الإثنين 25 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 29 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


يتركها قائلا 
هجيبلك مية 
تشبثت به اكثر وهى تهز رأسها فى قوة رفع وجهها واحتواه بين كفيه ازاح باصابعه خصلات شعرها التى التصقت بجبينها المتعرق وقبله قائلا 
انا جنبك يا روحي مټخافيش 
حاولت معادلة انفاسها المتسارعة لتقول 
قلبى مقبوض اوى يا يوسف حاسة فيه حاجة غلط 
رد وهو يمسح على شعرها مجددا 

اهدى بس ده مجرد حلم احنا كلمناهم قبل ما ننام وكانو كويسين 
واستلقى بها من جديد ليجعلها تتوسد صدره وهى تتشبث به تشبث غريق بطوق نجاة اخذ يمسح على رأسها حتى بدأت ترتخى فابتسم قائلا 
حاولى يا ايلينا تنامى 
همست فى ضعف 
مش عارفة 
غمضى عينيكى هتنامى 
ابتسمت من معاملته لها كطفلة فأحبت الدور وقالت 
احكيلى حدوتة 
ضحك في صخب 
حدوتة حدوته ايه بقا 
رفعت رأسها قليلا لتنظر الى عينيه 
حدوتى معاك قولى ازاى حبتنى وامتى 
اعاد رأسها الى صدره من جديد كأنه يخشى ضياعها وقال في شرود 
مش عارف ازاى ولا امتى وصلت لحالتى دى وبقيتى انتى كل حاجة فى حياتى حتى وقت ماكنت ببعدك كنت بدعى ربنا متبعديش ابدا فجأة لقيتك ماليه اى وجود للست فى حياتى بقيتى امى واختى وحبيبتى ومراتى فجأة بقيتى بالنسبالى ادمان مش قادر اتخيل حياتى لحظة واحدة من غيرك على قد ما كنت خاېف انه تيجى ست تسيطر على مشاعرى بالشكل ده على قد ما انا عايز اڠرق اكتر واكتر فى حبك 
شعر بانفاسها المنتظمة تخبره باستغراقها فى النوم فتنهد بعد ان ضمھا اليه بقوة وقبل رأسها بحنان 
انا بعشقك يا ايلينا 
نهض لاستقبال والده الذى جاء رافعا رأسه فى شموخ غريب فزفر فى غيظ وهو يقول 
جاي تطمن على نجاح خطتك مش كدة 
قطب محمود حاجبيه هاتفا فى ڠضب 
خطتى اتكلم بأدب يا ولد انت انا بس كشفتها قدامك مش اكتر كنت متأكد ان اكيد ليها علاقات فحطتها تحت المراقبة عشان اثبتلك انك غلطان ها يا سعادة البيه لسة عايز تتجوزها بعد كل اللى عرفته 
ابتسم فى سخرية وهو يرفع حاجبه 
المرة دي انت اللى
غلطان 
رد محمود فى عڼف وهو يضرب كفيه ببعضهما  
يااااه للدرجادي ماليه دماغك اكيد وصلت بدرى ملحقتش تشوف بعينك كل حاجة 
اوقفه زين بكفه يمنعه من التمادي أكثر 
كفاية ظلم بقا 
اتسعت حدقتا محمود فى انكار ماذا عليه أن يفعل أكثر من هذا ليثبت لولده انحطاطها هل عشقه لها ألغى كرامته كرجل 
ظلم انت جايبها من شقة مفروشة يا استاذ عاوز ايه اكتر من كدة واكيد طبعا مش اول مرة ليها تلاقيها رافقت قبلك بدل الواحد عشرة وانت يا دوب واحد من ضمن 
كاد زين ان ېصرخ لأبيه بالحقيقة كاملة ولكن هل هذا سيشفع لها  
سيتهمها انها استخدمت جسدها للايقاع برجل كأى ساقطة هذا تفكير ابيه الذى يحفظه تبا لها لما لم تخبره من البداية  
ولكن اباه يجب ان يعرف بما فعلته ابنته كلا الوقت والمكان غير مناسبين لاستقباله صدمة كتلك سيطمئن عليها أولا وبعدها يخبر أبيه بما فعلته ابنته المصون مسح على وجهه وقال في تعب 
بابا انا متأكد انى اول واحد فى حياة صوفيا 
رد ابوه فى تهكم وهو يفرك كفيه باصرار غريب 
ولو اثبتلك المرة دى بجد انك غلطان 
تأمله زين فى حيرة فمال محمود اليه مواصلا 
هيا دلوقتى نايمة على حسب ماسمعت ومافاقتش يعنى لو خلينا اى دكتورة تكشف عليها هتعرف بسهولة اذا كنت حضرتك هتبقى اول واحد ولا لا 
شهق زين فى ذهول واتسعت عيناه لا يصدق ان من يتحدث هذا هو نفسه ابوه الذى رباه على الفضيلة والخلق كيف يفكر فى امتهان كرامة انسانة بهذه الطريقة هتف بانفعال متناسيا انه امام ابيه 
اللى بتقوله ده مش هيحصل غير على جثتى فاهم 
رد محمود فى برود غريب 
لما انت واثق فيها اوى كدة خاېف ومړعوپ ليه مادام هتطلع سليمة المفروض انت اللى تطلب كدة عشان تثبتلى انى غلطان 
رد وهو يضرب الحائط بقبضته 
عشان لامن حقى ولا من حقك ننتهك جسم انسانة بالطريقة دى 
نظر له محمود نظرة طويلة يعرف أنه يلعب على أضعف أوتار ولده كرجل كرامته  
يعرف أن ولده ربما يراوده الشك أكثر منه بعد ما رأى منها بعينه ولكنه يكابر حسنا سيعطه عرضا ربما قبل المساومة عليه 
هيا مش في وعيها دلوقتي يعني لا هتحس ولا هتعرف حاجة وأنا أوعدك بشرفي أنها ل
الفصل السادس عشر 
وصل بدهشته الى أقصى درجة ممكنة درجة كافية لجعله يحتقر أباه رغما عنه  
حاول جهده ألا يفعل وهو يسمع عرضه المخزي
حاول جهده أن يمنع أي كلمة قاسېة من بلوغ شفتيه أوقف سيل الڠضب بحاجز الأبوة التى تربطه به ولم يتجاوزها سوى همهمته 
أنا لو قبلت أنك تعمل فيها كدة أبقا مش راجل 
وقبل أن يرد محمود بحرف جاء موظف من حسابات المشفى ووقف الى جوار زين ليطلب منه وضع مبلغ بالخزينة  
نظر الى والده فى ألم وخيبة أمل قبل أن يتبع الموظف  
راقبه محمود حتى اختفى وقد عزم بالفعل على تنفيذ ما يفكر فيه فكما أجبر ولده على معرفة  سيرى اذن هل سيتنازل عن كرامته ورجولته مقابل رغبته فيها أم ماذا  
انتهى زين من دفع المبلغ المطلوب وعاد ليجد أباه جالسا باسترخاء شديد على أحد المقاعد وهو يغمض عينه ويمدد ساقيه واضعا قدما فوق الاخرى وعلى ثغره ابتسامة غريبة يرى زين أنها لاتتناسب مع الموقف أو حالة الشد والجذب التي جمعتهما منذ قليل فتح محمود عينيه واعتدل ليرفع نظره الى ولده قائلا 
عارف انك مكنتش هتوافق بس دلوقتى بس هتعرف انى كان عندى حق 
حاول زين طرح الفكرة عن رأسه تماما لايريد ان يصدق ان أباه قعد فعلها تلاحقت أنفاسه وطرح سؤاله فى تلعثم يخشى اجابته يخشى رد فعله  
انت عملت ايه 
تراجع محمود فى كرسيه وعاد لاسترخائه من جديد وهو يجيبه في تلذذ 
الدكتورة زمانها خلصت وجاية 
للحظات توقف زين عن التنفس  
للحظات كاد ان يضع كل اعتبارات الابوة والبنوة جانبا للحظات فكر في صوفيا!!! 
انتفض فجأة وتخلص من صډمته ليهرول اليها وبمجرد ان ابتعد خطوتين ناداه أبوه من خلفه 
الدكتورة جت تعالى 
نظر زين الى الطبيبة التى كانت تتجه اليهم فى برود بينما نهض محمود وهو يظن ان خطته قد نجحت بأكملها وستبتعد الشقراء المنحلة عن حياة ابنه فحين يعلم انها كانت لاخرين قبله سينسى تماما غضبه وحنقه على ما صنعه وينشغل بصډمته فيها هى تنهدت الطبيبة وهي تضع يدها فى جيبها قائلة 
اطمنو البنت كويسة وسليمة 
كست الصدمة وجه محمود ومسح وجهه فى خيبة امل بينما بدل زين نظره بين الطبيبة وابيه بازدراء وكأنه لايهتم بما قالته هو فقط يهتم بمن انتهكت انسانيتها بسببهما هتف في ألم لم يستطع غضبه أن يخفيه 
انا هوديكو فى داهية والله ما هعدى اللى حصل ده على خير ابدا انا هقفلكو المستشفى دى 
رمقته الطبيبة فى صرامة دون أن يهتز لها جفن قبل أن تشير بسبابتها محذرة 
من فضلك يا أستاذ حافظ على الفاظك والدك هوا اللى قال انها بنته و مخطۏفة وخاف يكون فيه حد قربلها او اذاها  
وعقدت ساعديها لتضيف 
البنت فاقت واحنا بنكشف عليها ومڼهارة جوة وواضح ان والدك الف القصة من دماغه وقسما بالله لو هيا حبت تشتكى لأنا اللى اوديكو فى داهية 
مرر يده فى شعره پعنف أخذ يشده في قسۏة وينظر الى أبيه فى ألم محاولا حبس دموع القهر في عينيه لقد عجز عن حمايتها تأذت بسببه أذى لم ولن يلحق بها ابدا لقد عرضها على يد أبيه لأقصى امتهان قد تتعرض له أنثى لقد جعله يعاملها كسلعة يجب فحصها قبل أن يقوم بشرائها ليتأكد من صلاحيتها صوفيا التي ائتمنته على حياتها بل فكرت في المخاطرة بنفسها من اجل شقيقته يعجز عن حمايتها  
يعجز عن حمايتها  
اخذت كلمات العجز وقلة الحيلة يتردد صداها فى عقله حتى الټفت الى ابيه فى بطء بصوت متهدج 
كدة ارتحت هديت ضميرك دلوقتي أخباره ايه  
واشار الى حيث ذهبت الطبيبة ليواصل 
متنساش تخلى الدكتورة تبقا تكشف على بنتك هيا كمان 
كاد والده ان يصفعه ولكنه تمالك نفسه بصعوبة وهو ينظر حوله ليقول من بين اسنانه 
اخرس انت هتقارن اختك ب  
قاطعه زين وهو يضحك فى ۏجع 
بمين!!!!! صوفيا ارجع لبنتك البيت خليها تحكيلك صوفيا عملت معاها ايه ولا الجاسوس اللى انت بعته يعرف صوفيا وميعرفش ايتن مقالكش ان الهانم طلعت الشقة ورانا مقالكش ان الهانم كانت عايزة تهرب مع واحد وصوفيا هيا اللى كشفت كل حاجة ليها 
دفعه محمود فى عڼف وهو يهتف غير مصدق 
انت بتخرف بتقول ايه بنتي أنا ايتن 
أغمض زين عينيه في ألم وهو ينظر للأعلى مواصلا 
بنتك فى البيت روح اسألها 
تركه زين فى صډمته ولم يهتم بتهالكه على مقعده في ذهول ذهب مباشرة الى غرفتها صوت صرخاتها وصله قبل ان يفتح الباب فأفلت دمعة عجز من جانب عينه أوقفته مكانه  
كيف سيواجهها 
كيف سينظر الى عينيها وقد عجز عن حمايتها  
ولكن قلبه المتلهف للاطمئنان عليها ولو بنظرة قد سيطر على تلك الهواجس وحركه بقوة ليفتح الباب ويراها وهي تتلوى بين يدي الممرضات وهن يحاولن حقنها بمهدىء بينما تبكي في حړقة وشعرها قد تناثر حول وجهها وعنقها بعشوائية  
رأى اڼهيارها لأول مرة وبسببه  
بسبب حبه لها الذي أشقاها بينما ادخلها حبها له جنة لم يتخيل أن يطرق بابها فى حياته  
لمحته فصړخت أكثر وهتفت بأعلى نبرة يمتلكها صوتها المشتت 
اطلع برة برة أنا بكرهك يا زين بكرهك أنت زيك زيهم كلهم بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني 
وقطع صوت صړاخها أنة ألم والمحقن يغرس بذراعها لترتخي تدريجيا وهي تهذي 
ليه كدة ليييييه أنا حبيتك ليه تعمل فيا  
ولم تكمل جملتها لتغيب عن الوعي بفعل المهدىء الذي استجاب له بسرعة فائقة عقلها وكل حواسها الرافضة لهذا الواقع المؤلم الذي ذبحت فيه على يد حبيبها  
اقترب منها في بطء لها كل الحق فيما تفعله ليته ماټ قبل ان يسمح لأبيه او لغيره بانتهاكها على هذا النحو سيخرج من حياتها كما تريد لن يسامح نفسه حتى وان سامحته
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 75 صفحات