الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 28 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


تتبناها مثلهن للظفر به من جديد
ولكن الأفاعي لعبن على اضعف وتر لديها
الغيرة
ان لم ينجحن فى اقناعها بخيانته فعلى الاقل اوصلنها الى التفكير فى علاقاته العابثة من قبل كادت فى كل مرة ان تفقد عقلها وهى تتخيله مع اخرى قبل ان تدخل هى حياته
تمنت لو كانت اول انثى تخط ذكرياتها على صفحة قلبه
دائما يذكرنها انها حرمت هذا الحق وأن قلبه يحمل صفحات من

ذكريات طويلة له مع أخريات
سؤال خبيث يكاد يفقدها عقلها تماما هل من الممكن ان يحن الى ماضيه فى يوم ما حين يكتفى منها ويخفت شغفه بها
استغرقت فى أفكارها تماما حتى عادت الى واقعها بقبلته على شعرها
رفعت رأسها بابتسامة جاهدت كثير لترسمها على شفتيها
تبادل معها حوارا عاديا وهو يبدل ملابسه حتى تفاجىء بسؤالها
يوسف انت ليه مش عاوزنى ارجع شغلى
توقف لحظة وهو يضع ملابسه فى الخزانة والټفت لها قائلا فى هدوء
انا مرفضتش انك ترجعى الشغل بس لو هترجعى هترجعى مديرة لقسم التصميمات مش مديرة لمكتبى فاجئها بما قاله فسألته فى حيرة
وليه بقا
تمعن بها للحظات هل يخبرها انه اعتاد دوما ان يفصل بين حياته الخاصة وعمله وانها بالذات ستفقده تلك العادة تماما فان بقيت امامه لن يهتم حينها بشىء مطلقا سواها شغفه بها قد وصل حد الهوس واذا عادت الى عملها فربما فقد اعصابه فى أي لحظة وقبلها او ضمھا ليس ربما بل مؤكد هذا سيحدث ليراهما اى موظف فى
وضع غير لائق
هيا الاجابة صعبة اوى كدة
قالتها ايلينا وهى تعقد ساعديها فى مواجهته سامحة لكل شياطين الكون ان تتناول عقلها بالشك كما تشاء وأضافت بسخرية
ولا عايز تكون على راحتك
رد فى حدة وقد ازعجه ما رمت اليه
قصدك ايه
قطبت جبينها تجيبه في ڠضب
انت فاهم قصدى كويس شكلك كدة حنيت لمغامراتك القديمة
زفر محاولا الحفاظ على هدوئه وهي تخبره صراحة بانعدام ثقتها به
يبقى الحكاية بقا مش حكاية شغل سيادتك عايزة تراقبينى مش مكفيكى التلفون اللى كل ليلة بتقعدى تفتشى فيه عاوزانى اكون تحت عنيكى على طول
حاولت الرد فاوقفها بكفه قائلا وهو يحتد بنبرته اكثر
احنا قبل ما نتجوز وانتى عارفة ان كان عندى ماضى وخلاص انا رميته ورا ضهرى ومش عايز ارجعله تانى لكن انتى مصرة كل مرة ترجعينا ليه مش قادرة تثقى فيا وفى حبى ليكى وتقتنعى انى اتغيرت
اخفضت رأسها للحظات وادركت انها بالفعل تسرعت ككل مرة فاقتربت تمسك بكفيه تحاول أن تعتذر مدعومة بأنوثتها الفجة
اعمل ايه يا يوسف بغير عليك كل ما اتخيل انك كنت مع واحدة قبلى ببقا هتجنن انا عارفة انه ماضى وانتهى عارفة انى ممكن اكون مچنونة بس كتير كنت بتمنى اكون اول واحدة فى حياتك الغيرة بټقتلنى يا يوسف
نظر الى اناملها التى تحيط كفيه وابتسم في حزن
يا ريتها كانت غيرة يا ايلينا لكن ده شك وانا طول الوقت اللى فات وانا بحاول اقنع نفسى بالعكس بس هيا دى الحقيقة وانا مش هستحمل كتير شكك فيا ولا نظرة الاتهام اللى على طول بشوفها فى عنيكى اللى ساعات بتحسسنى انك ندمانة انك ارتبطتى بيا
سارعت تنفي ما قاله بسرعة
يوسف لا اوعى تقول كدة انت اجمل حاجة حصلت فى حياتى
نظر لها فى تمعن ليجد ان عينيها لازالت تحمل الكثير الذى يرفض لسانها البوح به فاقترب ليقبل جبينها فى بطء قبل ان ينسحب الى فراشه قائلا
مش بالكلام يا ايلينا مش بالكلام
شهر قد مضى عليها وهى تقيم فى منزل ايلينا القديم فقد رفضت العودة معها الى القصر بعد كل ما تسببت لها هذه العائلة من الم أخفت الأمر برمته عن صديقتها وأخبرتها فقط بحاجتها الى البعد لتعييد تقييم علاقتها بزين من جديد لم تشأ ان تقحم ما فعلته به هذه العائلة ليفسد ما بين ايلينا ويوسف فهي تعرف أن صديقتها لن تمرر ما حدث ان علمت به مرور الكرام فى البداية شعرت بڠضبها على زين فهو لم يهتم بالسؤال عنها كأن لم يجمعهما شيئا ذات يوم
هل تضايق لأنها طردته من غرفتها يوم ان ظنت انه من فعل تلك الفعلة الشنيعة
ام تضايق هو من سوء ظنها به
من من حقه ان يغضب من الاصل
هى من اهماله
ام هو من رد فعلها
قضت اغلب اوقاتها فى الرسم وانتظمت ايلينا في زيارتها يوميا لتقضى معها بعض الوقت مكررة محاولاتها لاعادتها الى القصر دون جدوى اتخذت قرارها ذات لحظة بالعودة من حيث أتت ورأت ان هذا افضل للجميع ولكنها تحججت بحالتها الصحية التى لم تستقر بعد لترجىء الأمر قليلا حجة واهنة ساقتها مشاعرها المعذبة واستجاب الجسد وأعلن ضعفه بالفعل ليثبت مصداقيتها أكثر فهي لاتحتمل البعد لا تحتمل الفراق
مر الوقت
خفت صوت العقل تماما
تمكنت المشاعر من كل شىء
احتل زين وشوقها اليه كل ذرة من تفكيرها
شوق عارم محا كل قسوته فى لحظة واتخذ له كل الاعذار بل وضعه فى مكان الضحېة
مبررات كثيرة اتخذها قلبها له ورفضها عقلها ليثور القلب ناثرا فوضاه بكل ذرة من احساسها فيرفع الكيان بأسره رايته البيضاء مهزوما فلم يعد لشىء سلطان عليه
فتحت هاتفها وطالعت بعض الصور التى التقطتها لهما سويا
كم منعت نفسها من مطالعتها حتى لا يتغلب الشوق عليها وبما أن المعركة قد حسمت فلا ضير أبدا أن تراهما مرة واثنان وعشرة
ابتسامات وديعة نظرات تحطها بالدفء والأمان هذا لم يكن وهما مطلقا بل كانت حياة بأسرها حياة عاشت كل لحظة بها وانتظرت ما لم تعشه بعد منها
هي لم تحتج صورة على هاتف لتدرك هذا
لم تحتج أن تتذكر ما لم تنساه من الأساس
زين الدين في كل شىء تحط نظراتها مرساه عليه بل بين جفونها ان أغلقتها عن العالم
بين ألوانها التي تمزجها لتصنع
لوحة وفي أوراقها التي لم تمسها أقلامها بعد
تنهدت بعمق وهي تستسلم تماما و تدير رقمه ليدق قلبها وترتعد يدها وهى تشعر ان ما يفصلها عن سماع صوته هى تلك الرنات السخيفة
كادت ان تنهى المكالمة حين اوشك الرنين على الانتهاء ليقطع صوته كل شىء وكأنه يأتيها من داخلها وليس عبر الهاتف
صوفيا
زين ممكن اشوفك ضرورى
وفى المكان والموعد المحدد جلست أمامه محاولة الحفاظ على ثباتها وهى تتأمل هدوئه الذى ازعجها واقلقها
تأملت ملامحه للحظات وهو يعبث بكوب العصير امامه فى شرود دون ان ينظراليها فهمست فى عتاب
هنت عليك يا زين طول الفترة اللى فاتت دى متسألش عنى
تنهد وهو يرفع رأسه ببطء اليها
كنا محتاجين فترة نبعد يا صوفيا عشان نقدر نفكر كويس
واضاف بشبح ابتسامة واهنة
لو مكنتيش اتكلمتى انتى النهاردة كنت هكلمك انا بكرة او بعده بالكتير
ابتسمت وهي تمد كفها في تردد تتمنى لو لامست أنامله ولكنها قبضته وأعادته في منتصف الطريق تسأله ان كان لازال هذا حقها أم لا
يعنى وحشتك
أرادت ان تطمئن نفسها باجابته ارادت ان تحصل منه على اقراره بهذا
نظر لها طويلا قبل ان يعود بظهره الى مقعده فى استرخاء
صوفيا اسمعينى انا فكرت كويس الفترة اللى فاتت ووصلت ان انا وانتى مينفعش نكمل مع بعض بأي شكل
تصلبت عضلات وجهها تستوضح منه ماقاله
انت قولت ايه
تابع وهو يقطب حاجبيه ويتحاشى النظر اليها لا يتحمل ابدا ان يرى صډمتها فيه
انا وانتى غير بعض فى كل حاجة مستحيل نقدر نتجمع فى نقطة واحدة انتى انسانة متهورة مبتديش فرصة لعقلك انه يفكر مبتعمليش حساب لاى حد ولا اى حاجة مهما احذرك ومهما احاول معاكى برضه
بت
قاطعته بعينين التمعت فيهما دموع القهر هاتفة
انا عملت كدة عشان ايتن عارفة انى اتصرفت بتهور بس مكنش قدامى حل تانى
رد فى قسۏة متعمدة وهو يضرب المائدة بكفه وضع نفسها في خانة الذنب يذبحه وهو الجاني والمذنب والمشتت
وانا مش هقدر استحمل تهورك ده انا كنت انسان ماشى بعقلى عارف انا عاوز ايه كويس من ساعة ما ظهرتيلى وانتى خلتينى اقبل بحاجات عمرى ما كنت اتخيل انى هقبلها انا مش عارف هقدر مستحمل ده ولا لا بس اللى متأكد منه ان اختلافنا ده فى يوم هيقضى على اى مشاعر جوانا
هزت رأسها في الم تحاول أن تجمع شتات أمرها بأي كلمة ما يخبرها به ليس مجرد عبارات ينهي بها عاشق علاقته بمعشوقته بل أنه ينهي حياتها بأسرها التي لخصت كل معانيها به يشوه حبا راهنت عليه بعمرها كله
لا يا زين ارجوك حبى ليك مش بالضعف ده ابدا حبك غيرنى غير فيا حاجات كتير بلاش تسيبنى زيهم يا زين انت غيرهم
نظر لها لحظات وبعدها اشاح بوجهه وهو يقول بصوت متهدج بعض الشىء
خلاص يا صوفيا انا خدت قرارى وكل حاجة بينا انتهت
تمتمت وهى على وشك الاڼهيار كأنها لم تعد تسمعه
لا لا انت لا انت مش زيهم انت مش زيهم
اغمض عينيه بقوة محاولا اضفاء
التماسك على عبارته
الحب لوحده مش كفاية كل حاجة بينا انتهت ومسح وجهه بكفيه قبل ان يتابع وكأنه يطلق رصاصة مباشرة الى قلبها لينهي أي أمل لديها
انا وسمر فرحنا اخر الشهر الجاى
هل ما سمعته كان حقيقيا زفافه على اخرى للحظة طنت ان الأرض قد توقفت عن الدوران وان اللغة ربما تبدلت حروفها ومعانيها او هى بعدها لم تتعلمها من الاساس او ربما كان من يجلس امامها يحمل وجه زين وليس هو ابدا
تعلم بحب بسمر له فربما تتوهم
أمسكت بطرف المائدة وهي تحاول النهوض
انت قولت ايه هتتجوز
لم يرد فانسابت دموعها اكثر وهى تهتف فى مرارة
حبتها امتى يا زين
رد دون ان ينظر لها
قولتلك الحب مش مهم ساعات التفاهم لوحده كفاية
اشارت الى صدرها بقبضتها تهمس في قهر
وانا انا يازين صفحة واتقفلت تجربة وانتهت حالة كأنها ما اتعشتش ولا مرت فى حياتك
واضافت وهى تمسح دموعها بظهر يدها في حړقة
انا سامحتك يا زين على كل حاجة سامحتك
على البهدله اللى اتبهدلتها بسببك على اهمالك ليا سامحتك واعتبرت نفسى الغلطانة مش قادرة اصدق انك ترمينى بالشكل ده انت وعدتنى انك مش هتسيبنى ابدا وعدتني انك كل اهلي انت ابويا وأخويا وصاحبي و حبيبي
نهض فى
بطء محاولا الا
يجعل دموعها على هذا النحو تؤثر به فالشعرة الضعيفة التي تفصله عن التراجع ستحترق بڼار لوعته
صوفيا اكيد فى يوم هتلاقى حد يحبك وي
دفعته فى صدره صائحة تمنعه من امتهان حبها المقدس
ولا كلمة ولا كلمة انا زين حبيبى هيفضل فى قلبى عمرى كله
وتمعنت به لتضيف في نبرة بائسة وهي تهز رأسها في قوة
لكن انت مش هوا مش هوا مش دى طريقة كلامك ولاده الأمان اللى كنت بحسه معاك
وفرت من امامه وصوت نحيبها يصله حتى غادرت ليجلس على مقعده فى تهالك
هل حقا هو الرحيل بلا عودة
هل عيناها التى طالما سحرته بكت أمامه هكذا دون أن يخضع ولو للحظة
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 123 صفحات