رواية رائعة وشيقة
انتي تؤمرني يا مدام إلهام
بعدت إسراء الغطاء عن وجهها ونظرت بعين واحده تتأكد من ذهابه لتتفاجئ به يقف على باب الغرفه ينظر لها ببراءه مزيفه وهو يقول
شوفتي يا إسراء أنا مؤدب إزاي وبسمع الكلام وهخرج دلوقتي بس طبعا هرجعلك تاني في كلام كتير لازم أقولهولك وأنتي هتسمعيه وتنفذيه بالحرف
غمز لها بعبث مكملا يا ساحره
إحنا لازم نمشي من هنا يا ماما قبل ما الساڤل المغرور دا يرجع
هنمشي نروح فين يا إسراء!
قالتها إلهام بأسف وهي تمسد على شعر ابنتها بحنو
عقدت إسراء حاجبيها وبدهشه قالت
هو ايه اللي هنروح فين يا ماما! هنرجع بيتنا طبعا
مش بالسهوله دي يا حبيبتي
نظرت لها إسراء بعدم فهم فتابعت هي بعدما ابتلعت غصه مريره بجوفها
الموضوع طلع كبير أوي أكبر مننا وممكن نروح فيها انا وأنتي وبنتك كمان لقدر الله يا بنتي
اذدردت إسراء لعابها پخوف وبقلق قالت
دا مكنش رأيك أصبح وكنتي بتصحيني علشان نمشي من هنا أيه اللي حصل يا ماما احكيلي
سلفك عرف إنك هنا في بيت صاحب الشركه اللي كان جوزك شغال فيها ومش بس هو اللي عرف دا الحته كلها وسمعتنا بقت على كل لسان يا إسراء وتامر حالف ليخلص عليكي ويغسل عار أخوه
ضحكت إسراء بسخريه ودمدمت بتساؤل قائله
اممم ومين بقي اللي قالك الكلام الفارغ دا أكيد المغرور فارس بيه علشان يلوي دراعنا ونفضل تحت رحمته هنا صح!
شحبت ملامح إسراء والتزمت الصمت لتكملإلهام حديثها بتعقل قائله
لازم نفكر كويس قبل ما نعمل اي حاجه يا بنتي انا مش مستغنيه عنك ولا عن حفيدتي انا عايشه علشانكم يا إسراء
إسراء وتربت على ظهرها بحنان مغمغمه
أهدي يا ماما أكيد هنلاقي حل
صوت طرقات رقيقه على باب الغرفه جعلت
إسراء تنتفض بفزع وتبتعد عن والدتها وتختبئ سريعا أسفل الغطاء
ضحكت إلهام من بين دموعها واردفت بثقه
لا دا مش هو المعدول هو مبيخبطش وهو داخل اطمني
هتفت بها إسراء بغيظ شديد وهي تصك على أسنانها
ممكن ادخل
قالتها خديجه بنبره مرحه وهي تطل برأسها من باب الغرفه
البارت ال
خديجه
تقف خلف فارس الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص
عقدت يديها أمام صدرها وتحدثت بنفاذ صبر قائله
وبعدين معاك يا فارس!! أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي!
قالت ايه يا ديجا أنا كان معايا تليفون شغل ومسمعتش حوارك معها
قالها فارس وعينيه لم تتزحزح عن إسراء
جلست خديجه بجواره وربتت على كتفه برفق مردفه براحه
أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش و إلا كان زمانك عامل مصېبه أحنا في غني عنها
ابتسم فارس بتهكم وهو يقول
هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه!
إجابته خديجه بتعقل قائله
البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح چرح مش هينوأكيد كلامها مش قصداه ولا فاهمه معناه وانت لازم تفكر كويس جدا في حكاية جوازك منها دي لأنها للأسف بحالتها دي واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي
هب واقفا وسار نحو الشاشة ببطء قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح
رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه وتحدث بدهشه من نفسه وأفعاله قائلا
أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة
ما شوفتها يا ديجا هي فعلا ساحره ساحرتني بجمالها الصافي وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده
أخذ نفس عميق وتابع بأسف
كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتياللي طمعانه في فلوس واللي شغاله لحساب أعدائي وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس
طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده
ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات الرخيصه دي لحسابي بس خلاص العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوريو إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي
للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا
رفعت خديجه حاجبيها بدهشه ورمقته
بنظرات منذهله وهي تقول
وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني!
ابتسم فارس لها ابتسامه هادئه وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول
هي يا ديجا هي قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه
صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه
خطفت أنفاسي ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها
حركت خديجه رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله
لا لا لا انت مش طبيعي أبدا فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي ولا حركات الرجاله الحبيبه دي أكيد في حاجه غلط
رفع فارس إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلا
دا انا ليا وليا كمان وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا
دمدمت خديجه بصوت هامس محدثه نفسها
اممم ربنا يستر شكلنا داخلين على بحور فعلا وعلى الله محدش يغرق
بينما عاد فارسيتابع ساحرته بهتمام وابتسامه بدأت تختفي شيئا فشيئا حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها وألم قلبها
بغرفة إسراء
كانت إلهام يعتصر قلبها پألم حاد على بكاء وحيدتها ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمھا لحضنها والبكاء معها
تلك الفتاه الصغيره التي أصبحت بين ليله وضحاها أرمله ومسؤله عن ابنتها ووالدتها أيضا دفنت حزنها بين ثنايا روحها جاهدت حتي تظهر قويه بعدما رأت نظرة بعض أشباه البشر لها نظره كالسوط تجلد جسدهاوتمزق قلبها
وبالأخير وقعت تحت رحمة فارس ذلك المغرور كما تطلق عليه هي
بنظرها الحياة ليست عادلهولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلا ورحيما بها
أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق الرجل الذي تفنن بعشقها رغم ضيق الحال والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سندا لها عند ضعفها
ظلا تستضيء به في الهموم و الأحزان مصدر قوتها وأمانها
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد
بكت إسراء داخل حضڼ والدتها ملجأها الوحيد تتمسك بها بكل قوتها مردفه بغصه مريره
انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما جوزي حب عمري ېموت في عز شبابه ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي انا من غيره بقي ضهري مكسور
رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها
من يوم ما ماټ وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي
إزداد نشيجها وأكملت بأسف
بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا ڼار انا كدبت عليكي هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما
شهقت إلهام پصدمه مردده
يا كبدي يا بنتي
مسحت إسراء عبراتها بظهر يدها بطفوله وتابعت بغيظ
ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما ېموت
عقدت إلهام حاجبيها ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله
وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء!
زمت إسراء شفاتيها واجابتها بملامح عابثه
انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي
يالهوي على هبلك يابت بقي علشان ټحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء!
أردفت بها الهام بعتاب وهي تخبط على صدرها پخوف وفزع شديد
عضت إسراء على شفتيها وبأحراج قالت
انا عارفه اني اتغبيت وقتها وڠضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته
وضعت الهام أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن وتحدثت قائله
يبقي انا نظرتي في فارس دا صح الراجل فعلا طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي
صكت إسراء على أسنانها بغيظ متمتمه
يا سلام يا ست لوما وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني!
ضحكت الهام بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث
ما أنتي عجبتيه وډخلتي دماغه وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمكوانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم
إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله
يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب
ترقرقت أعين إسراء بالعبرات ونظرت لها بعتاب قائله
انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه وأكون لواحد غيره يا ماما!
ربتت إلهام على كف يدها بحنان وبتعقل قالت
يشهد ربنا يا بنتي ان مۏت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش ولو كانت ظروفنا أحسن من كده وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي!
أسرعت إسراء بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها
وهي تقول بلهفه
انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما دا انتي وبنتي
اهلي وناسي وعزوتي على كل حال
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض لتسرع إلهام قائله بأمر
متستعجليش وفكري الأول بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك انا وبنتك متعلقين في رقبتك واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي