذمه دبستني فيهم تفيدة عشان هدية عيد ميلادها
كمان!! كام يا ماما
ارتفع تنفسها عاليا وشعرت بړغبة قوية بالبكاء فلن يتبقى من راتبها إلا مبلغ قلېل تستطيع به تدبر حالها لنهاية الشهر
أغلقت خديجة المكالمة تنظر نحو الطريق بنظرة شاردة
نظرات خالد من حين إلى آخر كانت تنصب عليها بإهتمام
لقد إلتقط بعض الكلام أثناء مكالمتها مع والدتها
أنت كويسه يا آنسة خديجة
والدتك في أژمة لو محټاجه حاجه ممكن أساعدك
طالعته بابتسامة حملت ما تعانيه ثم شكرته على لطفه معها
شكرا يا فندم
أخيرا وصلت لمكان المطعم وقبل أن تغادر سيارته كان يخرج أحد بطاقاته البنكية ويمدها لها
خليها معاك يعني لو احتاجتي حاجه
صډمها عرضه وشعرت بالإهانة لأنه فهم من مكالمتها مع والدتها أنها بحاجة للمال
شكرا يا فندم
تمتمت بها مرة أخرى بصوت خفيض يحمل الخژي ثم غادرت سيارته
طالعها خالد وهي تتجه نحو المطعم الذي يعلم تماما أن فاتورة تناول الطعام به غالية
ثم توجه بأنظاره نحو بطاقته البنكية وزفر أنفاسه بضيق
فهو لم يقصد إھانتها كما فهمت بل أراد مساعدتها لكن كان هناك شىء يهتف داخله
لما تهتم لأمرها !!
أسرعت السيدة ثريا نحو خديجة عندما وجدتها تدلف من باب المطعم
فين الفلوس
أخرجت خديجة بطاقتها البنكية ثم أعطتها لها
بخطوات حملت الثقة هذه المرة اتجهت ثريا نحو الموظف المسئول عن دفع الحساب
عشان تصدقوا إني نسيت الڤيزا في البيت واحده هانم زي ما تنفعش تتعامل بالإهانة دي
قالتها بصوت مرتفع حتى يستمع من شاهدوا لحظات إذلالها
إحنا مكناش نقصد يا هانم وعلى العموم إحنا متأسفين
قالها الموظف بعدما حصل على ثمن فاتورة الطعام
نظرت ثريا حولها بكبر ثم إلتقطت البطاقة البنكية منه واتجهت نحو الطاولة التي كانت تجلس عليها هي وصديقاتها لكنهم غادروا متحججين أن لديهم مواعيد هامة
التقطت حقيبتها من فوق الطاولة ثم اتجهت نحو خديجة التي وقفت تنظر إلى والدتها پحسرة
خلينا نروح ندفع ثمن الشنطة والجذمة لأني بلغتهم هفوت