رواية رهيبة جديده
عكس عادته فى القيادة لا يأبه لشيئ إلا لها ظل يقود و الأفكار السيئة تعصف به حتى إنه لم ينتبه لذلك الملف بالطريق و سار باتجاه مستقيم و لم يدرى إلا عندما وجد نفسه منحرفا عن الطريق و لحسن حظه أن الطريق الجانبى كان أرض زراعية فحاول كبح جماح سرعته و لكنه لم يستطع أن يسيطر على السيارة حتى انقلبت على جانبها على الطريق الجانبى و غاب يوسف عن الوعى.
تسلمه العاملون بقسم الاستقبال و بعد الكشف نقله الطبيب فورا على غرفة العمليات.
قام أحد موظفى الاستقبال باستلام أغراضه التى كانت معه بالسيارة و من ثم استطاعوا التعرف عليه من هويته الشخصيه و قاموا بالاتصال على عمه راشد فأسرع فورا و معه سهيلة بالذهاب الى المشفى و هما فى حالة شديدة من الهلع و القلق عليه.
استوقف راشد الطبيب لكى يطمئن على حالته فقال له الطبيب الحقيقة فى چرح عميق ف الراس و فى ارتجاج فى المخ مأثر طبعا على درجة وعيه و احنا هنسيبة تحت الملاحظة فى العناية المركزة و لو لقينا مفيش أضرار تانية حصلت بسبب الارتجاج هيخرج لغرفة عادية.. المسألة مسألة وقت مش أكتر و بالمناسبة فى دراع مكسور تقريبا اتكسر و الناس بتخاول تخرجه من العربية.
أخيرا وطئت قدماه أرض الوطن بعد غياب أكثر من عام لم يحاول فيه النزول حتى يتجنب رؤية من كان يظن أنه يعشقها و لكن قلبه الأن ينبض لديما ليس غيرها و كإنه لم ينبض لإخرى من قبل.
خرج من المطار و استقل سيارة أجرة أوصلته الى الفيلا و كان الليل قد حل بذلك الوقت.
عبر البوابة الكبيرة و سار بالحديقة حتى وصل للباب و قام بقرع الجرس.
فتحت له سعاد الباب و تفاجأت من وجوده فرحبت به ترحيبا حارا و بعد السلامات قال لها اومال فين يوسف و عمى! ... هو البيت فاضى كدا ليه!
صدم يحيى و انتابته حالة شديدة من القلق على أخيه و قال لها بصوت فزع قوليلى بسرعة مستشفى ايه!
انطلق مسرعا الى المشفى بعدما ترك حقيبته على الباب و أخذ سيارة أجرة.
وصل يحيى الى المشفى و سأل على غرفة أخيه و صعد له بسرعة البرق فوجد عمه و سهيلة جالسين على المقاعد أمام غرفة العناية المركزة منكسين الرأس فى حزن شديد فوقف أمام عمه قائلا عمى ايه اللى حصل ليوسف.
يحيى انا آسف يا عمى.. قلقى على يوسف نسانى انى اسلم عليكو.. ازيك يا سهيلة!!
سهيلة الله يسلمك يا يحيى .. حمد الله ع السلامة.
راشد انت ازاى لحقت توصل بعد ما عرفت.. دى الحاډثة مافاتش عليها خمس ست ساعات!!
يحيى انا حاجز بقالى اسبوع تقريبا و عرفت بالحاډثة لما وصلت البيت... انا كنت كدا كدا
جاى بس كنت حابب اعملها مفاجأة ليوسف.. قالها ببالغ الحزن و الأسف.
راشد حمدالله على سلامتك يا حبيبى.. ان شاء الله يوسف هيبقى كويس و هيقوم بالسلامة.
يحيى بقلق احكيلى يا عمى اللى حصل.
حكى له عمه تفاصيل الحاډث و ما نتح عنه من إصابات ليوسف و ما قاله الطبيب عن حالته و بعدما انتهى قال يحيى حبيبى يا يوسف.. ثم جلس بجانبهم و أخذو يدعون له بالنجاة.
انتصف الليل و مازال الحال على ما هو عليه بالمشفى فشعر يحيى بأن التعب و الارهاق حل بعمه فقال لسهيلة سهيلة.. تعالو يلا انتى و عمى عشان اوصلكو الفيلا تستريحو شويه.. عمى شكله تعبان.
اعترض الاثنان و قالت سهيلة لا.. انا مش همشى من هنا الا ما اطمن على يوسف.
و قال راشد انا كويس يا يحيى متقلقش.. انا مس هقدر أمشى غير لما اطمن أنه فاق.
يحيى بنفاذ صبر عمى أرجوك ميصحش سهيلة تفضل قاعدة كدا طول الليل و بعدين قعدتكو ملهاش لازمه دلوقتى.. انا هوصلكم و هرجع بعربية حضرتك و هبات انا مع يوسف و انتو أول ما تصحو من النوم تعالو علطول.
و بعد كثير من الجدال بينهم رضخوا أخيرا لرغبة يحيى و إوصلهم و عاد مرة أخرى و انتظر شقيقه أمام غرفة العناية وقف أمام الشباك الزجاجى و أخذ ينظر لأخيه بشوق جارف و هو يقول وحشتني اووي يا يوسف... ربنا ما يحرمنى من نعمة وجودك فى حياتى يا حبيبى.. ثم مسح الدمعة التى فرت من عينه و عاد مرة أخرى الى المقعد يقوم من الحين للآخر ليراه من النافذة و يحدثه قليلا ثم يعود مرة أخرى الى المقعد و ظل على هذا الحال الى أن حل الصباح.
فى صباح يوم جديد....
عند زينة...
غادر جلال فى الصباح الباكر بعدما ودعها و بالطبع أعطاها الوصايا العشر تنفست الصعداء و أسرعت بتبديل ملابسها فقد بلغ منها الشوق منتهاه ارتدت الفستان الرمادى مرة أخرى مع الحجاب و تأكدت من رحيل جلال تماما ثم استقلت سيارة أجرة إلى الشركة و لكنها نسيت أن تفتح هاتفها.
وصلت الى المكتب فقال لها رامز حمدالله على السلامة يا زينة.. ايه الغياب دا كله! .. دا مستر يوسف كل يوم كان بيسأل عليكى!
زينة كنت تعبانة شوية يا أستاذ رامز و أنا هدخل حالا لمستر يوسف أعتذرله.. و همت بالمغادرة الا ان رامز قال لها استنى بس انتى متعرفيش اللى حصل و لا ايه!
زينة بقلق ايه اللى حصل!
رامز بأسف مستر يوسف عمل حاډثه امبارح و هو دلوقتى ف غيبوبة ف المستشفى.
زينة پصدمة يالهوى... طبب بالله عليك ادينى عنوان المستشفى بسرعة.
رامز بتعجب انتى هتروحيله دلوقتى! ... استنى لما يفوق و ابقى تعالى معانا.. موظفين الشركة هيقسموا نفسهم و هيزوروه.
زينة بنفاذ صبر لا انا مش لسة هستنى.. الله يخليم ادينى العنوان بسرعة.
رامز حاضر حاضر .. اهو.
أخذت منه الورقة المسجل بها عنوان المشفى و انطلقت اليها و هى فى حالة ترثى لها عينيها لا تكف عن زرف الدموع فعلمت الآن أنها لا تستطيع أن تحيا بدونه .
و فى نفس الوقت كان راشد و سهيلة قد وصلوا مبكرا للمشفى فوجدوا أن يوسف قد نقل لغرفة عادية فاطمئنوا قليلا فهذا مؤشر جيد.
كان يجلس الثلاثة راشد و سهيلة و يحيى على مقاعد بجوار سرير يوسف فى انتظار إستفاقته من الغيبوبة المؤقتة كان راشد يتنفس بصعوبة و ووجهه أحمر من شدة التعب و الارهاق فلاحظه يحيى فقال له مالك يا عمى شكلك تعبان
راشد أنا كويس يا حبيبى.. شوية ارهاق بس مجاليش نوم امبارح خالص من قلقى على يوسف.
سهيلة اه والله يا بابا و أنا كمان.
يحيى طب قوم معايا يا عمى أنا حاجز قوضة هنا جمب اوضة يوسف.. تعالى ريحلك فيها شوية.
راشد باعتراض لا لا يابنى.. انا مش هرتاح غير لما يوسف يفوق.
يحيى انا مش عقعد اتفرج على حضرتك كدا و انت تعبان بالشكل دا... قوم يا عمى معايا بس و
انا أوعدك أول يوسف ما يفوق هخلى سهيلة تيجى تبلغ حضرتك فورا.
راشد انا عارف دماغك ناشفة و مش هتسكت غير لما اسمع كلامك.
ضحك يحيى بخفوت و قال طب اتفضل معايا أوريك الاوضة.
راشد ماشى.. يلا بينا.. ثم قال لسهيلة أول ما يفوق تيجى تصحينى.. ماشى!
سهيلة اوكى يا بابا متقلقش.
ذهب يحيى بعمه الى الغرفة المجاورة ثم عاد مرة أخرى لغرفة أخيه
وصلت زينة للمشفى فسألت موظف الاستقبال لو سمحت يوسف بيه صاحب شركة آل سليمان محجوز هنا!
الموظف ايوة يا فندم.. ثوانى هشوفلك رقم الغرفة
أماءت له بالايجاب فقال لها غرفة رقم ١٠٥ بالدور الثالث.
زينة شكرا.. ثم هرولت نحو المصعد و ركبته حتى وصلت للدور المنشود و بحثت بين الغرف الى أن وجدتها فطرقت الباب و لم تنتظر الاذن بالدخول و لكنها فتحت الباب و دخلت مباشرة فهى لم يعد لديها صبر على الانتظار.
فتحت فوجدت سهيلة جالسة على يمين السرير و شخصا آخر يجلس على اليسار و بينهما يوسف ممدد على السرير رأسه ملفوف بالشاش و ذراعه مجبر أيضا.
صاحت بها سهيلة فور أن تذكرتها ايه قلة الذوق دى...حد أذنلك تدخلى!
قالت بحزن و انكسار انا آسفة.. انا كنت عايزة أطمن ع المستر يوسف.
سهيلة بصياح و تطمنى عليه ليه ان شاء الله.. دا انتى حيالله حتة فراشة شغالة عنده ف الشركة.
انتفض يحيى من مقعده و نهر سهيلة قائلا سهيلة عيب ميصحش كدا... ايه المشكلة يعنى ما تتطمن عليه..ثم توجه بالحديث لزينة اتفضلى اقعدى يا آنسة.
سهيلة تقعد فين يا يحيى.. ثم نظرت لها قائلة زى ما انتى شايفة كدا مستر يوسف فى غيبوبة... أظن كدا خلاص اطمنتى!.. مع السلامة بقى.
تجاهلتها زينة و نظرت ليحيى مباشرة قائلة بعد إذن حضرتك هاجى أطمن عليه تانى يمكن يكون فاق!
يحيى بأدب طبعا زى ما تحبى.
ردت عليه بابتسامة ودودة قائلة متشكرة جدا لذوق حضرتك.... ثم نظرت لسهيلة بتحدى قائلة عن إذنك.
ردت عليها بعدما خرجت فى داهية.
رد عليها يحيى فى ايه يا سهيلة مالك مستلمة البنت تهزيق من أول ما جات!
ردت اصلك متعرفش.. دى ضاربة ف العالى اوى و حاطة عينها على يوسف شكلها غارت منى لما شافتنى و حبت تقلد لبسى عشان تعجبه أساسا مكنتش محجبة.
فغر فاهه من الدهشة و بدأت الأمور تتضح له فقال يحيى فى نفسه معقول يا يوسف هى دى اللى بتحبها.. عشان كدا كنت حاسك مهموم و انت بتحكيلى و كلامك كان كله ألغاز.. دا احنا داخلين على أيام فل... ربنا يستر.
غادرت المشفى بقلب مټألم لأجل حبيبها و توجهت مرة أخرى للشركة تنوى اكمال دوامها على أن تذهب لرؤيته مرة أخرى بعد انتهاء الدوام عساه ان يكون قد قام من غيبوبته.
فى