الأحد 01 ديسمبر 2024

بدور

انت في الصفحة 21 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


من جوزها الاول وهو رسلان إستيقظ من نومه في وقت مبكر بسبب رنين المنبهالعالي والذي تكاسل عن إغلاقه توقف عن الرنين بعد ثوان فإعتدل هو في جلسته على الفراش وحرك أنامله بين خصلات شعره السوداء وهوينظر إلى الساعة بعينين ناعستين .. وقف بتكاسل بعد وقت إحتاج فيه إستيعاب ما عليه فعله ثم إتجه إلى الحمام ليستحم ويصلي صلاةالفجر قبل أن يبدأ في الإستعداد للذهاب إلى العمل .

إنتهى من صلاته بعد وقت ليس بقصير ثم إتجه ناحية الباب وهم بفتحه لكن رؤيته لقصاصة صغيرة ملقاة تحته منعه عن ذلك .. عض شفتيهمحاولا ألا يبتسم لكنه فشل في ذلك وإتسعت إبتسامته رغما عنه إنحنى ليحملها ثم إتجه ناحية أحد الأدراج وفتحه ليظهر فيه عدد كبير منالقصاصات المشابهة .
أخرج بعضا منهم ووضعهم فوق المكتب يحدق بهم بإبتسامته التي فشل في محوها .. كانت قصاصات مميزة باللون الزهري صنعت منالورق المقوى وذات رائحة زكية تضع منها بدور كل ليلة قصاصة أسفل باب غرفته منذ ذلك اليوم وفي كل قصاصة كتبت فيها جملة قصيرةتدفعه إلى الإبتسام رغما عنه ..
إبتسامتك حلوة اوي على فكرة ! 
إبتسم وأنا هديلك شوكولاتة وعد ! 
شوفتك النهاردة وانت بتحاول تداري ضحكتك لما غمزتلك من البلكونة . 
ما تبتسم يا قمر انت ! 
بيقولوا ان ممكن يجرالي حاجة لو مبتسمتش يرضيك يجرالي حاجة 
الأبيض لايق عليك على فكرة . 
انت عارف انك لو مبتسمتش النهاردة أنا هعمل ايه هعيط ! 
كان يعيد قراءة ما كتب على بعض تلك القصاصات لكنه توقف عندما وصل إلى تلك الجملة الأخيرة إزدادت إبتسامته إتساعا وهو يذكر ذلكاليوم الذي قالت له فيه تلك الجملة عندما كانت تتصرف معه بغيظ طفولي بسبب صراخه الغير مقصود بوجهها .. مرت شهور منذ ذلك اليوم لمتحدثه فيهم ثانية وكانت فقط تكتفي بتلويح يدها له كلما رأته وهو أيضا لم يخاطبها أبدا حتى أنه لم يبارك لها تخرجها من الجامعة .. ورغم ذلك فقد كانت هي تحاول جاهدة رسم الإبتسامة على ثغره عبر وضع قصاصة من تلك القصاصات تحت باب غرفته كل ليلة .. ولاينكر أنها نجحت في ذلك حقا .
وضع القصاصة التي إلتقطها قبل قليل على المكتب ليقرأ ما كتبته هذه المرة 
شفت صورك وانت صغير في ألبوم الصور في اوضة بابا كنت كيووت اوي وكانت عندك غمازة صغننة على خدك الشمال . 
رفع حاجبه بضحكة ثم إلتفت إلى مرآة معلقة بزاوية ما بالغرفة إبتسم ليلاحظ حقا أن لديه غمازة على خده الأيسر .. وضع كفه على رأسهوعض على شفته السفلى هامسا 
_ مش مصدق ان هبلة زيها عملت فيا كل ده !
أعاد جميع القصاصات إلى الدرج ثم خرج من غرفته لينزل إلى غرفة الطعام توقف أمام غرفتها لبرهة وهو يطالع بابها بشرود إبتسم بعدثوان ثم تابع نزوله وهو يفكر في شيء ما كان قد علق بباله منذ أيام ..
دخلت غرفة الطعام بعد إستيقاظها في وقت متأخر على غير عادتها فوجدت عائشة وبراءة تجلسان معا وتتناولان طعام الإفطار إبتسمتلهما قائلة 
_ صباح الخير .
_ صباح النور .
غابت قليلا داخل المطبخ ثم عادت وبيدها كوب من الحليب الساخن وجلست بجانبهما مردفة 
_ رحمة رنت عليا وقالت انها هتجي النهاردة هي وأخوها الصغير سيف .
طالعتها عائشة بحاجبين مرفوعين هاتفة بحماس 
_ هتجيبه بجد أنا متحمسة عشان اشوفه .
_ وانت يا بيرو مش متحمسة عشان تشوفيه 
تساءلت بدور مخاطبة براءة فهزت الثانية كتفيها بعدم إهتمام قائلة 
_ مش أوي أنا عايزة اصاحب بنات في سني وهو ولد وأكبر مني بأربعة سنين .
ضيقت عينيها بشك وتمتمت 
_ هنشوف !
إرتشفت قليلا من كوب الحليب ثم أردفت بتفكير 
_ وبما ان أمجد فاضي النهاردة ايه رأيك نقوله يودينا الملاهي مثلا 
أومأت عائشة بإستحسان 
_ فكرة حلوة بس لو مش هنضايقه طبعا .
_ لا لا متقلقيش مش هيتضايق أمجد ده أطيب خلق الله وهيوافق على طول مش زي بعض الناس في أم العيلة دي !
_ خالد برضه طيب على فكرة هو بس هو مشغول وياسين كمان طيب !
همست عائشة بتذمر فلوت الأخرى شفتيها معقبة بسخرية 
_ طبيعي هيبقوا طيبين بس معاك انت وبس لأن الأول أخوك والتاني جوزك .
أخفضت عائشة رأسها بخجل عند سماع كلمتها الأخيرة فرفعت بدور أحد حاجبيها مصطنعة الصدمة وهتفت 
_ ايه ده انتو مخطوبين من خمسة شهور وكاتبين كتابكم
امبارح وانت لسه بتتكسفي لما تسمعي إسمه 
ثم زمت شفتيها وهي تضيف بحسرة 
_ والله ياسين صعبان عليا اوي مش عارفة هتعملي فيه ايه تاني بعد الفرح بس تصدقي متوقعتش يبقى هو أول حد يتجوز من العيلةبس عرف يختار .
ختمت كلامها ببسمة فبادلتها عائشة ببسمة صغيرة وتمتمت 
_ عقبالك انت ورسلان .
طالعتها بدور پصدمة وتحدثت بتلعثم ووجه متورد 
_ رسلان ايه يا بنتي انت بتهبدي في ايه 
غمزت لها الثانية بخبث قائلة 
_ فاكراني مش شايفة نظراتك ليه كل ما تشوفيه 
لم تستطع بدور الإنكار أو حتى إجابتها فإكتفت بالإشارة لها بعينيها إلى براءة لكنها تفاجأت بهذه الأخيرة تقول ببرود دون أن تنظر إليها 
_ عادي عادي خليها تقول الي هي عايزاه أنا برضه ملاحظة نظراتك ليه وبابا برضه ملاحظ .
إتسعت عينا بدور بدهشة بينما أضافت براءة بتفكير 
_ أعتقد أن عمو رسلان برضه ملاحظ والكل عارف تقريبا ان في حاجة بينكم .
_ مفيش حاجة والله !
صاحت بدور بإندفاع لكنها فوجئت بعائشة ترمقها بنظرات ماكرة وتقول 
_ يعني بتنكري انك بتحبيه 
نفت برأسها سريعا 
_ لا طبعا بحبه ايه ده اخويا !
_ كلنا عارفين انه مش أخوك متحاوليش تنكري ده حتى مريم لاحظت غيرتك عليه من أول مرة جت فيها هنا .
زفرت بدور بتذمر وصاحت 
_ قولتلك مش غيرة ولا حتى حب انت ليه مش عايزة تفهمي أنا شايفاه زي أخويا وبس !
إبتسمت عائشة بإستمتاع ولم تكد تتحدث حتى لاحظت دخول أمجد وهو يلقي عليهم تحية الصباح 
_ صباح
الخير .
_ صباح النور .
جلس بجانب بدور ثم وضع رأسه فوق ذراعيه على الطاولة وأغمض عينيه في إستعداد تام منه للعودة إلى النوم .. طالعته بدور بإستغرابووكزت ذراعه قائلة 
_ أمجد انت كويس 
تمتم دون رفع رأسه 
_ ايوة بس منمتش كويس امبارح .
أومأت بتفهم ثم أردفت 
_ طب مين الي هيودينا للملاهي دلوقتي 
لم تتلق أي رد فقد غط في النوم في ثوان أخفضت بدور رأسها بيأس وهمست مخاطبة عائشة وبراءة 
_ للأسف مفيش ملاهي .
دخلت القصر وهي تمسك بيد شقيقها الصغير عندما وجدت والدتها تتجه نحوهما ثم تنحني لتقبل وجنة إبنها هاتفة 
_ سفسف حبيب ماما عامل ايه 
إبتسم لها قائلا بتذمر 
_ إسمي سيف يا ماما سيييف مش سفسف .
ضړبت رحمة مؤخرة رأسه قائلة 
_ احمد ربك انها بتعبرك أصلا ! أنا بنتها الكبيرة والأولى ومش بتعبرني زي ما بتعمل معاك .
ضحكت كريمة ووقفت لتعانقها قائلة بحب 
_ بنتي الغيورة رحومة عاملة ايه 
بادلتها العناق وهي تجيب 
_ الحمدلله يا ماما المهم بقى أنا رايحة للبنات هما فين 
قالت الأخيرة بحماس فأشارت لها والدتها إلى قاعة الجلوس لتمسك بيد شقيقها ثانية وتتجه به إلى الداخل مردفة 
_ طيب اشوفك بعدين يا حبيبتي .
لمحت الفتيات تجلسن بقاعة الجلوس فصاحت 
_ صبااح الخير يا قمرات !
إلتفتت ثلاثتهن إليها ثم رددن بصوت واحد 
_ صباح النور .
إقتربت منهن وهي تشير إلى أخيها 
_ ده أخويا الصغنن الي حكيتلكم عنه سيف ..
حك سيف رأسه ببعض الإحراج وتوردت وجنتاه رغما عنه ثم رفع رأسه مستعدا لإلقاء التحية لكنه وجد بدور تجلس أمامه ثم تقرص وجنتيهوتصيح رافضة تركهما 
_ احلفي ده كيوت خاالث هو وخدوده الحمرا الي أنا عايزة اكلها دي !
أبعد يديها عنه وصاح بتذمر 
_ أنا مش صغير عشان تعمليلي كده على فكرة أنا عندي عشرة سنين .
كتمت بدور ضحكتها على طريقته ودنت منه عائشة قائلة 
_ فكك منها يابني بدور دي بتعامل الكل كده .
أنهت كﻻمها وهي تقف أمامه وتنحني لتصل إلى مستواه مردفة 
_ أنا عائشة .
مد يده ليصافحها كالكبار فسحبت خاصتها بعد ثوان وأضافت مشيرة إلى براءة 
_ ودي براءة .
طالع تلك الفتاة الصغيرة التي تشير إليها عائشة فهم بالحديث وإلقاء التحية لكن براءة أشاحت بوجهها قائلة 
_ أنا مش بسلم على ولاد على فكرة .
لوى شفتيه بقرف وتحدث 
_ وأنا مكلمتكش أصلا .
إغتاظت منه لكنها حافظت على برودها ولم تجب بينما كانت الفتيات تتبادلن نظرات الإستغراب بينهن ثم إنفجرن في الضحك .. زفرت براءةبضيق منهن ووقفت لتذهب إلى غرفتها التي خصصت لها لكنها توقفت وهي ترى سيدة تدخل القصر فركضت نحوها صائحة 
_ دادة سمااح ! اتأخرت ليه النهاردة 
إستلقى على فراشه بتعب فور عودته إلى البيت ونظر إلى سقف غرفته بشرود .. كان يفكر في تلك التي سلبت عقله منذ سنين والتي لميتقدم لخطبتها سوى منذ ثلاثة أشهر بعد أن أخبر والده بإرادته تلك .. ولكنها رفضته !
زفر بهم وهو يذكر عندما أخبره خالها بأنها رفضت رؤيته حتى .. لكنه لم يستسلم وقام بخطبتها ثانية وها هو يتلقى الرفض الثاني .
مسح على وجهه وكأنه يحاول إزالة همه عندما وجد إبن عمه يفتح الباب فجأة ويدخل الغرفة دون إستئذان .. إعتدل يامن في جلسته على السرير هاتفا بضيق 
_ كام مرة هفضل اقولك استأذن قبل ما تدخل يا آدم 
تجاهل آدم كلامه وهو يقترب منه ثم جلس بجانبه قائلا 
_ رفضتك
تاني 
أومأ يامن بتنهيدة فزم الآخر بضيق وأردف 
_ ما تفكك منها يابني دي رفضتك مرتين مش مرة 
_ كنت متأكد انها هترفضني أصلا .
رفع آدم أحد حاجبيه بإستغراب وتساءل 
_ ليه
_ لأنها لما شافتني أول مرة هنا كانت فاكرة اني اني كنت عايز اتسلى بيها .
زم شفتيه بتفكير ثم قال 
_ طب ما تتكلم معاها انا متأكد انها لو عرفت انك بتحبها من وانت صغير مش هترفضك .
شرد
يامن في كلامه ثم أومأ بإستحسان قائلا 
_ فكرة برضه .. بس يا ريت توافق تسمعني !
كانت عائشة تقف في شرفة غرفتها الجديدة بعد مغادرة رحمة وتراقب ذلك الذي أصبح زوجها منذ البارحة وهو يجلس في ذلك المكان الذيخصصه لنفسه للرسم ولم تكن تعلم بأنه رغم أنه كان يوليها ظهره إلا أنه شعر بوجودها وإبتسم رغما عنه .. إبتعدت بعد ثوان عندماإستمعت إلى صوت شقيقها يطلب منها الإذن بالدخول فصاحت 
_ ادخل يا خالد .
دخل خالد ببسمة مزيفة رسمها على ثغره فور رؤيتها فشعرت بالقلق وتساءلت 
_ مالك يا خالد انت كويس 
أغلق الباب وإتجه ليجلس على سريرها بعد أن قام بمحو تلك الإبتسامة وتمتم 
_ في حاجة عايز اقولهالك ..
جلست بجواره وقد إعتلت ملامح الحيرة وجهها وإنتظرت منه المبادرة في
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 44 صفحات