رواية جديدة
بها حازم مرة أخرى نسمة قلتلك اسكتي
أكملت نسمة دون اكتراث لصراخه عرف إنها دخلت في حالة نفسية زي الزفت فجاب لها دكتورة تعالجها صعبت عليه فقال يتجوزها و يكسب فيها ثواب
كان الجميع يتابع الموقف بصمت صديقاتها يبكين بصمت كما الحال لدى والديها يشعر حازم بالضيق بسبب تفشي سرها أمام والدته و شقيقته تخشى أميرة انتكاستها و الصدمة من نصيب والدة حازم و شقيقته و هي تدعي الصمود
قاطعت حديثه بكلمة واحدة نزلت كالصاعقة على رؤوس الجميع طلقني
الفصل التاسع عشر
لم يستطع حازم الرد وقف مشدوها و تحتل الصدمة ملامح والدته و شقيقته فما عرفاه اليوم كان بالكثير
أول من فاق من صډمته كان والدها اقترب منها بتمهل يتوسلها التريث اهدي يا نسمة والله حازم بيحبك مش قصده اللى انتي فهمتيه خالص
والدتها صامتة تبكي حال ابنتها بصمت بعدما ظنت أن محنتها قد مرت وأنها بدأت العودة لحياتها من جديد ها هي ترى عودتها للصفر تنبذهم و تبعدهم مرة أخرى
ضيقت نسمة ما بين عينيها بنظرة شك بمعرفة صديقاتها بالأمر انتو كمان كنتو عارفين
الإجابة بالنفي كانت من نصيب نيرة و نور أما ندى فأمسكتها بالجرم
المشهود من أطرقت برأسها أرضا فهي من كانت على علم بكل شئ من صادف تواجدها بمنزل والديها عند حضور أميرة برفقة حازم لأول مرة علمت من حديثهما علاقة القرابة بينهم و هي من كانت على تواصل دائم مع أميرة فيما يخص حالة نسمة
التفتت إليهم صاړخة بهم أنا مش ماريونيت تحركوها بمزاجكم أنا من حقي اختار إذا كنت أقدر أكمل مع الشخص اللى شافني في اكتر لحظة مهينة في حياتي أو لأ
اللعڼة عليها فالمرة الأولى التي تناديه بإسمه يكون بطلبها الطلاق بالطبع لن ينفذ رغبتها ولكن عليه أن يتحلى بالهدوء و الصبر
قبل أن تستمع إلى إجابته وجدت من يمسك ذراعها والدته حدثتها بهدوء ممكن أتكلم معاكي شويه لوحدنا
كان حازم على وشك الاعتراض ولكن والدته أهدته نظرة مطمئنة اصطحبت نسمة إلى الشرفة حدثتها بنبرة حنونة أظن أنا مكنتش أعرف كل حاجة من اللى حصلت عشان متقوليش إني شريكة معاهم بس أنا عارفة إبني كويس و عارفة أخلاقه و عارفة إذا كان بيحب ولا لا و إبني بيحبك يا نسمة
أكملت والدته أنا مش هقولك لا لأن إبني فعلا شهم ربيته إنه يساعد أي حد محتاجه بس دا جواز يا نسمة مينفعش فيه شهامة شهامته كانت إنه وصلك المستشفى بس مفيش راجل هيتجوز واحدة مجدعة دي هتبقى شريكة حياته يعني لازم يكون مختارها بعقله و قلبه
اقتربت منها أكثر تمسك بكفي يديها انتي عارفة حازم مكنش في دماغه فكرة الجواز كل ما أكلمه يقولي بعدين لحد من كام شهر لقيته دايما سرحان و
لما أكلمه في الجواز يقولي قريب إن شاء الله دايما مبسوط كان عليه أعراض الحب دي أكيد الفترة اللى شافك فيها و أكيد أميرة خبت عليكي معرفتهم ببعض عشان كانت قلقانة من رد فعلك
امتلأت عيني نسمة بالدموع فقالو يعرفوني بعد كتب الكتاب أكون اتدبست صح
نظرت إلى الأرض متابعة المشكلة إنه عمره ما هينسى الوضع اللى شافني فيه أول مرة ولا أنا هقدر أتعامل معاه بعد ما عرفت إنه شافني بالمنظر دا
قاطعتها والدة حازم يبقى تنسو امحو اليوم دا من حياتكم و انسوه صدقيني أنا لو عندي شك إنه مش بيحبك أنا كنت هعملك اللى انتي عايزاه بس أنا واثقة في إبني و مشاعره ناحيتك
نظرت إليها نسمة بصمت فأكملت اديه فرصة وادي نفسك فرصة انتي كمان اتكلمو مع بعض أنا دلوقتي عرفت إنتي ليه كنتي متجنبانا بس دا غلط قربي منه أكتر عشان تشيلو الحواجز ما بينكم
اقتنعت نسمة بالحديث و بعد تفكير أبدت موافقتها على كلام والدة حازم عادا إليهم بغرفة المعيشة ليجدا الجميع بوضع ترقب ما طمأنهم هو الابتسامة التي تعلو ثغر والدة حازم التي اقتربت من والدة نسمة قائلة بمرح هو إحنا مش هنسمع زغروتة النهارده ولا ايه
اقتربت أميرة و صديقات نسمة يحتضنها يبدين سعادتهن لعزوفها عن رأيها و بدت ملامح الارتياح بوجه حازم فقد عاد الاستقرار لسعادته
استغرقت ندى بالنوم فلم تستمع إلى صوت رنين هاتفها المتواصل برقم مالك فما حدث بالأمس بمنزل نسمة قد نال من أعصابها فهي قد كانت على وشك خسارة صديقتها بسبب اخفاءها أمر ما عليها ذلك الأمر ذكرها بما حدث مع مالك منذ يومين عندما أخفى عليها تردده على المطعم برفقة زوجته الراحلة فكانت النتيجة شجار آخر بينهم لم يكن شجار بالمعنى الحرفي بل كان شعور بالڠضب من ناحيتها فما فهمته من كلام صديقه هو أنه أتى لاستعادة الذكريات و غلطتها أنها لم تستمع إلى مالك أو تعطيه فرصة للتبرير كل ما طلبته هو الرحيل و التزمت الصمت طوال طريق العودة و كانت المبادرة بالحديث منه عندما وصل إلى أسفل منزلها أوقفها قبل ترجلها من السيارة ندى لو سمحتي كده مينفعش مش كل حاجة تبرريها على مزاجك
اڼفجرت به تعلن ڠضبها أبرر إيه هو الموضوع محتاج تبرير دي واضحة زي الشمس بس يا ريت لما تحب تسترجع ذكرياتك متاخدنيش معاك
همت بفتح باب السيارة عندما أمسكها مالك من ذراعها برفق صدقيني مكنش دا قصدي أنا رحت المطعم دا عشان هادي و أكله حلو والله ما قصدي ذكريات ولا أي حاجة عيبك يا ندى إنك بتحطي الفكرة في دماغك و تصدقيها من غير ما تتكلمي معايا مبتحاوليش تسأليني أو تتناقشي معايا يا ندى افهمي أنا بحبك و عمري ما هفكر إني أعمل حاجة تضايقك أو تجرحك ياسمين مبقتش موجودة بينا عشان تغيري منها
و بلحظة اندفاع اعترفت بمشاعرها
تجاهه لا هغير يا مالك لأني بحبك و مش قادرة أتخيل إنك ممكن تكون بتفكر في حد تاني و أنا معاك
تعجبت ابتسامته التى ملأت وجهه فڠضبها لا يدعو إلى الابتسام و أخيرا انتبهت إلى إنها اعترفت له بحبها شعرت بالخجل فترجلت سريعا من السيارة و لحقها هو أمام المصعد حمل عنها أنس قائلا هوصلك لفوق
وصل المصعد إلى الطابق الذي تقطن به و عند خروجها ناولها أنس فحملته و توجهت إلى المنزل و لخجلها لم تدعوه للدخول و لكن أوقفها نداءه ندى بعد كده انتي هتختاري أي مكان نخرج فيه
نظرت إليه بابتسامة ثم دلفت إلى داخل المنزل دون رد
عادت من شرودها عندما تعالى رنين هاتفها مرة أخرى ابتسمت بتلقائية حين لمحت إسمه ينير شاشة الهاتف أجابته السلام عليكم
فأتاها صوته من الجانب الآخر وعليكم السلام إيه كل دا نوم!
أجابته بصوت ناعس والله لسه عايزة أكمل كمان
ابتسم قائلا لا اصحي كده و فوقي عشان هعدي عليكي بعد صلاة الجمعة نروح مشوار
سألته مشوار إيه
أجابها فيه شقتين السمسار قالي عليهم تعالي نروح نشوفهم جايز حاجة تعجبنا منهم
ابتسمت ندى خلاص تعالى اتغدى معانا و ننزل بعد الغدا
شاكسها قائلا هتطبخيلي من أيدك
أجابته بخجل عاملة النهارده مكرونة بشاميل
ابتسم قائلا لا أنا كده جاي رسمي
شعرت بالسعادة داخلها لمجيئه خلاص أنا هبلغ بابا و ماما
أنهت المكالمة و توجهت لتبلغ والديها بقدومه لتناول وجبة الغداء معهم
ذهب يحيى برفقة والدته و أمجد إلى منزل نيرة لطلب يدها جلسوا برفقة والديها و تم التعارف بينهم فما كان يعلمه العائلتين عن بعضهما يقتصر على صداقة أمجد و نيرة والدة نيرة كانت الأكثر فرحا بينهم فأخيرا سيتحقق حلمها برؤية ابنتها بمنزل الزوجية
اتفقت العائلتان على ما يخص تفاصيل الزواج و ما أقلق نيرة هو إصرار يحيى على إتمام الزواج بعد شهر فهي تظنها مدة غير كافية ليتعارفا دائما ما ترى بأن هناك شئ غامض بخصوصه لا تعلم عنه الكثير كل ما تعلمه هو طبيعة عمله و أنه سبق له الزواج و رزق منه بطفلته فرح من خلال تعاملها معه الفترة الماضية رأت مدى دماثة أخلاقه و لكن ما أثار الدهشة بنفسها هو طريقة تعامله معها بالبداية رأت بعينيه نظرات الاعجاب و عندما اقتربت من ابنته نبذها و أبعدها عن حياته ثم حاول هو التقرب و ابداء الاهتمام مرة أخرى وعدها بتفسير كل شئ و جعل شخصيته كتاب مفتوح أمامها فهل تراها تستطيع قراءته خلال شهر
أعادها من أفكارها صوت والدها الذي سألها إيه رأيك يا نيرة موافقة الجواز يكون بعد شهر
شعرت بالتردد و الخجل ولكنها حسمت أمرها بالأخير اللي حضرتك تشوفه يا بابا
طلب يحيى أن يتحدث مع نيرة بمفردهما فأذن لهما والدها بالجلوس معا بشرفة المنزل شعر يحيى بما يدور بخلدها حاول طمأنتها أنا عارف إن فيه أسئلة كتير في دماغك وأنا مستعد أجاوب عنها كلها هحكيلك كل حاجة عن حياتي قبلك فيه حاجات من حقك تعرفيها وعلى فكرة كده مش بجبرك تحكي انتي كمان أنا بس هعمل الخطوة دي عشان ترتاحي من أي تفكير ييجي في بالك
اقترب منها ممسكا يديها ينظر إلى عينيها أنا اللى عايزك تتأكدي منه في الأول إني عمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك يا نيرة دي حاجة عايزك تتأكدي منها
استشعرت الصدق بكلماته و لكن هل يعني هذا أنه لم يكن أية مشاعر لزوجته الأولى لن تسأله فهو وعدها بأن يقص عليها كل ما يخص حياته قبل معرفتها
قطع عليهم حديثهم اندفاع فرح إلى الشرفة مهللة ذهبت مسرعة لاحتضان نيرة و تقبليها أنا فرحانة اوي اوي
بادلتها نيرة قبلاتها حبيبتي يا فروحة
قالت فرح ببراءة هو أنا بعد كده ينفع اقولك يا مامي
نظرت نيرة إلى يحيى تستشف ردة فعله فوجدته يبتسم و يهديها ايماءة خفيفة برأسه فاحتضنت فرح بحب أكيد يا قلب مامي
قبلتها فرح طب يالا عشان تروحي معانا
ضحكت نيرة لبراءتها لا مش دلوقتي لسه شويه
ادعت فرح فهم ما تلمح إليه نيرة آه لسه هتشتري فستان أبيض و تعملي فرح
اڼفجر يحيى ضاحكا