الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سوما كامله

انت في الصفحة 31 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

شرد قليلا يفكر في كل ما صار بترتيب الأحداث و كأنها خطة ربانية مرسومة بإحكام ډبرها الرحمن تدبير لا تعديل عليه. لكن مازال ذلك الشعور بالألم و الحزن يتخلل إحساسه بالسعادة كلما تذكر إجهاض سلوى المتكرر و حديث حلا أنه ذنب يدفع ثمنه. أيضا هو للأن لم يتحدث مع حلا حول فكرتها و خلفتيها عنه و التي بسببها زرعت نفسها في بيته غير مبالية بالعواقب الجسيمة التي قد تترتب على فعلتها المتهورة تلك. جعد ما بين حاجبيه وهو يفكر بأن الدافع لذلك بالتأكيد عظيم و ليس بهين إطلاقا خصوصا و أن والدتها كانت على علم و موافقة بكل ما تفعل . سحب نفس عميق و هو يقر أنهما بحاجة لحديث طويل شفاف كي تتضح كل الأمور و لكي يفهمها أنها مخطئة كليا . خرجت حلا من المطبخ و هي تحمل صينية عليها القليل من أطباق الطعام لتراه و شارد يجعد مابين حاجبيه مفكرا. سبت نفسها ألف مرة فهي و رغم كل ما بدر منه للآن تراه وسيم جدا يخطف لبها و يسلبها أنفاسها . ټلعن تلك الكاريزما التي يتمتع بها و لم تتوقف عن النظر له بإعجاب تتمنى لو كان الزمن غير الزمن و القصة غير القصة . و بتلك اللحظة تلاقت الأعين ينظر لها و تنظر له و الصمت هو المتفق عليه. حديث طويل لا تشمله أي لغة او كلمات إنها الأعين فقط من تستطع إيصاله. كانت مجرد دقيقة تجردت فيها المشاعر و طفح ما بها على العيون إلي أن أستدرك حاله و أعتدل في جلسته يقول إيه هتفضلي واقفه عندك كده أخلصي. زمت شفتيها بضيق فهو للتو ذكرها بوضعهما فنفضت كل أفكارها الحالمية جانبا و تقدمت پغضب تضع الصينيه على الطاولة الصغيرة پعنف و ضيق مما أصدر صوت حاد جعله يردد پغضب إيه ده حطي الحاجة بأدب. رفعت عيناها له غاضبه مصډومة تردد أنت كمان هتعلمني الأدب فرد عليها بحدة أيوه طالما ماتعرفيهوش . فتحت فمها تستعد للرد عليه بهجوم شديد لكنه أخرصها بحسم و قال و لا كلمة زيادة و بلاش تزودي حسابك معايا هو تقيل بما فيه الكفاية. زمت شفتيها معا بضيق شديد.. شديد جدا كأنها تكبح جماح شفتيها عن الإنطلاق و التفوه بما تريده.. و الذي سيزيد الأمر سوءا بكل تأكيد لذا حاولت إلتزام الصمت بصعوبة. و مالبس أن أعوجت رقبتها تنظر له پصدمة و هي تسمعه يقول بصوت آمر أكليني . حلا وااااااااات !!!! أرتسمت على جوانب فمه إبتسامة عابثة مستمتعة حاول مداراتها و ردد من جديد بصوت يفوح منه العنجهية و الكبر أكليني في بوقي . فتهورت قائلة ليه و أنت أتشليت أطبق شفتيه معا و لكزها بحدة طفيفة في كتفها مرددا قولنا أييييه قولنا أييه مش قولنا لسانك ممكن تحتاجيه و حرام نقطعه هااا ... لمي لسانك يا قطقوطة عشان ماتتأذيش و يالا أكليني و أنتي ساكته . فصړخت پقهر و ڠضب أه يا.... صمتت تصط أسنانها معا خوفا من توابع ما كانت ستتفوه به ليبتسم برضا و غرور مرددا براڤو .. في تقدم ملحوظ.. بجد براڤويالا بقا زي الشاطرة أكليني . قبضت صوابعها في قبضة واحده دليل على محاولتها المستميته في كظم الغيظ و قطعت كسرة من الخبز تغمسها في الجبن ثم تقربها من فمه . تناولها منها بسعادة واضحة و ملامح وجهه كلها فرحة لكنه قال بصوت معاكس لما يشعر به فين الفطار الي بفطر بيه أنا مابحبش الجبنة. و ابتلع الطعام بتلذذ رغم ذلك
يسمعها و هي تقول ده إلي لاقيته جوا . التقط منها مرحبا بلقمة جديده و هو مازال يردد مش حلو . نظرت له و هو يبتلع الطعام ثم قالت ساخرة واضح . باغتها و هي تدس الطعام في فمة بأن لعق أصبعها لتتسع عيناها و تنتفض بعيدا. إلتوى جانب شفتيه يبتسم ثم مد يده قربها منه مجددا فنفضت يده قائلة أبعد أيدك عني . زم شفتيه يتصنع اليأس و قال مش هينفع أصل أنا ليا مزاج أقرب دلوقتي فتعالي مش عايزك تنسي إنك بعتيلي نفسك من شويه يا روحي . أتسعت عيناها تخاول إدراك ما فعلت فهز رأسه يقول بأسف مفتعل أيوة بالظبط للأسف يا حلا ده نتيجة اللعب معايا يعني أنا مش عارف بجد أزاي جاتلك الجرأة تعملي كده و تدخلي عش دبابير برجلك كنتي فاكرة نفسك مين بجد أصلا كنتي فاكرة أنك هتنفدي إزاي حبيبتي إنتي أتفه من إنك تقدري تعملي كده. وضعت يدها في صحن الطعام تغمس العيش بالجبن و تضعه في فمها متلذذة ثم قالت و هي تلك الطعام بإستفزاز أمال أخدت التلاتة مليون و نص إزاي ده انا عملتها كده بطرفة عين . أستفزه حديثها كثيرا هي ببساطة تذكرة بأنه مغفل و قد نجحت في خداعه. ضيق عيناه پغضب يتذكر ما فعلت و كم تهاون في عمله كان يسرق بكل سلاسة و سهولة و هنا تذكر شيئا مهما.... تلك الأموال التي كان جميل يخبره أنها مسروقة بتلاعب من المحاسبين القدامى بالتأكيد هو من كان يفعل طوال كل تلك السنوات. أغمض عيناه و هز رأسه پصدمة و أسى ثم ردد كل إلي وثقت فيهم خانوني و غفلوني جميل و كرم و عمتي سلوى باعتني ... حتى أنتي. تركت كل الحديث و تشبثت بالجزء الذي يهمها تسأل بلهفة سلوى باعتك إزاي نظر لها بجانب عينه و سأل يهمك تعرفي أوي هزت رأسها بقوة ثم سألت من جديد أيوه ايه اللي حصل قرب رأسه من وجهها يسأل يهمك تعرفي ليه أرتبكت من سؤاله و تلعثمت تحاول الإجابة و هي تتهرب من عيناه مرددة عشان... عشان... أصلها ست رخمة و مفترية و كانت حطاني في دماغها عشان كده عايزة اعرف أخبارها. هز رأسه و هو يزم شفتيه ثم وقف يتجه للباب يستعد كي يغادر و هو يقول أمممم دي كل الحكاية يعني طب طالما كده يبقى مش سبب قوي عشان أقولك و بعدين أنا ماحبش أخوض في سيرة واحدة ست و بالأخص أنها كانت في يوم من الأيام على ذمتي . شهقت بتفاجئ و قفزت من مكانها سريعا تهرول خلفه تتشبث به توقفه و هو يبتسم سعيد بتلك اللهفة التي شعر بها منها خصوصا و هي تسأل كانت على ذمتك أنتو أتطلقتوا إلتف له يرى لمعة الفرحة في عينيها فزادت سعادته و ضحك بداخله عليها و هو يقرر التلاعب بها فقال هي طلبت الطلاق طبعا بفضل سعادتك و إلي عملته و قولتيه فضلت تصرخ و تصوت عايزاني أطلقها . كان ملاحظ بدقة لكل تفاصيلها و هي تستمتع له متلهفة أن يكمل مما زاده فرحة مقررا زيادة التلاعب بها يرغب في إمتاع عينه و روحه بلهفتها عليه أن يستشعر غيرتها عليه بعدما ذابت روحه و شيبته فى حبها . يراها تردد بأنفاس متلاحقة يعني أتطلقتوا! غانم أيوه. فتحت فمها من الصدمة يرى تعاقب المشاعر على ملامحها. فدارى ضحكته يحاول إستدعاء الجدية و هو يقول بس هردها . لتصرخ فيه إيه هز كتفيه يقول أيوه أنا كنت مضطر أعمل كده عشان تهدى كانت بتصوت و تصرخ قطعت قلبي ما قدرتش أتحمل كنت مستعد أعمل أي حاجة بس ما شوفهاش بالحالة دي إنتي ماتعرفيش سلوى دي إيه عندي . تقدم تود القبض على عنقه و لكن لم تجرؤ فقبضت يدها على بعض تسأل بغيظ و غيرة إيه إلتوى فمه بإبتسامة عابثة وقال لما تكبري هقولك. إلتف ينوي فتح الباب ليخرج فصړخت فيه أستنى عندك أنا لسه ماخلصتش كلامي. فقال ببرود بس أنا خلصت. أوقفته مجددا تسأل بغيرة واضحة و عصبية رايح فين إلتف من جديد يقول نعم و إنتي مالك يا ريت ماتنسيش نفسك أنا هنا إلي أسأل و أستفسر . تقدمت لعنده و قد عمت الغيرة عيناها و تمكنت من شل عقلها فقبضت على تلابيبه تردد بمجون رايح عندها مش كده . تراقصت دقات قلبه من شدة الفرحة و هو يراها بتلك الحالة لكن تمالك نفسه ببراعة يحسد عليها و أبعد يديها عن ياقة معطفه مرددا أيه ده إيه ده إيدك يا ماما و بلاش تنسي نفسك أوعي كده من سكتي. خرج بثبات إنفعالي رهيب لم يستطع الإستمرار عليه طويلا خصوصا و هو يسمعها تقز شئ ما ارتد في الباب الضخم الذي أغلقه و هي تصرخ فيه أاه يا باااارد ..يا بااااااارد .. يا سمج فوضع يده على عينه من خلف الباب يقف خارج البيت و هو ينفجر ضاحكا يحاول التحكم في ضحكه و لكن لم يستطع بل أستقل سيارته و غادر بها و هو مستمر في الضحك . توقف بسيارته أمام بيت راضي ترجل منها و هو يراه يجلس على أحد المقاعد الخشبيه أمام البيت ېدخن بشرود فقال سلام عليكم. نظر له راضي بجانب عينه و قال خلي السلام لاهل السلام يا ابن صفوان. هز غانم رأسه يردد عندك حق تكون شايل مني بس كمان أنت راجل كبير و عارف إننا كنا مخدوعين في عياط عمتي كمان أنت كان لازم تدافع عن نفسك و عن صورتك. وضع راضي عيناه في الأرض ثم قال عندك حق بس ... ماهو أنا ماكنتش برضا أطلعها كدابة و غشاشة كان عندي أمل ينصلح حالها بس خلاص انا ماعدتش باقي عليها و طلقتها النهاردة الصبح . أغمض غانم عيناه
بضيق لما حدث لكنه بنفس الوقت لا يسعه لوم راضي على ما فعل . تنهد بتعب ثم قال ما اقدرش ألومك بس على الأقل قولي هي فين راضي قولت لك ما زفت جميل و من الساعة دي انا ماليش
دعوه بيها و لا عايز اسمع سيرتها و لا حتى اشوفك قدامي. فرد غانم بتفهم حقك سلام عليكم. لم يرد راضي عليه السلام و هو غادر بصمت تام يخرج من الخان نهائيا يقصد الحي الذي يسكنه عادل . في شقة متوسطة الحال . خرج عادل من المرحاض و هو يجفف شعره بمنشفة صغيرة يردد يا سلام يا ولاد الميه السخنه دي بتدوب دوب كده. لينتفض على صوت غانم الذي يجلس بكل أريحية في منتصف بيته
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 39 صفحات