الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 15 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


أمانة فى رقبتي ولازم احافظ عليكي
تنهدت وهي ترفع رأسها في شموخ تخفي به خيبة أملها بجملته التالية فتحت باب السيارة لتجلس الى جواره ولم يتفوه أحدهما بكلمة طيلة الطريق فكل منهما كان شاردا فى عالمه الخاص
هي تفكر ببوادر الأمل التي لاحت بوضوح فى تلك الليلة فقط تمنت لو فتح قلبه وأخبرها بما يشغله تمنت لو شاركته أحزانه أحلامه كل حياته أغمضت عينيها فى قوة لم يعد هناك داع للانكار هي بالفعل تحبه

أما هو فجزء منه يفتك به الغيظ يقاومه جزء آخر يحمل لها انفعالات أخرى لا يجد لها مسما مشاعر لم يختبرها مسبقا وليس لديه أدنى فكرة ليفك طلاسمها لم يعد يعرف الى أين تأخذه ولكن ربما ترك لها يده وتنازل عن جزء من غروره وعناده والبداية قراره من هذه الليلة ألا يقرب الخمر مجددا
ارتفعت ضحكات الفتيات وهن يفترشن أرض حديقة قصر البدرى بعد انتهائهن من تناول الغداء الذي دعا محمود عائلة ايلينا اليه أخذن يتبادلن الحديث والذكريات في سعادة وأكثرهن مرحا بالطبع كانت صوفيا بطفولتها المعتادة تابعتها سمر في تمعن لا تشعر بالراحة مطلقا لوجود تلك الفرنسية الفاتنة التي لاحظت أكثر من مرة نظرات زين المبهمة اليها لم تتحمل وجودها أكثر فنهضت تاركة المكان تماما لم يتأثر الجمع بغيابها واستمرت الفتيات في حديثهن حيث قالت صوفيا وهى تميل الى ايتن فى عبث
واااو شكله بيحبك أوي
التفتت لها ايتن تسألها في توتر
قصدك مين
أشارت صوفيا برأسها باتجاه حسام الذى أخذ يسترق النظر اليها بين الحين والاخر كمراهق غر فزفرت ايتن فى ضيق
بس يا صوفيا انتي كمان الله يكرمك
عقبت ايلينا وهى تتناول تفاحة من طبق الفاكهة أمامهن والله حسام شاب محترم وطيب وناجح جدا في شغله وبيحبك كتير يا ايتن
عقدت ايتن حاجبيها وهي تهتف فى ضجر
غيرو السيرة الزفت دي ممكن
وحين همت صوفيا بالرد رمقت زين يمر من الحديقة الى الجانب الخلفي من المنزل فتنحنحت وهي تنهض فى خفة قائلة
عن اذنكو شوية وراجعة
ولم تمهل سؤال ايلينا الوقت لتسمعه
على فين صوفيا
ونظرت الى الشال الذى نسته كالمعتاد وهى تتمتم فى ڠضب
برضه صوفيا نسيتيه البنت دى مش معقولة
تبعته حتى وجدته يقف أمام حوض صغير للزهور تتوسطه زهرة حمراء مميزة وهو يمسك بخرطوم مياه ويبدأ فى ريه اقتربت وتنحنحت لتلفت انتباهه فالټفت لها لحظة ثم أشاح بوجهه فابتسمت وهي تقترب من الحوض أكثر قائلة
الله حلو الحوض ده اوووى انت اللى بتهتم بيه على طول
رد فى اقتضاب أيوة
همست وهى تشير بسبابتها تجاهه
الوردة دى شكلها مميز اسمها ايه
كاد زين ان يلتفت اليها ولكنه تراجع وأجابها
مبهتمش اسمي الورد
قالت وهى تقترب تتأمل الوردة فى اعجاب
بس وردة مميزة زى دي لازم يكون ليها اسم
لم يرد فسألته في احراج
زين هوانت ليه مش بتبصلى وانت بتكلمني
عض على شفته السفلى يجيبها في حذر
لو قلتلك مش هتزعلى
عقدت صوفيا ساعديها تجيبه ببساطة
مش هزعل أوعدك
رد دون ان يلتفت اليها
بصراحة مش قادر أبصلك وانتي لابسة اللى انتي لابساه ده
احمر وجهها خجلا نظرت الى جسدها في بطء الى قميصها عاري الذراعين والكتفين فتذكرت الشال التي أعطته له ايلينا وطلبت منها ارتداؤه ونسيته كعادتها في نسيان كل شىء فطرقعت اصابعها وقالت
طيب ثوانى
وركضت كالأطفال لتعود اليه بعد لحظات وهى تغطي ذراعيها وصدرها بالشال ابتسمت وهى تحكم اغلاقه عليها
كدة تقدر تبصلي
أفلتت منه ضحكة صغيرة رغما عنه وهو يسألها
صوفيا انتي عندك كام سنة
ردت دون أن تدرك ما يعنيه
واحد وعشرين سنة بالظبط
اتسعت ابتسامته لتسأله فى فضول
شكلي أكبر من كدة
اتجه ليغلق صنبور المياه والټفت اليها أخيرا نافحا اياها نظرة باسمة وهو يجيبها
بالعكس شكلك بالكتير تمنتاشر سنة
شعرت لأول مرة ببراءة نظرة رجل لها شعرت برقيه وبالفعل أحبت اشاحة نظره عنها وعدم تدقيقه فى وجهها وملامح جسدها أحبت اخلاقه اختلافه التام عنها وهو كان يقاوم بشدة سعادته من هذا القرب يود أن
يعرف أكثر عنها كل شىء يتعلق بتلك الحورية التى تدخله الجنة بمجرد نظرة واحدة من عينيها هاتين لم يعد يهتم بالطريق الذى تأخذه اليه فلتأخذه الى جنتها أكثر ليغرق في نعيمها نظر اليها لحظات قبل أن يسألها
صوفيا هو انتي اهلك ازاى موافقين تسيبيهم وتيجى تعيشى مع بنت خالتك وفى بلد لوحدك على حسب ما قولتي والدك مصرى ازاي يقبل بحاجة زى كدة
مررت يدها فى شعرها وجذبت بعض خصلاته كعادتها ان توترت خفضت رأسها للحظات قبل ان تهمس فى حزن لم يعد يهتم بتفسير تأثيره عليه
ممكن اقولك بعدين
وأحكمت الشال اكثر على جسدها وهى تقاوم ارتجافة ألمت بجسدها فجأة
وفى مكان آخر نهضت ايتن من جوار ايلينا لترد على هاتفها تركتها وحدها لتشرد فيما حدث منذ أيام فؤاد ابن عمها قد تجاوز حدوده بالفعل ظهر في البداية مطالبا بالمنزل الذى يقيمان فيه فالطابق باكمله عبارة عن شقتين مملوكتين للعائلة والذى لايعلمه فؤاد هو أن جده قد كتب هذا المنزل باسم سمير قبل ۏفاته كتعويض له فهو لم يرث أي شىء من أمواله الطائلة التى استولى عليها اخوته بتوكيل عام حرره لهم فى مرضه عاد فؤاد بعد زمن يطالب بحقه فى المنزل رغم عدم حاجتة اليه فقد أورثه أبوه الكراهية لعمه مع المال الطائل الذى تركه له ولكن كل شىء تغير حين رأى ايلينا بقوتها وتحديها له فتغيرت وجهته تماما اليها هي وطلب من عمه الزواج بها ولكنها رفضت بقوة لتبدأ ملاحقاته ومضايقاته لينال موافقتها غير مبال بخطبتها لاخر
سرحانة فى ايه
شعرت بصوته فرفعت رأسها اليه تجيبه فى حزن
ولا حاجة متخدش فى بالك
قطب جبينه فى اهتمام نافيا اجابتها
ولا حاجة ازاي شكلك متضايق لو عندك مشكلة قولى يمكن اقدر اساعدك
نهضت لتقف أمامه تخبره بما تتمنى أن ينكره
عايز تفهمنى انه هيفرق معاك اصلا انت ما بتصدق تلاقى حاجة تضايقنى
تراجع خطوة للخلف لقد توقف عن مضايقتها توقف عن اغراقها فى العمل كعادته علاقته بها لم تكن كأى خطيبين ولكن كانت هناك هدنة على الاقل في الوقت الحالي أشاح بوجهه يهمس في ألم
للدرجادى ايلينا شايفانى انسان وحش
تنهدت فى عمق وهي تهمس في حب لم تشعر بمعانقته لنبرتها
لو كنت شايفاك انسان وحش مكنتش ارتبطت بيك يا يوسف
ابتسم فى شرود
وبعد اللى عرفتيه عني بتشوفينى كويس
ابتسمت قائلة
احساسى قالى انك ممكن تتغير واحساسى مش هيكدب عليا ابدا
الټفت لها بابتسامة صافية فبادلته ابتسامته لأول مرة دون تهكم او اصطناع أو تحدى أو أي شىء من هذا القبيل ابتسامة كانت كافية لتجعل قلب يوسف يستجيب لنبضاته لأول مرة دون مقاومة
زين زين
قالتها سمر في عڼف فالټفت لها زين الذى كان لازال شاردا فى الطريق الذى رحلت منه صوفيا رد فى ضجر وهو ينظر الى سمر الذى أصبح يعاملها بجفاف منذ ما كادت ان تتسبب به بينه وبين والده
نعم فيه حاجة
كټفت ذراعيها وردت فى حدة
الخواجاية دى كانت عايزة منك ايه
تراجع فى دهشة فواصلت
نظراتها ليك طول الوقت مش مريحانى
والنهاردة كمان كانت
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار
تانى احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص
ردت فى اصرار غريب
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها
فى جديه
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ بيتجوز اخته ولا ايه
ردت والدموع تلمع بعينيها
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة
تنهد زين في نفاذ صبر
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى
قسۏة متعمدة
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا
حك ذقنه بسبابته قائلا
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها
بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من
سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم
مش ملاحظة انك مزوداها معاه
ردت في استنكار واضح
مع مين وقصدك ايه
رد فى تهكم
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 123 صفحات