رواية روعة
محاولة لاسترخاء تحتاجه بشدة بعد كل هذه المواجهات الساخنة مع يوسف ابتسامة خبيثة طلت في حياء مجتازة شفتيها وهي تتذكر وجهه حين أعطتهم موافقتها على الخطبة مررت يدها في شعرها شاردة فيما حدث حين عادت من عملها الى المنزل لتجد محمود يجالس سمير اباها تقدمت بابتسامة عذبة لتحيييه وعينيها تتابع بتساؤل نظرة الوجوم على وجه والدها الذى ربت على الأريكة جواره مبتسما وهو يقول تعالى يا حبيبتى جنبى عمك محمود عايزك فى كلمتين
ابتسم محمود من أدبها وقال الامر لله يا حبيبتى اخبار شغلك ايه ويوسف عامل معاكى ايه
نظرت له فى حيرة تخلصت منها سريعا لترد قائلة الحمد لله الشغل ماشى كويس
نظر محمود الى سمير وشبك اصابعه وهو يطأطأ رأسه ارضا للحظات قبل ان يرفعها من جديد قائلا بسرعة وكأنه يخشى التراجع شوفى يا بنتى من غير لف ولا دوران ومقدمات ملهاش لزمة انا عاوز اطلب ايدك ليوسف ابنى
عن أي خطبة يتحدث هذا الرجل انها عائدة
لتوها من شجار محتدم معه كالعادة من أين خرج بتلك الفكرة المختلة !!!حاولت قول أي شىء فتلعثمت ح حضرتك قولت ايه
استند محمود بمرفقيه على ركبتيه مواصلا وكأنه يدير صفقة ما قبل أي حاجة لازم تعرفي حاجات كتير عن ابني وأولها عيوبه يوسف بتاع ستات ومش بس كدة ده بيشرب كمان
تنحنح محمود قائلا في حرج اه بس ده لزوم أنه يتبسط وبس
أشاحت ايلينا بوجهها فى تقزز قائلة اه كدة فهمت
لحقها محمود قائلا متفهميش غلط يوسف علاقته بيهم عمرها ما وصلت للحرام ابدا
وهمت بالنهوض لولا أن وقف محمود بدوره أمامها يمنعها قائلا انتي بتشتغلى مع يوسف بقالك اد ايه ايلينا
ردت ايلينا في بساطة دون أن تعى ماسبب السؤال من ست شهور تقريبا
ضم محمود كفيه الى بعضهما قائلا عمره حاول مرة انه يتجاوز حدوده معاكى عمرك شوفتيه تجاوز حدوده مع اى موظفة من الموظفين اغمضت ايلينا عينيها وهي تحاول أن تستخلص اجابة منصفة رغم ماعلمته عنه الا أنه كان مهذبا معها الى أبعد حد بالفعل كان يتعمد اغاظتها ولكن حتى نظراته لم تحمل أي تجاوز والحال مع باقى الموظفات ردت ايلينا بعدها لا عمره ما حاول وده لأنه بيحب يحافظ على شكله ومنظره فى شغله مش اكتر
هز محمود رأسه قائلا مش بس كدة يوسف عمره ماضحك على واحدة ولا عشمها
بحاجة أغلب اللى يعرفهم هما اللى جريو وراه وعارفين كويس وضعهم فى حياته ايه
تذكرت ايلينا وقتها حواره مع جينا نعم لقد ذكر لفظ علاقة عابرة في طيات حواره وطلب منها الاتنتظر منه اى مشاعر موضحا أنهما اتفقا على ذلك من البداية الان فهمت ما يعنيه ولكن هذا لا يمنع كونه منحطا ولن تغير رأيها في أخلاقه مطلقا وجدت نفسها تقول في تهكم لا فعلا ونعم الاخلاق
ونظرت الى أبيها الذي كان يتابع الحوار في صمت وقالت ساكت ليه يا بابا متتكلم
هز سمير كتفيه قائلا انتي ناضجة وكبيرة كفاية يا ايلينا عشان تقررب أنا واجبي أنصحك وبس
أشار محمود الى ايلينا قائلا اقعدي بس يا بنتى خلينا نكمل كلامنا
جلست فى استسلام فواصل محمود وهو يجلس بدوره انا قولتلك لحد دلوقتى على عيوب يوسف بس متكلمتش على مزاياه يوسف راجل بمعنى الكلمة طول ماانتي معاه هتكوني فى أمان هوا بس محتاج واحدة زيك تشده معاها للطريق الصح أنا من أول ما شوفتك وأنا واثق انك تقدري تقومي بالدور ده وأضاف في تردد واللى خلانى أصر اكتر اني حسيت ان ابني شايلك احساس جواه
التفتت له ايلينا وقالت وهى تشير بيدها الى صدرها في ذهول ناحيتي أنا أكيد بتهزر
رد محمود فى جدية يوسف عمره ما هيعترف بسهولة حتى قدام نفسه انه حب مش هيقدر يترجم احساس مجربوش قبل كدة من أصله بالعكس ده هيرفضك بكل طريقة وهيحاول يبعدك كمان
ضحكت ايلينا وهى ټضرب كفيها ببعضهما قائلة ده على أساس انى هوافق عليه اصلا عشان هوا يرفض انتو عايزه يرفضني واروح اقله انا اللى ھموت واتجوزك انت بتتكلم ازاي يا عمي
قال محمود في حزم احنا هنحطه قدام الامر الواقع
ابتسمت ايلينا من اصراره على موافقتها وهو يعطيها بنفسه كل أسباب الرفض حضرتك بتتكلم كأني وافقت
رد محمود فى رجاء ايلينا انا ابني فعلا محتاج مساعدتك وانا واثق ان محدش هيقدر يقوم بالدور ده غيرك وبعدين مفيش حاجة هتتم ڠصب عنك مفيش جواز من اصله هيحصل غير لما يوسف يتغير بجد وانتى اللى هتقرري ده انا مش هخدعك واقولك ان معركتك معاه سهلة بالعكس دى هتبقى عڼيفة وزى ما قولتلك هيحاربك بكل طريقة وهيحاول يبعدك
شعرت بحيرتها تتضاعف وهي تدفع ارادتها خطوة للموافقة وجزء من كيانها الغبي يدفعها معه فردت وهى تضع جبينها بين سبابتها وابهامها تخبره باحدى مبرراتها التي لازالت في طور المقاومة وترفض الاستسلام عمي للاسف انا مقتنعة تماما ان مفيش بنى ادم بيتغير وان الطبع غلاب زى ما بتقولو هنا فى مصر
قال محمود بسرعة ويوسف طبعه مش كدة قولتلك مجرد ظروف اتعرضلها
هزت ايلينا رأسها لا يعرف كم تكره تلك الكلمة تاني ظروف حضرتك مش متخيل انا بكره الكلمة دى قد ايه الشماعة اللى بنعلق عليها كل غلطنا والحقيقة ان الغلط عمر ما بشوفله مبرر
قال وهو يتشبث ببعض الامل معطيا اياها مثال يفهمه مثلها جيدا أي انسان ممكن يتغير رابعة العدوية مثلا شوفي كانت ايه وبقت ايه ربنا قادر على كل شىء بس بيبعتلنا اسباب وانتى هتكونى السبب اللى هيغير يوسف للأحسن
نظرت له هذه المرة دون ان تنطق تفتت كل مبرراتها فجأة وتهاوت أمام جزءا من ارادتها الخبيثة في الموافقة فواصل محمود طبعا انا عارف انك محتاجة وقت تفكرى فيه ابتسمت في تعب وهزت رأسها ليشعر محمود بالأمل يتزايد انا هستنى تليفون منك متتأخريش عليا
وذهب تاركا اياها مع أبيها الذى ابتسمت وهى تربت على يده قائلة ها يا بابا رأيك ايه
نظر لها سمير فى تعب وقال رأيي ان مهما تحاولى تخبى مش هتقدرى تخبى عليا انا ابدا انتى زيك زى يوسف بالظبط انتي كمان مشاعرك اتحركت ناحيته بس اخلاقك وتربيتك ودينك رافضين وجودها ناحية يوسف بالذات ومشاعرك دى هيا الى مخلياكى عاوزة تساعديه وخاېفة عليه من الطريق اللى ماشى فيه
ارتبكت ايلينا ووالدها يواجهها على هذا النحو بما لم تعترف به حتى لنفسها فقالت بابا انا اشار لها والدها لتصمت مواصلا وهو ينهض لينهى الحوار لو قررتى تساعديه خدى بالك من حاجة مهمة وحطيها حلقة فى ودنك لو حد واقع فى
حفرة وانتى مادة ايدك عشان تخرجبه فرصته انه يوقعك تحت اكبر من فرصة انقاذه بس انا عارفك كويس وعارف انى عمرك ما بتستسهلى تجربتك مع ريان مختلفة عن دى خدى بالك ريان كانت مجرد خطوبة تقليدية ومكنش فيها أي مشاعر من ناحيتك لكن يوسف وصمت بعدها ليغادر المكان قائلا زى ماقولتلك قبل كدة ده قرارك وانا دورى انصحك وبس وقبل جبينها وهو يدعو لها بصلاح الحال انتشلتها نغمات العود الخاص بعلي من أفكارها الصغير يحب الموسيقى وأتقن العزف عليه في وقت قياسي والمدهش أنه يختار نغمات شرقية عتيقة وكلمات صعبة الفهم على فتى في عمره ابتسمت وهي تنهض من فراشها لتقترب أكثر من صوته الشجي بمرح استندت الى الباب وهي تسمعه يشدو رائعة احمد شوقي
مضناك جفاه مرقده
وبكاه ورحم عوده
حيران القلب معذبه
مقروح الجفن مسهده
يستهوي الورق تأوهه
ويذيب الصخر تنهده
ويناجي النجم ويتعبه
ويقيم الليل ويقعده
الحسن حلفت بيوسفه
والسورة أنك مفرده
وتمنت كل مقطعة
يدها لو تبعث تشهده رددت كلماتها دون وعي وعقلها شارد تماما
الحسن حلفت بيوسفه
والصورة أنك مفرده لفت خصلة من شعرها حول اصبعها بابتسامة حالمة ترسم ملامحه للحظة عينيه البنيتين وتلك الخطوط الصغيرة التي ترتسم حولهما حين يبتسم شعره الناعم حالك السواد وأنفه المستقيم في شموخ غريب لحيته القصيرة المهذبة باستمرار والتي لاحظت اخفائها لغمازة صغيرة في ذقنه او ما يسمى طابع الحسن أما شفتيه فهما هزت رأسها في عڼف وهي تردد استغفر الله استغفر الله
وعضت على شفتها السفلى وهي تغلق الباب لتقف خلفه مستندة اليه وهي تقول في نفسها مش حلو أوي يعني عادي خالص وأقل من
العادي كمان
رن الهاتف لينقذها من مواجهة نفسها بادعائها الكاذب فابتسمت وهى تعود الى واقعها بصوت صوفيا ونبرته الطفولية المميزة قائلة صوفيا لسة صاحية
ردت صوفيا فى ارهاق مكنش ينفع انام من غير ما اطمن عليكى انتى واثقة من قرارك ايلينا
جذبت ايلينا الغطاء عليها وقالت كأنها لم تسمعها انا اسفة صوفيا اسفة بجد اني كنت بالقسۏة دى عليكى
تنهدت صوفيا قائلة اللى حصل حصل ايلينا انا خلاص نسيت
قالت ايلينا في تقدير
مشوب بكثير من الاعتذار متعرفيش مكالمتك معايا فرقت كتير ازاى
ابتسمت صوفيا قائلة خدتى قرارك بسرعة ايلينا كنتى محتاجة وقت اكتر من كدة
ردت ايلينا فى شرود لوفكرت مش هغامر هيا فى الأول والآخر مغامرة
لحظات من الصمت قطعتها صوفيا