الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

المستشفى. 
مهاب طب يامهون عايز اخلص والله ياادم هنا مرمطة والمستشفى بتعطيني ملاليم خليني اقف علي رجلي وادخل دنيا واستت بقي اصل انتوا كده هتخللوني.
آدم طب ماتتنيل وتتجوز ماانت عندك الشقة واتجوز علي ماتفتح عيادة 
مهاب اطلع منها وشوف شغل وخليني اسافر وبعدين ابقي اتجوز.
آدم بمكر أنت ممكن تشتغل هنا وهتبقى احسن بس أنا عارف أنت عايز تسافر ليه 
مهاب اطلع منها انت ياناصح وخلص لي موضوع الشغل وموضوع الجواز هخلصه أنا بعدها. 
آدم مش هجوزهالك. 
مهاب مش بمزاجك ياآدم وطالما بتتكلم ع المكشوف يبقى افهم انها ملكي من يوم مافتحت عينها على الدنيا. 
آدم روح اطفح يازفت علي اما اشوف البلوة اللي جوه دي.
دخل آدم الغرفة بهدوء وجد ميار لم تفق بعد ذهب إلي الكرسي الذي في ركن الغرفه وجلس عليه والتفكير يكاد يفتك رأسه. في حيرة من أمره ماذا عساه فاعل بعد.
بعد دقائق أفاقت ميار تأن من الۏجع انتبه إليها ولم يتحرك من مكانه...ظلت تتوجع حتى أفاقت تماما تنظر من حولها فلمحته في ركن الغرفه
ميار بۏجع هو أنا لسه عايشة ولا متت.
نهض من جلسته واقترب منها قائلا عايشة ورحمتك من المۏت واخدتك من أبوكي اللي كان ناوي يقتلك.
ميار بأنين واضح المۏت رحمة من اللي زيك وزي أبويا. 
آدم ما أنا عارف ان المۏت رحمة من اللي لسه هتشوفيه معايا. اوعدك يا ميار المنزلاوي انك معايا هتتمني المۏت ومش هتنوليه.
تركها ووقف علي الباب ينادي بعصبية مهاااب انت يازفت. 
جاء مهاب ومازال الاكل في فمه يتحدث بصعوبة ايه ياعم ماتهدي هو انا كنت شغال عندك ياجدع انت ېخرب بيت عصبيتك دي يااخي. 
آدم تعالي شوف المصېبة اللي فاقت دي 
دخل مهاب وجد ميار قد فاقت والمحلول مازال يقطر. 
مهاب بابتسامة حمد الله على السلامة. 
جلس بجوارها علي السرير و أزال المحلول من يدها ومازالت تأن من الۏجع. 
مهاب حاسة بإيه 
ميار والدموع تقطر من جانب عينيها حاسة بۏجع مش قادرة اوصفه 
مهاب طب انا هعطيكي أقراص مسكنة دلوقتي وهتبقي كويسة...
ميار تأن ال الأقراص مفعولها بطيء مفيش أي حقنة. 
مهاب أيوة هعطيكي بس قوليلي بقي سنك كام سنة كانت تجيبه أثناء تجهيزه للحقنة
ميار 24 سنة. 
مهاب تعليم عالي ولا متوسط
ميار خريجة كلية صيدلة. 
مهاب مبتسما وهو يعطيها الحقنة ايه الحلاوة دي دكتورة زميلة يعني. طب قوليلي بقي ايه اللي رماك علي شبح الليل ده وأدار رأسه له. 
كان آدم واقفا يزفر بشدة. 
ميار پألم نصيبي. 
مهاب بمزاح نصيبك أسود. 
آدم ها خلصت عايز علي العصر تقف وتكون تمام أنا مش هأجل السفر. 
مهاب هتبقي كويسة ان شاءالله. 
ميار طب سيبني هنا لحد ماترجع. 
آدم بانفعال انتي اټجننتي
أسيبك فين انت لسه جايلك عين تتكلمي بدل ما تشكريني اني رحمتك من ابوكي.
ميار پبكاء طب اشوف ماما قبل مااسافر. 
مهاب طب اهدي لو سمحتي ياميار.
آدم كتر كلام مش عايز بدل ماأقول كلام ملوش لازمة تتقال.
خرج مهاب من الغرفة ونادي آدم. 
آدم بعصبية عايز ايه 
مهاب عايز افهم. 
آدم مش مهم تفهم حاجة. 
مهاب لا لازم افهم ايه قصتك انت والبنت دي دي متدمرة نفسيا وجسديا فيه ايه يا ادم عمرك ماكنت بالقسۏة دي قسوتك هتعميك ياآدم. 
آدم بكرة تفهم كل حاجة يامهاب وقسۏتي دي مش من فراغ مالطيبة هي اللي خلتني
أفقد أعز الناس. 
مهاب الدنيا مبتقفش ياآدم وكل واحد فينا بيشوف اللي مكتوب له وعلينا بس بالرضا.
رن هاتف آدم برقم ففتح
الخط أيوة يااتش خير. 
..
مهاب هو انا سيبت النبطشية بدري نص ساعة بس. 
..
مهاب خلاص خلاص جاي هو ده اللي باخده من شغل الحكومة سلام.
مهاب عاجبك كده اهو انا تغيبت وتجازيت عشان خاطر سيادتك انا ماشي اما اشوف فيه ايه. 
آدم ماشي بالسلامة وخلي بالك من نفسك. 
مهاب الله يسلمك وسلم علي طنط وأيتن علي اما اكلمهم. 
آدم متزودش الكلام مع أيتن يامهاب عشان مزعلكش.
مهاب بمكر اطلع منها انت انا قاري فاتحتها مع عمي الله يرحمه. 
آدم كنت قاريها بقي وهي بترضع. 
مهاب اخرس بقي.. وادخل شوف مراتك وخلي بالك انها علي حافة اڼهيار. 
آدم طب ياللا انت عشان متتاخرش.
فى تمام الثالثة عصرا كان آدم وميار لك يجلسان في المطار في صالة الانتظار
تجلس ميار ترتدي عباءة سوداء وطرحة سوداء ونظارة سوداء كبيره تخفي ينيها الزرقاء المتورمه من آثار الضړب.
جلس آدم يتصفح هاتفه حتى اتاه اتصال رد عليه قائلا ايوه يا ماما انا في المطار يا حبيبتي ان شاء الله ربع ساعه وهنركب الطياره ما تخليش حد يستناني انا هاجي على الشقه بتاعتى.
امه
آدم ايوه يا ماما معايا 
امه ....... 
آدم خلاص يا امي اهدي انا عندي وعدي ليك.
امه ....... 
آدم ممكن مش عايز دموعك تنزل تاني. 
أمه ...... 
آدم حاضر هرتاح بس النهارده عشان انا تعبان شويه بقى لي يومين ما نمتش و هاجي لك بكره
أمه.......
آدم ماشي يا حبيبتي سلمي لي على ايتن مع السلامة
شردت ميار في مكالمة ادم لامي تعجبت كيف ان يكون حنونا وقاسېا في نفس الوقت.
افاقت من شرودها على صوت ادم يلا هنركب الطيارة.
بعد مرور عدة ساعات كان ادم وميار قد وصلا الي شقة ادم التي سيمكثان بها.
نفس مشهد اليوم السابق يتكرر امام عينيها ولكن هناك فرق شاسع ما بين اليوم وامس هي الامس كانت بالابيض تأمل في حياه سعيدة تعوضها عماعشتهم ولكن هي اليوم بالاسود وتعلم جيدا ان حياتها سوف تكون بنفس هذا اللون.
عندما فتح آدم الباب دخلت دون ان تنتظر أن يقول لها ادم فهو مصير ولا بد منه دخلت تلملم أذيال خيبتها لتأملها لحياة افضل.
دخل ادم خلفها واغلق الباب وجدها تقف في منتصف الصاله وعلى وجهها علامات الۏجع والياس.
وضع ادم حقيبته من يده ووقف قائلا لها بلهجة تحذير الشقه دي ثلاث اوض. اوضة نومي و اوضة المكتب و فيها شغل والاوضه الثالثه فيها اجهزتي الرياضيه ممنوع تدخليها لانها غرفه الرياضة الخاصة بي.
نظرت له ميار متسائلة طب انا هنام فين 
رد عليها آدم نامي في أي حتة في المطبخ في الصالة لكن اوضى دي ملكية خاصة ممنوع تدخل عليهم.
لم تنتظر منه ميار اجابه افضل فقد هيأت نفسها لكل ماهو سيء ولم تنتظر كلمة أخري وألقت نفسها علي أريكة في الصالة من شدة الألم الذي تشعر به في جسدها.
ادم هو الآخر كان قد حل به ارهاق الأيام الماضية فدخل غرفته واستلقى على السرير واستغرق في النوم.
مرت ساعات استيقظ آدم علي صوت انين ثم غلبه النعاس وغط في النوم مرة أخرى ثم استيقظ مرة أخري علي صوت آهات وأحد يناديه وفجأة تذكر ميار.
نهض بتثاقل ثم فتح باب الغرفة وخرج فوجدها تتلوى على الاريكه وتستنجد به أرجوك الحقني جسمي كله بيوجعني الألم بيموتني مش قادرة استحمل.
آدم بقولك إيه أنا عايز أنام ومش عايز دوشة. 
فتركها ودخل غرفته واغلق الباب خلفه بقوة.
تمدد آدم على سريره محاولٱ معاودة النوم مرة أخرى ولكنه لم يستطع صورتها وهي تتلوى وتئن ترفض ان تفارق مخيلته قال لنفسه عايز ايه يا ادم!!! عايز تساعدها قوم بس مش ده اللي كان نفسك فيه. مش كان نفسك تعذبها.. وأهي پتتعذب.. قلبك وجعك ليه بدل ما قلبك يرقص في الفرح. عملت اللي أنت عايزه ودمرتها وكسرت أبوها لسه ناقص إيه كفاية كده ياآدم وارجع آدم بتاع زمان. 
نهض آدم واعتدل على فراشه قائلا بصوت مسموع زمان زمان كنت آدم تاني فرحان بأهلي وبعيلتي ومحدش كسرنا وحړق قلبنا تطاير الشرر من عينيه وهو يتذكر ذكريات مؤلمة لا تريد أن تفارق خياله..
نهض
منفعلا وخرج وجدها مستلقاه أرضا تبكي ۏجعا رأته قالت من بين دموعها طب شوف لي أي مسكن أنا تعبانة أوي.
مال
عليها آدم ومسكها من شعرها وقال
لها انت لو بټموتي و بإيدي ارد فيك الحياه هاسيبك ټموتي... ما تستنيش مني ان اساعدك. ثم دفعها بقوة فوقعت على الارض مرة اخرى
زحفت ميار قليلا ثم استندت على إحد الكراسي ثم حاولت جاهدة انت تقف استنادا علي الحائط ثم مشت خطوات قصيره حتى وصلت الى الحمام ودخلت وانتزعت ملابسها وقفت تحت الماء الدافئ لعله يهدئ من الام جسدها.
دخل آدم غرفة مكتبه وفتح احد الادراج واخرج علبه صغيره ثم فتحها وتناول منها احد الاقراص المهدئة التي يداوم عليها منذ فترة قصيرة ثم جلس علي كرسي المكتب ووضع رأسه على المكتب يفكر فيما حدث في الأربع وعشرين ساعة الماضية.
مر حوالي ساعة ومازال كل منهما على حاله. انتبه ادم ان صوت المياه ما زال مفتوحا تسلل شعور بالقلق الى قلبه ان تكون ميار قد فعلت بنفسها شيئا فنهض مسرعا ووقف بجوار باب الحمام يناديها عدة مرات... لم ترد عليه فقرر للدخول
الفصل_الثالث
مر حوالي ساعة ومازال كل منهما على حاله. انتبه ادم ان صوت المياه ما زال مفتوحا تسلل شعور بالقلق الى قلبه ان تكون ميار قد فعلت بنفسها شيئا فنهض مسرعا ووقف بجوار باب الحمام يناديها عدة مرات لم ترد عليه فقرر الدخول
دخل ادم الحمام يبحث بعينيه عنهافوجدها تجلس القرفصاء ارضا تحت الماء وعينيها حمراوتين.
فاجأها آدم قائلا ميار أنتي إيه اللي مقعدك كده 
نظرت له ميار نظرة تحمل الكثير من الجمل والتساؤلات والادهي أنها لم تتأثر بوجوده أو تشعر بالحرج لرؤيته لها عاړية وكأنها فقدت الاحساس بكل أشكاله . 
الټفت آدم وقال لها خلصي ياللا واطلعي. 
قالت ميار عايزة لبس البس. 
تذكر آدم أنه نسي أن يأتي لها بملابس.. فقال لها نشفي والبسي البرنس اللي موجود وأنا هتصرف لك في لبس.
خرج آدم ودخل غرفته وأمسك هاتفه وضغط عليه أيوة ياأيتن. 
آدم كويس مفيش حاجة بس عايز منك طلب من غير ما ماما تحس بحاجة. 
آدم عايزك تيجي الشقة عندي بس قبلها تفوتي علي أقرب مول وتشتري شوية لبس حريمي. 
آدم آيتنمش وقت استظراف اعملي اللي قولتلك عليه... واما تيجي هفهمك.
آدم أكبر من مقاسك شوية. 
آدم أي حاجة ياايتن اللي تلاقيه مناسب. 
آدم فوتي علي أقرب صيدلية وهاتي مسكن قوي.
آدم وهاتي شوية حاجات من للاكل وعصير 
آدم ميرسي يا حبيبتي بس زي ماقولتلك مش عايز ماما تحس بحاجة. 
آدم سلام أنا في انتظارك متتاخريش.
خرج آدم من الغرفة وجلس في الصالة يفكر فيما سيفعله رآها تخرج من الحمام ترتدي المئزر القطني وقطرات الماء تتساقط من شعرها علي وجهها.. 
خرجت ميار تترنح تارة وتستند على الحائط تارة أخرى حتي وصلت إلى كرسي قريب وجلست عليه. 
نظر لها آدم واحتفظ بصمته ولكن بداخله شعور غريب يدفعه أن يساعدها. 
راوده نفس الڼزاع مرة أخرى ما بين شعوره في الشفقة عليها ورغبته في الاڼتقام منها. 
نظرت له ميار نظرة طويلة ثم فاجأته بسؤالها ليه 
آدم هو إيه 
ميار عملت ده كله فيا ليه عملت لك إيه
صمت آدم برهة ثم قال أنتي لك عين

انت في الصفحة 3 من 16 صفحات