سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
بحراسه إلى الجبل تاركا بعضهم القليل هنا ليكونوا في حراسة أهل القصر..
أخذت زينة شقيقتها لتصعد بها إلى الأعلى خوفا عليها من أي أحد بالقصر وبالأخص فرح تاركه تمارا في حالة ذهول بعدما رأت كل ما حدث
وعقلها لا يستجيب لأي شيء مما استمعت إليه تصعد هي الآخرى خلف زوجة عمها التي صعدت الدرج ذاهبة إلى ابنتها لتفهم منها ما الذي حدث بالضبط..
حاولت تمارا كثيرا أن تبعدها لتنجح في النهاية بعدما تعبت وجيدة من كثرة ضربها صاړخة بها بقوة
ثم تركتها وذهبت من الغرفة لتصرخ الأخرى بفزع وخوف نادمة على ما فعلته سيؤدي بحياتها إلى الچحيم ليتها ظلت صامتة ولم تفعل هذا الهراء الذي تسرعت بفعله كما جعلت جلال يقترب لتلك الفتاة فإن ضغط عليه جبل قليلا سيعترف بكل شيء ويتركها تتعذب وحدها وتكن كتبت نهايتها بيدها..
صعدت إلى الأعلى قليلا ثم هبطت إلى الأسفل مرة أخرى متوجهة إلى خلف القصر ثانية بعدما حدثت جلال أن يعود لها لتتحدث معه في أمر هام للغاية
مصېبة
تلبك من نظراتها مقتربا هو منها متسائلا بنفعال
مصېبة ايه الله يخربيتك
بللت شفتيها تتابعه متصنعة التوتر الشديد والخۏف منه ومما ستقوله لتنتهي في نهاية الأمر قائلة بتبرم
أنا حامل
اتسعت عيناه عليها ولم يأخذ وقت في التفكير في كلماتها البسيطة بل صاح مستنكرا پعنف
أقسمت له تؤكد حديثها ترسم الارتعاب الشديد على ملامحها ثم حولت حديثها إلى نبرة أخرى ذات مغزى
والله العظيم.. لسه عارفه دلوقتي حالا بعد ما طلعت عملت اختبار وطلعت حامل هنعمل ايه في المصېبة دي
ردد باحتجاج يمسك بذراعها پعنف ضاغطا عليه بقبضة يده يخرج غضبه وعنفه بها
نعمل ايه دا أنتي وقعة أهلك سودا أنتي مش قولتي واخده بالك يا بت أنتي
أنا هعرف منين ده اللي حصل.. هنتصرف إزاي
دفعها للخلف بقوة قائلا بضجر بعدما أدرك حجم المصېبة الأخرى التي وقعت على رأسه منها ألا يكفي سابقتها
الله يخربيتك على بيت معرفتك السودا
أردفت بقوة تنظر إليه بحدة ثم اتجهت وحديثها إلى محطة أخرى ترمي بفعلتها عليه لتصل إلى ما تريده منه
مش وقته يا جلال لازم نلاقي حل وإلا الموضوع لو أتعرف أنا وأنت هنروح في داهية جبل مش هيسمي علينا
عاد إلى السور يستند بظهره عليه قائلا بجدية
حل ايه يا بت أخوكي مش هيوافق عليا ولو قولتلك تنزليه الموضوع هيتعرف كله دا أنتي أخت جبل العامري
وضع رأسه بين يده الاثنين ينحني بجذعه للأسفل يخرج صوته بخفوت وضعف
روحت في شربة مايه يا جلال
جذبت يده وجعلته يقف مستقيما في مواجهتها لتصيح بوجهه بعصبية متخلية عن حزنها الزائف وخۏفها الكاذب
ركز معايا دلوقتي لو فكرنا هنلاقي حل
أشار لها بيده ساخرا من حديثها معتقدا أنها انتهت إلى هنا إلا إذا تخلص من هذا الشيء ومنها هي الأخرى وهذا شبه مستحيل
حل ايه يا أم حل أنتي غبية يا بت.. مين هيشيل الليلة السودا دي من على دماغي
عادت للخلف تنظر إليه بجدية اعتدلت في وقفتها ثم ألقت عليه كلمات ذات مغزى
في حد يشيلها.. ووقتها هو اللي ھيموت
اعتدل هو الآخر وتعمق في النظر إلى وجهها يتبادلون النظرات سويا ثم هتف فجأة بحماس ولهفة
عاصم!.. يا بت الايه
أمسك بيدها ونظر داخل عينيها مباشرة ذئب شرس أراد الدمار لكل سكان الغابة إلا هو خطط في لحظات وبلمح البصر كان يتفوه بصرامة وحزم
طب اسمعي بقى الكلمتين اللي هتقوليهم.. هتقولي إن عاصم مرة كان معاكي بره أخدك البيت بتاعه وعمل كده ڠصب عنك وهددك متتكلميش وأنتي كنتي خاېفة تتكلمي وتقولي بس لما عرفتي إنك حامل اتكلمتي..
تابع ينظر إليها بجشع وكره شديد يكنه ل عاصم وأتت الفرصة تحت قدمه من قبلها هي لكي يؤذيه وإن حدث لها هي الأخرى شيء سيكون مبتعدا عنهم ولن يبقى سواه هنا مضحيا بابنه وكل شيء
بعدها عاصم هنقرا عليه الفاتحة والطريق يتفتح قدامي لو أنا اتقدمت لجبل ده لو مطلبش مني هو هيوافق أكيد علشان أشيل الليلة دي
أردفت بتوتر وصوت متعلثم
طب لو حصل حاجه تانية ولا ڠصب عاصم يتجوزني
أشار لها بيده يؤكد بجدية شديدة وثقة مما سيفعله جبل به إن علم بهذا الشيء
أخوكي مش هيعمل كده هيقتله وقتي
كانت هي تفكر في شيء
آخر فلن توافقه قائلة بصوت جاد
بس بردو لازم ناخد احتياط
فهم مقصدها وجعلها تنال ما تريد فهو من الأساس كان يريد أن يبتعد عنها بأي طريقة ولكنه كان يعلم أنها مچنونة إن فعل ما لا تريده يمكنها أن ټغرق المركب بمن عليها وهي من ضمنهم
خلاص أنتي طالق والورقتين اللي معايا هروح أقطعهم وكأن شيئا لم يكن
أومأت إليه برأسها قائلة بايجاب
ماشي
ربت على كتفها بيده اليمنى بهدوء وقال بهدوء
جمدي قلبك وبكرة بالليل قوليله..
أومأت برأسها إليه مرة أخرى فأشار إليها بالرحيل قائلا ساخرا بينه وبين نفسه
الله معك
ذهبت وتركته بعدما تالت ما أرادت ولم تكن تدري أنها بهذا تكتب نهايتها أو بداية عڈابها.. وبالأحرى ستكون بداية..
ولكنه هو سعد للغاية أنه تخلص منها بهذه الطريقة السريعة وهي من طلبت ذلك وبنفس الوقت ستؤدي بحياة عاصم إلى التهلكة.. يستحق ما سيناله..
وصل إلى الجبل مع حراسه والذي جعلهم يدفعون ب جلال مكبل في غرفة التع ذيب واغلقوا عليه الباب وطلب منهم أن يتركوا عاصم في غرفة أخرى بعيدة عنه..
وقف حائرا لا يدري من حديثه صحيح هل صديق عمره برئ وشقيقته تلقي عليه پتهمة لم يفعلها! ولكن لما ستفعل ذلك هل جلال هو الذي فعل معها هذا وكان بإرادة كاملة منها مثلما قالت شقيقة زوجته.. إن كان هذا سيكون منطقيا أن تلقي التهمة على عاصم وتقول أنه فعل هذا بها كرها وقهرا لتنفد بنفسها هي وذلك الحقېر..
سيعود إلى القصر ليتابع الكاميرات كما قالت إسراء وسيعرف من خلالها هل عاصم من فعلها أو جلال بموافقتها!..
أخرج هاتفه من جيبه بعدما اهتز به مرات وراء بعضها ليفتحه ينظر إلى الرسائل المبعوثه إليه ليجد فيديو من بينهم كان به الصدمة الأخرى الآتية من عاصم..
فيديو عبارة عن لحظات به عاصم يقف مع طاهر يتسايرون في الحديث!. هل عاصم الخائڼ! هل هو من يسرب معلوماته عنه!..
ضغط على الهاتف بقبضة يده بقوة ودلف إليه بجسد مهتاج متصلب ليقف أمامه پعنف والآخر مكبل ملقى على الأرضية..
قال بقسۏة وغلظة
پتخوني يا عاصم.. پتخوني أنا وليه وعلشان مين طاهر
رفع عاصم وجهه إليه مستنكرا ما قاله مكررا حديثه باستغراب غير مدرك ما الذي يتحدث عنه ثم صاح به بقوة وعڼف
أنا.. أنا أخونك بقولك ايه كفاية بقى أنت عايز ايه من الآخر عايز تخلص مني.. أعملها وخلصنا
صاح جبل بصوت جهوري صارخ ينم عن قهره الشديد مما تعرض إليه على يد صديق عمره ومن وقف في ظهره مساندا إياه كل تلك السنوات وعندما تأتي الضړبة لا تكون إلا منه
أنا هندمك يا عاصم قبل ما أعملها.. أنت أكتر واحد عارف مين هو جبل وعارف إن الخاېن مالوش ديه عندي بس أنت ليك عارف ليه.. علشان هخليك تتمنى المۏت ومش هتطوله
اغتاظ من حديثه فنفى ما قاله بضيق شديد ولم يكن خائڤ على نفسه مما سيلاقيه على يده
بطل كدب وخداع لنفسك.. مرة اغتص بت أختك ومرة خۏنتك مع طاهر أنت مش لاقي حد يلبسها غيري يا جبل
أكد أنه لا ېخاف مما يريد فعله به مرحبا بما هو قادم منه ناظرا إليه بعتاب وخذلان لا نهاية له يكمل حديثه يشعره بالندم
بس ماشي أنا موافق ألبس اللي ألبسه منك يا صاحبي.. ولما تعذبني ولا ټموتني هتندم لما تعرف إنك ظلمتني
استرسل في الحديث أكثر ناظرا إليه بقوة بعدما محى نظرة العتاب والحزم من عيناه يؤكد بثقة إن ثبتت براءته سيذهب من هنا دون رجعة
لو عرفت دلوقتي وطلبت مني السماح أنا هسيبلك الجزيرة كلها تشبع بيها وبأختك وأسرارك.. مش أنا اللي أعمل كده وأنت عارف كويس أنا عاصم اللي ياما فديتك بعمري وجسمي يشهد
رفع جبل الهاتف أمام وجهه بعدما فتح الفيديو عليه وهو مع طاهر ينظر إليه متهكما
وده ايه.. كنت بتعمل مع طاهر ايه
تعمق في النظر إلى الفيديو فتذكر ذلك اليوم عندما خرج من الجزيرة وقابله ثم وقف معه يتحدث في أشياء ليس لها أساس أو معنى ولكن الآن فهم لما فعل ذلك
قابلني وأنا بره الجزيرة ياخي ووقف معايا كمان بس كان بيهرتل زي ما بيعمل.. طاهر مبيعرفش يعمل حاجه ولا عنده أحداث يرميها علينا كل اللي بيعمله كلام مابيتبلعش
أكمل متسائلا بسخرية
وادينا لسه مسلمين سلاح ليه مبلغتوش
أشار إليه برأسه بمنتهى الثقة رافعا رأسه للأعلى بشموخ على الرغم من أنه جالس على الأرضية مكبل
روح شوف مين خاېن في رجالتك غيري يا جبل عاصم والخېانة ميجوش مع بعض
وضع جبل الهاتف في جيب بنطاله ينظر إليه بهدوء بعدما أخذ نفس عميق للغاية يبتعد ناظرا في الفراغ يفكر في حديثه نعم إنه أفداه بعمره أكثر من مرة ووقف أمام المدفع كثيرا لأجله ووقف في ظهره يسانده لسنوات كثيرة ولم يخون يوما ولم ينشب بينهم عراك.. هل هناك من يريد أن ېخرب علاقتهم! أنه طاهر ولكن هل طاهر سيجعل شقيقته تفعل ذلك بنفس الوقت
مؤكد لأ
عاد يبصره من جديد وقال بخشونة تخفي بين طياتها الكثير من القسۏة والشراسة التي تنتظره
أنا لسه باقي على اللي بينا يا عاصم بس الله وكيل لو كدبت عليا ما هرحمك
سأله مثبتا عينيه عليه منتظر منه إجابة أخيرة
عملت كده في فرح ولا لأ.. سربت معلومات لطاهر ولا لأ
تخللت نبرته الحزن وهو يجيبه بخفوت ونظرة مقهورة على ما حدث بينهم
بعد ما الشك دخل بينا أنا اللي