للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
بس الراجل مش غلطان يا ماما بنتها فى شهادة وهى لازم تنتبه لها لما تفضل رايحة جاية كل يوم مين يشوف عيالها
تسرع سلوى وهى تتصنع البكاء يعنى ايه مااطمنش على بنتى
يجيبها بالمنطق الذى تراه ترهات ماما حبيبتى اطمنى عليها بالتليفون وسيبيها فى بيتها تسمع كلام جوزها ولو على البيت هنا هجيب واحدة تقعد معاكى وتخلى بالها منك
تسرع هى برفض الفكرة يبقى لى اربع بنات وتقعد بيا واحدة غريبة !!!
طال النقاش بين عمرو ووالدته التى تصر على إفساد حياة بناتها مع أزواجهن وتلزمهن بخدمتها ولا تراعى أن لكل ابنة منهن زوجا لابد أن يأذن لها قبل مغادرة منزلها.. لكم عانى عمرو معها بسبب تعسفها هذا فهى تستمتع بإبتزاز بناتها عاطفيا وتتباكى وتدعى المړض ايضا لتأتى احداهن إليها يوميا لتقوم على خدمتها وقد أثر ذلك على حياتهن الخاصة مع أزواجهن فلكل منهن بيتا واولادا يحتاجون للرعاية ايضا ..وبالتالى كثرت الخلافات التى أساسها غالبا والدته.
لكن ما بيده حيلة طالما نصح شقيقاته بعدم الإصغاء لأقوال والدتهن لكنهن يندفعن لتصديقها دوما بنية طيبة بصفتها امهن
أنهى حواره مع والدته على وعد بالتوجه لشقيقته واصلاح ما بينها وبين زوجها ثم اسرع ينفرد بنفسه يناجى عقله الحائر وقلبه المتخبط
هل كان غافلا لهذة الدرجة رزان زميلته مما يزيد عن عامين ولم يلحظ لمرة واحدة نظرة منها ...هو لا يعترف بمشاعر تجاهها ياله من اخرق كيف يرفض الاعتراف بمشاعر لها وقد انساق وراء حديث كريم بكل جوارحه وكأنه كان ينتظره منذ دهر ...يال حماقة الرجال !!! لكن يبرر ذلك بأنه يتمنى أن تكون مشاعرها تجاهه صادقة فما يتمنى لنفسه زوجة خيرا منها فهل ستكون له ام أن للقدر رأى اخر !!!!
أنهى كريم دروسه وكان عليه التوجه لمنزل ناصر حيث دعاه الأخير على العشاء برفقة والديه وقد اتفق معهما على ملاقته هناك بينما قفل عائدا للمنزل ليتأنق فهو لن يزور حبيبته بملابس العمل التى انهكها طيلة اليوم .لابد أن يتوجه إليها متأنقا متطيبا
قابله الجميع بترحاب شديد وقضوا جميعا وقتا رائعا يتبادلون الحديث فى امور شتى حتى قال كريم رانيا مافكرتيش تشتغلى
تتحدث رانيا بأريحية معه وتسعد بإهتمامه فتقول فكرت صراحة لكن زى ما انت شايف مفيش غير المدارس الخاصة والشغل فيها مش مضمون وانا مش مستعدة أنى انافق حد علشان وظيفة
يتعجب ناصر من التغير الطارئ على المجتمع وهو يقول فعلا أصحاب المدارس الخاصة بقوا واخدينها تجارة مش تعليم
يؤيده محمود فى رأيه كريم بيشتغل في مدرسة خاصة وهلكان دروس لأن المرتبات غير مجزية بالمرة
اسرع كريم قائلا بنفى لا اطلاقا يا عمى انا بس سألت علشان ماتبقاش تزهق انا اغلب الوقت برة لو تحب تشتغل أو تقعد في البيت حاجة ترجع لها هى حرة
قررت رانيا إنهاء الحوار فقالت انا لو لقيت شغل مناسب اكيد هشتغل انا بزهق من القعدة لوحدى
يبتسم كريم وهو يقول انا وعمرو كنا فكرنا نفتح سنتر للدروس هيشتغل كويس اوى بس هنحتاج مدرسين في كل التخصصات لو فتحناه هسيب المدرسة وأبقى فى البيت طول فترة الصبح مش هتبقى لوحدك
تسعد چيلان بتفكيره ورغبته في تطوير نفسه وتقول طيب فكرة كويسة ليه مااتنفذتش
يتوجه بنظره لها قائلا مسألة وقت احنا حجزنا مكان وبنجهزه وإن شاء الله على اول السنة نفتحه
شعر ناصر بالراحة لكنه يخشى عليه من التسرع فيقول كويس انك بتفكر في عمل خاص بس بردوا اظن مش امان تسيب المدرسة علطول غير لما مشروعك يقف على رجله
تؤيد رانيا رأى والدها وهى تقول انا من رأى بابا وبعدين انا ممكن اشتغل معاكم انا بدرس كيمياء
يبتسم محمود لرغبة رانيا مشاركة كريم مستقبله وأحلامه ويقول يعنى كريم انجليزى وعمرو رياضيات ورانيا كيمياء ...ممتاز
بينما يقول كريم بتسرع ومعانا كمان مدرسة فرنساوى ممتازة هكلمها تشتغل معانا
تسلل خط من الغيرة حين ذكر كريم أمر زميلته وقد كان يقصد رزان ومقصده نابع من أمنيته أن يرتبط بها عمرو والأمر لا يعنيه اكثر من ذلك لكن رانيا لا تعلم شيئا عن هذا لذا تسلل هذا الخيط الرفيع ليلتف على قلبها يؤلمه بشدة
وهى لم تختبر هذة المشاعر من قبل لذا بدا لها الأمر مزعجا جدا بينما جاهدت لتبدو طبيعية المظهر طيلة الزيارة إلا أن كريم شعر بها وقد بدا بعينيها حزن لم يعرف سببه
تمنى أن ينفرد بها ليعلم ما يحزنها أو على الأقل يحتفظ برقمها الشخصى ليهاتفها ويطمئن عليها قلبه يحدثه أن بها خطب ما وعينيها ايضا التى تحولت نظرتها لشئ من الكآبة لكنه عاجز عن الاقتراب أكثر من ذلك فهذا ليس من حقه
حاول أن يطمئن قلبه انها عدة أيام فقد اتفق مع والدها أن عقد قرانهما الشهر المقبل وحينها لن يرغم على البعد عنها بل سيعمل جاهدا أن يتم الزواج في اقرب وقت ليأخذها من العالم ويبعد عنها كل ما يحزنها سيسكنها صدره بعيدا عن الحزن .بعيدا عن الألم بعيدا عن الدنيا فقد هو وهى وعشقه لها
الصباح التالي بالمدرسة
تقابل كريم وعمرو كالعادة وتبادلا التحية ثم دلفا للداخل يشعر كريم أن ثمة ما يؤرق عمرو فهو ليس ابن خالته فقط .بل صديق عمره ورفيق دربه ومخبأ أسراره
يتساءل كريم بقلق مالك يا عمرو
يتوقف عمرو عن السير لحظة ويقول بنبرة حزينة ابدا يا كريم انا كويس
نظر له كريم وهو يربت على كتفه ليعاود السير وهو يقول اضحك على الدنيا كلها .انا لا يا صاحبى .هى خالتى مزعلاك بردوا
يتنهد عمرو ويقول بحزن ساعات ماببقاش فاهم هى عاوزة ايه !!! يعنى لو واحدة من بناتها جوزها طلقها وجت قعدت جمبها هترتاح يعنى
يتعجب كريم من حال خالته سلوى ويحاول أن يواسى عمرو فيقول ربنا يهديها انا مش عارف جرى لها ايه بعد ۏفاة والدك
نظر له عمرو وتنهد صامتا فماذا يخبرهيخبره أو هذه حقيقة امه التى اخفتها طيلة حياتها مع والده لتثور بعد ۏفاته مھددة بتدميره هو وشقيقاته الأربع كيف يفعل ذلك أنها امه مهما تفعل
صمت عمرو فأحيانا الصمت افضل لكن فى الواقع هناك ما يشغل تفكيره غير هذا انها رزان
قرر عمرو فى نفسه التأكد من ادعاء كريم بشأن رزان وهو لايزال يعده ادعاء وكأن عقله يرفض تصديق هذة الحقيقة الظاهرة .لذا فقد تحين الوقت حين كانت رزان تمر منفردة على غير عادتها فهى غالبا بصحبة مريم فقرر ألا يفقد هذة الفرصة مطلقا واسرع لاحقا بها بخطوات ثابتة وما أن اقترب حتى اسرع يوقفها
عندما عادت رزان لمنزلها بالامس ظلت تهيأ نفسها طيلة الليل لتتحدث معه ما إن تراه وجاءت للمدرسة اليوم وقد حزمت أمرها بأن تنهى هذا الأمر أما بتقبله لحبها وهذا ما تتمناه أو برفضه له وهنا عليها أو تبتعد فورا فهى لن تذيق قلبها المزيد من الألم ستتحدث معه وتخبره بحبها هكذا عزمت وظنت انها ستغالب خجلها وتواجهه
كانت تبحث عنه بعينيها بينما كان هو مترقب لها كانت مصرة على موقفها لكن حين أوقفها راح إصرارها ادراج الرياح ولم يعد هناك سوى هذا القلب المتخبط وهذا العقل التائه وعينان لا تقويان على مواجهة عيناه فيرتخى جفنيها فورا ليحولا دون رؤيته وتتراجع فورا عن كل القرارات الحازمة التى باتت مصرة عليها .
كان عمرو لا يدرى فيما سيتحدث معها لكنه أسرع لاحقا بها يريد أن يتأكد من حديث كريم لكن لا يدرى ما السبيل لذلك .لذا فقد وقف كل منهما قبالة الاخر متخبطا صامتا للحظات هو لا يدرى ما يقول وهى لا تدرى ما تفعل
ليقول عمرو منهيا الصمت استاذة رزان اناااااا
حاولت رزان أن تنظر له فاخفقت لتقول برقة طبيعية انت ايه يا استاذ عمرواتفضل اتكلم .
تمنى أن ترفع عينيها إليه علهما تشجعانه على الحديث لكنها تصر على اطراق وجهها واسبال جفنيها عاد التردد يسيطر على لسانه حتى شعر بحرجها فحمحم وقال اسف لو. معطلك
لكنها سعيدة لمجرد تواجدهما معا فأسرعت تقول لا ابدا انا فاضية الحصة دى . حضرتك عاوز تقول حاجة
نفض عنه التردد والقلق والتوتر والتساؤل وكل شيء...نفض كل شيء جانبا وقرر حزم أمره فقال بسرعة تتجوزينى يا رزان
شهقة واحدة هى كل ما حصل عليه منها قبل أن تفر من أمامه عدوا بإتجاه غرفة المدرسات حاول اللحاق بها حين أدرك فرارها فلم يستطع فقد ظهر بعض الزملاء وهو لن يعرضها للقيل والقال مهما كانت اجابتها
الا ان موقفها لم يزده إلا حيرة ليقبل كريم عليه متسائلا عمرو بتعمل ايه هنا !! عندك حصة دلوقتي
نظر له عمرو وتنهد ثم قال مش قلت لك مش طيقانى ....
بادله كريم نظرة متوترة وقال انت كلمت رزان
هز رأسه بأسف وهو يقول ايوة ويارتنى ما كلمتها
ابتلع كريم قلقه وقال متسائلا ليه قالت لك ايه
قص عمرو ل كريم ما حدث ورد فعلها مع نظرة مصډومة من كريم على جرأة عمرو من جهة وسذاجته من جهة أخرى تركه أنهى حديثه ثم قال ووجهه تعتليه الصدمة بقا اول ما تكلمها تقول لها تتجوزينى وش كدة
تأفف عمرو وكأن كريم لا يعرفه كريم انت عارف ماليش فى اللف والدوران
تجهم وجه كريم وهو يقول يابنى هو يا لف ودوران يا تحدف طوب !!!!
يضغط عمرو على أسنانه ويقول پغضب هو لما اقول لها تتجوزينى. ابقى بحدفها بالطوب
مسح كريم على وجهه يرجو صبرا وهو يقول يابنى مهد لها اسالها انتى مرتبطةاسألها على رقم والدها ..أو حتى اطلب من صاحبتها مش توقف البنت فى الطرقة كدة وتقول لها تتجوزينى
بدأ عمرو يشعر بالندم لتسرعه ف كريم محق هذه المرة أيضا ..لقد احرجها بشدة وهى من بطبيعتها شديدة الخجل .. وكم تمنى أن يعرف رأيها لكن هل يستطيع أن يواجهها مرة أخرى
الخامس
دلفت رزان لغرفة المدرسات مسرعة ليتلفتن جميعا إليها