الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 5 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


بيه برسم ملامحكو وبشوف وشوشكو عمرى ما حسيت انى فيه حاجة ناقصة
طالعه محمود من جديد هذا ليس طفلا فى التاسعة ابدا بل هو رجل فى حكمة السبعين ربت على كفه قائلا انت عاوز تعرف ايه يا على انا كويس يا حبيبى
ابتسم على قائلا حضرتك قررت بعد سنين طويلة نرجع مصر رغم ان ماما ماټت من خمس سنين فليه التوقيت ده بالذات وبعدين طول الوقت حاسس انك تعبان وبتخبى

دمعت عينا سمير فاقتربت يد على تتحسس خده وتمسح دمعته قائلا انا اسف بابا مقصدتش ازعلك انا كنت حابب بس اطمن عليك
وقبل ان يرد سمير شعر الاثنان بباب الشقة يفتح فمال سمير الى ولده هامسا بحزم على اوعى تتكلم قدام اختك فى حاجة
كان على يريد ان يكمل حديثه او يسأله عن سر عدم رغبته فى الافصاح عن مرضه ولكنه رضخ لابيه وقال فى ادب حاضر يا بابا
دخلت ايلينا عليهما وقالت في مرح السلام عليكم
رد سمير وعلى وعليكم السلام
ابتسم سمير قائلا اه بس الكافيه خد منى مجهود واضاف بضحكة حاول جيدا ان تبدو طبيعيه الظاهر انى كبرت وعجزت خلاص
ابتسمت ايلينا وهى تدلك رقبتها عجوز ايه يا بابا انت لسة فى عز شبابك
قال سمير فى اهتمام طمنينى عليكى اخبار الشغل ايه
مدت ايلينا شفتيها قائلة في سعادة ماشى الحال الشهر اللى اتحطيت فيه تحت الاختبار عدى خلاص وهبدأ اشتغل فى ازياء هتنزل فى الكوليكشن بتاع الموسم الجاى متتخيلش انا قلقانة قد ايه
نهض سمير فى الم تحامل ليخفيه ومسح على شعرها قائلا وليه القلق زى ما نجحتى هناك هتنجحى هنا برضه ان شاء الله
هزت ايلينا رأسها قائلة التصميمات اللى انا قدمتها تعتبر غريبة شوية ومش عارفة الناس هنا هتستقبلها ازاى
وتنهدت وهى تنظر الى ابيها قائلة انا بحب اكون دايما عند ثقة اللى قدامى ويوسف ادانى ثقته وانا مش عايزة اخذله
قطب والدها حاجبيه فى اهتمام قائلا يوسف
تنحنحت ايلينا وقالت ماهو الشركة اللى بيديرها الباش مهندس يوسف وهوا ادانى كل الصلاحيات
نظر سمير فى عينى ابنته للحظات فارتبكت وتراجعت قائلة انا هروح اغير هدومى عشان نتغدى سوا
واتجهت ايلينا الى غرفتها وقفت تتأمل نفسها امام المرآة لحظات وهى تعبث فى شعرها فى شرود وتتساءل لماذا ارتبكت هكذا حين ذكر اسمه لماذا طالعها والدها بتلك النظرة هى لا تنكر مطلقا انها تعجب بذكائه ورجاحة عقله ففى هذا العمر يدير هذا الصرح الكبير ليحفر له اسما ناجحا واضحا فى سوق رجال الاعمال يعجبها انضباطه وجديته وايمانه بموهبتها فقد وافق على المغامرة بطرح
اما ما حدث فى صباح اليوم التالى فلم يعجبها هى وتغيرت تلك الصورة التى رسمتها فى خيالها ليوسف لتحل محلها صورة اخرى
الفصل الثالث
تابعته في شرود وهو يتفحص آخر ما أنجزته من تصميمات على حاسوبها الصغير عبثت باحدى أطراف حجابها المتدلية على كتفها في ابتسامة لا تعرف كيف تستوطن شفتيها كلما تأملته عن قرب هكذا نظر اليها بابتسامة رضا محت بسرعة ابتسامتها البلهاء تلك وهو يقول في حماس التصاميم غريبة بس جميلة انا شايف ان شاء الله شركتنا هتنفرد بيها
ازدردت ايلينا ريقها فى ارتباك لا تعرف مصدره ارتباك يصيبها فقط حين يثني على عملها أو ينفحها احدى ابتساماته ارتباك لا تجد له تفسير وتخشى أن تعرف له مبرر أتمنى يا فندم
اغلق يوسف الحاسوب أمامه ونظر لها فى تمعن داعب ذقنه بسبابته لحظات قائلا قلقانة
هزت كتفيها محاولة التظاهر بالثبات من هجوم نظراته المباغت دون أن تتحاشاه قائلة أكيد حضرتك شيلتنى مسئولية واسم المجموعة ودى حاجة مش سهلة أبدا
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما قائلا في تقدير مكنتش هعمل كدة لو مكنتش واثق من النجاح واضاف وهو يشبك اصابعه ويميل اليها قليلا معطيا الفرصة لعطره أن يتسلل الى أنفها ليربكها أكثر وواثق كمان انك اضافة كويسة للمجموعة تراجعت للخلف وتنحنحت لتستعد ان ترد مجاملته وقبل أن تفعل فتح الباب عنهما نظر يوسف الى الفتاة قائلا فى ڠضب وبفرنسية سليمة جينا ماذا تفعلين هنا وكيف تمكنت من الدخول الى مكتبى
ابتسمت فى خبث قائلة اتعني الى مصر
أم الى عملك
زفر فى نفاذ صبر وهو يترك ذراعيها في ملل الاثنان
مالت بوجهها قليلا لتنسدل خصلة من شعرها على وجهها فى اثارة وهي تقول أنسيت أنني مضيفة طيران ياعزيزي كان لدي رحلة إلى مصر وبمجرد أن وطئت قدمي أرض وطنك قدمت إلى هنا مباشرة لأستزيد برؤية عينيك البنيتين هاتين وملامحك التى أعشقها يا فارسي الجميل
نظر يوسف الى ايلينا التى أشاحت بوجهها الى الاتجاه الآخر وهو يتنهد ظنا أنه قد افلت فهى لا تعرف الفرنسية على حد علمه عليه أن يتظاهر بأقصى درجة من الجدية اذن لتظن أنها مجرد عميلة أجنبية تتعامل بوقاحة الغرب وانفتاحهم ليس أكثر الټفت الى جينا قائلا في صرامة جينا لا تخدعي نفسك لم تكن بيننا هذه العلاقة أبدا علاقتنا كانت عابرة خالية من أي مشاعر علاقتنا كانت للمتعة فقط أنا لم أخدعك فلاتوجد أنثى على وجه الأرض بامكانها تحريك مشاعر يوسف البدرى
اقتربت جينا وأمسكت بياقة قميصه قائلة في دلال أواثق أنت أنني لم أفعل أم أنني لا استطيع أن أفعل
زفر في ضيق وهو ينزل كفيها أخبرتك أن تتوقفي عن هذا
التفتت جينا الى ايلينا ورمقتها من اخمص قدمها الى رأسها كأنها لم تنتنبه لوجودها سوى الان رفعت الثانية نظراتها اليها هذه المرة لتتواجه العيون بتحد لم يفهم له يوسف معنا نظرت جينا من جديد اليه قائلة وهى تكتف ذراعيها حسنا عزيزى انت تعرف اين انتظرك واعرف جيدا كم تشتاقنى وان تظاهرت بالعكس هل ستأتي
اراد يوسف ان يصرفها من امامه بأى طريقة فهو يخشى من تماديها أكثر من هذا فعض على شفته السفلى قائلا نعم سأفعل
ابتسمت فى ظفر وهى تتراجع للخلف وترسل له قبلة فى الهواء اغمض يوسف عينيه فى تقزز كأنه يمتنع عن استقبال تلك القبلة المجازية الټفت الى ايلينا التى كانت تشيح بوجهها عنه محاولة بقدر المستطاع اخفاء انفعالاتها وصډمتها فيه فقال لها بالفرنسية دون وعي اذهبي الى مكتبك الان ايلينا وسنتابع غدا انتبه للغة وحين هم ان يكرر ما قاله بالعربية وجدها ترد فى حنق بالفرنسية أيضا
حسنا سيدي نتابع غدا
اتسعت حدقتا يوسف وقبل ان تصل الى الباب لترحل ناداها قائلا فى تلعثم انتى بتعرفى فرنساوى
توقفت لحظات قبل ان تستدير له قائلة فرنساوى والمانى وانجليزى بعد اذنك
مرر يوسف يده فى شعره وهو يشده فى غيظ من هذه الفرنسية الغبية لا يحب ان تنتقل تلك الصورة عنه بين موظفينه او اهله وان كان والده قد علم بالمصادفة فلن يسمح لتلك المصادفة بالتكرار من جديد لايعرف حقا هل يمقت نمط حياته هذا ام يحبه ام هو مجرد اعتياد ورهبة من التغيير هل بامكانه ان يغير معتقده عن النساء يوما ما انهن لم يخلقن الا من اجل المتعة وان الزواج بمسئولياته قد يسلبه اياها عض على شفته السفلى فى حنق وهو يتذكر نظرة ايلينا له وحظه العاثر فى معرفتها بالفرنسية بينما كان يتحدث مع جينا بحرية ظنا منه انها لاتفهم اى شىء مما يقول حاول تذكر ماقاله وهو يجول فى مكتبه فى ڠضب حاول التنفيث عنه فرفع سماعة الهاتف اخيرا وطلب من هالة مديرة مكتبه الحضور وفى لحظات كانت أمامه نظر لها يوسف فى ڠضب أرعبها قائلا سيادتك كنتى فين
نظرت له هالة فى تساؤل فواصل يوسف بلهجة لاول مرة يحدثها بها الاقى الناس داخلة عليا من غير معاد وكأنها وكالة من غير بواب سيادتك ملكيش لزمة هنا ولا ايه
قالت هالة بسرعة وفى توتر يافندم انا روحت الحسابات عشان
بسط يوسف كفه امامه قائلا ولا كلمة انتى من النهاردة مش مديرة مكتبى وهنقلك مكان تانى لمعت الدموع فى عينى هالة ولكنها لم تؤثر تماما فى يوسف وحين همت بالحديث لتسوق له اى مبررات اكتفى يوسف بأن اشار الى الباب وقال فى اصرار على مكتبك وفترة مؤقتة وحد هياخد مكانك فذهبت من امامه وهو يلعنها ويلعن جينا فى سره كلما تذكر ماحدث وڼار غضبه تتأجج اكثر ولا يعرف لما غضبه يتضاعف اكثر لان المصادفة هذه المرة اختارت ايلينا بالذات زفر فى ڠضب وهو يغلق عينيه ويزيح تماما الفكرة عن رأسه نعم هى
مختلفة فى كل شىء وذكية ولكن اعجابه بها لا يتعدى اعجابه بموظف نشيط ومجتهد ولا يمكن ان يتخطى اكثر من ذلك فهى فى النهاية مجرد انثى والاناث لديه يخضعن لقاعدة لاتشذ عنها سوى أمه لم يستطع ان يبقى فى مكانه اكثر غادر المجموعة بعد ان ترك خبرا لزين وحسام برحيله وبينما كان يغادر طرد هاجسا قويا عن باله بلا رجعة هاجسا يدفعه الى الذهاب الى مكتبها وتقديم اى مبرر لما حدث ولكنه تراجع فلتعتقد ما تعتقد ولتذهب الى الچحيم ما شأنه فقد حدث ما حدث
قلقتنى ياسمير مالك هتف بها محمود في خوف بينما كان يجلس مع سمير على إحدى الطاولات فى مقهاه
وضع سمير جبينه بين سبابته وابهامه ليمسده قائلا خاېف اوى يا محمود
قطب محمود حاجبيه في قلق قائلا من ايه يا سمير ما تتكلم على طول
لاحت شبح ابتسامة يأس على شفتى سمير وهو يتنهد قائلا الدكاترة قالو خلاص اني حالة قلبى مش مستحملة
اغمض محمود عينيه فى ألم متذكرا ماعاناه سمير مع مرضه في الماضي وقال المړض ده لسة بتعاني منه
مسح سمير وجهه كأنه يخفي علامات ألمه البادية بوضوح على ملامحه قائلا طول عمرى متعايش معاه بس الظاهر خلاص هنجيب اخرنا مع بعض
مد محمود يده ليربت على كف سمير قائلا في حنان متقولش كدة يا راجل الدكاترة بتحب تهول خلى املك فى الله كبير
رفع سمير حاجبه قائلا انا مش خاېف على نفسى يا محمود انا خاېف على عيالى من بعدى مش هيبقالهم حد انا لما لقيت المړض بيتمكن منى رجعت بيهم على مصر على طول كنت خاېف يكملو باقى حياتهم فى الغربة وينسو كل اللى اتعلموه
ويبقو خواجات زى اللى عايشين معاهم لكن هنا اهو الاسم عايشين وسط اهلهم وناسهم
عض على شفته السفلى وهو يقاوم تأثير هذا الهاجس الصعب في تخيل قسۏة الحياة على أبنائه من بعده قبل أن يرفع رأسه مجددا ويضيف بلهجة كلها رجاء لو جرالى حاجة يا محمود عيالى أمانة فى رقبتك
قال محمود ودمعة تعاطف تلوح فى عينيه
ياراجل ان شاء الله تبقا كويس وتفرح بيهم وعيالهم وعيال عيالهم كمان واشاح بوجهه للحظات قبل
 

انت في الصفحة 5 من 123 صفحات